تعتبر مجموعة شركات توشيبا (株式会社東芝) العملاقة من أكبر الشركات في العالم. نسلط الضوء على تاريخ توشيبا وإسهاماتها في عالم التقنية منذ نشأتها وحتى الوقت الحاضر.
لمحة عامة
مجموعة توشيبا العملاقة مكونة من عدد من الشركات الفرعية. يقع مقرها الرئيسي في حي ميناتو بالعاصمة اليابانية طوكيو. ولهذه الشركات الفرعية أنشطة في مختلف المجالات. ومنها: الطاقة وأنظمة البنية التحتية الصناعية والاجتماعية، المصاعد والسلالم المتحركة، القطع والرقائق الإلكترونية، أشباه الموصلات، محركات الأقراص الصلبة، الطابعات، البطاريات، مصابيح الإضاءة، إضافةً إلى مجال تكنولوجيا المعلومات بما في ذلك التشفير الكمي الذي كان قيد التطوير في مختبر كامبريدج للأبحاث عبر فرع توشيبا في أوروبا بالمملكة المتحدة. كما كانت توشيبا من أكبر الشركات المصنعة لأجهزة الكمبيوتر الشخصية والإلكترونيات الاستهلاكية والأجهزة المنزلية والمعدات الطبية في العالم.
باعتبارها شركة مصنعة لأشباه الموصلات، ومبتكرة لرقاقات ذاكرة الفلاش، كانت توشيبا واحدة من أفضل عشر شركات مصنعة للرقاقات الإلكترونية في العالم. حتى تم تفكيك وحدة ذاكرة الفلاش التابعة لها وأصبحت مستقلةً عنها لتحمل لاحقاً اسم Kioxia في أواخر عام 2010.
إن اسم “توشيبا” مشتق من اسم الشركة السابق وهو “طوكيو شيبورا دينكي كي كي” (Tokyo Shibaura Denki K.K) أو كما كانت تعرف سابقاً باسم شركة طوكيو للإلكترونيات المحدودة. وهي الشركة الوليدة بعد عملية الدمج عام 1939 بين الشركتين العريقتين “شيبورا” التي تأسست عام 1875، و “طوكيو دينكي” التي تأسست عام 1890. وقد تم تغيير اسم الشركة رسمياً -بعد الدمج- إلى شركة توشيبا في عام 1978. وهي مدرجة حالياً في بورصة طوكيو للأوراق المالية، وسوق ناغويا للأوراق المالية. وهي ضمن مؤشري Nikkei 225 و TOPIX 100.
اسم عريق في عالم التكنولوجيا
لشركة توشيبا تاريخ طويل في قطاع التقنية. فاسمها معروف جيداً في اليابان وخارجها. ولطالما كان يُنظر إليها على أنها رمز للبراعة التكنولوجية للبلاد. لكن سمعتها تأثرت في أعقاب فضيحة توشيبا المحاسبية -بتضخيم الأرباح التشغيلية- في عام 2015. إضافةً إلى إفلاس شركة الطاقة النووية “وستنجهاوس ” Westinghouse التابعة لها في عام 2017. (يمكن الاطلاع على تفاصيل إفلاس وستنجهاوس بالضغط هنا). وبعد ذلك اضطرت للتخلي عن عدد من الشركات ذات الأداء الضعيف مما أدى بشكل أساسي إلى القضاء على وجود الشركة لمدة قرن من الزمن في الأسواق الاستهلاكية حول العالم.
وعلى إثر ما حدث للشركة، تم الإعلان عن تقسيمها في عام 2021، إلى ثلاث شركات منفصلة مع التركيز على البنية التحتية، والأجهزة الإلكترونية، إضافةً إلى جميع الأصول المتبقية الأخرى. ولازال موضوع استمرار أنشطة الشركات قيد البحث والمفاوضات بين كبار المساهمين والمستثمرين من جهة، وكبار المسؤولين في الشركات من جهة أخرى. لكن في شهر مارس 2023 أعلنت الشركة أنها قبلت عرضاً شرائياً بقيمة 2 تريليون ين (15 مليار دولار أمريكي) من شركة بقيادة Japan Industrial Partners، وهي شركة أسهم خاصة مقرها طوكيو. إذا حازت الصفقة على دعم من المساهمين والمنظمين، فسيتم اعتبار الشركة خاصة وشطبها من بورصة طوكيو للأوراق المالية.
نشأة الشركة
تعود جذور شركة توشيبا العملاقة إلى حقبة إيدو التاريخية. وذلك حين أسس المهندس، رجل الأعمال، والمخترع الياباني “تاناكا هيساشيجي”، شركة 田中製作所 (تاناكا سيساكوشو) للأعمال الهندسية. والتي عرفت بأنها أكثر الشركات اليابانية تقدماً في مجال الصناعات الهندسية خلال حقبة إيدو التاريخية.
