ماي هيرو أكاديميا.. كيف غيرت مفهوم البطولة للأبد؟

ماي هيرو أكاديميا.. كيف غيرت مفهوم البطولة للأبد؟
ماي هيرو أكاديميا.. كيف غيرت مفهوم البطولة للأبد؟

فضلًا عن الأكشن والإثارة، فإن اللحظات المدرسية العادية والمواقف الطريفة في “أكاديمية بطلي” تجعل الأنمي واقعيًا وجذابًا للمتابعة، وتمنح الشخصيات بعدًا إنسانيًا حقيقيًا. أكاديمية بطلي  (ماي هيرو أكاديميا) (Boku no Hīrō Akademia) هي مانغا من كتابة ورسم كوهي هوريكوشي في مجلة ويكلي شونين جمب. تجذب عددًا كبيرًا من الشباب والمراهقين، وتتميز بقدرات أبطالها الخاصة وفنونهم الحربية، فما هي قصة الأنمي وما السر وراء شهرته؟

فشل يعقبه نجاح كبير

قبل إطلاق السلسلة في ويكلي شونين جمب، اختبر هوريكوشي فكرة “ماي هيرو أكاديميا” في وان-شوت بعنوان My Hero نُشر في مجلة Akamaru Jump شتاء 2008. وبعد تجربتين سابقتين للمؤلف في المجلة: حديقة حيوان أوماغادوكي (5 مجلدات بين 2010 و2011) والوابل (مجلدان عام 2012) والتي ألغيت كلتاهما، شعر هوريكوشي بأنه استنفد أفكاره.

ومع ذلك، عندما عرضت عليه فرصة إنشاء سلسلة ثالثة، عاد إلى الفكرة القديمة التي ألهمته منذ البداية. كما استوحى العمل من أفلام القصص المصوّرة الأمريكية مثل Star Wars وSpider-Man وX-Men، ومن مانغا شونين كلاسيكية مثل ناروتو ودراغون بول وألترامان وكامين رايدر. بدأ تطوير “ماي هيرو أكاديميا” في يونيو 2013، وأصدر الفصل الأول رسميًا في يوليو 2014، بينما نشر الفصل الأخير في 5 أغسطس 2024.

وقد أظهر الأنمي نجاحًا كبيرًا بين المتابعين وشهرة واسعة وسط الجماهير، ففي 4 ديسمبر 2018 تم إعادة طباعة المجلدات 1–20 رفعت العدد إلى 18 مليون نسخة. وبعدها بعام وصلت المبيعات إلى 26 مليون نسخة، وفي إبريل 2024 تخطت 100 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم.

بوستر أنمي ماي هيرو أكاديميا
بوستر أنمي ماي هيرو أكاديميا

قصة تصور طموح لا ينتهي

يدرك إيزوكو ميدوريا في عمر الرابعة حقيقة قاسية: الناس لا يولدون متساوين. فبينما يمتلك معظم الأطفال قوى خارقة تعرف بالـ”قدرات”، ولد ميدوريا من دون أي قدرة، وأصبح هدفًا للتنمر من زملائه. لكن هذا لم يمنع حلمه بأن يصبح بطلًا عظيمًا مثل أول مايت.

يسعى إيزوكو لتحقيق حلمه بالالتحاق بإحدى أعلى الأكاديميات تصنيفًا لتخريج الأبطال: مدرسة أريزونا الثانوية. وبمساعدة بطله وقدوته أول مايت، يبدأ رحلته لإثبات نفسه والوصول إلى مرتبة البطل الحقيقي.

رسم خاص وتصميم مميز يمنح طابعًا مختلفًا

تستلهم المانغا الكثير من أسلوب الكومكس الأمريكي سواء في الرسم أو بناء الشخصيات. كما أنها تكسر الصورة التقليدية لبطل المانغا، فلا يبدأ البطل قويًا أو شجاعًا، بل يتطور تدريجيًا خلال الأحداث.

