يصادف 7 يوليو/تموز من كل عام في اليابان “تاناباتا” أو مهرجان النجوم ( هوشي ماتسوري 星祭り )، وفيه يقوم اليابانيون بالاحتفال بلقاء النجمين “أوريهيميه” و “هيكوبوشي” وكتابة أمانيهم العديدة على قصاصات ورقية ملونة تسمى “تانزاكو” (كمثل أن يتمنوا النجاح أو الصحة الوفيرة وغيرها) وثم يعلقونها على الخيزران ليتمنوا تحقيقها من هذين النجمين.
يعودُ تاريخ مهرجان تاناباتا إلى الصين و وصل إلى اليابان منذ قديم الزمان، وبدأ البلاط الإمبراطوري الياباني بالاحتفال به ثم انتقل إلى العامة وأصبح من التقاليد الثابتة، وهو مزيج بين الثقافتين الصينية واليابانية. حيث تقول الأسطورة الصينية القديمة أن “أوريهيميه” (نجم الواقع – فيجا) كانت تعمل بالحياكة أما هيكوبوشي (نجم النسر – التاير) فكان يعمل كراعي بقر وهو مخلصٌ في عمله.
إلتقيا في أحد الأيام وأحبا بعضهما بشدة وتزوجا بعدها، ولكن عندما تزوجا أصبحا كسولين جداً ولم يعودان يعملان بإخلاصٍ كما في السابق، فغضب والدُ “أوريهيميه” ففصل بينهما بمجرة درب التبانة! وحدد لهما يوماً (السابع من يوليو/تموز) واحداً فقط ليلتقيا كل عام بشرط أن يعملا بجد ولا يصبحا كسولين مجدداً. لذلك يعمل الزوجان بجدٍ واجتهاد طوال السنة حتى يوم لقاءهما المنتظر من كل عام.
حيث جاءت هذه القصة أو الأسطورة من الصين إلى اليابان خلال حقبة نارا التي دامت من 710 قبل الميلاد وحتى عام 94 ميلادية، وكانت في البداية على شكل مهرجان للحياكة للنساء اليافعات ولكنها امتزجت لاحقاً مع اسطورة يابانية عن امرأة تعيش في النجوم وتحيك الملابس تدعى (تاناباتا تسومي) والتي تحولت لاحقاً إلى القصة المتعارف عليها حالياً عن النجمين فيجا والتاير.
ولم يكن التمني على النجوم أمراً شائعاً في اليابان حتى مجيء حقبة إيدو (1603 – 1868) حيث انتشر الأمر بين عامة الناس من البلاط الإمبراطوري، واعتاد الناس سابقاً إلقاء الشعر أثناء التحديق بالنجوم كنوعٍ من الاحتفال بهذا المهرجان. وتحول الأمر لاحقاً لكتابة الناس أمانيهم على أوراقٍ ملونة تعرف بــ”تانزاكو” وتعليقها على أشجار الخيزران (البامبو) الطويلة والخضراء والتي أصبحت رمزاً شائعاً في هذا المهرجان بسبب طولها الشاهق والذي يرمز للاستقامة والاستدامة. حيث لا تنحصر الأماني بأوراق “تانزاكو” الملونة فقط، ولكنها تمتد لتشمل وسائل أخرى مثل تشكيل طيور الكركي التي ترمز للأماني والسلام في الثقافة اليابانية عبر فن الأوريغامي (فن طي الورق).
اقرأ أيضاً: المئة قصيدة.. تاريخ وتسلية
لعل هذه الأسطورة تعتبر خرافة في نظر البعض من الذين ترعرعوا في ثقافات مختلفة عن الثقافات الشرق آسيوية! ولكنها تمثل جانباً مهماً من الثقافة اليابانية، فتكوين أفكار الناس في عقولهم اللاواعية يأتي غالباً من هذه القصص الشعبية المنتشرة بكثرة كما في بعض البلدان العربية، والتي تلتصق بالعقل اللاواعي وتجد طريقها بسهولة إلى الأجيال القادمة لتكوّن عقلية الشخص وتقوم ببرمجته إما على الجد والاجتهاد وإما على الخوف والرهبة..
فظاهر هذه القصة يتحدث عن الرومانسية والحب وقصة حبيبان تم الفصل بينهما لمدة طويلة، ولكن باطنها يحثُ عقل المتلقي أن لا يقدم مشاعره ورغباته على واجباته المهمة وأن لا يكون كسولاً ويستسلم لرغبات النفس مهما كانت قوية، وأن يعمل بإجتهاد ليظفرَ بما يريدهُ لاحقاً.
هل لديكم قصص شعبية مشهورة في بلدانكم تتوارثها الأجيال؟ شاركونا بها.
المصدر: هيئة القومية اليابانية للسياحة
صورة المقال الأصلية: تصوير image-MILL عبر موقع فلكر
مقال جميل جدا
اشبه بقصة وفيها حكمة
قصة الأسطورية آتية من الصين.
جمال اتحاد الثقافات
مقال رائع عن تاناباتا
جميل جدا استمروا
مهرجان النجوم تاناباتا هوشيري موتسيوري
قصة فاعلية بين الحضارة الصينية واليابانية
حضارات شرق اسياء تتميز بكثرة المهرجانات والفعاليات
اعجبتني الاسطورة لكن لما بحثت على نجم هيكوبوشي ما لقيتو . هل هو نجم حقيقي ام مجرد خيال ؟؟
هذا واحد من مهرجانات الصيف المفضلة لدي في اليابان
كنت اظن ان اسمه مهرجان التاناباتا لم اعرف ان اسمه مهرجان النجوم ايضا
احب الأساطير اليابانية دائما مايوجد فيها معان راقية
فكرة كتابة الأمنيات ع ورقة وتعليقها ع خيزران جميلة جدا
كثيرا ما نجد هذا المهرجان في الانمي والدراما
عادة التانزاكو موجودة عند الكثير من الشعوب في العالم في اوقات مختلفة والرابط بينهم جميعا هو تمني الصحة والسعادة في اوقات مخصوصة من كل السنة.
مع ان مهرجان تاناباتا صيني الاصل الا ان اليابان تبنته كمهرجان رسمي لها في كل موسم
[…] الصيفي، وهو أحد أنواع مهرجانات النجوم (تاناباتا). (يمكن الاطلاع عليه بالضغط هنا). وقد وصل عدد مشاهدات هذه الأغنية إلى نحو 347 ألف مشاهدة […]
من الجميل المشاركة في هذه المهرجانات الصيفية اليابانية الشعبية بالرغم من اني لا اقتنع بهذه الامور الخرافية
الشعب الياباني يحبون المهرجانات كثيرا
الاساطير تعرفك على طريقة تفكير القدماء وتلمس بها الجمال كما في هذه الاسطورة