أشارت أبحاث يابانية إلى أن الرياضة ليست مفيدة للجسم فحسب، بل تساعد على الوقاية من أمراض مختلفة كداء السكري الثاني، كما تقلل من خطر الوفاة. حتى أنه تم استخدامها كخطة علاجية لمصابي السرطان بجانب العلاجات المعروفة، فما العلاقة بين العضلات والوقاية من الأمراض المختلفة؟ وكيف ساعدت الرياضة على رفع نسبة النجاة من السرطان؟
مادة تثبط السرطان!
في أبحاث يابانية حديثة، وُجد أن الأشخاص غير النشطين والذين يعانون من نقص الوزن معرضون لخطر كبير للإصابة بداء السكري من النوع الثاني. وأظهرت تجربة على الفئران أن يومًا واحدًا فقط من عدم ممارسة الرياضة يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم. كما أكد الباحثون أن العضلات تفرز مادةً تثبط سرطان القولون بعد ممارسة الرياضة.
من المعروف أن أنشطة تقوية العضلات مفيدة لصحة الجهاز العضلي الهيكلي. ومع ذلك، تُظهر هذه الدراسة الجديدة مقدار التمارين الرياضية التي تُحقق أكبر فائدة، حيث ارتبطت ممارسة 30-60 دقيقة أسبوعيًا بأكبر انخفاض في خطر الوفاة.
عِش حياة أطول بصحة أفضل
تم نشر البحث في المجلة البريطانية للطب الرياضي. محللاً بيانات جمعت على مدى أكثر من 25 عامًا من بالغين في الولايات المتحدة الأمريكية، وإنجلترا، واسكتلندا، وأستراليا، واليابان. ويظهر أن ممارسة تمارين تقوية العضلات لمدة تصل إلى ساعة أسبوعيًا لمرضى السكري ترتبط بانخفاض كبير في خطر الإصابة.
أفاد فريق البحث، الذي قادته كلية الطب بجامعة توهوكو في سينداي، شمال شرق اليابان، أن ممارسة التمارين الهوائية، بالإضافة إلى أنشطة تقوية العضلات، ترتبط بانخفاض كبير في خطر الوفاة بنسبة 40%. ومن أمثلة الأنشطة الهوائية المشي السريع والسباحة والجري.
تشتهر اليابان بشعبها المعمر. يبلغ عمر واحد من كل 1450 شخصًا في اليابان 100 عام أو أكثر . وفي عام 2024 وحده، بلغ أكثر من 6000 شخص سن المئة، ليصل إجمالي عدد المعمرين في اليابان إلى 86510 أشخاص. ويرجع ذلك لممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي أساسيٌّ.

رياضات وأنشطة تساعد على الوقاية من الأمراض
يمكن أن تؤدي تمارين تقوية العضلات الأسبوعية إلى تقليل خطر الوفاة. كما يعد حمل أكياس التسوق الثقيلة ورفع الأثقال وممارسة التاي تشي بعض الأمثلة على أنشطة تقوية العضلات، بجانب رفع الأثقال، والعمل باستخدام أشرطة المقاومة، وتمارين الضغط، وبعض أشكال اليوغا من بين أشكال الرياضة التي يوصى بها. أما المملكة المتحدة، تدرج هيئة الخدمات الصحية الوطنية حمل أكياس التسوق الثقيلة، وتحريك الكرسي المتحرك، وممارسة التاي تشي، ورفع الأطفال وحملهم ضمن الأنشطة التي تساعد على تقوية العضلات.
وقد أظهرت دراسة جديدة أن الحفر وحمل أكياس التسوق الثقيلة يمكن أن يقلل من خطر الوفاة بأسباب تشمل أمراض القلب والسرطان والسكري. ويرجع ذلك إلى أنها تمارين لتقوية العضلات، حيث وجد الباحثون في اليابان أن ممارسة مثل هذه الأنشطة لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة فقط في الأسبوع ترتبط بانخفاض خطر الوفاة بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20%.
طب التمارين الرياضية
من الصعب إكمال رحلة السرطان بطاقة جسدية منخفضة وبنية عضلية ضعيفة، كمن يحمل سيفا قويا ولكن طاقته منعدمة. يعد طب التمارين الرياضية “exercise medicine” هو البعد الرابع من الخطة العلاجية للسرطان، إلى جانب العمليات الجراحية والعلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي.
وفي مستشفيات السرطان اليابانية، يتم تزويد المشفى بمراكز رياضية تشبه الأندية الرياضية. حيث يخضع جميع المتدربين من مرضى السرطان تحت إشراف مختصين، لتمارين معينة لتنشيط العضلات قبل إجراء العمليات الجراحية. وتسمى هذه الخطة العلاجية prehabilitation “التأهيل المسبق للعملية”، ويتم وضعها من قبل عدة متخصصين لتحديد أنسب التمارين وطريقة الالتزام بها.
وغالبا ما تكون تمارين سهلة وبسيطة ولكن تطلب تكرارها كثيرا، ويجب أن تكون ذات أوزان خفيفة حتى لا تكون ذات تأثير سلبي على المريض، ويتم رفع الأوزان تدريجيا بدقة وبطء حتى لا تشكل عبئا على المريض.
لدى تلك التمارين فوائد عدة، حيث أنها تقلل الإصابة بمضاعفات ما بعد الجراحة. إلى جانب أنها تقلل مدة الإقامة بالمستشفى. وتساعد على الحفاظ على وزن المريض وزيادة طاقته، وفوق كل هذا كله، فهي تساعد في تحسين نفسية المريض وشغل وقته. بدلا من الاستلقاء بالسرير خائفا متوترا مترقبا للعلاج. وتعمل على تحسين الأكل والحركة وجودة الحياة بشكل عام. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع نسبة النجاة من السرطان إلى 65% في اليابان. وانخفاض نسبة الوفاة من سرطان الثدي باليابان إلى 37%.

