تعود جذور الجيش الأحمر الياباني التاريخية -الذي يعرف اختصاراً بـ (JRA)- إلى عام 1971. وهذا الجيش عبارة عن منظمة ثورية يسارية راديكالية في اليابان. كان هدفها الرئيسي الإطاحة بالحكومة اليابانية والنظام الإمبراطوري آنذاك، وتأسيس مجتمع عالمي يساري. استخدم الجيش الأحمر الياباني مجموعة متنوعة من الأساليب والتكتيكات، بما في ذلك القتل، والاختطاف، والهجمات التي تم تصنيفها حول العالم على أنها إرهابية.
تنبيه: إنّ هذا المقال مجرد مقال تعريفي وتثقيفي وليس الهدف منه تبني أية وجهات نظر أو إيديولوجيات ترمي إلى التحريض ضد أي جهة أو فئة. وهذا الموضوع يتم تناوله ضمن إطار التعريف بشكل واقعي وحيادي بكل ما يتعلق باليابان.
التكوين والإيديولوجيا
تأثير JRA كان كبيرًا على اليابان وعلى مستوى العالم. فقد لعبت دورًا هامًا في تطور الهجمات التي تم تصنيفها على أنها إرهابية على المستوى العالمي، وكانت واحدة من أوائل المنظمات التي استخدمت الطائرات كأهداف لهجماتها. وقد وصل عدد أعضاء هذا الجيش إلى 40 فرداً.
تعتبر رابطة الشيوعيين التي قادت الكفاح الأمني بين عامي 1959 و1960، الكيان الأم لفصيل الجيش الأحمر الياباني. ورابطة الشيوعيين المعروفة أيضا باسم ”بونت“، هي منظمة تشكلت في عام 1958 بقيادة “شيما شيغيو الذي تمرد على الحزب الشيوعي الياباني. وتم تشكيل فصيل الجيش الأحمر في عام 1969، بهدف القيام بثورة عالمية متزامنة على أساس نظرية رئيس الفصيل “تاكايا شيومي”، والتخطيط لانتفاضة مسلحة كمرحلة أولية، وبهدف القيام ببناء ”قاعدة دولية“، وقام بتنفيذ ”عملية اختطاف طائرة الخطوط الجوية اليابانية (حادثة اختطاف يودوغو)“ في العام التالي لأول مرة في اليابان.
وفصيل اليسار الثوري هو منظمة انضم فيها أعضاء تم فصلهم من الحزب الشيوعي الياباني أو انشقوا عن الحزب إلى مجموعة البحث المسماة ”ناقوس الخطر“، والتي تأسست في شهر أبريل/نيسان من عام 1966 على يد كاواكيتا ميتسو أو من رابطة التحالف الماركسي اللينيني، بعد دعوته كاواشيما تسويوشي من الجبهة الشيوعية الماركسية. وآمن بأفكار الثوري الشيوعي الصيني ….. “ماو تسي تونغ” مؤسس جمهورية الصين الشعبية. ورفع شعار ”وطنية العداء لأمريكا“. وقام بحوادث سرقة بنادق الصيد وذخيرتها وغير ذلك من متاجر الأسلحة، بالاستناد إلى نظرية “ماو تسي تونغ” التي تقول ”البنادق فقط هي التي تخلق السلطة“.
تاريخ الجيش الأحمر الياباني
بعد انتهاء حرب عام 1967، أو كما تعرف بحرب الستة أيام وهي بين مصر وسوريا والأردن والعراق ولبنان مدعومةً بعدد من الدول العربية بالإضافة إلى باكستان من جهة، وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى. أصبحت القضية الفلسطينية محط اهتمام للعديد من الأشخاص الحريصين على تحقيق العدالة لفلسطين من مختلف أنحاء العالم. وسافر العديد من الأشخاص وانضموا إلى النضال من أجل وطن ليس وطنهم ومشاركة في معركة ليست معركتهم الخاصة. وهناك أمثلة كثيرة على ذلك من عدة دول حول العالم من الذين قدموا مساهمةً هائلةً في النضال من أجل استعادة حقوق الفلسطينيين. وذلك بسبب إيمانهم بالقضية الإنسانية دون الانتظار لأي مكافأة مادية أو معنوية. ولعل من أبرز هذه الأمثلة، المناضل الشهير والملقب بـ”أحمد الياباني” الذي تم تجاهله أو نسيانه، واسمه “كوزو أوكاموتو”. اشتهر بلقبه “أحمد الياباني” بعد أن أعلن اعتناقه للإسلام في لبنان فيما بعد.
