في العقود الأخيرة أصبحت المانغا أحد أكثر الأوساط المرئية رواجاً حول العالم. حيث تقدر قيمتها السوقية الإجمالية بأكثر من 12 مليار دولار وفق إحصاءات حديثة. في هذا المقال سنتعمق في جانب شهير من الثقافة اليابانية ونشرح المعنى وراء تسمية “مانغا” وما هو تاريخها وما هي فئاتها المعروفة.
ماذا تعني كلمة مانغا؟
عند سماع كلمة “مانغا” يتبادر إلى ذهن المرء تلك الفاكهة القشرية اللذيذة والشهية. ولكننا لا نتحدث عن فاكهة المنجا (أو المانجا – المنجو) حالياً. بل نتحدث عن فن مرئي ياباني يعود تاريخه إلى القرن الـ12 الميلادي وربما أقدم في بعض السجلات.
تعني كلمة «مانغا – 漫画» باليابانية “مجلة مصورة” أو “قصة مصورة” أو “قصة مصورة هزلية”. وتتكون الكلمة من رمزي كانجي، الأول هو “مان – 漫” والذي يعني “رسوم متحركة”. والثاني “غا – 画” والذي يعني “صورة” أو “جرّة قلم”، ومعاً يمنحان الكلمة معناها “مانغا”.
بدأ استخدام المصطلح في اليابان خلال نهاية القرن الـ18، حيث كان يصف آنذاك أنواع مختلفة من الرسوم المتحركة. ولم تكتسب المجلات المصورة اليابانية اسمها المتداول “مانغا” إلا خلال القرن الـ19 وبالتحديد خلال عشرينيات القرن الـ19، تزامناً مع انتشار الفن المرئي المصور في اليابان.
وفي الحاضر تستخدم الكلمة كمصطلح شامل لوصف المجلات المصورة اليابانية أو الروايات المرئية المصورة.
تاريخ المانغا
بعد استكمال شرح المعنى وراء كلمة “مانغا”، يتوجب الآن التحدث عن تاريخها العريق في اليابان. إذ لم تكن المجلات المصورة في بدايتها كما هي الآن من ناحية التطور الفني في الرسم والطباعة، بل كانت أكثر بساطة وبدائية.
يمكن تتبع أصول المانغا في اليابان إلى القرن الـ12 الميلادي وفق المؤرخين، والمجلات المصورة الحديثة مبنية في الأصل على نوع من الملفوفات الورقية التي تحتوي على رسوم مختلفة وبسيطة مع كتابات مخطوطة باليابانية.
اعتاد اليابانيون إطلاق اسم “إيماكيمونو – 絵巻物” على تلك الملفوفات، ولكن استخدامها كوسط فني أصبح أقل مع تطور اليابان خلال حقبة إيدو (1603 – 1868 ميلادية) وازدهارها.
طور الفنانون خلال حقبة إيدو نوعاً جديداً من الرسوم المصورة وانتشر هذا النوع بكثرة بفضل جودته العالية مقارنة بالمخطوطات الأقدم، وهو ما مهد الطريق للمجلات اليابانية المصورة في عصرنا الحالي.
ما الفرق بين المجلات المصورة اليابانية والأمريكية؟
المجلات المصورة اليابانية تختلف عن نظيرتها الأمريكية، حيث تنشر عادةً المجلات اليابانية باللونين الأسود والأبيض (بصورة رئيسية). بينما تكون المجلات المصورة الأمريكية ملونة بالكامل عند نشرها.
وبالإضافة لذلك، تُقرأ المجلات المصورة اليابانية من اليمين إلى اليسار (ترتيب الصور) على عكس نظيرتها الأمريكية التي تُقرأ من اليسار إلى اليمين تماشياً مع نظام اللغة الإنجليزية.
في اليابان، يتم إصدار المانغا عادةً كل أسبوع أو شهر (على حسب نوع المجلة المصورة). وتحتوي المجلات المصورة في اليابان كذلك على “فصول” و “مجلدات”، حيث يُنشر الفصل كل أسبوع و “المجلد” هو مجموعة فصول تُجمع معاً وتنشر من قبل الشركات المختلفة كل شهر أو عدة أشهر.
