أنمي “كان يا مكان… الحياة”

أنمي "كان يا مكان… الحياة"
أنمي "كان يا مكان… الحياة"

أنمي “كان يا مكان… الحياة “بالفرنسية:( Il était une fois… La vie) هو مسلسل رسوم متحركة تعليمي ياباني فرنسي من تأليف وإخراج ألبرت باريلي. عُرض لأول مرة في عام 1987، وهو جزء من سلسلة “كان يا مكان…”، والتي تتضمن مسلسلات أخرى مثل “كان يا مكان… الإنسان” و “كان يا مكان… الفضاء”. وعلى عكس سابقاتها، التي استكشفت التاريخ البشري واستكشاف الفضاء، يركز “كان يا مكان… الحياة” على جسم الإنسان، ويحول العمليات البيولوجية المعقدة إلى سرديات جذابة وسهلة الوصول للجمهور الصغير.

أهم شخصيات أنمي "كان يا مكان... الحياة "
أهم شخصيات أنمي “كان يا مكان… الحياة “

الإنتاج والجاذبية العالمية

من خلال شخصياته النابضة بالحياة وروايته الخيالية، يشرح العرض فيزيولوجيا الإنسان والعمل الداخلي للجسم، باستخدام الخلايا والأعضاء والأمراض المجسمة لإضفاء الحياة على هذه المفاهيم العلمية. يتألف المسلسل من 26 حلقة، تتناول كل منها جانبًا مختلفًا من جسم الإنسان، من القلب إلى الجهاز الهضمي. تم إنتاج “كان يا مكان… الحياة” بالتعاون مع العديد من البلدان، بما في ذلك اليابان وإسبانيا وسويسرا وبلجيكا، وكان ظاهرة عالمية، حيث ترفيه وتثقيف الملايين من المشاهدين حول العالم.

تم إنتاج “كان يا مكان… الحياة” بواسطة الاستوديو الفرنسي Procidis ، بالتعاون مع العديد من شركات البث واستوديوهات الرسوم المتحركة الدولية. والجدير بالذكر أن الرسوم المتحركة تم تنفيذها بواسطة الاستوديو الياباني Eiken، مما يجعل المسلسل مؤهلاً تقنيًا ليكون أنمي. كان Eiken قد عمل سابقًا مع Procidis في”كان يا مكان… الفضاء”، مما أدى إلى تأسيس شراكة قوية. تم بث العرض في العديد من البلدان، بما في ذلك فرنسا وكندا وإسبانيا وهولندا وبلجيكا، حيث قامت كل شركة بث بدبلجته بلغاتها الخاصة.

سمح هذا التعاون المتعدد الجنسيات للعرض بالوصول إلى جمهور متنوع، مما عزز مكانته في التلفزيون التعليمي. تم بث المسلسل في أكثر من 40 دولة، بما في ذلك أستراليا والبرازيل وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وحتى الاتحاد السوفييتي. جعلته موضوعاته العالمية عن الحياة والصحة ناجحًا في كل من الدول المتقدمة والنامية، وجذب الأطفال والكبار على حد سواء.

نهج تعليمي ترفيهي وسردي

مثل غيره من العروض ضمن سلسلة “كان يا مكان…”، يمزج “كان يا مكان… الحياة” بين التعليم والترفيه ببراعة. وفي حين اتجه “كان يا مكان… الفضاء” أكثر نحو سرد القصص والمغامرة، أعاد هذا المسلسل صيغة التعليم الترفيهي التي جعلت “كان يا مكان… الإنسان” ناجحًا للغاية. حيث تدور كل حلقة حول نظام أو عضو بيولوجي معين، مثل الدماغ أو الجهاز الدوري أو الجهاز المناعي، ولكن يتم تقديمها بطريقة تبدو وكأنها سرد أكثر من درس علمي.

يستخدم العرض سردًا مجازيًا، حيث يتم تصوير الخلايا والإنزيمات والهرمونات وعناصر أخرى من جسم الإنسان كشخصيات يمكن التعامل معها ومجسمة. هذه الشخصيات هي جزء من مجتمع داخل جسم الإنسان، ولكل منها دورها في الحفاظ على وظائف الجسم والدفاع عنه من مسببات الأمراض مثل البكتيريا والفيروسات.

على سبيل المثال، يتم عرض خلايا الدم الحمراء كعمال مجتهدين ينقلون الأكسجين، بينما يتم تصوير خلايا الدم البيضاء كضباط شرطة يدافعون عن الجسم من الغزاة الضارين. تُصوَّر الفيروسات والبكتيريا، أعداء العرض، على أنها كائنات متنمرة خبيثة تحاول مهاجمة وتعطيل الوظائف الطبيعية للجسم. يساعد هذا النهج الخيالي في تبسيط المفاهيم العلمية المعقدة، وجعلها أكثر جاذبية و سهولة في الوصول إليها، وخاصة بالنسبة للأطفال.

الأبطال والأشرار الداخليون

يضم طاقم عمل “كان يا مكان… الحياة” شخصيات من السلسلة السابقة في نفس السياق، ولكن تم إعادة تفسيرها لتناسب سياق علم وظائف الأعضاء البشرية. الشخصية الرئيسية هي مايسترو، الرجل العجوز الحكيم الملتحي الذي يمثل مدير الدماغ. ترشد شخصيته المشاهدين خلال عمل الجسم، ويعمل كمرشد وراوي.