كما تم استغلال الرسوم المتحركة بشكل ممتاز، حيث تكون الحركة في أفضل حالاتها، وتضيف إثارة حتى للمشاهد العادية. بجانب الأسلوب الفني، مثل الخطوط الحادة والتفاصيل الدقيقة، يمنح الأنمي شخصية فريدة، ويجعل اللحظات العاطفية أكثر تأثيرًا بفضل التلوين والإخراج المتقن.

أبطال الأنمي: انعكاس لشخصيات الواقع

إيزوكو ميدوريا (المعروف باسم ديكو)

إيزوكو ميدوريا
إيزوكو ميدوريا

رغم أن إيزوكو ولد بدون أي كويرك (قدرة خارقة)، إلا أن بطولته الفطرية وحسه القوي بالعدالة لفتت انتباه البطل الأسطوري أول مايت. أصبح إيزوكو تلميذه المقرب بعدما نقل له مهارة One For All، لتصبح القوة الخارقة القابلة للانتقال ملكًا لإيزوكو، ويصبح بذلك حامل ون فور أول التاسع والأخير.

و بسبب كونه شخصًا عديم الموهبة منذ الولادة، كان إيزوكو يفتقر إلى الثقة بين زملائه في الفصل. كان فتى خجولًا، متحفظًا، ومهذبًا للغاية، وغالبًا ما يتفاعل بشكل مبالغ فيه مع المواقف غير الطبيعية بتعبيرات مبالغ فيها. ومع قبول إيزوكو في مدرسة UA، بدأ ينضج تدريجيًا. أصبح أكثر ثقة وشجاعة، حريصًا على إثبات جدارته كبطل، وطوّر مهارات قيادية قوية. 

كاتسوكي باكوغو

 والمعروف أيضًا باسم كاتشان، هو الشخصية الثانية المحورية. كان كاتسوكي طالبًا في الفصل 1-A بمدرسة UA الثانوية، ويتدرب ليصبح بطلًا محترفًا. يعد كاتسوكي شخص فظ، متغطرس، سريع الغضب وعدواني، خاصةً في بداية المسلسل، وغالبًا ما تبدو شخصيته غير بطولية. يعود هذا السلوك إلى طفولته المبكرة، حيث اكتسب غرورًا مفرطًا نتيجة الإشادة بقوته الانفجارية، مما دفعه للتنمر على زميله ميدوريا.

شوتو تودوروكي

الابن الأصغر لإنديفور، والبطل المحترف رقم 2 (وسابقًا رقم 1). كان شوتو في البداية شخصية باردة ومنعزلة بسبب تربيته القاسية وحياته الأسرية المعقدة. كان يفضل العزلة على الاختلاط بالآخرين، مظهرًا الانطواء والجدية في سلوكه، ولكن تدريجيًا بدأ يظهر جانبًا أكثر اجتماعية ولطفًا، واكتسب بعض حس الفكاهة والابتسامة، مع الاحتفاظ بسمات انطوائية وسلوكه الهادئ. 

 كان لدى شوتو كراهية عميقة لقدراته النارية التي ورثها من والده، إذ ترمز إلى سوء معاملة والده له ولأمه، وإلى مصيره الذي كان يكرهه كأداة لتجاوز أول مايت. لهذا السبب اعتمد شوتو في المعارك على قدرته على التجميد فقط، وغالبًا ما غطى جذعه الأيسر وذراعه بالجليد في زي البطل كرمز لتمرده على والده.

أوتشاكو أوراراكا

إحدى الشخصيات الرئيسية في ماي هيرو أكاديميا. يصفها زملاؤها بأنها أكثر فتاة مرحة في الصف، فهي تتمتع بحيوية ومرح كبير، وأحيانًا تكون ساذجة بعض الشيء. غالبًا ما تكون صريحة بطريقة كوميدية، وتظهر ردود أفعال مبالغ فيها مع المواقف الغريبة، مثل إيزوكو ميدوريا، مما يجعلها شخصية محبوبة ومرحة في الصف.