بينما يختلف نظام المجلات المصورة الأمريكية كثيراً، حيث لا تنشر الشركات في الولايات المتحدة والدول الغربية مجلاتها المصورة بشكل أسبوعي مع بعض الاستثناءات خلال الحاضر.
ويجدر بالذكر كذلك أن المجلات المصورة اليابانية يمكن أن تصدر لعقود دون انقطاع، إذ ينشر الكاتب فصلاً كل أسبوع ويمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو لفترة مطولة. كمثل مانغا “ون بيس” على سبيل المثال لا الحصر والتي ما زالت مستمرة منذ عام 1997 وحتى وقت كتابة هذا المقال.
ما الفرق بين المانغا والأنمي؟
مصطلح الأنمي يصف بصورة شاملة الرسوم المتحركة التي يكون أصلها اليابان بغض النظر عن نوعها وشكلها.
تُبنى قصص الأنمي الياباني عادةً على مجلات مصورة باللغة اليابانية صدرت بالفعل. يصدر المؤلف ـــ عبر مجلة «شونين جمب» مثلاً ـــ فصلاً واحداً أو أكثر كل أسبوع.
وثم يأخذ الاستوديو المنتج للأنمي مجموعة من الفصول المرسومة والمعدة مسبقاً، ويعمل على تحويلها إلى رسوم متحركة على شكل حلقات يطلق عليها اسم أنمي.
وتجدر الإشارة إلى أن الاستوديو المنتج للعمل المتحرك ينتج حلقةً واحدة كل أسبوع كذلك ويبثها على التلفاز في اليابان. ولكي لا يتوقف العمل وعملية تحويل المانغا إلى حلقات. تسبق قصة المانغا عادةً قصة الأنمي بعدة أشهر أو سنة كاملة، لكي يمتلك الاستوديو ما يكفيه من فصول.
الأنواع الرئيسية للمجلات المصورة اليابانية
تحتوي المانغا على الكثير من الفئات والأصناف، ولكن يمكن التمييز بينها بصورة عامة عبر 5 فئات عمرية:
- مجلات الشونين (少年) المصورة تستهدف بشكل رئيسي جمهوراً يافعاً من الأولاد أو المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عاماً. وتتمحور غالباً حول بلوغ البطل واكتسابه لمسؤوليات وقوى أكبر، والصداقات والمغامرات ودروس حياتية مختلفة في إطار كوميدي أو درامي (أمثلة: ناروتو – ون بيس – دراغون بول وغيرها).
- مجلات الشووجو (少女) المصورة تستهدف بشكل رئيسي جمهوراً يافعاً من الفتيات أو المراهقات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 8 و 18 عاماً. تتمحور قصصها غالباً حول أجواء رومانسية أو درامية (أمثلة: سايلور مون – فروتس باسكت وغيرها).
- مجلات السينين (青年) المصورة تستهدف الشباب والرجال الذين يبلغون أكثر من 18 عاماً. تتضمن قصصها مظاهر أكثر شدة مثل العنف أو الإباحية (في بعض الأحيان) وهي غير مناسبة لمن هم أصغر من 18 عاماً (أمثلة: أكيرا – فاغابوند – بيرسيرك).
- مجلات الجوسي (女性) المصورة تستهدف الفتيات والنساء اللواتي يبلغن أكثر من 18 عاماً. تتضمن قصصها مظاهر للبالغين بصورة رئيسية ومحتوى لا يناسب من هم أصغر من 18 عاماً (أمثلة: هاني أند كلوفر – بارادايس كيس).
- مجلات كودوموموكيه (子供向け) المصورة مخصصة للأطفال، وتكون ذات قصص خفيفة وتعليمية تتحدث عن الأخلاقيات أو مواضيع مشابهة تساعد على تطوير أذهان الأطفال بصورة إيجابية (أمثلة: مغامرات بوكيمون للأطفال – فلافي فلافي سينامورول).
هل المجلات المصورة للأطفال فقط؟
لا توجد قاعدة تقول بأن المانغا أو المجلات المصورة اليابانية للأطفال حصراً أو للبالغين حصراً كما ورد أعلاه. حيث توجد فئات تناسب جميع الأعمار.
