يقول خبراء في اليابان ودول آسيوية، إن الأقنعة التي تستخدم مرةً واحدة للحماية من فيروس كورونا الجديد قد ينتهي بها المطاف في المحيطات وتلوث مياهها لمئات السنين.
المحيطات تعج بالأقنعة
يقول خبراء في اليابان ودول آسيوية عديدة، بأن إنتاج الأقنعة والقفازات المطاطية والألبسة الواقية التي تستخدم مرةً واحدة للحماية من فيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19) يشهد ارتفاعاً كبيراً حول العالم، وقد ينتهي المطاف بمليارات الأقنعة وغيرها من المنتجات التي صُنعت، في مياه المحيطات والبحار لتلوثها لمئات السنين دون أن تتحلل.
وقالت منظمة بيئية تدعى “OceansAsia” مقرها في هونغ كونغ، بأنها رصدت هذا الشهر عدداً ضخماً من أقنعة تستخدم مرةً واحدة غُمرت تحت مياه البحار والمحيطات، وتركت على سواحل العديد من الدول الآسيوية. وتهدد هذه المخلفات الحياة البحرية، وتفاقم مشكلة المخلفات التي تُرمى في المياه كل عام.
وقال “ماساهيرو تاكيموتو” – وهو غطاس وناشط بيئي ياباني – في مقابلة مع وكالة كيودو، بأنه لاحظ ازدياد حجم المخلفات من الأقنعة الواقية التي تستخدم لمرة واحدة، في السواحل اليابانية وتحت المياه المحيطة بأرخبيل اليابان.
ولا تخص هذه المشكلة دول شرق آسيا وحسب، بل رُصد عدد كبير من المخلفات التي تستخدم للحماية من فيروس كورونا الجديد على سواحل القارة الأوروبية وسواحل تركيا خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقال لوران لومبارد – وهو ناشط بيئي فرنسي – عبر منصة فيسبوك: “مع علمي بأنه تم طلب أكثر من 2 مليار قناع تستخدم لمرة واحدة (في فرنسا)، قريباً ستكون هناك أقنعة أكثر من عدد قناديل البحر في مياه البحر الأبيض المتوسط”.
كارثة بيئية جديدة في الأفق
مع بداية تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد – 19) من الصين إلى العالم، شهدت معدلات التلوث البيئي انخفاضاً ملحوظاً حول العالم بسبب تراجع اصطياد الأسماك، والتنقيب عن النفط. مع تراجع الانبعاثات الغازية الضارة بسبب تقييد الحياة الاجتماعية وبقاء الناس في منازلهم، كما أظهرت صور من الأقمار الصناعية نشرتها وكالة “ناسا” الأمريكية للفضاء.
إلا أن هذا الأمر كان تأثيراً على المدى القصير فقط، ولن يُساعد على شفاء المحيطات من التلوث، أو الأرض من الانبعاثات الغازية الضارة. حيث يقول خبراء بأن المخلفات البيئية كالأقنعة التي تستخدم لمرةً واحدة وغيرها من المنتجات ستلوث المحيطات بعد انتهاء الجائحة ولن تتحلل لمئات السنين، وقد تخلق تلوثاً في البيئة سيكون أكبر من المعدلات الحالية.
ويقول خبراء من منظمة “OceansAsia” في هونغ كونغ: “يمكن أن يستغرق قناع الوجه الذي يستخدم مرةً واحدة، مئات السنين ليتحلل إلى ما يُعرف بالبلاستيك المجهري، ويوجد هذا النوع من البلاستيك المجهري الآن في الأسماك المخصصة للاستهلاك البشري وملح البحر وحتى رذاذ البحر”.
وفي ظل هذه الكارثة البيئية التي نراها تتجلى أمامنا، يناشد العديد من نشطاء البيئة في اليابان والعديد من الدول الأخرى، حكوماتهم لتتخذ إجراءات تمنع تلوث المحيطات والبحار بالمخلفات التي تستخدم للحماية من فيروس كورونا الجديد (مثل الأقنعة والقفازات المطاطية وغيرها).
قصة مرتبطة:
آلات لتنظيف المحيطات من النفايات والبلاستيك
المصادر: وكالة كيودو اليابانية – منظمة OceansAsia في هونغ كونغ – صحيفة “Japan Times” اليابانية
صورة المقال الأصلية: أقنعة جُرفت لسواحل هونغ كونغ | عبر الناشط Anthony Wallace و وكالة AFP
تم قراءة المقال
لتفادي السلبيات ينبغي التعامل بمسؤولية تامة وحكمة
اطلعت على المقال
يجب إيجاد الحلول الصحيحة
تم الاطلاع
شي مؤسف ان لا يكون هناك تنسيق دولي في مسئلة الكمامات المستخدمة لمرة واحده وعمل خطة للتخلص منها بطرق سليمة .
ازدياد عدد الاقنعة المرماة في البحار والمحيطات والتي يصعب التخلص منها نظرا لطريقة صنعها
يجب نشر الوعي للحفاظ على البيئة من قبل الجميع