من النادر أن تستمر سلسلة لنحو 30 عاماً وتحافظ على جمهورها. وهو بالضبط ما فعلته سلسلة «المحقق كونان» الشهيرة على مدار العقود الماضية، على الرغم من التنافس الشديد بين الأعمال المرئية.
في هذا المقال سنلقي نظرة على أحد أكبر وأعظم السلاسل البوليسية في عالم الأنمي. وسنسلط الضوء على قصة «المحقق كونان»، وتاريخها وأبرز عوامل نجاحها.
لمحة عن المحقق كونان
ظهرت سلسلة «المحقق كونان» (المعروفة أيضاً باسم “Case Closed”) من عبق إبداع مؤلفها. والذي تمكن بموهبته الكبيرة من منح العالم أحد أفضل وأطول الأعمال على الإطلاق.
انطلق الأنمي لأول مرة عام 1996 وهو من إنتاج استوديو «TMS Entertainment» العريق. وما زال مستمراً حتى وقت كتابة هذا المقال. أنتج الاستوديو أكثر من 1,000 حلقة منه، وأصبح العمل المرئي في المرتبة الـ15 من حيث عدد حلقاته وفق أحدث الإحصاءات.
بني الأنمي نفسه على مانغا (مجلة مصورة يابانية) صدرت عام 1994 ضمن مجلة «ويكلي شونين سنداي» الأسبوعية المملوكة لدار النشر «شوغاكوكان». والمجلة المصورة الأصلية من تأليف ورسم الفنان والمؤلف الموهوب «غوشو أوياما».
قصة المحقق كونان
كان إلهام «أوياما» لإنشاء سلسلة «المحقق كونان» ينبع من إعجابه بروايات الغموض الكلاسيكية وقصص المحققين. تتبع القصة الرئيسية شخصية «كونان إيدوغاوا» وهو محقق مراهق يتعرض لحادثة غامضة تقلص جسده ليبدو مثل الصغار!
يحاول «كونان» استخدام ذكائه الحاد ومطاردة خيوط قضيته الغامضة التي حولته إلى ما هو عليه. ولكن ينتهي به المطاف إلى مطاردة قضايا أخرى وحلها بمشاركة محقق آخر يدعى «كوغورو موري» وابنته «ران موري»، بينما يحاول جاهداً الحفاظ على هويته السرية وإخفاء ذكائه الحقيقي (دون ذكر تفاصيل أكثر لتجنب حرق أحداث القصة).
في ظاهرها، تبدو سلسلة «المحقق كونان» كأي عمل ممل آخر بسبب عدد حلقاتها وفصولها الكثيرة. ولكن مؤلفها «أوياما» تمكن من إيجاد الخليط السحري الذي يجعل منها سلسلة غير مملة على الرغم من طولها.
إذ استطاع «أوياما» حقن الغموض والإثارة والتشويق في كل حلقة عبر طرح قضية جديدة شديدة التعقيد في تفاصيلها وملابساتها البوليسية. وهو ما يمنح المشاهد أو القارئ الدفعة الكافية للاستمرار، محاولاً معرفة الأحداث القادمة.
وبالإضافة لذلك، اشتهرت السلسلة بسبب قدرتها على تحفيز تفكير القراء والمشاهدين. حيث يجد الشخص نفسه على حافة مقعده كل حلقة محاولاً حل القضايا في عقله مع «كونان»، ومعرفة من هو مقترف الجريمة برفقة الشخصيات.
وفي نظر البعض يستحق المؤلف كل الثناء، بسبب قدرته المذهلة على الكتابة وجعل كل حلقة أو فصل رحلة في عالم الغموض والتشويق. ولكنه يتعرض للكثير من الانتقادات على الجانب الآخر، بسبب إطالة القصة لنحو 30 عاماً.
تأثير السلسلة على صناعة الأنمي
يظل «المحقق كونان» عمل ضخم في صناعة الأنمي، ليس فقط بسبب طوله ولكن أيضاً بسبب التأثير العميق الذي تركه. ولعل أحد الإسهامات الرئيسية للسلسلة تكمن في قدرتها على جذب جمهور متنوع.