المجلات المصورة هي وسط مرئي وثقافي تشتهر به اليابان منذ زمن طويل، ويستخدمه الفنانون للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم. كمثل أن يستخدم رسام اللوحة للتعبير عما في داخله من مشاعر وأفكار قد تكون إيجابية أو سلبية.
ما يرد في المجلات المصورة اليابانية يعتمد على إبداع وفكر المؤلف وذكائه وقدرة المتلقي أو القارئ في استخلاص ما يفيده مما يقرأ. أو يمكن ببساطة أن يستخدم القارئ المجلات المصورة لأغراض الترفيه لا أكثر.
يمكن أن نقارن المجلات المصورة أو الروايات المرئية اليابانية بأفلام هوليوود. كلاهما وسط مقبول عالمياً بين الناس يستخدمه المخرجون أو الفنانون في التعبير عن قضية ما أو مناقشة أفكارهم عبر قصص مختلفة. والأفلام بالتأكيد ليست سواسية، بل فيها فئات وأصناف ويمكن للصغير أو الكبير أن يستمتع بها أو يأخذ الفائدة منها.
تحذير وتوضيح
في العقد الأخير، أصبحت المجلات المصورة اليابانية تحتوي على الكثير من المحتوى الإباحي لجذب القراء. حيث يطلق على هذه الظاهرة عادة اسم “فان سيرفس”. وتعني أن يضع المؤلف مشهداً إباحياً أو إيحائياً صغيراً لا يخدم القصة. وهدفه الأساسي هو تخدير عقول القراء بتلك الصور ليستمروا بالقراءة دون شعور.
يجد بعض القراء ظاهرة الـ”فان سيرفس” أمراً مزعج كونها أصبحت تسيطر أكثر وأكثر على العديد من الأعمال التي تصدر حديثاً. ويصل البعض لنعتها بالمقززة كونها لا تساهم في بناء الشخصيات والقصص وهدفها الوحيد هو جذب القراء وزيادة الأرباح.
يجدر بنا الذكر أن الثقافة العربية تختلف كثيراً عن الثقافة اليابانية أو الغربية. وذلك يعني أن ما يناسب المجتمع الياباني أو المجتمع الغربي قد لا يناسب المجتمع العربي والعكس صحيحاً.
وضعت الفئات العمرية في المانغا والأنمي لسبب معين، وهي لضمان عدم تناول الأطفال لمواد مرئية أو نصية حساسة. لذلك ننصح بتوخي الحذر وتفقد تصنيف المجلة المصورة قبر البدء بقرائتها والاستمتاع بمحتواها.
لقد كانت مقالة شيقة عن المانجا وهناك معلومات عنها اول مرة اعرف بها
لقد استمتعت حقا بقراءة المقال ❤️
حتى أنني تعلمت الكلمة الجديدة مانغا وأصبحت اعرف كتابتها
كل مقال يذكر به اليابان يكون له تاريخ عظيم حافل
من الجيد التحذير على هذه الأمور التي لا تناسب مجتمعنا بتاتاً
أحب قراءة مجلات المانغا ولكنها لا تتوفر لدينا
على الرغم من أنني استمتع بمشاهدة الأنمي سواء كانت مسلسلات أو افلام ❤️
رائع جداً استمتعت بقراءة المقال و عرفت الكثير من المعلومات عن المانغا. لم أكن أعرف أنها بدأت منذ زمن طويل هكذا.
。すごいです
المنجا اشهر من نار على علم
فعلا لقد بدئو باضافة محتوى اولقطات غير لائقة الى المنجا لجذب القراء فقط من اجل الربح
احب قراءة المنجا جدا
افضل شيئ وضعو تصينفات للفئات العمرية لكي تحذر القارئ من المحتوى
تعني كلمة المانغا باليابانيه مجلة مصورة او قصة مثث صل مصورة هزلية
تتكون المانغا من مقطعين رمزي كانجا الاول هو مان يعني رسوم متحركه والثانيه غا والذي يعني صوره
مقالة مفيدة لمعرفةالمانغا
تسبق قصة المانغا عادة قصة الأنمي بعدة اشهر او سنة كاملة
قصة المانغا تسبق قصة الأنمي بفترة طويلة لكي يمتلك الاستوديو ما يكفيه من فصول
توجد قصة المانغا فئات تناسب جميع الأعمار
معلومات قيمة للأشخاص الذين لا يعرفون هذه التصانيف اما انا فاحب المانجا الكوميدية
شك ا للمعلومات الجديده علي مجتمعنا
حاولت كم مرة ان اقرأ قصص مانغا ولكن انا افضل الرسوم المتحركة (الإنمي) لانها ممتعة للغاية و متوفرة بكثرة على الانترنت لجميع الاذواق
في المنطقة العربية توجد عدة قصص مانغا صنعت بواسطة العرب قرأت مجموعة منها و يوجد تطبيق هاتف جديد به مانغا مترجمة للعربية اما المانغا الورقية فلا توجد في الاسواق حسب علمي
لطالما كان الأنمي البوابة الرئيسة لدخولي العالم الياباني…لكن
100% يجب توخي الحذر لأن حرفياً كما قلتم ثقافتنا تختلف عن ثقافتهم… لكن هذا لا يمنع من الاطلاع على ثقافتهم بحيث لا تؤثر علينا بالشكل السلبي.
