عُرفت (لتر من الدموع) بكونها مسلسل شهير ورواية مؤثرة، ولكن المؤسف أنها مذكرات حقيقية كتبتها الفتاة اليابانية “آيا كيتو”، عندما أصيبت بمرض عضال لا علاج له، قادر على تحطيم أحلامها وطموحاتها، وتدمير حياتها تدريجيًا حتى الموت. لم تستسلم آيا للمرض، وكتبت مذكراتها لتصف المعاناة التي عاشتها، لتكن دعمًا لكل مريض. بل وبعد موتها، تم التبرع بجسدها لأجل الأبحاث العلمية لتساعد في التوصل لعلاج له.
قصة حقيقية
وُلدت آيا كيتو لأب يعمل ممرضًا (ميزونو)، وأم تعمل موظفة في إحدى المكاتب (شيوكا)، ولديها 4 أشقاء (أكو، وهيروكي، وكينتارو، وريكا). في سن الرابعة عشرة، بدأت في كتابة مذكراتها. ومنذ سن الخامسة عشرة في السنة الثالثة في المدرسة الاعدادية، بعد تشخيص مرضها، استخدمت المذكرات لتسجيل تجاربها، بما في ذلك أعراضها.
اشتكت من السقوط المتكرر ومشاكل جسدية أخرى، وتم فحصها في مستشفى (كوسيكاي). وشخص الأطباء حالتها بأنها مصابة (بخلل التنسج المخيخي) ( spinocerebellar degeneration)، وهو مرض مستعصٍ يحرم الشخص تدريجيًا من حرية الأطراف والكلام ويؤدي في النهاية إلى فقدان جميع الوظائف الحركية للجسم. ساعدها أصدقاؤها في صعود السلالم أو المشي، لكن الأمر أصبح أصعب عليهم. لذلك ذهبت إلى مدرسة للأشخاص ذوي الإعاقة. حتى سن الخامسة والعشرين، تدهورت صحة كيتو باستمرار، وفي النهاية أصبحت غير قادرة على إكمال المهام اليومية، فأصبحت محصورة في سريرها، ولم تكن قادرة على المشي أو الكلام.
عانت كيتو من هذا المرض الذي لا علاج له لمدة عشر سنوات وعانت من آلام عاطفية وجسدية، وهو ما كان سبباً في إجهاد أسرتها أيضاً. ومع ذلك، استمرت أسرتها في دعمها لبقية حياتها.
في 23 مايو 1988، في الساعة 0:55 صباحًا، توفيت كيتو قبل شهرين فقط من عيد ميلادها السادس والعشرين بسبب التأثيرات المنهكة. تم التبرع بجسدها للبحث الطبي. نشرت والدتها لاحقًا كتابًا بعنوان “حواجز/ عقبات الحياة” كتبت فيه عن ذكرياتها عن ابنتها.
الرواية
نُشرت مذكرات آيا بعنوان ( Litre no Namida ، حرفيًا “1 Litre of Tears”)، لأول مرة في موطنها اليابان في 25 فبراير 1986، قبل أكثر من عامين من وفاتها عن عمر يناهز 25 عامًا. أقنعتها والدتها، شيوكا كيتو، بنشر مذكراتها من أجل إعطاء الأمل للآخرين، حيث كانت آيا ترغب دائمًا في مساعدة الآخرين، حيث باعت اكثر من 1.1 مليون نسخة باليابان.
مسلسل تلفزيوني
تم تحويل مذكراتها لاحقًا إلى فيلم عام 2004، بالإضافة إلى مسلسل درامي تلفزيوني عام 2005 من قناة فوجي تي في حيث لعبت (إيريكا سواجيري) دور كيتو.
وعلى الرغم من نجاح العمل، إلا أنه يحتوي على بعض الاختلافات عن القصة الحقيقية، مثل تغيير اسم عائلة آيا من كيتو إلى إيكيوتشي، وكانت عائلتها مالكة متجر توفو، وجميع أسماء الأماكن خيالية. كانت آيا تلعب السلة بالمسلسل وهو لم يكن حقيقي، وقد احتوى المسلسل على علاقات رومانسية على الرغم أن آيا لم تدخل أي علاقة أبدا في الواقع، وعلى ذلك فإن “أسو هاروتو” وعائلته هم شخصيات خيالية تم إنشاؤها بناءً على طلب العائلة.
إعداد و تقديم جنة الجندي لمزيد من المحتوى المقدم من الكاتبة، بالإمكان متابعة صفحتها الخاصة عبر فيسبوك.
صورة المقال الرئيسية:
Image by Karen Nadine from Pixabay