عشرات القتلى والمصابين جراء إعصار هاغيبيس المدمر!

في أعقاب إعصار هاغيبيس المدمر – وهو أكبر إعصار يضرب اليابان منذ عقود – تقيّم الحكومة اليابانية والأجهزة المختصة الخسائر التي خلفها الإعصار.

دمار واسع:

مر الإعصار هاغيبيس المدمر (أو كما يطلق عليه الإعصار رقم 19 لهذه السنة) بجزيرة هونشو وسط البلاد يوم السبت وصباح الأحد، حيث وصلت سرعة رياحه لنحو 144 كيلومتراً في الساعة. وأسفر الإعصار عن مقتل 72 شخصاً على الأقل، مع نحو 200 مصاباً وفق أحدث الإحصاءات من الحكومة اليابان وهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية الرسمية.

وغمرت مياه الفيضانات المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد – بما في ذلك 7 محافظات وهي ناغانو، نيغاتا، ميياغي، فوكوشيما، إيباراكي، كاناغاوا وسايتاما – بعد أن فشلت السدود في مواجهة الأمطار الغزيرة التي تراوحت بين 400 إلى 1000 ملليمتراً في يوم واحد فقط، وأجبر الكثير من الناس على ترك منازلهم المغمورة بالمياه.

وقال رئيس الوزراء شينزو آبيه في اجتماع وزاري بشأن الإعصار الذي عقد في مكتب رئيس الوزراء يوم الأحد: “أقدم التعازي لكل من فقدوا حياتهم وأقدم تعاطفي لكل من تأثروا بإعصار هاغيبيس”. يذكر أن الأضرار المادية ما زالت لم تقيم، ولكن يقول خبراء أنها تقارب حالياً من نصف مليار دولار.

الجهود اليابانية حدت من الكارثة:

بالرغم من الدمار الواسع الذي خلفه هاغيبيس، أظهرت البلاد مدى سرعة قدرتها على الرد والاستعداد لمواجهة هذه الكوارث، بالأخص مع زيادة الوعي بالكوارث بين الناس أكثر فأكثر في السنوات الأخيرة، بعيد زلزال توهوكو العظيم عام 2011. حيث كان من الممكن أن يكون الدمار أسوأ ويحصد الكثير من الأرواح لولا تظافر الجهود للصمود بوجه الإعصار.

حيث حثت السلطات المواطنين مع اقتراب الإعصار هاغيبيس: “على اتخاذ أي إجراءات ضرورية لزيادة الفرص للبقاء على قيد الحياة”. وخزّن السكان المياه والطعام والإمدادات الأخرى، تاركين العديد من أرفف الأسواق فارغةً، وهو أمر لم يسبق له مثيل منذ زلزال شرق اليابان الكبير عام 2011. وأعلن مشغلو خدمات النقل العام عن خطط لتعليق الخدمات مقدماً بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة ومحاولة لمنع الفوضى في مراكز النقل.

وعندما مر الإعصار بالبلاد ليلة السبت، خلفت الرياح القوية والأمطار الغزيرة الكثير من الدمار في طريقها. إحدى المناطق التي تضررت بشدة من العاصفة كانت كاواساكي، محافظة كاناغاوا، حيث غُمرت بعض المناطق السكنية بعد فيضان أحد الأنهار. وأدت الرياح الهائلة، التي هزت المباني والجدران والنوافذ، بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة، إلى إصدار تحذيرات تحث الملايين على الإخلاء.

وكانت العاصفة قوية لدرجة أنها تسببت في غرق سفينة شحن في خليج طوكيو مساء السبت، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.

[.=”4447″]

أمطار قياسية:

أدى سقوط الأمطار بشكل قياسي إلى زيادة كبيرة في منسوب المياه في الأنهار المختلفة في عدة محافظات، بما في ذلك سايتاما، ميياغي ونيغاتا. وأطلقت بعض السدود مياهها، مما أثار المخاوف بين السكان الذين يعيشون بالقرب من تلك الأنهار.

وفي مدينة تامورا، محافظة فوكوشيما، انتهى المطاف (نتيجة الأمطار القياسية) بعدد غير معروف من الأكياس التي تحتوي على نفايات ملوثة ومشعة من محطة فوكوشيما دايئيتشي الأولى المعطوبة، في أحد الأنهار. وكانت تلك الأكياس محفوظةً في مكانٍ خاص بشكلٍ مؤقت. وصرح مسؤول في المدينة قائلاً: “كانت المدينة على علمٍ بالحادث في الساعة الـ9:20 مساءً بالتوقيت المحلي يوم السبت. وتم انتشال 6 أكياس مختلفة يبلغ وزن الواحد منها نحو طناً كاملاً. وقال المسؤولون أن هذه الأكياس لا تمثل خطراً مُباشراً على العامة.

---

مقال ذو صلة: بالصور: إعصار هاغيبيس المدمر يجتاح اليابان!

---

وحتى ظهر يوم الأحد، بقيت نحو 200 ألف أسرة في شرق و وسط اليابان بدون تيار كهربائي. من بين هؤلاء الأسر، كان نحو 86 ألفاً دون تيار كهربائي في محافظة تشيبا، التي تضررت بشدة من إعصار فاكساي الشهر الماضي. وكانت نحو 52 ألف أسرة من هذه الأسر في محافظة ناغانو ونحو 23 ألف أسرة في محافظة كاناغاوا.

يذكر أن الشركات المشغلة للمواصلات والقطارات قد استعادت خدماتها تدريجياً بعد ظهر يوم الأحد، على خلفية تعليق دام يوم كامل خلال السبت (مرور الإعصار).

مخاوف مستقبلية:

تتزايد المخاوف من احتمال حدوث المزيد من العواصف المشابهة لإعصار هاغيبيس في المستقبل بسبب ظاهرة التغير المناخي التي تهدد الكوكب. ومع اندلاع الفجر يوم الأحد، بدأ أولئك الذين يعيشون في المناطق المعرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية في تقييم الأضرار بعد ليلة طويلة وقلقة كان تهز فيها الرياح العاتية جميع المنازل.

حيث فاض نهر في محافظة ناغانو مسبباً بغرق الأحياء السكنية، وتاركاً نحو 360 شخصاً على الأقل عالقين في منازلهم، وفقاً لوكالات محلية. وقام رجال الإطفاء وقوات الدفاع الذاتية اليابانية بإنقاذ السكان المحاصرين في منازلهم باستخدام طائرات الهليكوبتر والقوارب.

وغُمر أسطول من القطارات الطلقة (10 قطارات مكونة 120 عربة) في ساحة للسكك الحديدية في مدينة ناغانو نتيجة انهيار السدود على طول نهر شيكوما، حسبما ذكرت وكالات محلية. وتبلغ قيمة هذه القطارات نحو 32 مليار ين (نحو 300 مليون دولار). وتمثل هذه الحوادث قلقاً كبيراً لدى الخبراء، نتيجة تسارعها مع تزايد نسبة التلوث حول الكوكب دون حلول جوهرية ملموسة.

المصادر: الحكومة اليابانية – وزارة الدفاع اليابانية – هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية – وكالة كيودو اليابانية – صحيفة “Japan Times” اليابانية
صورة المقال الأصلية: أسطول من قطارات الطلقة مغمور بالمياه في ناغانو | عبر كيودو

---

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

---