على الرغم من أن أنمي «بليتش» لا يحظى بنفس الشهرة والاهتمام الذي يحظى به «ون بيس» أو الشهرة التي حظت بها سلسلة «ناروتو» سابقاً، إلا أنه أصبح خلال أعوام عرضه، أحد الثلاثة الكبار بجدارة.
والثلاثة الكبار هو مصطلح يطلق على 3 أعمال مرئية شهيرة وهي: ون بيس وناروتو وبليتش، والتي دفعت بصناعة الأنمي إلى الأفضل بطرقها الخاصة.
في هذا المقال سنسلط الضوء على سلسلة «بليتش» وقصتها، وتاريخها وكيف ساهمت في تغيير صناعة الأنمي.
لمحة عن بليتش
في 8 سنوات قصيرة أصبحت سلسلة بليتش أحد الأركان الأساسية لصناعة الأنمي في اليابان. حيث نالت مكانتها تلك باستحقاق، على الرغم من المنافسة القوية خلال بداية الألفية الجديدة بين الأعمال الكبرى التي كانت تتصارع لكسب اهتمام ملايين المتابعين والقراء حول العالم.
انطلق الأنمي بقسمه الأول عام 2004 وهو من إنتاج استوديو «بيّرو- Pierrot» الشهير. واستمر القسم الأول حتى عام 2012. وثم أطلق القسم الثاني منه تحت عنوان «بليتش: حرب الألف سنة الدموية – Bleach: Thousand-Year Blood War» عام 2022، وما زال عرضه مستمراً حتى وقت كتابة هذا المقال.
بني الأنمي نفسه على مانغا (مجلة مصورة يابانية) تحمل نفس الاسم صدرت عام 2001 ضمن مجلة «شونين جمب – Shōnen Jump» الأسبوعية الشهيرة التابعة لدار «شوئيشا» للنشر. والمجلة المصورة الأصلية من تأليف ورسم الفنان والمؤلف الفذ المعروف باسمه المستعار «تيته كوبو» أو «تايتو كوبو».
قصة بليتش
أنمي «بليتش» بقسميه الأول والثاني يتابع قصة المراهق «كوروساكي إيتشيغو» والذي يحصل على قدرة غريبة تمكنه من رؤية الأرواح والأشباح. يستخدم «كوروساكي إيتشيغو» تلك القوة ليتحول إلى حاصد أرواح (شينيغامي) ويدافع عن عائلته وثم العالم عبر محاربة الأرواح الشريرة التي يُطلق عليها “هولو”.
تواجه شخصية «كوروساكي إيتشيغو» الكثير من التحديات الصعبة التي تدفعها نحو التطور واكتساب قوى جديدة.
كما يخوض «إيتشيغو» مبارزات خطيرة أمام خصوم أقوى منه بأضعاف على جميع الأصعدة، بمساعدة فريق من حاصدي الأرواح. يهدف “الشينيغامي” للدفاع عن البشر أمام خطر أرواح الهولو الفاسدة والتهديدات غير المرئية التي تسعى لالتهام أرواحهم.
في جوهره، يتشارك أنمي «بليتش» في العديد من الصفات مع أعمال الشونين الأخرى من نفس الفئة. ولكنه يفصل نفسه عنها بعدة طرق مهمة، أبرزها: الطريقة التي تُسرد بها القصة، والطريقة التي بُني فيها العالم من حول الشخصية الرئيسية. بالإضافة للشخصيات نفسها وأبعادها.
يناقش الأنمي نفسه أفكاراً غير معتادة، كمثل التوازن بين عالمي الأحياء والأموات وعالم ما بعد الموت بحسب وجهة نظر الثقافة اليابانية (والتي تختلف جذرياً عن العقيدة الإسلامية في هذه المسألة).
كما يدفع المشاهد والقارئ للتفكير كثيراً بما يقبع خلف الحاجز الكبير الذي يدعى “الموت” وما إذا كانت حقاً النهاية بالنسبة للبشر أم لا. وهي مسألة جدلية أخرى يختلف البشر فيها دوماً بحسب خلفياتهم وعقائدهم ودياناتهم.
يطرح الأنمي كذلك العديد من المفاهيم النبيلة في إطار درامي أو كوميدي، كمثل التضحية والدفاع عن الأبرياء، ومفاهيم الصداقة الحقيقية، وغيرها الكثير.
كيف غير بليتش صناعة الأنمي؟
مؤلفه الفذ يستحق الكثير من الإشادة التي لا ينالها عادةً. لأنه قام ببناء عالم غير معتاد يحتوي على شخصيات عميقة في أفعالها ودوافعها يفوق ذكائها، الذكاء الذي تظهره شخصيات الأنمي الاعتيادية في الأعمال الأخرى.
