ارتفاع عدد الشركات اليابانية التي تدعم نظام العمل لمدة 4 أيام

شهد عدد الشركات اليابانية التي تدعم نظام العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع، ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. حيث بدأت شركات كبرى بتطبيق النموذج المرن الذي يمنح حريةً أكبر في العمل.

شعبية نظام العمل لمدة 4 أيام تزداد بين الشركات

غيرت جائحة فيروس كورونا ـــ التي ما زال شبحها حاضراً برغم تركيز الإعلام على أزمات عالمية أخرى ـــ طريقة تفكير الشركات اليابانية الكبرى للأبد.

وبالرغم من التداعيات العديدة التي تسببت بها الجائحة داخل اليابان، دفعت الشركات نحو إعادة التفكير في طرقها الإدارية، وفرضت واقعاً جديداً أجبرها على الانفتاح على خيارات جديدة، مثل العمل عن بُعد أو العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع.

وعلى ما يبدو فإن نظام العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع بدأ باكتساب شعبية بطيئة ولكن متنامية بين الشركات اليابانية، وعلى وجه الخصوص الكبرى منها، بعيد أن سمحت العديد منها للأفراد بالعمل عن بُعد تزامناً مع اشتداد الجائحة داخل البلاد خلال 2020 وفرض حالة الطوارئ الصحية الأولى.

وأصبحت شركة «باناسونيك» الرائدة في مجال الإلكترونيات والتكنولوجيا آخر شركة كبرى تنضم لدعم نموذج العمل المرن، إذ اعتنقت نظام العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع، وبدأت خلال شهر أبريل/نيسان 2022 بتوفير خيار لموظفيها يسمح لهم بالعمل لـ4 أيام فقط إن رغبوا بذلك، على خلفية إعلانها في يناير 2022.

وبجانب «باناسونيك»، أطلقت شركات أخرى مثل «هيتاتشي» ومجموعة «ميزوهو» و «يونيكلو» وغيرها، مبادرات مشابهة. كما بدأت «هيتاتشي» بالسماح لأفرادها بترتيب جدول أعمالهم بصورة مرنة دون استقطاع مرتباتهم، طالما بأن ذلك لن يؤثر على العمل بصورة سلبية.

وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة اليابانية أعربت عن دعمها لهذا النظام خلال عام 2021، في تقرير سنوي للسياسة الاقتصادية. وتأمل الحكومة أن تحقق التوازن بين العمل والحياة بالنسبة للأشخاص الذين لديهم مسؤوليات عائلية أو يحتاجون إلى مزيد من الوقت لاكتساب مهارات جديدة.

النموذج بين مؤيد ومعارض

بالرغم من أن فكرة أسبوع العمل المكون من 4 أيام ليست بجديدة، إلا أنها ما زالت لم تطبق على نطاق واسع بسبب الاختلاف الكبير بين من يؤيد الفكرة والمخاوف والمعارضة التي تمتلكها بعض الشركات.

ويرى المؤيدون إن هذا النموذج سيحفز القوة العاملة ويرفع الإنتاجة ويزيد من جودة الحياة و وتيرة تعلم مهارات جديدة. وسيخدم هذا النظام المجتمع الياباني على وجه الخصوص، كونه يُعاني من شحة في الأيدي العاملة والتي جعلت من العاملين في قطاعات عديدة يواجهون ساعات عمل طويلة، وصعوبة في الموازنة بين العمل والحياة اليومية.

بينما يرى المعارضون لهذا النموذج، إن الأمر لن يُحفز القوة العاملة بصورة كافية لتغطية إنتاجية اليوم المفقود (الخامس)، وقد يؤذي أعمال بعض الشركات الصغيرة التي ستُعاني من تراجع في الإنتاجية، بالإضافة إلى إمكانية استغلال الشركات لهذا النموذج من أجل خفض المرتبات!

ويجدر بالذكر، إن شركات يابانية وغربية في اليابان جربت هذا النموذج من قبل على نطاق صغير، وشهدت الإنتاجية ارتفاعاً بما لا يقل عن 30%. ويُذكر أيضاً، إنه وفق دراسة أجرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، يعمل الناس في الولايات المتحدة، أستراليا وكندا لساعات أطول من اليابان. ولكن في اليابان يأخذ الناس إجازات أقل بكثير بسبب طبيعة سوق العمل الصارمة، مما يجعل إنتاجية اليابان أدنى من الدول الصناعية الأخرى.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

المصادر:
(1) وزارة العمل اليابانية
(2) وكالة كيودو
(3) مركز إنتاجية العمل في اليابان
صورة المقال الأصلية: صورة تعبيرية | مراسم قبول الموظفين الجُدد في خطوط JAL اليابانية | 2018 | عبر رويترز