ولد “كوزو” في عام 1947 في عائلة من الطبقة الوسطى. وقد درس علم النبات ولديه إلمام بعدة لغات يتحدثها بطلاقة. وقد انضم إلى الجيش الأحمر الياباني في ريعان شبابه.
أنشطة الجيش الأحمر الياباني
وقد قام الجيش الأحمر الياباني بتنفيذ هجمات عدة حول العالم. ومن أبرز هذه العمليات هي العملية التي شارك فيها “كوزو أوكاموتو”. حيث شارك في مطار اللد (المعروف حالياً باسم مطار بن غوريون الدولي في فلسطين المحتلة)، عندما كان عمره 25 عامًا. وكان يرافقه زميلان من هذا الجيش. وبالتعاون مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. في 30 مايو 1972، وصلوا إلى مطار اللد في تل أبيب عبر الطيران الفرنسي. بعد النزول من الطائرة، توجهوا نحو قسم الأمتعة من أجل استلام أمتعتهم والحصول على أسلحتهم. فنفذوا هجوماً مسلحًا باستخدام أسلحة رشاشة وقنابل يدوية! وأطلقوا النار على الركاب في هذه المنطقة، مما أسفر عن مقتل 26 شخصًا، معظمهم من الأجانب، وإصابة نحو 70 آخرين. ومن خلال تبادل إطلاق النار، تم قتل زميل “كوزو” وهو “ياسويوكي ياسودا”. بينما انتحر زميله الآخر “أوكودايرا تسويوشي” بتفجير قنبلة يدوية كان يحملها. وبالنهاية، تم القبض على “كوزو أوكاموتو” بعد الاشتباك معه في المطار.
سجن وعيش بالمنفى
ثم تم إجراء محاكمة “كوزو” وحُكِم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات من قبل محكمة الاحتلال. وخلال سنوات احتجازه، تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي وفقاً لشهادات الذين عاشوا معه في السجن. وقد تدهورت حالته العقلية والنفسية بشكل كبير. كما استمرت آثار التعذيب عليه حتى بعد الإفراج عنه في عام 1985 بعملية تبادل أسرى بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وإسرائيل بعد قضائه 13 عامًا في السجون الإسرائيلية، حيث تم احتجازه في العزل الانفرادي.
سافر “كوزو” إلى ليبيا بعد إطلاق سراحه، ثم استقر في سوريا قبل أن ينتقل في النهاية إلى لبنان، حيث أعلن اعتناقه للإسلام. ومع ذلك، استمرت الحكومة اليابانية آنذاك في المطالبة بتسليمه إليها بسبب عضويته السابقة في الجيش الأحمر. وتحت ضغط متواصل من السلطات اليابانية في ذلك الوقت، تم اعتقاله مع 4 يابانيين آخرين في لبنان، الذين كانوا مطلوبين أيضًا للعدالة اليابانية. وقد تم سجنهم لمدة 3 سنوات بعد اتهامهم بحمل جوازات سفر مزورة وانتهاء صلاحية تأشيرة دخولهم.
بعد أن أنهوا مدة حكمهم، تم تسليم زملاءه الأربعة للسلطات اليابانية، التي قامت باعتقالهم ومحاكمتهم بسبب عضويتهم في الجيش الأحمر الياباني. أما بالنسبة إلى “كوزو”، لم تسلمه السلطات اللبنانية إلى السلطات اليابانية بسبب الضغوط الشديدة والانتقادات التي تعرضت لها لبنان من منظمات رسمية وشعبية. ونظراً لتاريخه النضالي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فقد تم منحه اللجوء السياسي. إلا أن الحكومة اللبنانية منعته من ممارسة أي نشاط سياسي، أو الظهور على وسائل الإعلام. ولا يزال يعيش في لبنان حتى في الوقت الحاضر. لكن مكانه غير معلوم وذلك لدواعٍ أمنية، ولازالت اليابان تطالب بتسليمها إياه.
