أبرز المعلومات عن دولة اليابان

نستعرض في هذا الموضوع أهم وأبرز المعلومات عن دولة اليابان. ومدى أهميتها من عدة جوانب مختلفة ليدرك القراء أسباب اهتمام الكثير بدولة اليـابان من حول العالم.

اليابان تنطق باللغة اليابانية “نيهون” أو “نيبون” وتكتب بالكانجي 日本. وتعني في هذه اللغة (مشرق الشمس) أو (أصل الشمس). ويعود أصل هذه الكلمة إلى اللفظ الصيني. لأن الصينيين قد أطلقوا اسم (أرض منبع الشمس) على البلاد بسبب موقعها في أقصى شرقي العالم المأهول آنذاك.

الأصول التاريخية للشعب الياباني

تمتد الجذور التاريخية للشعب الياباني لتصل إلى ثلاث مجموعات سكانية قديمة. وذلك وفقاً لأحدث تحليل وراثي للأحماض النووية القديمة الذي شارك في إعداده عالم الوراثة “ناكاغومي شيغيكي” من جامعة ترينيتي في دبلن، هولندا. ومن خلال هذا التحليل، وجد العلماء القائمون على هذه الدراسة أنّ معظم أسلاف اليابانيين – أي نسبة 71% منهم – ينحدرون من مجموعة سكانية ذات أصول شرق آسيوية قد هاجرت إلى أرض البلاد بعد نحو 300 سنة بعد الميلاد خلال فترة كوفون.

وهذه الفترة رافقها ظهور الكثير من التطورات الثقافية بالإضافة إلى نمو القيادة المركزية. والجدير بالذكر أنّ لدى المهاجرين هؤلاء أصول تشبه لحد كبير شعب الهان الذي يكوّن النسبة الأكبر من الشعب الصيني. وتعود نسبة 16% من أصول اليابانيين إلى أصول مجموعة سكانية تعود لشمال شرق آسيا قد وصلت إلى أرض البلاد عام 900 قبل الميلاد. و هم من جلبوا معهم زراعة الأرز بالغمر خلال فترة يائوي التاريخية. أما النسبة المتبقية 13% من الأصول الوراثية لليابانيين، فهي تعود إلى مجموعة سكانية من الصيادين وجامعي الثمار. حيث يعود تاريخ هذه المجموعة السكانية إلى ما يقرب من 15 ألف عاماً. وتسمى بداية تلك الفترة بفترة جومون.

التاريخ السياسي لليابان

كانت اليابـان مأهولةً بالسكان منذ العصر الحجري القديم (أي نحو 30 ألف عام قبل الميلاد). ومع مرور الزمن، تشكلت معالم السلطة والحكم وسط ملاحم وصراعات عبر التاريخ. حتى أصبحت ممالك اليابان قديماً موحدةً تحت الحكم الإمبراطوري والبلاط الإمبراطوري في هيان كيو بين القرنين الرابع والتاسع. ومع بداية القرن الثاني عشر أصبحت السلطة السياسية مملوكةً لسلسلة من القيادات العسكرية (الشوغن) بالإضافة إلى الأمراء الإقطاعيين (دايميو). وقد فرض هذه السلطة النبلاء المحاربون المعروفون باسم (الساموراي). وبعد 100 عام من الحروب الأهلية الطاحنة، تم توحيد البلاد عام 1603 تحت قيادة توكوغاوا الشوغونية. والتي سنّت سياسة العزلة عن العالم. حيث دخلت اليابـان فترة الانعزالية الخارجية حتى عام 1854 حين وصل أسطول أمريكي للبلاد ودعا إلى فتح التجارة مع الغرب. مما أدى لنهاية حكم الشوغون. فاستعادت السلطة الإمبراطورية حكمها سنة 1868 التي شكلت حقبةً جديدةً في تاريخ اليـابان عرفت بحقبة ميجي التاريخي التي امتدت من عام 1868 وحتى عام 1912.

وخلال هذه الحقبة التاريخية، تبنّت الإمبراطورية اليابانية دستوراً على النمط الغربي وقد اعتمدت برنامجاً للتصنيع والتحديث. ومع تصاعد النزعة العسكرية والاستعمار خارج البلاد حول العالم، قامت اليابان بغزو الصين في عام 1937. ودخلت الحرب العالمية الثانية عام 1941 لصالح دول المحور (وهي ألمانيا النازية وإيطاليا)، في مواجهة دول الحلفاء (الدول الغربية عموماً).  

