تتمحور قصة فيلم الأمل (نوزومي) الذي تم إنتاجه عام 2020، حول شخصية كازوتو إيشيكاوا، مهندس معماري من الدرجة الأولى. يعيش مع عائلته المثالية برفقة ابنه المراهق تاداشي. حيث يختفي في أحد الأيام ليكتشف أن أحد زملائه في الفصل قد قُتل، وهو المشتبه به الرئيسي.
في حبكة درامية قوية مع إضافة عنصر الجريمة، يناقش يوكيهيكو تسوتسومي في فيلم مقتبس من رواية شوسوكي شيزوكوي “نوزومي” مفهوم تفكك الأسرة. فما قصة هذا الفيلم؟ وما هي القضايا التي يسلط الضوء عليها؟
شرح قصة الفيلم
كازوتو إيشيكاوا مهندس معماري ناجح. وهو متزوج من كيومي التي تعمل في مجال النشر وتؤدي عملها من المنزل. وهو أب لطفلين، تاداشي الذي يدرس في المدرسة الثانوية، وميابي التي تدرس في المدرسة الإعدادية. يعيشان معًا في منزل رائع من طابقين صممه كازوتو. الذي يحضر الزبائن المحتملين بشكل متكرر لزيارة المبنى كعينة لاستعراض أعماله المعمارية. مما يثير انزعاج تاداشي، الذي يجد غالبًا غرباء يقتحمون غرفته دون سابق إنذار.
يعيش تاداشي بشكل عام مراهقة صعبة. وإصابة تجعله يتوقف عن لعب كرة القدم، تجعل الأمور أسوأ. في أحد الأيام، يظهر بكدمة على رأسه، ورغم أن والديه لاحظا الأمر وتناقشا فيما بينهما حوله إلا أنهما اختارا عدم مناقشته معه.
ولكن بعد نقطة ما، يبدأ تاداشي في البقاء خارجًا طوال الليل دون إذن، وتفشل جهود كازوتو لفرض الانضباط عليه. وفي إحدى الليالي، لا يعود الشاب إلى المنزل على الإطلاق، وتبدأ الأسرة بأكملها في القلق عليه. وبعد ذلك بقليل، تكشف الأخبار عن مقتل أحد زملائه في الفصل، والذي يصادف أنه حفيد أحد المتعاونين مع كازوتو. وتشتبه الشرطة في أن تاداشي قد يكون متورطًا في جريمة القتل. بينما تبدأ الصحافة، وخاصة الصحفي المخيف المسمى شيجيهيكو، في محاصرة المنزل والعائلة. ومع مرور الوقت وعدم ظهور تاداشي، يصبح الضغط أكثر وأكثر كثافة.
رسالة اجتماعية
يُخرج يوكيهيكو تسوتسومي فيلمًا يحلل مفهوم الأسرة الحديثة إلى أقصى حد. ثم يعيد تفكيكه وإعادة تجميعه معًا، ثم مفهوم الجريمة، وخاصة كيف يتعامل المجتمع والصحافة معه. أحد الجوانب الرئيسية هنا هو الاختلاف بين كازوتو وكيومي -الأب والأم- في رد فعلهما تجاه جريمة محتملة يرتكبها ابنهما.
الأول يائس من براءة ابنه، ولا يريد أن يصدق أنه قد يرتكب مثل هذا الفعل الشنيع. بينما لا تهتم الثانية إذا كان قد قتل الصبي الآخر بالفعل، فهي ترغب فقط في حمايته مهما حدث. يؤدي هذا النهج المختلف جذريًا في النهاية إلى إجهاد الأسرة بشدة. وهو ما يؤثر حتمًا أيضًا على الأخت ميابي، التي لا تعرف كيف تتعامل مع الأمر برمته، ولا تجد أي دعم من والديها. إن اتهام كيومي لزوجها في النهاية بأنه يفضل موت ابنهما بدلاً من أن يكون مذنبًا، يسلط الضوء على الموقف برمته ببلاغة شديدة، في أحد أقوى المشاهد في الفيلم.
قضية معاصرة
في الوقت نفسه، تعلق القصة باهتمام على التحيز الذي يميز المجتمع الياباني. لأنه بمجرد أن تصبح القضية في الأخبار وتسلط الصحافة الضوء على عائلة إيشيكاوا، يفترض الجميع لزم تاداشي، حيث يبدأ كازوتو في خسارة العملاء والمتعاونين، الذين لا يريدون التعامل معه بعد الآن، على الرغم من أن ذنب ابنه لم يثبت بعد.
يصبح كفاح كلا الوالدين لحل القضية، مع قيام كازوتو بالبحث بنفسه وإبرام كيومي صفقة مع الشيطان، شيغيهيكو في هذه الحالة، أكثر فأكثر يأسًا بسبب الموقف المذكور أعلاه. حيث يرى كلاهما حياتهما تدمر تمامًا. في الوقت نفسه، قوبلت جهود كازوتو للاعتذار لزملائه السابقين بالازدراء وحتى العنف، في مشهد قوي آخر إلى حد ما في الفيلم.
إن دور الصحافة هنا يخضع للتدقيق أيضاً. حيث يقدمها تسوتسومي على أنها نسور لا تهتم على الإطلاق بالتأثير الذي قد تخلفه تغطيتها للأحداث وتكتيكاتها بشكل عام، مع تزايد الضغوط التي تتعرض لها الأسرة بشكل أساسي بسببها. وخاصة في الطريقة التي ينظر بها الغرباء إلى القضية. إن أداء شوتا ماتسودا لدور شيجيهيكو الحقير لا يُنسى هنا، حتى وإن كان مصحوباً ببعض المبالغة.
أداء متميز وسرد قوي: عناصر نجاح فيلم “الأمل”
إن جو القلق والضغط هذا يصبح العنصر الرئيسي في السرد من حيث تأثيره على الأبطال. حيث يقدم شينيتشي تسوتسومي في دور كازوتو ويوريكو إيشيدا في دور كيومي المساعدة الأكبر في هذا الصدد. وذلك من خلال أداءين مؤثرين. أما العنصر الثاني الذي يساعد بشكل كبير في هذا الصدد فهو التحرير. حيث أن الإيقاع المتسارع هنا مناسب من خلال وتيرة سريعة نسبيًا تزيد من حدة الألم. لقد نجح التصوير السينمائي لدايسكي سوما في التقاط الأجواء بأكملها بواقعية وفنية. كما أعطى للمنزل أيضًا تجسيدًا سياقيًا مكثفًا من خلال تأطيره.
يظهر “الأمل” كعنوان جذاب بسبب القصة، والتمثيل، والتعليق الاجتماعي، والطريقة التي نفذ بها تسوتسومي كل ذلك في السرد لتوضيع فكرة التفكك العائلي. وهو ما يعتبر موضوعًا شائعًا دائمًا في صناعة السينما اليابانية. حيث تعد الدراما العائلية واحدة من أكثر الفئات شعبية. وقد حاز الفيلم على جائزة ” الوافد الجديد لهذا العام” لعام 2021. وحصل على تقييم 7.6 من أصل 10 على موقع MYDramaList.
العرض الدعائي للفيلم
إعداد و تقديم جنة الجندي لمزيد من المحتوى المقدم من الكاتبة، بالإمكان متابعة صفحتها الخاصة عبر فيسبوك.