حظيت اليابان برئيس وزراءها الـ100 في الـ4 من أكتوبر/تشرين الأول 2021. حيث انتخب وزير الخارجية الأسبق فوميو كيشيدا (66 عاماً) لتولي المنصب بعد تنحي سلفه يوشيهيديه سوغا، والذي خدم في رئاسة الوزراء لعام واحد. وقد واجه فوميو كيشيدا عند توليه منصب رئاسة الوزراء، تحديات صعبة. تعرفوا عليه عبر مقالنا.
فوميو كيشيدا ابن هيروشيما والسياسي المخضرم
ولد كيشيدا في طوكيو عام 1957 ضمن عائلة امتهنت السياسة منذ عقود. حيث كانت والده فوميتاكيه كيشيدا سياسياً و مسؤولاً في وزارة الاقتصاد، التجارة والصناعة وترأس عدة وكالات حكومية صغيرة. سافر كيشيدا في طفولته إلى الولايات المتحدة ودرس لمدة في نيويورك بسبب عمل والده في السياسة، وثم عاد إلى اليابان في شبابه لاستكمال تعليمه حتى تخرج من قسم القانون في جامعة واسيدا.
ترعرعَ فوميو كيشيدا في عائلة عريقة من هيروشيما، نجا بعض أفرادها من ويلات قصف المدينة الذري بواسطة الولايات المتحدة عام 1945، وكبر وهو يسمع القصص عن أقاربه الذين نجوا أو قتلوا في القصف الذري وقصص بعض من نجوا من القصف خارج إطار عائلته.
لم يكن كيشيدا سياسياً في مقتبل عمره، بل اتجه للعمل في عالم المال بعد أن بدأ مشواره مع بنك كبير في اليابان. توجه لعالم السياسة لاحقاً عبر عمله كمساعد لأحد النواب، وثم رشح نفسه لمنصب في البرلمان مع الحزب الليبرالي الديمقراطي، ليفوز بانتخاب عام 1993 ويمثل سكان المنطقة الأولى في هيروشيما.
اكتسب خبرةً كبيرةً في عمله كمشرع ليصبح سياسياً مخضرماً. وصعد نجمه في عالم السياسة اليابانية بعد توليه منصب وزير الخارجية بين 2012 و 2017 تحت رئيس الوزراء الأسبق شينزو آبيه والذي دعمه لاحقاً ليصبح رئيساً للوزراء.
أصبح خلال حقبته كوزيراً للخارجية، صاحب أطول فترة خدمة في المنصب، واستطاع دفع سياسية اليابان الخارجية إلى أفق جديدة، بالأخص بعد مساهمته في التوصل إلى اتفاق نهائي وبلا رجعة مع كوريا الجنوبية عام 2015، بخصوص عدة قضايا جدلية عالقة منذ نهاية الحرب، من بينها قضية “نساء الترفيه”.
تركَ كيشيدا منصبه كوزيراً للخارجية عام 2017. ليتولى منصب رئاسة مجلس بحوث السياسات التابع للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم. وهو منصب يُنظر إليه كخطوة أولى في مشوار رئاسة الحزب وبالتالي رئاسة الوزراء. إذ كان كيشيدا يرغب بخلافة آبيه بعد انتهاء فترة خدمته، ورغب بتوسيع نفوذه داخل الحزب عبر توليه منصب بحوث السياسات.
الرحلة إلى قيادة اليابان
يُنظر إلى فوميو كيشيدا على أنه مرشحٌ واضح لتولي رئاسة الوزراء نظراً لخلفية عائلته السياسية وخبرته الكبيرة في السياسة الخارجية. إلا أنه لم يُرشح نفسه عام 2018 بعدما أقنعه رئيس الوزراء الأسبق شينزو آبيه بعدم القيام بذلك، والانتظار حتى عام 2020.
استقال آبيه في أغسطس 2020 لأسباب صحية بعد أن أصبح صاحب أطول فترة خدمة في منصب رئيس وزراء اليابان، وعُقدت انتخابات داخل الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم لاختيار رئيس الحزب الجديد بعد آبيه وبالتالي رئيس الوزراء. كون الحزب الليبرالي يمثل أكبر كتلة في البرلمان من خلال ائتلافه مع حزب كوميتو الصغير.
تنافس كيشيدا في انتخابات عام 2020 مع يوشيهيديه سوغا والذي كان آنذاك كبير متحدثي الحكومة اليابانية تحت آبيه. ومع وزير الدفاع الأسبق شيغيرو إيشيبا. وكاد فوميو كيشيدا أن يفوز بالانتخابات الداخلية، إلا أن تأييد أعضاء الحزب الكبار وفصائله السياسية تحول ناحية يوشيهيديه سوغا. والذي كان في نظرهم امتداداً لسياسات آبيه وعمله بالأخص أثناء أزمة كوفيد – 19.
