مرت اليابان بموعد تاريخي لأول مرة منذ عام 1817 ميلادية، حيث تنحى الإمبراطور الأب “أكيهيتو” البالغ من العمر 85 عاماً عن العرش الأقحواني للبلاد طوعياً في الـ30 من أبريل 2019 بعد 30 عاماً تقريباً من الحكم، لتنتهي بذلك حقبته والتي تدعى “هيسيي”. واعتلى ابنه الأكبر الأمير “ناروهيتو” والبالغ من العمر 59 عاماً العرش الياباني في الأول من مايو 2019 لتبدأ حقبة جديدة أطلقت عليها الحكومة اليابانية “ريوا” وتعني التناغم الجميل. وفي ظل هذا الحدث التاريخي النادر سنتعرف على شخصية إمبراطور اليابان الجديد من خلال هذا المقال.
نشأة إمبراطور اليابان
ولد إمبراطور اليابان الجديد في شهر فبراير/شباط من عام 1960 ميلادية وهو الابن الأكبر للإمبراطور السابق “أكيهيتو” والإمبراطورة الأم “ميتشيكو”، مما جعله الوارث الشرعي للعرش الأقحواني لليابان بشكلٍ مباشر ووريث أقدم عائلة إمبراطورية في العالم والتي يعود حكمها ونسلها لسنوات ما قبل الميلاد.
ماذا درس إمبراطور اليابان
ترعرع الإمبراطور الجديد “ناروهيتو” في طوكيو منذ صباه وتخرج من الجامعة الخاصة “غاكوشوئين” عند عمر الـ22 عاماً بدرجة بكالوريوس في التاريخ.
وبعد سنة واحدة من تخرجه انتقل بنفسه إلى كلية ميرتون، جامعة أوكسفورد البريطانية لدراسة الماجستير، حيث درس تاريخ النقل في نهر التايمز جنوب إنجلترا لمدة سنتين. وكانت هذه أول مرة تدرس فيها شخصية إمبراطورية مستقبلية خارج اليابان وفق صحيفة ذا جابان تايمز اليابانية.
وسجل الإمبراطور المستقبلي فترة السنتين التي عاشها في بريطانيا في مذكرات بعنوان:
“The Thames and I: A Memoir of Two Years at Oxford”
والتي نُشرت في عام 1993 باليابانية والإنجليزية. ويروي فيها ولي العهد آنذاك تفاصيل حياته في بريطانيا وأوروبا ومحاولاته في التأقلم في الكلية مع أصدقائه كطالب عادي بالرغم من كونه ولي عهد لعرش اليابان، كما يروي بعض المواقف الطريفة التي صادفها خلال عيشه لوحده في بريطانيا ومن ضمنها الخطأ الذي وقع فيه بعض أصدقائه عند مناداته “دينكي” والتي تعني لمبة كهربائية، بدل “دينكا” باليابانية والتي تعني سموك.
لقائه بالإمبراطورة المستقبلية
بعد تخرجه من جامعة أوكسفورد وعودته إلى طوكيو درس في جامعة ” غاكوشوئين” مرة أخرى لينهي دراسة الماجستير. وبعدها التقى بالمرأة التي ستصبح إمبراطورة اليابان المستقبلية “ماساكو أوادا” والتي كانت في حفل لشرب الشاي لإحدى أميرات إسبانيا عام 1986 في طوكيو، وكانت “ماساكو” آنذاك خريجة من جامعة هارفرد وأوكسفورد ودبلوماسية بارعة وطموحة جداً.
تقدم ولي العهد الأمير “ناروهيتو” مرتين لطلب يد “ماساكو” للزواج، حيث قامت برفض عرض الزواج لعدم رغبتها بالتضحية بمسيرتها المهنية كدبلوماسية بارعة في اليابان. وبعد عدة محاولات قررت قبول عرض الزواج من ولي العهد الأمير “ناروهيتو” في ديسمبر من عام 1992، وثم تزوجا في عام 1993.
اصطدم زواجهما بعدة عقبات، كانت أهمها الإجهاض الذي تعرضت له الأميرة “ماساكو” في عام 1999 سببه التعب والتوتر، وضغوطات كبيرة لإنجاب وريث ذكر للعرش. حيث ألقى ولي العهد والأميرة اللوم على الإعلام آنذاك في تسليطه الضوء بشكل كبير مما شكل ضغطاً عليهما لإنجاب وريث جديد. وذكرت مصادر عديدة بأن بعض القنوات التلفزيونية كانت تستأجر طائرات مروحية لتطارد سيارة الأميرة “ماساكو” عند ذهابها للمشفى أثناء بداية حملها بالطفل الأول آنذاك.