وبعد خسارة حرب المحيط الهادي والمعاناة من القصفين الذريين في هيروشيما وناغاساكي، أعلنت اليابان استسلامها عام 1945. وتبنت دستوراً جديداً عام 1947. وقد حافظت اليابان على الملكية الدستورية البرلمانية الموحدة مع مجلسين تشريعيين. بالإضافة إلى البرلمان الوطني. 

قوة اليابان ومعجزتها الاقتصادية

اليابان اليوم دولة متقدمة وقوة عظمى ومؤثرة إقليمياً ودولياً. فهي عضو في العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحددة ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومجموعة الثماني G8 التي تضم: (كندا، فرنسا، ألمانيا إيطاليا، اليابان، روسيا ( عضويتها حالياً معلقة)، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية). بالإضافة إلى مجموعة العشرين G20.  

ويعد اقتصاد اليابان ثالث أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي الذي بلغ أكثر 4.9 تريليون دولار عام 2021. وهو ناتج أكبر (في نفس العام) بالمقارنة مع دول صناعية كبرى مثل ألمانيا وكوريا الجنوبية. ورابع أكبر اقتصاد بحسب القوة الشرائية. ويحتل نصيب الفرد من الدخل في اليابان المرتبة 36 في العالم. 

وعلى الرغم من أن اليابان قد تخلت عن حقها في إعلان الحرب منذ استسلامها بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أنها احتفظت منذ ذلك الوقت بقوات الدفاع الذاتي اليابانية التي تعتبر واحدة من أقوى الجيوش في العالم. الجدير بالذكر أن السياسات الدفاعية لليابان تشهد تغييراً حالياً وسط تنامي التهديدات الإقليمية والدولية.

بعد الحرب العالمية الثانية، شهدت اليابان نموًا قياسيًا في معجزة اقتصادية مختلفة عن سائر الدول حول العالم. حيث أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 1972. لكنها واجهت شبح الركود في عام 1995، فيما يُشار إليه بالعقود المفقودة. ومع ذلك، حافظت اليابان على قوتها الاقتصادية كواحدة من أكبر الاقتصادات في العالم. وتتمتع اليابان بأعلى متوسط عمر متوقع في العالم، على الرغم من أنها تشهد انخفاضًا في عدد السكان.

دولة رائدة عالمياً

اليابان دولة رائدة عالمياً في مجال صناعة السيارات بقيادة شركة تويوتا العملاقة التي تفوقت على أكبر شركات صناعة السيارات في العالم مثل فولكس فاجن الألمانية وجنرال موتورز الأمريكية من حيث إجمالي المبيعات. حيث قامت تويوتا ببيع أكثر من 10 ملايين و 480 ألف سيارة في عام 2022 من حول العالم.

وتعد اليابان دولةً رائدةً عالمياً في مجال الروبوتات والإلكترونيات أيضاً. حيث  قدمت الدولة مساهمات كبيرة في العلوم والتكنولوجيا. ومن أشهر الشركات اليابانية التقنية شركة سوني العملاقة التي بلغ صافي إيراداتها في نهاية عام 2021 أكثر من 80 مليار دولار أمريكي. وتشتهر ثقافة اليابان في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الفن والمطبخ والأفلام والموسيقى والثقافة الشعبية، والتي تشمل صناعات المانغا والأنمي وألعاب الفيديو مثل بلايستيشن ونينتندو و SEGA. والجدير بالذكر أنّه قد تم بيع أكثر من 32 مليون منصة بلايستيشن5 في أحدث إحصائية صدرت في اليوم الرابع من يناير 2023. وقد وصف المحللون القفزة القياسية بالمبيعات بأنها قفزة جنونية على الرغم من الكثير من المصاعب والأزمات التي حلّت حول العالم مؤخراً وعلى رأسها أزمة نقص الرقاقات الإلكترونية.

نظرة جغرافية على اليابان

تقع اليابان في أقصى شرق آسيا بين المحيط الهادي وبحر اليابان وشرق شبه الجزيرة الكورية ويفصل بينهما بحر اليابان. وتقع جنوب شرق روسيا ويفصل بينهما بحر أوخوتسك. وإلى الشرق والشمال الشرقي من الصين وتايوان، يفصلهما بحر الصين الشرقي. وفقاً لأحدث الدراسات، يتألف الأرخبيل الياباني من 14 ألف و125 جزيرة مأهولة وغير مأهولة وهذا ما يجعل لليابان سادس أطول خط ساحلي بالعالم. وهذه الجزر ممتدة على مسافة 3000 كيلومتر من بحر أوخوتسك وحتى بحر الصين الشرقي. وبلغ عدد سكان اليابان 125 مليون و 700 ألف نسمة وفقاً لأحدث مسح سكاني رسمي في عام 2021. بينما تبلغ مساحة دولة اليابان نحو 378 ألف كيلومتر مربع وهي تعادل تقريباً سدس مساحة المملكة العربية السعودية أو ثلث مساحة جمهورية مصر العربية.