بينما يدور جوهر «المحقق كونان» حول حل الجرائم، يتجاوز سرد «أوياما» الحدود العمرية، مما يجعلها متاحة لكل الأعمار.
ساهمت السلسلة أيضاً بشكل كبير في نشر شعبية الأنمي حول العالم وعلى وجه الخصوص الأنمي الغامض والبوليسي. كما حفز نجاحها الضخم، الاستوديوهات في اليابان على الاستثمار في إنتاج سلاسل طويلة مثل «ون بيس» و «ناروتو» و «بليتش» وغيرها الكثير.
كيف يختلف الأنمي عن المانغا؟
تُبنى قصص الأنمي الياباني عادةً على مجلات مصورة باللغة اليابانية تدعى «مانغا». وبالنسبة لأنمي «المحقق كونان»، فقد بني على قصة مصورة من تأليف «غوشو أوياما».
يصدر المؤلف فصلاً واحداً أو أكثر كل أسبوع. وثم يأخذ الاستوديو المنتج للأنمي مجموعة من الفصول المرسومة والمعدة مسبقاً. ويعمل على تحويلها إلى رسوم متحركة على شكل حلقات يطلق عليها اسم أنمي.
وتجدر الإشارة إلى أن الاستوديو المنتج للعمل المتحرك ينتج حلقةً واحدة كل أسبوع كذلك ويبثها على التلفاز في اليابان. ولكي لا يتوقف العمل وعملية تحويل المانغا إلى حلقات. تسبق قصة المانغا عادةً قصة الأنمي بعدة أشهر أو سنة كاملة، لكي يمتلك الاستوديو ما يكفيه من فصول.
كم عدد حلقات الأنمي وكم عدد فصول المانغا؟
سلسلة «المحقق كونان» تختلف قليلاً عن بقية الأعمال، حيث لا تحتوي على أجزاء، ولكن حلقاتها مستمرة دون انقطاع منذ عام 1996. أنتج الاستوديو حتى وقت كتابة المقال 1,108 حلقة.
وبالإضافة للحلقات، توجد العديد من الحلقات الخاصة وأكثر من 20 فلماً متصلاً بالقصة الرئيسية.
أما بالنسبة للمجلة المصورة الأصلية، فقد أصدر المؤلف «غوشو أوياما» أكثر من 1000 فصل منذ عام 1994. وفي حال جمعت الفصول معاً فستشكل أكثر من 100 مجلد.
ما الفئة العمرية الملائمة للقراءة أو المشاهدة؟
تصنف مانغا «المحقق كونان» تحت فئة «شونين – 少年» في اليابان، وهي فئة تستهدف بصورة رئيسية الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عاماً. ولكن المانغا لها جمهورها الواسع حول العالم الذين يصل أعمارهم حتى 50 عاماً، بسبب قدم السلسلة.
بينما الأنمي يصنف تحت فئة “صالح للمشاهدة لمن هم في سن 14 عاماً فما فوق”.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الثقافة العربية تختلف كثيراً عن الثقافة اليابانية أو الغربية. وذلك يعني أن ما يناسب المجتمع الياباني أو المجتمع الغربي قد لا يناسب المجتمع العربي والعكس صحيحاً.
اقرأ أيضاً: نبذة عن حياة مؤلف المحقق كونان: غوشو أوياما
احب انمى كونان لإنه ممتع و مشوق و أحب التفاصيل الخاصة بحل الجرائم فيه فهي ذكية و ممتعه
من اجمل الانمي مشهور جدا بالرغم من انه احيانا شعر بالممل من مشاهدته و لكن نستمر في الرجوع و مشاهدته من جديد خاصة افلام انمي المحقق كونان
[…] (The Kindaichi Case Files) في اليابان حينها وهذا أدى إلى إنشاء “المحقق كونان“. ابتكر إثرها “غوشو أويامـا” تفاصيل الحبكة في […]