قدّم “كوزو أوكاموتو” أو “أحمد الياباني” دعمًا قويًا لحق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه، ولهذا السبب قامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتكريمه في عام 2016 لإسهاماته في القضية الفلسطينية.
قيادية يابانية بارزة انضمت للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
كما تعد “فوساكو شيغينوبو” واحدة من الثلاثة الذين نفذوا “عملية إطلاق النار في مطار تل أبيب” في عام 1972. وهي عضوة بارزة ومؤسِّسة في فصيل الجيش الأحمر. هربت من البلاد وانضمَّت إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. فيما بعد، وقامت “شيغينوبو” بتنظيم الجيش الأحمر الياباني. كما ناضلت للحصول على مساحة للنشاط خارج اليابان لتفصل نفسها عن قيادة الجيش الأحمر بقيادة “تسونيو موري” بسبب خلافات حول القيادة. وفي تلك الفترة، أطلق على الفصيل الجديد اسم “الجيش الأحمر الثاني” لتمييزه عن الفصيل الأول بقيادة “تاكايا شيومي”، الذي تم اعتقاله في عام 1970.
نهاية الجيش
وفي عام 2000، تمكنت الشرطة اليابانية من القبض على “فوساكو” بعدما تمكنت من دخولها إلى اليابان بشكل غير قانوني عبر مطار كانساي بجواز سفر مزور. وفي شهر أبريل من العام الذي يليه، قامت “فوساكو” بحل الجيش الأحمر الياباني رسمياً بينما كانت مسجونةً في انتظار المحاكمة. وقد أصدرت بياناً بذلك للصحافة عبر الفاكس من سجنها. وبعد محاكمة مطولة، حُكم على شيغينوبو بالسجن لمدة 20 عامًا في 8 مارس/آذار 2006.
وقدمت “مي” ابنة “فوساكو” استئنافاً سعياً منها لتخفيف مدة العقوبة. لكن المحكمة رفضت الاستئناف. وبعد محاولات عدة، تم تخفيف الحكم بمقدار الوقت الذي قضته “فوساكو” بالسجن إلى 17 عاماً. ليتم إطلاق سراحها في عام 2022.
ومن العمليات التي نفذها الجيش الأحمر الياباني خارج اليابان، قيامه باحتلال السفارتين الأمريكية والسويدية في ماليزيا في اليوم الرابع من شهر أغسطس عام 1975. وقام بتنفيذ ”عملية كوالالمبور“ لاستعادة رفاق لهم بالجيش مسجونين باليابان. حيث كانوا يحاكمون في حادثة “أساما سانسو” في اليابان وغيرها من العمليات السابقة لهذا الجيش، مقابل إطلاق سراح الرهائن.
بالإضافة إلى حادثة اختطاف طائرة ركاب يابانية من نوع بوينغ 727 كانت تحمل 129 راكباً وكانت متجهةً من مطار طوكيو الدولي، وعملية اختطاف طائرة الخطوط الجوية اليابانية فوق هولندا واقتيادها إلى ليبيا، وحادثة اقتحام السفارة الفرنسية بهولندا.
أسباب الضعف والنهاية
خاض الجيش الأحمر الياباني عملياته الخاطفة والمفاجئة في عدة دول حول العالم. ليصبح محط اهتمام عالمي من مختلف قوات الأمن والشرطة الدولية وحتى وسائل الإعلام والصحافة. هذه العمليات التي خاضها جعلت هذا الجيش في صدام مباشر مع الحكومات. وهذا الصدام المباشر أدى إلى تحييد العديد من الأعضاء داخل اليابان وخارجها. بالإضافة إلى إلقاء القبض على قادة المنظمة بما في ذلك “فوساكو شيغينوبو”.
لكن تحييد أعضاء الجيش لم يكن السبب الوحيد الذي أدى إلى ضعفه. بل الخلافات الداخلية ضمن هذا الجيش حول أهدافها و وسائلها. ومع زيادة الضغط الدولي الكبير عليها وسجن “فوساكو” أدى ذلك إلى حلّ الجيش في نهاية المطاف. وهذا أثر حتى على الوضع السياسي في اليابان. فالأحداث العنيفة والدامية التي رافقت تاريخ الجيش الأحمر الياباني، أضعف الحراك اليساري برمته في البلاد.