أما بالنسبة للجزر الرئيسية لليابان فهي خمسة. نذكرها بالترتيب من الشمال إلى الجنوب: هوكايدو، هونشو، شيكوكو، كيوشو، أوكيناوا. ولليابان ثامن أكبر منطقة منفعة اقتصادية حصرية بالعالم وهي تغطي مساحة 4 ملايين و 470 ألف كيلومتر مربع. وتتكون الطبيعة الجغرافية للأرخبيل الياباني من الغابات التي تشكل نسبة 67% و 14% أراضٍ زراعية. علماً بأن النسبة الأكبر من أراضي الأرخبيل الياباني غير صالحة للسكن بسبب التضاريس الوعرة والجبلية. وبالتالي فإن المناطق الصالحة للسكن هي في الغالب المناطق الساحلية التي تمتاز بكثافة سكانية عالية للغاية. ولجزيرة هونشو الكثافة الأعلى سكانياً بمعدل 450 شخص لكل واحد كيلومتر مربع وفقاً للإحصاءات الرسمية لعام 2010. بينما تعد جزيرة هوكايدو الأدنى من حيث الكثافة السكانية بواقع 65 شخص لكل كيلومتر مربع. 

الطقس والمناخ 

مناخ اليابان معتدل غالباً ولكنه يختلف بشكل كبير من الشمال إلى الجنوب. حيث تتمتع منطقة هوكايدو الواقعة في أقصى الشمال بمناخ قاري رطب مع فصول شتاء طويلة وباردة وصيف دافئ جدًا إلى بارد. أما في منطقة بحر اليابان على الساحل الغربي لهونشو، تجلب الرياح الشتوية الشمالية الغربية تساقطًا كثيفًا للثلوج خلال فصل الشتاء. وفي الصيف، تشهد المنطقة أحيانًا درجات حرارة شديدة الارتفاع.  تتمتع المرتفعات الوسطى بمناخ قاري رطب، مع اختلافات كبيرة في درجات الحرارة بين فصلي الصيف والشتاء. وتحمي جبال منطقتي تشوغوكو وشيكوكو بحر سيتو الداخلي من الرياح الموسمية، لتشكل طقسًا معتدلًا على مدار العام.

ويتميز ساحل المحيط الهادي بمناخ شبه استوائي رطب يشهد فصول شتاء أكثر اعتدالًا مع تساقط الثلوج في بعض الأحيان وصيف حار ورطب بسبب الرياح الموسمية الجنوبية الشرقية. ويبدأ موسم الأمطار الرئيسي في أوائل شهر مايو في أوكيناوا، وتتحرك جبهة المطر تدريجياً شمالاً. في أواخر الصيف وأوائل الخريف، غالبًا ما تجلب الأعاصير أمطارًا غزيرة.

أبرز مدن اليابان

تتألف اليابـان من 47 محافظة. وتعتبر طوكيو أهم وأبرز المدن في اليابان. فهي العاصمة ويبلغ عدد سكانها نحو 14 مليون نسمة. وتليها كيوتو (عاصمة اليابان القديمة) ويعيش فيها نحو مليون و 500 ألف نسمة. ويعيش نحو 2 مليون و 753 ألف نسمة في أوساكا. أما بالنسبة إلى هيروشيما الواقعة في الجنوب الغربي من البلاد، يعيش فيها نحو مليون و 200 ألف نسمة. وناغاساكي التي يبلغ عدد سكانها نحو 500 ألف نسمة. 

حكاية علم اليابان

يتكون العلم الياباني من دائرة حمراء ترمز إلى الشمس على خلفية بيضاء. يُعرف باسم “هينومارو” hinomaru باللغة اليابانية. ويعني “دائرة الشمس”. لأن اليابان تقع في أقصى غرب المحيط الهادي، تشرق الشمس فوق البحر. وهذا هو مصدر الإلهام لتصميم العلم.

وفي النهاية نختم بالنشيد الوطني الياباني، الذي أصبح معترفًا رسميًا به في عام 1999 ،يسمى كيميغايو “Kimigayo“.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)