موسم الهانابي | ما هو وما سبب انتشاره في اليابان؟ • مجلة اليابان • The Nippon Times

في حال زرت اليابان من قبل في موسم الصيف، بالتأكيد قد شاهدت الكثير من الألعاب النارية. حيث تقام العديد من العروض الترفيهية بين شهري يوليو/تموز و أغسطس/أب من كل عام، ويطلق عليها باليابانية اسم موسم الهانابي حيث تتكون “هانابي – hanabi – 花火” من مقطعين “هانا” والذي يعني زهرة و “بي” وهي مرادفة لكلمة نار، ومع بعضهما البعض يشكلان معناً حرفياً “الأزهار النارية” أو “النار على شكل الأزهار”، وهي كلمة قريبة أيضاً من “هانامي” وهو موسم مشاهدة أزهار الكرز الوردية.

تاريخ الألعاب النارية في اليابان

توكوغاوا إياسو مؤسس حكم توكوغاوا الإقطاعي والذي دام في إيدو من 1603 وحتى 1868

يقول الخبراء أن أصل موسم الهانابي في اليابان يعود إلى حقبة إيدو في عام 1613، عندما أهدى مبعوث بريطاني للملك جايمز الأول مع تاجر صيني حفنة من الألعاب إلى حاكم البلاد الإقطاعي الأعلى “توكوغاوا إياسو” وهو مؤسس سلالة توكوغاوا التي حكمت اليابان منذ عام 1603 وحتى التوحيد في 1868 على يد ثورة الإمبراطور ميجي الإصلاحية.

وفي تلك الحقبة (إيدو) كانت اليابان تعيش ما يدعى بحقبة العزلة الوطنية والتي استمرت أكثر من مئتي عام، ولكن ذلك لم يمنع بعض التجار من توريد البضائع إلى موانئ البلاد. ويشير الخبراء إلى أن الحاكم الإقطاعي “توكوغاوا إياسو” أعجب بالألعاب النارية فأصبحت تقليداً لنبلاء البلاد، فكانوا يجتمعون بالقرب من نهر سوميدا في طوكيو (إيدو سابقاً) ليستمتعوا بمنظر الألعاب النارية أثناء الصيف مع نسمات الهواء العليل التي تمر بالنهر الشهير.

واستضاف نهر سوميدا في عام 1733 أول عرض ألعاب نارية على الإطلاق على شرف ضحايا الفقر الشديد، والذين توفي أكثر من مليون شخص منهم في سنوات ماضية. ومنذ حينها أصبح موسم الألعاب النارية (هانابي) في اليابان أمراً شائعاً، و تستضيفه جميع قطاعات العاصمة والمحافظات الأخرى خلال الصيف لأغراض ترفيهية.

ما المميز في موسم الهانابي الياباني؟

ترمز الألعاب النارية حول العالم لمناسبات وطنية مهمة، ولا تُقام مثل هذه العروض إلا في تلك المناسبات، ولكن في اليابان تقام مثل هذه العروض كل صيف لأغراض الترفيه، فيجتمع الناس على ضفاف الأنهار أو المراكز الحيوية لمشاهدة الألعاب النارية والتي قد تستمر بعض عروضها لساعات بلا توقف. وهو أمر يوازي مشاهدة أزهار الكرز أثناء الربيع في موسم “الهانامي” ولكن في حالة موسم الهانابي فالمشاهدون يستمتعون برؤية الأزهار في السماء.

حيث أصبحت الألعاب النارية في اليابان صناعةً خاصةً لوحدها، وتم تطوير أنواع جديدة من العروض تضم أشكالاً مختلفة تتراوح من الأزهار حتى القلوب، لرسم أفضل الأشكال الممكنة في السماء وامتاع الحاضرين وأنظارهم بساعات غير منقطعة من الأجواء الحيوية الخلابة.

أفضل مهرجانات الألعاب النارية في اليابان:

في حال خططت لزيارة اليابان في فصل الصيف، ومشاهدة ألعابها النارية، لابد من معرفة الأماكن التي تخطط لزيارتها، وهذه هي أفضل 5 وجهات سياحية للألعاب النارية في اليابان:

• مهرجان طوكيو أداتشي للألعاب النارية والذي يقام في العاصمة على طول نهر آراكاوا (منتصف شهر يوليو/تموز من كل عام)

• مهرجان تينجن في أوساكا والذي يعود تاريخه لأكثر من 1000 عام! (منتصف شهر يوليو/تموز من كل عام)

• مهرجان طوكيو على نهر سوميدا الشهير (نهاية شهر يوليو/تموز من كل عام)

• مهرجان نهر نانيوا يودو في أوساكا (منتصف شهر أغسطس/أب من كل عام)

• مهرجان كوبيه المائي في محافظة هيوغو (بداية شهر أغسطس/أب من كل عام)

أمور مهمة لابد من معرفتها:

زيّ اليوكاتا التقليدي الصيفي | عبر طوكيو فاشون فلكر

• إن كنت ترغب بعيش التجربة من وجهة نظر يابانية، هناك أمور لابد من معرفتها، حيث يرتدي الناس عادةً (النساء بشكلٍ رئيسي) ما يدعى بالـ”يوكاتا – 浴衣 – yukata” وهو زيّ تقليدي يشبه الكيمونو ولكنه خفيف ويناسب الأجواء الصيفية، وتطغى عليه الألوان الزاهية والأنماط التقليدية الجميلة. وفي حال أنك لم تجد اليوكاتا، يمكن ارتداء ملابس صيفية خفيفة مع حذاء مريح يتيح لك السير بسهولة.

• يمكن الجلوس في أي مكان عام لمشاهدة الألعاب النارية والاستمتاع بها، ولكن في السنوات الأخيرة باتت الأماكن العامة مكتظة قليلاً، بالأخص في طوكيو، فإنت كنت تفضل الهدوء، تقوم بعض الأماكن في العاصمة بتوفير حجوزات على سطوحها لتتيح للسياح مشاهدة المهرجانات بدون اكتظاظ.

• في حال كنت تود زيارة مهرجان للألعاب النارية في مكانٍ بعيد عنك، فالأفضل أن تذهب مبكراً أو تخطط لرحلتك، لأن القطارات ستكون مكتظة أحياناً في بعض المحطات، والفنادق القريبة من أماكن المهرجانات العامة ستكون محجوزة بالكامل.

• لا توجد قوانين تحدد ما عليك إحضاره أو فعله، ولكن يمكن إحضار الطعام وسجادة أو قطعة قماش للجلوس عليها والاستمتاع بمنظر الأزهار في السماء، ويجب الحرص على إحضار كيس تجمع فيه القمامة عند مغادرة المكان، لتجنب إثارة استياء السكان المحليين أو ترك انطباع سيء لديهم.