أوتشاكو دافئة وطيبة، وتنظر للأمور بإيجابية، ورغم طبعها المرح، تتميز أوتشاكو بشخصية حازمة ومركزة، وتصبح صارمة ومخيفة عند الحاجة.

بعض من أبطال ماي هيرو أكاديميا
بعض من أبطال ماي هيرو أكاديميا

لحظات تاريخية في الأنمي أشعلت جماهيره

منذ بداياته، نجح ماي هيرو أكاديميا في إمتاع جمهور الشونين بلحظات مدهشة تجمع بين البطولة والأكشن، مما جعله يستحوذ على اهتمام المشاهدين بفضل مغامرات الأبطال الخارقين. وقد برع هذا الأنمي في تقديم  لحظات نوعية تغيّر مسار الأحداث مرارًا وتكرارًا، ومن أبرز تلك اللحظات:

1– ديكو يبهر الجماهير باستخدام 100% من قوته

تشتهر أعمال الشونين بمعاركها المصيرية، وكانت مواجهة ديكو ضد أوفرهول واحدة من أكثر اللحظات إثارة. إذ بلغت التهديدات ذروتها خلال مهمة إنقاذ إيري، حيث وجد ديكو نفسه وحيدًا في مواجهة خصم اندمج مع آخرين ليصبح وحشًا هائلًا.

وبدعم إيري، تمكن ديكو من القتال بطاقة 100% حقيقية للمرة الأولى. كان ذلك بمثابة اللحظة التي برهن فيها ديكو على أنه الوريث الشرعي لقوة أول مايت، وحقق انتصارًا ساحقًا.

2– موت توايس على يد هوكس

غالبًا ما تقدّم المعارك بصورة واضحة بين الخير والشر، لكن مشهد قتل هوكس لشخصية توايس غيّر هذه الصورة تمامًا. فمع أن توايس كان عضوًا في رابطة الأشرار، فقد أصبح محبوبًا بين المشاهدين بسبب طيبته وتعاطفهم معه.

3-  ظهور “دارك ديكو”: مرحلة قاتمة غيّرت نظرة المعجبين للبطل

كان هذا التحول صادمًا ومثيرًا للجدل، إذ بدت شخصية ديكو قاتمة، مرهقة، وأقرب إلى الأشرار منها إلى الأبطال. وقد جسّد “دارك ديكو” حجم الضغط الهائل الواقع عليه. وشهدت هذه المرحلة واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في المسلسل، عندما اعتذر باكوغو أخيرًا لديكو عن سنوات من سوء معاملته.

4- كشف دابي عن كونه تويا تودوروكي زلزل عالم الأنمي

كان جمهور ماي هيرو أكاديميا يشك منذ مدة في وجود علاقة بين دابي وعائلة تودوروكي، بسبب لون عينيه ومهارته النارية. لكن عندما اعترف دابي بنفسه بأنه تويا تودوروكي، الأخ المفقود لشوتو، انفجرت مواقع التواصل بالصدمة. هذا الكشف كان نقطة مفصلية في الانهيار الكبير الذي أصاب نظام الأبطال، ودفع إنديفور إلى مواجهة ماضيه والبحث عن طريقة لإنقاذ ابنه الضائع.

5- موت باكوغو الظاهر على يد تومورا

عادة ما يتحمس محبو الأنمي للمشاهد الملهمة، لكن المشاهد القاتمة قد تثير ضجة أكبر. ففي قتال “تابوت السماء”، واجه باكوغو تومورا بشجاعة مذهلة قبل أن يوجه الأخير ضربة مزقت قلبه وكادت تقتله. تجمعت مشاعر الجمهور دعمًا لهذا البطل الذي مر برحلة تطور طويلة حتى أصبح بطلًا مضادًا محببًا. والجمهور متشبث بالأمل ألا تكون هذه النهاية لواحد من أهم شخصيات السلسلة.