تشمل الشخصيات الأخرى الإنزيمات، والتي تظهر على شكل بشر مجتهدين يرتدون ملابس العمل، والهرمونات التي يتم تصويرها على أنها رسل آلية، وخلايا الدم الحمراء الدؤوبة، والتي تمثلها شخصيات بشرية مثل البروفيسور جلوبس وصديقه المشاغب جلوبين. هذه الشخصيات مسؤولة عن نقل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في مجرى الدم، مما يعكس نظيراتها البيولوجية في الحياة الواقعية.

من ناحية أخرى، يتم تصوير خلايا الدم البيضاء كفريق شرطة الجسم، التي تقوم بدوريات في مجرى الدم والأنسجة لمحاربة مسببات الأمراض. كما تظهِر الخلايا العَدِلات، وهي النوع الأكثر شيوعًا من خلايا الدم البيضاء على هيئة رجال شرطة مرور يحملون الهراوات، على استعداد لابتلاع أي بكتيريا يواجهونها. وتُظهِر الخلايا الليمفاوية، وهي نوع آخر من خلايا الدم البيضاء على هيئة طيارين لطائرات صغيرة، مجهزة بأجسام مضادة يمكنها إسقاطها مثل القنابل على البكتيريا والفيروسات الغازية.

خلايا الدم البيضاء في أنمي "كان يا مكان... الحياة"  
خلايا الدم البيضاء في أنمي “كان يا مكان… الحياة”  

تُعد مسببات الأمراض، مثل البكتيريا والفيروسات، الخصوم الأساسيين للمسلسل. ويتم تصويرها بطريقة كرتونية ولكنها مخيفة، حيث يتم تصوير البكتيريا على أنها متنمرين زرق اللون والفيروسات على أنها مخلوقات تشبه الديدان الصفراء. يحاول هؤلاء الأشرار بانتظام مهاجمة الجسم، مما يؤدي إلى إثارة الصراع في كل حلقة.

الحلقات والموضوعات التعليمية

 تركز كل حلقة من حلقات “كان يا مكان… الحياة” الست والعشرين على جزء مختلف من جسم الإنسان أو عملية بيولوجية محددة. تتضمن بعض الحلقات الأكثر شهرة ما يلي:

1. “كوكب الخلية” – مقدمة عن الخلايا والحمض النووي.

2. “حراس الجسم” – غوص عميق في الجهاز المناعي ودور خلايا الدم البيضاء.

3. “الدماغ” – نظرة عن قرب على كيفية تحكم الدماغ في وظائف الجسم.

4. “القلب” – استكشاف للجهاز الدوري ودور القلب في ضخ الدم.

5. “التنفس” – شرح مفصل للجهاز التنفسي.

6. “الجهاز الهضمي” – رحلة ممتعة وتعليمية عبر عملية الهضم، من الفم إلى الأمعاء.

لا تشرح هذه الحلقات المبادئ العلمية وراء وظائف الجسم وحسب، بل تؤكد أيضًا على أهمية الحفاظ على نمط حياة صحي. من خلال إظهار كيفية عمل الجسم للدفاع عن نفسه ضد مسببات الأمراض والشفاء من الإصابات، تشجع السلسلة المشاهدين بشكل خفي على الاهتمام بصحتهم وتناول الطعام الجيد وممارسة الرياضة بانتظام.

الموسيقى: لمسة من العاطفة

لعبت موسيقى العرض أيضًا دورًا مهمًا في جاذبيته. فقد تم تأليف أغنية المقدمة “L’hymne à la vie” (ترنيمة الحياة) من قبل الملحن الفرنسي الشهير ميشيل ليجراند. في النسخة الفرنسية، قامت ساندرا كيم، الفائزة بمسابقة الأغنية الأوروبية عام 1986، بأداء الأغنية. وفي النسخة الإنجليزية، تمت ترجمة أغنية المقدمة وإعادة تسميتها “هذه الحياة هي الحياة، تلك هي الحياة”.

إن الموسيقى، بنغمتها المبهجة والمفعمة بالأمل، تكمل المحتوى التعليمي للمسلسل، وتضيف طبقة عاطفية إلى المرئيات والقصص. فهي تعزز فكرة أن الحياة، سواء داخل الجسم أو خارجه، شيء يجب الاحتفال به وتقديره.

الدقة البيولوجية والنقد

 على الرغم من أن مسلسل “كان يا مكان… الحياة” يحظى بالثناء لأنه يجعل علم الأحياء في متناول الأطفال، إلا أنه ليس خاليًا من العيوب. بعض المصطلحات والشروحات العلمية إما عفا عليها الزمن أو تم تبسيطها لتناسب البنية السردية للعرض. على سبيل المثال، في إحدى الحلقات، تم استخدام مصطلح “الأذين” لوصف أذين القلب، والذي يُعتبر الآن غير دقيق. وبالمثل، تم ذكر “الشريان الأورطي الرئوي” بدلاً من الشريان الرئوي.

في بعض الحلقات، تم حذف أو تبسيط جوانب رئيسية من الجهاز المناعي، مثل الخلايا المقدمة للمستضدات، والخلايا القاتلة الطبيعية، ونظام المكمل. وعلى الرغم من هذه الأخطاء، لا يزال العرض قادرًا على إيصال المبادئ الأساسية للبيولوجيا والصحة البشرية بشكل فعال.

إعداد و تقديم  Somaya Chan لمزيد من المحتوى المقدم من الكاتبة، بالإمكان الانضمام لمجموعتها الخاصة عبر فيسبوك.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع. مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

0 0 votes
Article Rating

اكتب تعليقًا

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x