فكانت أول شركة يابانية تصنّع معدات التلغراف. كما قامت بتصنيع مفاتيح ومعدات كهربائية، بالإضافة إلى معدات اتصالات متنوعة. ثم ورث الشركة ابن “تاناكا” بالتبني، وأصبحت شركة “تاناكا سيساكوشو” فيما بعد تشكّل نحو نصف شركة توشيبا الحالية. وأصبح أيضاً معظم الذين عملوا في شركة “تاناكا سيساكوشو” روّاداً بالقطاع الصناعي في اليابان. تم تغيير اسم الشركة بعد أن استحوذ عليها بنك “ميتسوي” بسبب إفلاسها.
وأصبح اسمها “شيبورا سيساكوشو” في عام 1893. ودخلت الشركة بتحالف مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية في عام 1910. حيث استحوذت الأخيرة بموجب هذا التحالف على نحو ربع أسهم شركة شيبورا مقابل التعاون بالإنتاج التقني ضمن هذا التحالف. استمرت العلاقة مع شركة جنرال إلكتريك حتى بداية الحرب العالمية الثانية. ثم استؤنفت في عام 1953، إلا أنّ حصة جنرال إلكتريك قد انخفضت بنسبة كبيرة منذ ذلك الحين.
نشأة طوكيو دينكي
أما بالنسبة لشركة “طوكيو دينكي” -التي تم ذكرها في البداية- فقد تم تأسيسها عام 1890 على يد اثنين من رواد الصناعة في اليابان خلال حقبة إيدو. وهما “فوجيوكا إيتشيسوكي” و “شوئيتشي ميوشي”. كانت هذه الشركة متخصصة بصناعة المصابيح الكهربائية. وقد كان اسمها منذ بداية تأسيسها “هاكونيتسوشا” لكن اسمها تغير إلى اسم “طوكيو دينكي” في عام 1905. وذلك بعد معاناتها من الصعوبات والتحديات المالية بسبب ظروف الحرب اليابانية الصينية والحرب اليابانية الروسية. التي جعلت وضعها المالي غير مستقراً. فدخلت في تعاون مالي وتكنولوجي مع شركة جنرال إلكتريك، استحوذت الأخيرة بموجبه على 51% من ملكية “طوكيو دينكي”. وعينت نائباً لرئيسها، ووفرت التقنية والمعدات اللازمة لإنتاج المصابيح الكهربائية، لتبدأ بذلك شركة “طوكيو دينكي” ببيع منتجاتها بعلامة جنرال إلكتريك التجارية.
اندماج وعهد جديد
اندمجت شركة “طوكيو دينكي” وشركة “شيبورا سيساكوشو” في عام 1939. وتم إنشاء شركة جديدة بموجب هذا الاندماج واسمها “طوكيو شيبورا إلكتريك” وتغير اسمها رسمياً فيما بعد إلى اسم “توشيبا” في عام 1978. وسرعان ما توسعت مجموعة شركة توشيبا بشكل كبير ونمت بشكل ملحوظ عبر عمليات الشراء والاستحواذ على شركات في مختلف المجالات. وتم إنشاء شركة توشيبا في الصناعات الأولية خلال الأربعينيات والخميسينيات من القرن الماضي. وتشمل أيضاً الشركات التي تم تأسيسها: شركة للصناعات الموسيقية، الصناعات الكهربائية، الصناعات الكيماوية، صناعات المصابيح والإضاءة الكهربائية، أنظمة المعلومات، التبريد والتكييف، المعدات والأجهزة الطبية، بالإضافة إلى شركة متخصصة في صناعة المعدات التقنية.
توشيبا هي أول شركة يابانية عملت على إنتاج الرادار، والحاسوب الرقمي TAC في عام 1954، تلفزيون الترانزستور، أجهزة المايكرويف، معالج النصوص الياباني في عام 1979، نظام التصوير بالرنين المغناطيسي عام 1982، الكمبيوتر الشخصي المحمول في عام 1986، أجهزة الأقراص المدمجة (DVD).
منتجات في مختلف المجالات
مع تنوع أنشطتها، تنوعت منتجات توشيبا في مختلف المجالات. نستعرض أبرزها:
تحديات وكوارث كبرى
التنوع والتوسع الكبير في الأنشطة في مختلف المجالات جعل من هذه الشركة العملاقة مثالاً يحتذى به في التقدم على عدة أصعدة. لكن هذا التوسع الكبير أيضاً أصبح عامل ضعف.. وفشل وإفلاس! لعلّ أبرز تحدٍ هدد مستقبل توشيبا هو قصتها مع شركة المفاعلات النووية “وستنجهاوس”.