دارك ديكو بين الأنمي والمانغا
دارك ديكو بين الأنمي والمانغا

ليس أكشن فقط

تقدّم سلسلة الأنمي والمانغا “ماي هيرو أكاديميا” رؤية معمّقة لعالم يمتلك فيه البشر قوى خارقة تعرف باسم “الغرائب”. ومن خلال هذا المجتمع الخيالي، تُطرح العديد من المفاهيم الاجتماعية والإنسانية مما يقدّم دروسًا عميقة حول كيفية عمل المجتمع وآليات توازنه، ومن هذه المفاهيم:

القوة والمسؤولية: تركّز القصة على ضرورة أن يستخدم أصحاب النفوذ قدراتهم لخدمة المجتمع وحماية الضعفاء، لا لاستغلالها من أجل الهيمنة أو المصالح الشخصية.

العمل الجماعي: يعد من أكثر الدروس البارزة في الأنمي، فالسلسلة تُظهر كيف يكون التعاون بين الأفراد أكثر فاعلية من العمل الفردي، وأن اختلاف القدرات يُعد عنصر قوة لا ضعف، مما يُعزز قيم الثقة المتبادلة وروح الفريق.

القبول: تقدّم السلسلة رسالة إنسانية عميقة حول القبول واحترام الاختلافات. حيث تدعو السلسلة إلى النظر إلى الناس من خلال قدراتهم وإسهاماتهم، وليس من خلال مظهرهم أو طبيعة غرائبهم.

بين العنف والدراما

أثبت الأنمي قدرته على تصوير اللحظات العميقة والمؤثرة ببراعة. وبجانب ذلك، فقد برع الأنمي كثيرًا في تصوير المشاهد المرحة، فرؤية الشخصيات تتفاعل كطلاب ثانوية عاديين أمرٌ ممتع ودفئه خاص، لأنه يكشف ما يقاتل الجميع من أجله فعليًا.

فالجانب المدرسي والحياة اليومية للشخصيات تعكس حقيقة أن الشخصيات ما زالت مراهقين في جوهرهم. من حفلات المدرسة إلى المزاح والصداقات النابضة والمواقف الطريفة في مساكن طلاب الثانوية، تظهر هذه اللحظات حياة عادية وممتعة داخل عالم مليء بالقوى الخارقة والصراعات العنيفة. كما يُظهر الأنمي أن الطلاب أولًا مراهقون عاديون وثانيًا أبطال خارقون.

ما يميز أكاديمية بطلي عن بعض أعمال الشونين الأخرى هو التوازن بين اللحظات القاتمة والفكاهة. هذه اللحظات تُظهر أن الحياة اليومية للشخصيات مستمرة، حتى وسط الفوضى والمعارك العنيفة، وتعطي المشاهدين فرصة للارتباط بالشخصيات على مستوى إنساني.

القدرة على المزج بين الفكاهة والمرح مع الأحداث المأساوية تجعل المشاهد المظلمة أكثر تأثيرًا. فالمعارك العنيفة والوفيات المؤثرة تصبح أكثر صدقًا ومؤثرة لأن المشاهد قد تعرف الشخصيات بالفعل من خلال لحظاتها الطريفة واليومية.

شخصيات ماي هيرو أكاديميا، مراهقون أولًا وأبطال ثانيًا
شخصيات ماي هيرو أكاديميا، مراهقون أولًا وأبطال ثانيًا

إعداد و تقديم جنة الجندي لمزيد من المحتوى المقدم من الكاتبة، بالإمكان متابعة صفحتها الخاصة عبر فيسبوك.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع. مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

0 0 الأصوات
Article Rating

اكتب تعليقًا

0 Comments
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويت
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x