بالإضافة لذلك، يستحق الثناء لتقديم عمل مختلف تماماً عن الأعمال التي كانت تُعرض آنذاك. حيث لم تكن الأعمال المبنية على القوى الخارقة الروحية ذات رواج شديد حول العالم. ولكن سلسلة «بليتش» غيرت ذلك المفهوم في نظر الملايين وجعلت من تلك القصص أكثر تداولاً بين متابعي الأنمي.
أسس الكاتب كذلك نوعاً جديداً من الأعمال، بعد أن تمكن من دمج الجانب الروحي بالجانب المادي والعمراني الحديث ليتمكن من صنع رابط بين القارئ أو المشاهد مع الشخصيات.
وتجدر الإشارة كذلك إلى أن «بليتش» كان أحد الأعمال الرئيسية التي طورت فئة “الشونين” في المجلات اليابانية المصورة. إذ منحتها فئة جديدة أكثر شدة وحِدة تدعى بــ”الشونين المظلم”، وهي قصة شونين اعتيادية ولكنها مليئة بشخصيات ناضجة وبالغة تجذب البالغين وليس المراهقين فقط.
كيف يختلف أنمي بليتش عن المانغا؟
تُبنى قصص الأنمي الياباني عادةً على مجلات مصورة باللغة اليابانية تدعى «مانغا». وبالنسبة لأنمي «بليتش»، فقد بني على قصة مصورة من تأليف «تيته كوبو» كما ذكر سلفاً.
يصدر المؤلف ـــ عبر مجلة «شونين جمب» ـــ فصلاً واحداً أو أكثر كل أسبوع. وثم يأخذ الاستوديو المنتج للأنمي مجموعة من الفصول المرسومة والمعدة مسبقاً. ويعمل على تحويلها إلى رسوم متحركة على شكل حلقات يطلق عليها اسم أنمي.
وتجدر الإشارة إلى أن الاستوديو المنتج للعمل المتحرك ينتج حلقةً واحدة كل أسبوع كذلك ويبثها على التلفاز في اليابان. ولكي لا يتوقف العمل وعملية تحويل المانغا إلى حلقات. تسبق قصة المانغا عادةً قصة الأنمي بعدة أشهر أو سنة كاملة، لكي يمتلك الاستوديو ما يكفيه من فصول.
كم عدد حلقات الأنمي وكم عدد فصول المانغا؟
انطلق القسم الأول من الأنمي عام 2004 وتوقف عام 2012. وثم انطلق القسم الثاني عام 2022 بمناسبة الذكرى الـ20 للسلسلة، وهو مستمر حتى وقت كتابة المقال. يحتوي القسم الأول الذي يحمل اسم «بليتش» على 366 حلقة. ويحتوي القسم الثاني والذي يحمل اسم ««بليتش: حرب الألف سنة الدموية» ويعد مكملاً للقسم السابق على 26 حلقة حتى الآن.
أما بالنسبة للمجلة المصورة الأصلية، فقد أصدر المؤلف «تيته كوبو» نحو 700 فصل منذ عام 2001 وحتى عام 2016. وفي حال جمعت الفصول معاً فستشكل 74 مجلداً. حيث تعد سلسلة «بليتش» واحدة من أطول الأعمال.
بانكاي بليتش تتصدى حول العالم
على غرار سلسلتي «ون بيس» و «ناروتو» كان لبليتش تأثير كبير على صناعة الأنمي والمانغا. حيث باعت المجلة المصورة أكثر من 130 مليون نسخة وفق إحصاءات عام 2022. وبالإضافة لذلك أصبحت شخصيات «بليتش» ظاهرة عالمية وبالأخص شخصية “آيزن” الماكرة.
وانتشرت كذلك الجملة الشهيرة التي تقولها الشخصيات (بانكاي) عند تفعيل قواها بصورة واسعة. وأصبحت تستخدم كثيراً في اليابان وحول العالم، بالأخص من قبل محبي السلسلة.
ما الفئة العمرية الملائمة للقراءة أو المشاهدة؟
تصنف مانغا «بليتش» تحت فئة «شونين – 少年» في اليابان، وهي فئة تستهدف بصورة رئيسية الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عاماً. ولكن المانغا لها جمهورها الواسع حول العالم الذين يصل أعمارهم حتى 40 عاماً بسبب تطويرها لفئة جديدة تدعى “الشونين المظلم” كما ذكر سابقاً.
بينما الأنمي يصنف تحت فئة “صالح للمشاهدة لمن هم في سن 14 عاماً فما فوق”. ولكن في بعض الدول يصنف على أنه صالح للمشاهدة من قبل الكبار.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الثقافة العربية تختلف كثيراً عن الثقافة اليابانية أو الغربية. وذلك يعني أن ما يناسب المجتمع الياباني أو المجتمع الغربي قد لا يناسب المجتمع العربي والعكس صحيحاً.
مسلسل انمي جميل شاهدت حلقات منه من قبل
شاهدته على سبيس باور مدبلج لكن لم اكمله
انمي راائع من كل النواحي❤️