اول مرة اعرف هي المعلومات عن الجيش الاحمر الياباني او اسمع به
هل يعتبر الجيش الأحمر الان منظمه او جيش ارهابي ؟
لاكن يبقى الشعب الياباني شعب مسالم لايحب الحروب ويدافع دائماً عن القضايا الانسانيه والجيش الأحمر هو خير دليل فهو يناصر المظلومين
فعاليات الجيش الأحمر الياباني دائما خارج اليابان
بعض المعلومات الواردة عن المناضل كوزو اوكاموتو تحديدا غير دقيقة، اذ شارك بعملية اللد بعمر 20 او 21 سنة، كما ان هذه العملية استهدفت وفدا عسكريا اسرائيليا كان خارج البلاد، ومعظم القتلى هم ضباط وعناصر بالجيش الاسرائيلي وخمس علماء ذرة اسرائيليون ايضا. كما انه اصيب خلال الاشتباك واغمي عليه واعتقل، وليس كما ذكر التقرير انه حاول الهروب، اذ ان العملية كانت استشهادية اي الاشتباك حتى الاستشهاد.
يتجلى بهذه الايام صوابية القضية الفلسطينية امام الاجرام الاسرائيلي المحتل وصوابية المشاركة الاممية المشكورة بدعم هذه القضية، فالشكر كل الشكر لمن ساهم او حاول بالمساهمة بنصرة الشعب الفلسطيني من اي بلد كان، مع محبتنا واحترامنا للشعب الياباني ايضا.
وجب التصويب
مرحباً صديقنا العزيز، معلوماتك غير دقيقة.
لأن “كوزو أوكاموتو” قد وُلِدَ في عام 1947. والعملية وقعت في عام 1972، أي أن عمر “كوزو” كان حينها 25 عاماً.
شكراً على حسن متابعتك وتقبل تحياتنا.
أول مره أعرف عن الجيش الاحمر
معلومه معرفيه
نشاط الجيش الأحمر يتمحور على القضايا الإقليمية المناهضه للاستبداد
معلومات جديدة .. .. سمعت به لكن الآن توضحت امور كثيرة كنت اجهلها
موقف مشرف جدا من الجيش الأحمر الياباني
الجيش الاحمر اول مرة اسمع به فاليابان دائما معروفة انها ضد الصين الشيوعية لم اعرف ان هناك حركة شيوعية في اليابان من قبل و في العالم عموما كانت الحركات اليسارية منتشرة بكثرة في الستينات و السبعينات بما فيها ليبيا التي تم ذكرها في المقال
أن الجيش الأحمر لعبوا دورا كبيرا قديما
وكان لهم تأثيرا قوياً
أن موقف فوساكو في المشاركة في فيلق القضية الفلسطينية لموقف عظيم
لقد كانت مواقف الجيش الأحمر مواقف داعمة وقوية
متأكدة أنهم لو لم يحلوا الجيش الأحمر لكانوا الان في خوض العديد ودعم فلسطين في هذا الوقت الصعب عليها
مقال جميل جدا
انتهي اسطورة الجيش الاحمر الياباني في النهاية بعد سيرة حافلة بالمعارك والحروب
لاول مرة اسمع بهذا الجيش
بالتأكيد ستكون لي قراءات اخرى عنه
وعاشت فلسطين
كان عليهم بدل الخلافات فيما بينهم التي ادت الى انهاء الجيش الاحمر ان يتحولوا الى حزب سياسي وينافس في الانتخابات لو حدث ذلك كان ليكون لهم دور كبير الان
بعض العمليات التي قاموا بها من خطف للطائرات و واحتلال السفارات اعتقد حسب رايي انها ارهابيه
نشكر المجله نيبون تايمز على المقالات الممتعه المليئة بالمعلومات الهامة حول اليابان
يالها من معلومات لم اسمع بها من قبل
شكرا لكم على المعلومات الجديدة لقد تذكرت الهنود الحمر
فعلا هذا الجيش قوي و محارب شجاع جدا
في كل بلد يو جد جيش اسطوري له تاريخه و تطوره و ضعفه حتى مماته
نشكركم على المقال المفيد لقد حصلنا على معلومات جديدة بفضلكم
لم أكن أعلم أن للجيش الأحمر يداً في معرك تحرير فلسطين!
رغم تاريخه المنحرف الا ان له مواقف مشرفة مع قضايا اجنبية