عمدة أوساكا يقترح حلاً للتخلص من مياه فوكوشيما المشعة!

اقترح عمدة مدينة أوساكا إيتشيرو ماتسوي حلاً على حكومة طوكيو المركزية، للتخلص من المياه المشعة لمفاعل فوكوشيما الأول في خليج مدينة أوساكا إن كان الأمر مناسباً!

وقال عمدة أوساكا المخضرم ورئيس حزب “نيبون إيشين نو كاي – حزب اليابان للابتكار” غير المحافظ بأنه يمكن للبلاد التخلص من المياه الملوثة بمادة التريتيوم المشعة عبر إلقائها في خليج أوساكا عوضاً عن التخلص منها في المحيط الهادئ، وذلك إن ثبت بالدليل أنها آمنة للبيئة.

وقال عمدة أوساكا في تصريح حديث: “من الضروري أن يتم التخلص من المواد التي لا تخلق ضرراً بيئياً على الإطلاق. إن أحضرت المياه المشعة إلينا {يقصد مدينة أوساكا}، يمكننا التخلص منها”. كما شدد على أنه يرغب من فريق ياباني علمي ومختص دراسة المياه المشعة، ويظهر الفريق بالدليل بعدها أن المياه في محافظة فوكوشيما تحتوي على مستويات إشعاعية طبيعية أو أقل من الطبيعية، لكي تستطيع المدينة التخلص منها.

ويأتي هذا العرض من عمدة أوساكا ، بعد مناقشة مستفيضة بين الحكومة المركزية في طوكيو وشركة طوكيو القابضة للطاقة الكهربائية (تيبكو) – المسؤولة عن المفاعل – حول كيفية التخلص من قرابة مليون طن من المياه المشعة التي تم إخراجها من مفاعل فوكوشيما دايئيتشي. والذي تضرر جراء كارثة زلزال وتسونامي توهوكو الكبير في عام 2011.

وحالياً تقوم شركة تيبكو بالتخلص من هذه المياه المشعة ضمن جهود تنظيف المفاعل، عبر وضعها في خزانات خاصة في موقع المفاعل نفسه. ولكن تقول الشركة بأن هذه الخزانات ستنتهي سعتها بحلول منتصف عام 2022، ولا يوجد حل بديل للمكان الذي يمكن التخلص فيه من باقي المياه المشعة، والتي نتجت بعد ذوبان قلب المفاعل بسبب الكارثة.

مقال ذو صلة: الحقيقة حول اصطياد سمكة متحولة متأثرة بإشعاعات مفاعل فوكوشيما

وأدى تصريح لوزير البيئة الياباني السابق “يوشيئكي هارادا” إلى غضب سكان محافظة فوكوشيما والعامة في البلاد، بعد أن اقترح التخلص من هذه المياه المشعة في المحيط الهادئ كحل بديل عند انتهاء سعة الخزانات! وبالرغم من الغضب العام الذي واجهه الوزير السابق، أكدت شركة تيبكو اليابانية المسؤولة عن تنظيف المفاعل (وتشغيله قبيل الكارثة)، أن التخلص من المياه الملوثة بعنصر التريتيوم المشع في المحيط الهادئ لن يكون خطيراً أبداً على البشر.

و زار وزير البيئة الجديد “شينجيرو كويزومي” والذي تم تعيينه بعد تعديل وزاري خاطف مؤخراً، محافظة فوكوشيما وتحدث إلى المسؤولين عن تنظيف الفاعل، ولكنه لم يتخذ موقفاً بشأن هذه المعضلة المهمة، ويقول الوزير الحالي بأنه ما زال يدرس الأمر.

يذكر أنه في الحادي عشر من مارس/آذار 2011 تعرض إقليم توهوكو شمال شرق البلاد إلى زلزال وتسونامي أدى إلى مقتل حوالي 18 ألف شخص، وتدمير مفاعل فوكوشيما دايئيتشي في محافظة فوكوشيما. وهي كارثة بيئية خطيرة تشكل ضغطاً كبيراً على الحكومة اليابانية بسبب مخاطر بيئية وقلق لدى العامة والعالم.

وبعد 8 سنوات من الكارثة تقول الحكومة اليابانية وشركة تيبكو المسؤولة عن تنظيف المفاعل المعطوب أنها تمكنت وبنسبة كبيرة من تنظيف المنطقة من الإشعاعات الخطيرة بالرغم من وجود المزيد منها في منطقة الكارثة المباشرة. وتسعى تيبكو لتنظيف المفاعل النووي من المياه المشعة الموجودة في قلبه من أجل تفكيكه نهائياً بحلول الأعوام الـ5 القادمة.

ويشكل هذا الأمر قلقاً دولياً كبيراً، يؤثر على سمعة اليابان في الخارج بالأخص مع اقتراب أولمبياد طوكيو الصيفية 2020. وينتقد بعض الخبراء و دول إقليمية الحكومة المركزية بقولهم أن الحكومة لا توفر إحصاءات دقيقة حول حجم الإشعاعات في المحافظة. ولتفنيد مثل هذه الإشاعات قامت الحكومة اليابانية باستدعاء 27 سفيراً وممثلاً من 22 دولة مختلفة من ضمنها دولاً إقليمية.

مقالات ذات صلة: كوريا الجنوبية تشطب اليابان من قائمتها البيضاء!
رسالة تهديد مجهولة أرسلت لسفارة كوريا الجنوبية في اليابان!

وعقدت وزارة الخارجية اليابانية مؤتمراً لإطلاع ممثلي هذه الدول على تقدم أعمال تنظيف المفاعل وبيانات الحكومة اليابانية عن الكارثة كعلامة على شفافية الحكومة المركزية في التعامل مع هذه المشكلة البيئية الخطيرة. وبعد المؤتمر، لم تحدث أية انتقادات من قبل هذه الدول حيال المعلومات التي أطلع ممثليهم عليها.

ويأتي هذا المؤتمر كمحاولة من الحكومة اليابانية تفنيد الشائعات حيال فوكوشيما، بعد أن أطلقت كوريا الجنوبية سلسلة من الادعاءات حيال عدم شفافية الحكومة اليابانية في التعامل مع الإشعاعات وخطورة المحافظة على السُياح الأجانب، على خلفية النزاع التجاري بين البلدين.

المصادر: مكتب عمدة مدينة أوساكا – هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية – وزارة الخارجية اليابانية – تيبكو – صحيفة “Japan Times” اليابانية
صورة المقال الأصلية: رويترز