الكارثة النووية التي كبدت توشيبا خسائر فادحة
حيث قامت تـوشيبا بالاستحواذ على “وستنجهاوس” مقابل 5.4 مليار دولار في عام 2006. وهذه الصفقة حولت توشيبـا إلى إحدى أكبر شركات الطاقة النووية في اليابان. لكن هذا التحوّل كان مكلفاً للغاية! وذلك بسبب إفلاس شركة “وستنجهاوس” بسبب عدم قدرتها على تغطية التكاليف التشغيلية لمفاعلاتها النووية. مما أدى لتكوّن عجز مالي هائل أصبح لا يهدد مستقبل “وستنجهاوس” وحسب، بل مستقبل توشيبا أيضاً! والتأخيرات مع التغييرات التنظيمية لبناء المفاعلات النووية بالولايات المتحدة، مع ارتفاع تكاليف تشغيل المفاعلات النووية، هي الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إفلاس شركة وستنجهاوس وانهيار أسعار أسهم توشـيبا.
أعلنت “وستنجهاوس” إفلاسها في عام 2017، واضطرت شركة توشيبا لبيعها. وقد تم بالفعل اكتمال عملية بيع “وستنجهاوس” في عام 2018 مقابل مبلغ 4.6 مليار دولار. كما اضطرت أيضاً إلى بيع قسمها الخاص بتصنيع رقاقات الذاكرة الإلكترونية مقابل مبلغ 18 مليار دولار من أجل تعويض خسائرها الكبيرة التي تكبدتها مع وستنجهاوس. وأصبح قسم رقاقات الذاكرة باسم شركة جديدة وهي كوكسيا (Kioxia).
فضيحة مالية كبرى
ما زاد الطين بلّة أكثر وجعل مستقبل توشـيبا أكثر سوداوية هو الفضيحة المحاسبية. حيث تم الإعلان عن تحقيق في فضيحة محاسبية داخل الشركة في عام 2015. وقد يضطر المسؤولون -آنذاك- إلى مراجعة الأرباح على مدار السنوات السابقة! وقد أكد ذلك الرئيس التنفيذي في ذلك الوقت “هيساو تاناكا”، بأن هذه الفضيحة هي الأكبر في تاريخ الشركة الممتد لأكثر من 140 عاماً. حيث تم تضخيم الأرباح بمقدار 1.2 مليار دولار على مدى 7 سنوات مضت قبل 2015. وهذا ما دفع “تاناكا” و 8 من كبار المسؤولين ورئيسين تنفيذيين أسبقين أيضاً للاستقالة. وهذا ما أثر بقوة بشكل سلبي على ثقة المساهمين والمستثمرين بالشركة.
ومن جملة التحديات السابقة التي أثرت -ولكن بشكل أقل بالمقارنة مع الكارثة النووية والفضيحة المالية- على مستقبل الشركة، الحرب مع شركة سوني من أجل السيطرة على سوق الأقراص المدمجة وأجهزتها. وتكبدت بسبب هذه الحرب خسائر تقدر بمئات الملايين من الدولارات من أجل تسويق أقراصها HD DVD. وانتهت هذه الحرب بخروج توشيبا من المنافسة في عام 2008 وانتصار سوني وسيطرتها على هذا السوق عبر أقراصها الخاصة Blu-ray.
هل توقفت توشيبا عن إنتاج حواسيبها المحمولة؟!
بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدتها شركة توشيـبا مع كارثتها النووية، وفضيحتها المالية الكبرى عام 2015، اضطرت الشركة إلى بيع قسمها الخاص بإنتاج وتصنيع الحواسيب الشخصية والمحمولة لشركة “شارب”. ونتيجةً لذلك، استحوذت شارب بشكل كامل على قطاع الحواسيب المحمولة الذي كان لتوشيبا، وتم تغيير الاسم إلى شركة Dynabook. وهذا ما يفسر غياب حواسيب توشيبا عن أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. واقتصار بيع هذه الحواسيب على بعض الأسواق ومنها اليابانية والأمريكية.
ولا توجد حتى الآن تقارير رسمية تؤكد طرح حواسيب Dynabook المحمولة في أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أي وقت قريب.
غياب بهدف الحد من الخسائر
باعت توشيبا أيضاً قسمها الخاص لإنتاج أجهزة استشعار الصور لشركة سوني في عام 2015. كما أعلنت عن إيقاف إنتاج شاشاتها التلفزيونية في مصانعها، والاعتماد على شركة “كومبال” التايوانية لإنتاج شاشات توشيبا من أجل تسويقها في الولايات المتحدة. وشركة “فيستيل” التركية من أجل تسويق شاشات توشيبا في الأسواق الأوروبية.