فاز سوغا (72 عاماً) بانتخابات رئاسة الحزب ليصبح بعد ذلك رئيس الوزراء رقم 99، ولكنه صدم الجميع بسبب قراره المفاجئ في سبتمبر 2021. والذي تمحور حول اختياره عدم ترشيح نفسه لفترة أخرى لرئاسة الحزب، من أجل تكريس وقته لمواجهة الأزمة واستضافة ألعاب طوكيو 2020 بنجاح.
عنى تنازل سوغا غير المباشر بأنه سيفقد منصبه كرئيس للوزراء. مما فتح المجال أمام كيشيدا ليطارد هدفه القديم مرةً أخرى. إذ أعلن كيشيدا ترشيح نفسه، أمام وزير الدفاع والخارجية الأسبق و وزير الإصلاح الإداري وبرنامج اللقاحات تارو كونو.
وانضمت للسباق نحو رئاسة الحزب، وزيرة الشؤون الداخلية والاتصالات بين 2019 و 2020 سانائيه تاكائيتشي وهي مؤيدة لسياسات آبيه. وانضمت سيكو نودا وزيرة الاتصالات بين 2017 و 2018 كذلك. ولكن السباق انتهى بتنافس شديد بين تارو كونو و فوميو كيشيدا. حيث فاز الأخير بنسبة أصوات تبلغ 60% بعد تحول تأييد الحزب من تارو كونو إليه بسبب دعم رئيس الوزراء الأسبق شينزو آبيه.
أبرز سياسات رئيس الوزراء رقم 100
اختار البرلمان الياباني كيشيدا رئيساً لوزراء اليابان يوم الـ4 من أكتوبر 2021. وثم أدى القسم أمام إمبراطور اليابان ناروهيتو. ليصبح رسمياً قائد اليابان الجديد بعد فوزه بانتخابات رئاسة الحزب.
فوميو كيشيدا كان معتدلا بسياساته ويميل للجانب الليبرالي. وقال بأنه يريد رفع الأجور وتقليص الفجوة في الثروات بين الأغنياء والطبقات الأخرى من بين سياسات أخرى تهدف لدعم الطبقة العاملة.
وسعى كذلك لحل مشكلة المختطفين من قبل كوريا الشمالية، وهي مشكلة عالقة منذ عقود بعدما اختطف عملاء عشرات اليابانيين خلال السبعينات والثمانينات عبر الإبحار إلى ساحل اليابان الغربي والإمساك بمن يجدونه.
وكان كيشيدا يأمل أن يبني علاقات جيدة مع الصين. ولكن عمل كذلك على تعزيز الحلف الياباني الأمريكي من أجل مواجهة سياسة الصين العدائية تجاه الجُزر اليابانية في أقصى الجنوب. (أبرزها جُزر سينكاكو والتي تطلق عليها الصين دياويو).
الإعلان عن التنحي
أعلن فوميو كيشيدا عن عزمه التنحي من منصب رئاسة الوزراء وعدم الترشح لفترة ثانية بمنصبه عام 2024. فترشح شيغيرو إيشيبا للمرة الخامسة والأخيرة في الانتخابات الرئاسية للحزب الليبرالي الديمقراطي. ليصبح زعيم الحزب الجديد ورئيس وزراء اليابان، وانتخب رسميًا رئيسًا للوزراء من قبل البرلمان في أكتوبر 2024.
وهكذا تم توديع السيد فوميو عند مغادرته مكتب رئاسة الوزراء في طوكيو:
تعجبني سياسة فوميو كيشيدا يريد توطيد اللاقات بين الدول المجاورة وتحسين مكانة الطبقة العاملة عبر الرفع من الأجور وتقليص الفجوة بين الأغنياء والطبقات الأخرى فيما يخص الثروات التي يستفيدون منها الأغنياء على عكس الطبقات الأخر
ماذا عن سياسته تجاه كوريا الشمالية؟ كيف سيوقف تمددها النووي ويكبح جماحها ؟
معلومات جميلة عن رئيس الوزراء الحالي
سياسته تجاه تقليس الفجوة بين الاغنياء والفقراء تعجبني بشدة
اتمنى ان يحقق الخير لبلاده وان لا تكون وعوده مجرد حملة
رئيس الوزراء اليابان فوميو كيشيدا ياتي من اصول مختلطه فأمه فرنسيه وهذا نادر في الحياه السياسيه في اليابان
فتره حكم فوميو كيشيدا كانت قصيرة جدا في الحياة السياسيه اليابانية
كانت ايام صعبة حقا ولا يمكن ان تنساها
كيشيدا هو الرجل المناسب للمرحلة القادمة في اليابان ونتنمى ان يحقق انجازات جديدة على مستوى السياسة الخارجية وذلك بعد رحلته السياسية الطويلة
لديه بعض السياسات التي تعجبني حقا
[…] الرغم من تعهد رئيس الوزراء “فوميو كيشيدا” باتخاذ خطوات غير مسبوقة لعكس انخفاض معدل المواليد – […]