أفادت صحيفة “ذا ماينيتشي” اليابانية بتحقيقٍ جديد أظهر وفاة 162 يابانياً على الأقل بسبب ضربات الحر بشكلٍ مباشر أو غير مباشر خلال هذا الصيف. وذلك نتيجة مرور البلاد بموجة حر شديدة أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكلٍ غير طبيعي في بعض المناطق بعد نهاية ما يدعى بالموسم الماطر (تسويو).
وتقول الصحيفة اليابانية أن عدداً كبيراً من حالات الـ وفاة تحدث داخل المنازل بسبب عدم تشغيل مكيفات الهواء! وفي صباح الـ7 من أغسطس/آب كشفت شركة تاناشي غرب طوكيو عن وفاة امرأتين يابانيتين في منزلهما، بعد أن أبلغ الجيران الشرطة بأنهم لم يلاحظوا خروجهم لمدة 10 أيام، مع تراكم الجرائد أمام المنزل.
مقال ذو صلة: الموسم الماطر في اليابان (تسويو) وما عليك معرفته
وبعد التحقيقات كشفت الشرطة أن الامرأتان كانتا بسن الـ90 والـ 60 (أم وابنتها). وأشارت نتائج التشريح الرسمية إلى أن الابنة التي تبلغ 60 عاماً توفيت من مرضٍ ما في نهاية شهر يوليو/تموز الماضي، وتوفيت والدتها والتي تبلغ الـ90 عاماً بعدها بفترة قصيرة، بسبب عدم وجود من يعتني بها بعد وفاة ابنتها.
وبالرغم من عدم معرفة سبب وفاة الأم الحقيقي، إلى أن نتائج التحقيق أشارت إلى ارتفاع درجات الحرارة داخل المنزل حتى 38 درجة مئوية (والتي ترافقها رطوبة شديدة جداً في اليابان عادةً)، بدون استخدام مكيف الهواء، والذي أدى بشكلٍ محتمل إلى وفاة الأم نتيجة ضربة حر.
ونقلت الصحيفة اليابانية عن أحد المسؤولين اليابانيين بقسم رعاية كبار السن في تلك المنطقة قوله: “يعتني الناس هنا بكبار السن، ونسعى لوضع بنى تحتية قادرة على رصد التغيرات غير الطبيعية بشكلٍ مبكر، ولكن نرغب أيضاً بالتفكير بحلول فعالة أكثر”. وتسعى جهات عدة داخل اليابان لابتكار حلول تمنع مثل هذه الوفيات خلال الصيف.
و وفقاً للصحيفة اليابانية: 95 حالة من بين الـ162 حالة وفاة قد وقعت داخل المنازل، بينما 55 فقط منها كانت خارجها. وتم رصد حالات عديدة جداً لانهيار أشخاص جراء ضربات حر في منازلهم حتى أثناء وجودهم داخل الحمامات. ومن بين الـ95 حالة المذكورة داخلياً، 60% منهم تقريباً لم يستخدموا مكيف الهواء أو لم يقوموا بتركيبه أبداً.
مقال ذو صلة: سوني تبتكر مكيف محمول يوضع في جيب القميص!
يذكر أن حالات الوفيات جراء ضربات الحر تحدث بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف والتي ترافقها درجات الرطوبة العالية نظراً لموقع اليابان الجغرافي وسط المحيط. وتؤدي الحرارة والرطوبة العالية إلى الجفاف ثم فقدان الوعي، ثم الموت في بعض الحالات. ويشكل كبار السن معظم حالات الوفاة التي تصيب اليابانيين خلال فصل الصيف، وفق بيانات الحكومة اليابانية منذ عام 2008.
ويقول “ياسوشي أساري” رئيس المركز الطبي في مستشفى جامعة كيتاساتو في طوكيو، أن سيارات الإسعاف التي تستجيب لمثل هذه الحالات تبلغ أنها تنقل كبار السن بكثرة. كما يقول “يبدو أن العديد من الأشخاص في اليابان غير معتادون على ترك المكيفات الهوائية تعمل أثناء نومهم. لذلك يطفؤونها قبل ذهابهم للفراش، وبينما ينامون ترتفع درجات الحرارة وتؤدي لضربة الحر”.
وأوضح قائلاً: “عندما نكبر بالعمر، تضعف قدرة أجسامنا على تنظيم درجات حرارتها مع الوقت، وهناك حالات حيث لم يدرك فيها المتوفين التغير في درجات الحرارة التي تمر بها أجسادهم، أو بأنهم كانوا يشعرون بالجفاف. من المهم أن يبقوا مكيفات الهواء تعمل مع ضبط درجات الحرارة بشكلٍ متوسط لكي لا يشعر الشخص بالبرد”.
المصادر: تحقيق لصحيفة “ذا ماينيتشي” اليابانية 10 أغسطس/آب 2019 – وكالة إدارة الكوارث والحرائق اليابانية – وكالة الأرصاد الجوية اليابانية
صورة المقال الأصلية: وكالة كيودو
قصة مؤسفة بخصوص الام وابنتها المتوفيتين ولم يتم اكتشافهما الا بعد 10 أيام من ذلك.
مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في اليابان اصبح مكيف الهواء شيء ضروري في المنزل ولا غنى عنه
اضرار تغير مناخ من موجات الحر والحرائق تصيب جميع دول العالم و ناقوس الخطر يدق
شعرت بالأسف على المرأة وابنتها، ماتتا سوية وليس هناك من يعتني بهما ولم يتم اكتشاف موتهما سوا بعد ١٠ ايام