مستقبل توشيبا
في ختام هذا الموضوع عن توشيـبا، نحاول وضع خاتمة مبشرة كالضوء في نهاية هذا النفق المظلم. والمليء بالخسائر التي حلّت بشركة توشيبا العملاقة والعريقة. حيث وافق مجلس إدارة شركة توشيبا على عرض شراء بقيمة 15.2 مليار دولار. وهو عرض مقدم من مجموعة بقيادة شركة الأسهم الخاصة جابان إندستريال بارتنرز (Japan Industrial Partners) في شهر مارس من عام 2023. وذلك على أمل أن يبدأ عهد جديد لتوشيبا خصوصاً مع قطاعات أعمالها المستمرة بتحقيق إنجازات كبيرة. لعل من أبرزها تطوير خوارزمية حاسوبية خارقة تنافس قدرات الحواسيب الكمية، تطوير طريقة للكشف عن الأورام السرطانية بقطرة دم واحدة، تطوير ألواح شمسية رفيعة ومرنة.
هذه الشركة مشهورة جدًا ومنتجاتها ممتازة
توشيبا من اعرق الشركات وهي شركة معروفة عالميا
عندي لابتوب توشيبا اصبح قديم وقررت ان اشتري جديد و لاحظت عدم وجوده في الاسواق في ليبيا و عندما سألت عرفت ان الشركة توقفت عن انتاجه ولم اعرف السبب حتى قرات المقال
ارجو ان تنهض توشيبا بعد كل هذا الخسائر الفادحة
لم اكن اعرف انو توشيبا نتاج اندماج شركتين
لقد كانت فعلا من اكبر الشركات بالعالم
شركة عريقة جدا ولها منتجات تكنولوجية متنوعة، لكن الفضيحة المالية الاخيرة أضرت بسمعتها كثيرا، نتمنى عودتها لسابق عهدها
لنجاح أي شركة -أو أي شخص- لابد له من السقوط لينهض من جديد بطاقة أكبر و خبرات أكثر!
كانت توشيبا من اكبر الشركات المصنعه لأجهزه الكمبيوتر الشخصية والأجهزة المنزلية والمعدات الطبية في العالم
شعار شركة توشيبا سابقاً الذي تم اعتمادة حرف T شعار المظلة وترمز المظله بأن توشيبا حاضنة للعديد من الشركات تحت مظلتها في مختلف المجالات ثم تغيير الشعار الى TOSHIBA
تتنوع منتجات توشيبا في مختلف المجالات لابتوب ،هواتف ،شاشات ،مصاعد ،سلالم ،قرص صلب ،كرت ذاكرة ،اجهزة الرنين ،ذاكرة فلاش USB,مفاعل نووي….وغيرها
شركة توشيبا منتجاتها متنوعة كثيرا في التكنولوجيا وغيرها انها شركة كبير
لقد كان من الخطء الدخول الى مجال المفاعلات النووية مما ادى الى خسارتها بشكل كبير جدا
ارجو ان يبدء عهد جديد لشركة توشيبا في قطاعاتها المستمرة
” عجيب ” مقال حافل حقا معلومات غائبة عن الكثير (عني أيضا)
شركة رائدة و عملاقة لكن للأسف تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
لكن لازلت هناك الكثير والكثير من الفرص في ظل التطور التكنولوجي
شركة توشيبا الاكثر انتشارا في مصر خصوصا فى الأجهزة الكهربائية، كان لدي لابتوب ماركة توشيبا أيضا في يوم من الايام
من افضل الشركات ومنتجاتها مميزة جدًا
يجب على شركة توشيبا التركيز على مجالات النمو المستقبلية مثل الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي
يجب على شركة توشيبا ان تجعل من الأزمة المالية حافز للتطور و الازدهار في المستقبل
توشيبا لديها وجود قوي في منطقة الشرق الأوسط والأسواق العربية
شركة توشيبا كانت تنافس شركة سوني في عدة مجالات
منتجات توشيبا لا تزاد تباع في الاسواق ولكن تحت علامات تجارية اخرى
من المؤسف قراءة هذا المقال ومعرفة ما حصل لهذه الشركة العريقة ونأمل ان نسمع اخبار إيجابية في المستقبل عن توشيبا
انفصلت شركة صناعة الفلاش عن توشيبا في 2010
من منتجات توشيبا أجهزة مايكرويف وهواتف محمولة
قامت توشيبا بانشاء وتصميم حواسيب محمولة فخمة ومتينة
في سنة 2015 باعت توشيبا قسم الصور لشركة سوني
وافقت توشيبا على عرض باكثر من 15 مليار دولار للاستحواذ على الشركة
شركة توشيبا صرح عريق واتمني عودتها قريبا