الانمي افضل من المانغا بالرغم ان المانغا هي اصل الانمي
قراءة المانغا امر ممتع لمن تعود عليها منذ صغره
تصنيفات المنغا مهمة جدا من الجيد انه وضعو هذه التصنيفات والفئات العمرية لقرائتها
لكن للاسف اغلب كتاب المنجا وضعو بعض المشاهدة المخلة بالمنجا لجذب القراء بهدف الربح المادي
للأسف مانغا بيرسيرك توفى مؤلفها
مقال شيق
This site is really flooded with information.
الموضوع شيق، اول مره اعرف الفرق بين المانغا والانمى والرسوم المتحركه الأمريكية وسعيد بمعرفة أن المانغا بتكون من اليمين لليسار زى العربي
كنت بستغرب لما بشوف شباب كتير بتابع المانجا اليابانيه بي واضح أن الموضوع يستاهل
احب المانغا كثيرا
الحقيقة أن اليابانيين بيعرفوا يصوروا نفسهم كويس جدا بدليل انتشار المانغا والانمى فى العالم كله، تحياتى لكاتب المقال اللى دايما مهتم بتعريفنا وتذكيرنا عن الفروق بين ثقافتنا العربية وغيرها من الثقافات
لم اكن اعرف ان المانغا تاريخها عريق لهذه الدرجة!
ان اتعلم من ٣ سنوات طريقة رسم المانغا واستمتع برسمها وقرائتها جدا
اتمنى ان اتمكن من صنع مانغا هادفة عربية يوما ما ~
من اكثر التصنيفات التي احبها هي شريحة من حياة ودراما وسينين
مشكلة الفان سيرفس سيئة جدا، ولكن ليس شيئا مستغربا ف في النهاية اختلاف الثقافة كبير جدا ومن الطبيعي عدم تقبلنا له
هناك مقاهي خاصة لقراءة المانغا فيها والاستمتاع ايضا
الاحتراف الحقيقي ان يتمكن المانغاكا من ايصال المشاعر عن طريق رسمة بالأبيض والأسود فقط!!
لكن اسوأ مافي الأمر انتظار شهر كامل من اجل فصل واحد فقط
والأسوأ عندما تكون المانغا عبارة عن تحفةة ثم يقوم الاستوديو بتحريفها بالكامل او تدميرها بالفلر
هناك ما هو أسوأ من الأسوأ ان يتم تحويل جزء من المانجا الى انمي ثم يتوقفون عن تحويل بقية الفصول رغم استمرار المانجا وكثرة فصولها
لا اتابع المانغا كثيرا لأنني افضل الانمي لكني يوما ما سأتابعها عندما اجد الوقت
روعة شكرا جزيلا على المقال الممتع
كلمة مانغا تعني باليابانية قصة مصورة هزليه
تتكون الكلمة من مقطعين الاول هو مان يعني رسوم متحركه ، والثاني هو غا وتعني صورة
قصص الأنمي الياباني تبنى عادةً على مجلات مصوره باللغة اليابانية
قصة الأنمي تسبق قصة المانغا بعدة شهور لكي يمتلك الاستوديو مايكفيه من فصول
المجلات المصورة هي وسط مرئي وثقافي تشتهر به اليابان منذ زمن طويل
أعمال المانغو تناسب جميع الأعمار