وبدأت الأميرة “ماساكو” بالانسحاب من الحياة العامة كرمز من رموز العائلة الإمبراطورية، وصادف ذلك الأمر بعد الإجهاض الذي تعرضت له. وبعد مرور عدة أشهر أعلنت الأميرة بنفسها أنها عانت من اكتئاب نتيجة التوتر، وقال خبراء في وكالة البلاط الإمبراطوري اليابانية أن الأمر كان له علاقة بالصدمة التي تعرضت لها نتيجة الإجهاض. ولكن في عام 2001، تمكنت الأميرة “ماساكو” من إنجاب طفلة صغيرة أطلقوا عليها اسم “آيكو”. مع ذلك لم ينتهِ الضغط على الزوجين، بالأخص مع وجود قانون ياباني يمنع النساء من وراثة العرش.
وفي عام 2006 قرر رئيس الوزراء الياباني آنذاك “جونيتشيرو كويزومي” تمرير قانون جديد يسمح للنساء بوراثة العرش الإمبراطوري لليابان من أجل تخفيف الضغط على ولي العهد الأمير “ناروهيتو” وشريكته الأميرة “ماساكو”. ولكن بعدها بشهر واحد فقط أعلن الأمير “أكيشينو” أو (فوميهيتو) وهو الأخ الأصغر لولي العهد “ناروهيتو” بأن زوجته الأميرة “كيكو” قد حملت بذكر وأنجبته لاحقاً في عام 2006 وأطلق عليه اسم “هيساهيتو”. وبسبب ذلك تم تخفيف العبء الذي كان يحمل الزوجان لإنجاب وريث شرعي للبلاد، وتراجعت الحكومة اليابانية عن القانون الذي كانت تسعى لتمريره.
وتمكنت طفلتهما الأميرة “آيكو” البالغة من العمر 18 عاماً حالياً، من اتباع خطوات والديها والدراسة في طوكيو وبريطانيا لتنال شهادات عديدة رفيعة المستوى.
تمثيله لليابان في الداخل والخارج
أدى ولي العهد الأمير “ناروهيتو” آنذاك دوراً مهما في تمثيل بلاده في الداخل والخارج حيث التقى بعدة رؤساء مهمين على مر السنين قبل أن يصبح إمبراطور اليابان الجديد في عام 2019.
أظهر ولي العهد السابق “ناروهيتو” بعض وجهات نظره السياسية والاجتماعية في عدة مناسبات، وهو صوت بارز في المشاكل والقضايا البيئية، وعلى وجه الخصوص الماء الصالح للشرب ووصول المجتمعات الفقيرة للماء النظيف. وقال أحد المسؤولين السابقين في وزارة الأراضي اليابانية “كينزو هيروكي” بأنه عرف الأمير وولي العهد من خلال أعماله المهتمة بالبيئة وبأنه أبدى اهتمامه في قضية الماء النظيف بعد أن شاهد نساء وأطفال يصطفون للحصول على الماء الصالح للشرب في النيبال عام 1987 كما ذكرت صحيفة أساهي شيمبون اليابانية.
وأبدى ولي العهد مع زوجته اهتمامه الكبير في شؤون المتضررين من الزلازل في اليابان، واعتاد القيام بزيارة سنوية لإقليم توهوكو شمال شرق البلاد والذي تعرض لزلزال مدمر في عام 2011 أودى بحياة ما يقارب الـ 18 ألف شخص.
ولعل أشهر اقتباس قاله الأمير وولي العهد في عام 2017 والذي يعكس عقليته الفذة في مراعاة الغير: “يتحتم على الإمبراطور أن يكون قريباً دوماً من أفكار الشعب، ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم”.
حقبة جديدة
أعلنت الحكومة اليابانية في 1 أبريل 2019 عن اسم الحقبة الجديدة وهو “ريوا” والتي تعني”التناغم الجميل”.
حيث اعتلى ولي العهد ناروهيتو عرش اليابان في الأول من مايو 2019 بعد تنحي والده مؤخراً ليصبح الإمبراطور الجديد للبلاد وتبدأ حقبته رسمياً. (للمزيد من التفاصيل حول مراسم تنحي الإمبراطور الأب اضغط هنا)
مرجع المعلومات: وكالة البلاط الإمبراطوري الياباني
معلومات رائعة عن امبراطور اليابان الحالي ونشأته وضغوط وجود ولي عهد له .
good
احترم احترام اليابانين للامبراطور لقد حالفني الحظ عام ٢٠١٨ برؤيه الامبراطور السابق في اليوم الثاني من العام الجديد وشعرت مدي اهتمام اليابانين بذلك
حياته شاقة وصعبة خصوصا مرحلة زواجه ومحاولة انجاب وريث لعرش اليابان والتي كللت بالنجاح في الاخير.
حياة شجاعة وجريئة عاشها الامبراطور الجديد من خلال الاحتكاك بعامة الناس والسفر للخارج من اجل الدراسة
الامير ميكاسا لم اكن اعلم ان هناك امير ياباني اسمه ميكاسا
لم اكن اعرف كل هذه المعلومات عن واي العهد السابق، شكرا لكم اصبحت على اطلاع بمعلومات الامبراطور الان اكثر