العلاقات اليابانية السودانية

العلاقات اليابانية السودانية
العلاقات اليابانية السودانية

 

تأسست العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين في السادس من يناير عام 1956؛ لتقوم اليابان بعد ذلك بافتتاح مفوضيتها عبر مبعوثها الياباني إلى مصر في عام 1957، لتتحول المفوضية إلى سفارة بعد 4 سنوات؛ وتقوم السودان بافتتاح سفارتها في شهر سبتمبر من ذات العام. وقد تطورت العلاقات بشكل تدريجي منذ عام 1961 لكن مع حدوث تأثيرات سلبية بعد فرض عقوبات من طرف اليابان بموجب قرارات مجلس الأمن “لاستهداف المسؤولين عن ارتكاب أعمال العنف في دارفور وإعاقة عملية السلام” بحسب ما ذكر في موقع وزارة الخارجية اليابانية.

وعلى الرغم من تعكر صفو العلاقات إلا أنها امتازت بتنوعها في عدة مجالات وأبرزها المجالات الاقتصادية و التجارية والثقافية؛ فقد صدرت السودان منتجات متعددة وأهمها البترول ومشتقاته. بالمقابل لقد استورد السودان الباصات والشاحنات والسيارات ومعدات وآليات متعددة. وقد بلغت قيمة الصادرات السودانية إلى اليابان نحو 180 مليون دولار أمريكي في عام 2015. بينما بلغت قيمة الصادرات اليابانية إلى السودان نحو 66 مليون دولار؛ ويعود السبب لانخفاض قيمة الصادرات اليابانية مقابل السودانية في ذات العام إلى العقوبات التي فرضتها اليابان على السودان بموجب قرارات مجلس الأمن والذي يقتضي تنفيذ القرارات من خلال موقع اليابان في الساحة الدولية وما يترتب عليها من التزامات تجاه المجتمع الدولي. وقد قدمت اليابان قروضاً ومعونات مالية من خلال التعاون الاقتصادي بين الجانبين بالإضافة إلى الدعم التقني المقدم من اليابان من خلال الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)؛ بالإضافة إلى تقديم المعونات الإنسانية لمراعاة الأوضاع الإنسانية في البلاد. وقد تم توقيع عدة اتفاقيات بين الجانبين منها اتفاقية إرسال بعثة يابانية لحفظ السلام وبالإضافة إلى توقيع اتفاقية لاستقبال الطلبة السودانيين للدراسة في اليابان. وتوجد اتفاقيات أيضاً في التبادل الثقافي بين جامعتي كيوتو والخرطوم وكذلك بين جامعتي كوبيه و الجزيرة.

لقد قدمت اليابان العديد من المساعدات للسودان مشمولة بعدة برامج تنموية ومنها مساعدات التنمية الرسمية و كذلك ضمن إطار المساعدات المقدمة للدول الإفريقية وقد تنوعت المساعدات فيما يلي:

مساعدة المتأثرين بالحرب وإعادة دمجهم بالمجتمع – التعليم الفني والتدريب المهني – تطوير إنتاج الأغذية الأساسية – تحسين الرعاية الطبية و الخدمات الصحية – النهوض بالتجارة والاستثمار .

فعلى الرغم من البعد الجغرافي بين السودان واليابان؛ ارتبط البلدان بعلاقات ثنائية منذ مطلع الستينات كما ذكر آنفاً وظلت مستمرة في مختلف المجالات وإن شابها بعض الضعف أحياناً؛ إلا أنها قد عادت قوية وتشهد ازدهاراً يوماً بعد يوم.

وقد أعرب السفير الياباني للسودان “هيديكي إيتو” – الذي يتحدث العربية بطلاقة – عن دهشته خلال لقاء صحفي مع وكالة السودان للأنباء؛ حيث دهش برؤيته المباني ذات الارتفاعات الشاهقة بالخرطوم وكذلك التوسع بالمدينة خلال زيارته إلى العاصمة للمرة الأولى في وقت كان يدرس فيه اللغة العربية في مصر وذلك في عام 1981. وكان انطباعه عن الخرطوم بأنها مدينة صغيرة مريحة للنفس تحظى بتناقضات بين نهر النيل والأشجار الخضراء والتربة الإفريقية الحمراء. وقد أسعد السفير الياباني بمحافظة الشعب السوداني على طيبته و تواضعه.

وقد عبر السفير الياباني خلال هذا اللقاء عن عزمه مع طاقم السفارة إلى المساهمة في التنمية الاقتصادية في السودان عبر تقديم المساعدات اللازمة بالمجال الزراعي والاحتياجات البشرية الأساسية مثل الصحة، المياه، التدريب المهني، والبيئة. وعلى صعيد القطاع السوداني الخاص؛ تقوم السفارة بتقديم معلومات عن السودان لاستفسارات الشركات اليابانية التي لديها رغبة بالعمل في السودان.

ولقد شهدت اليابان في الآونة الأخيرة تأثيرات سياسية باستقالة وزيرة الدفاع “توموي إينادا” وهي المقربة من رئيس الوزراء الياباني “شينزو آبيه” وقد تبعتها استقالة الحكومة اليابانية بعد ذلك، فقد لا تتعلق هذه التأثيرات السياسية بقضية واحدة لكنها وبكل تأكيد تعد قضية مهمة القوات اليابانية المكلفة بحفظ السلام في جنوب السودان – التي اعترفت بها اليابان وأقامت علاقات دبلوماسية معها في عام 2011 – من أبرزها؛ حيث اندلع جدل كبير في الأوساط الإعلامية والسياسية في اليابان حينما أعلنت وزارة الدفاع اليابانية عن “اختفاء” سجلات البعثة خلال الفترة التي ساءت فيها الأوضاع بجنوب السودان.

لكن وبعد مرور شهرين أفاد مسؤولون عن العثور على البيانات في حاسوب وهو ما أثار اتهامات بأن السجلات قد أخفيت عمداً! وقد أثارت مهام قوات حفظ السلام الكثير من الجدل في اليابان بسبب الطبيعة الخاصة لدستورها الذي لا يسمح بنشر قوات حفظ سلام يابانية إلا في إطار شروط صارمة بينها وجود وقف لإطلاق النار. بعد كل هذه التغييرات السياسية التي حدثت؛ يسعى رئيس الوزراء “آبيه” لاستعادة شعبيته مجدداً بعد إعادة تشكيل حكومته خلال هذه الفترة العصيبة التي خسر فيها “آبيه” ثقة الكثير من الشعب به.

المصادر:

وزارة الخارجية اليابانية – وزارة الدفاع السودانية – السفارة اليابانية في السودان – وكالة السودان للأنباء –  موقع النيلين – KMC Press

0 0 votes
Article Rating

اكتب تعليقًا

6 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Nadin Mubark
Nadin Mubark
6 سنوات

اسأل عن شروط و متطلبات المنحه اليابانيه لدراسه الماجستير

عماد عربيات
عماد عربيات
4 سنوات

متى تستقل السياسة اليابانية عن الأمريكية في علاقاتها الخارجية؟

ヤコブ 先輩
1 سنة

السودان بلد طيب وشعبها أطيب

ヤコブ 先輩
1 سنة

اتمنى ان تتطور العلاقات السودانية اليابانية من اجل احلال السلام في البلد وتطوير الاقتصاد السوداني

نصرالدين الليبي

تتميز العلاقات بين السودان واليابان بالودية والتعاون الوثيق

نصرالدين الليبي

تتبادل السودان واليابان الخبرات في مجال الثقافة والتعليم

6
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x