القضاء على الالتهاب الرئوي.. أحد مضاعفات الإصابة بالسرطان
في حالة المصابين بالسرطان، قد يظن البعض أن الراحة هي أهم خطوة! على العكس في اليابان، لابد للمصابين القيام بتمارين رياضية لتعزيز صحتهم، قبل وأثناء وبعد العلاج، حيث تعتبر الرياضة هي عنصر أساسي في رحلة محاربة السرطان. تؤدي الراحة الدائمة للمصابين إلى انخفاض الكتلة العضلية، مما يؤدى إلى ضعف بنيتهم وتعبهم الدائم.
في أحد الأبحاث اليابانية، تمت دراسة العلاقة بين الكتلة العضلية للعضلات الهيكلية للمصابين بالسرطان. وفرصة النجاة من المرض، حيث أظهرت ارتباطا وثيقا بينهما، وارتفاع معدلات النجاة بين المصابين الملتزمين بالأنشطة الرياضية.
وتعود أحد الأسباب بين هذه العلاقة إلى ارتباطها بالمضاعفات الناتجة عن الإصابة بالسرطان، كالالتهاب الرئوي، ففي حالة ضعف العضلات الرئوية، يصعب على المريض السعال مما يؤدي لتراكم الإفرازات والجراثيم بالرئة، فتزداد احتمالية الإصابة بالالتهاب الرئوي. كما تساهم الرياضة في تقليل نسبة الإصابة بها، عن طريق تحسين عضلات الرئة وتمرينها باستمرار.
حيث أشارت الأبحاث أن نسبة الإصابة بالالتهاب الرئوي تصل إلى 35%، بينما وصلت إلى 9% لأولئك الذين انتظموا في ممارسة الرياضة.
فقدان الوزن والرياضة
من المضاعفات الأكثر صعوبة الناتجة عن السرطان cachexia (فقدان الوزن الحاد بسبب السرطان)، وهي مسؤولة عن حوالي ربع الوفيات من مصابي السرطان. تمكن العلماء من تحديد سبب الإصابة بهذا النوع من المضاعفات، حيث ارتبطت بانكماش عضلات القلب بعد موت خلاياه، مما يؤدي لفشل القلب.
تم القيام بتجربة على عينة فئران مصابين بسرطان المعدة مع مضاعفات فقدان الوزن. حيث تم فصلهم إلى مجموعتين، الأولى تقوم بأنشطة رياضية “الدوران على العجل” والأخرى لا تقوم، وقد أظهرت التجربة أن من التزم برياضة لم يفقد وزنا كبيرا كمن لا يقوم، كما أظهرت تحسنا في نسبة الغذاء لديهم وتحسن صحة القلب.
وتشير الأبحاث أن القيام بتمارين رياضية يساعد على انخفاض معدل نمو الورم، ذلك لأن العضلات تحتاج طاقة وغذاء، حيث تقوم الخلايا العضلية باستهلاكهما بدلا من الخلايا السرطانية.

إعداد و تقديم جنة الجندي لمزيد من المحتوى المقدم من الكاتبة، بالإمكان متابعة صفحتها الخاصة عبر فيسبوك.
صورة المقال الرئيسية:
Photo by Karsten Winegeart on Unsplash
هي بالفعل الرياضه مفيده للجسم كما قال المثل العقل السليم في الجسم السليم وكذلك الوقاية خير من ألف علاج أن العب رياضه هو أحسن علاج لجسدك