تمتلك اليابان ثقافةً ثريةً بالتقاليد العريقة والمميزة المتمسكة بجذورها، والتي قلما نجد مثيلاتها في العالم في عصر الإنترنت والسرعة، ويمثل “الإتيكيت” الياباني أو مجموعة السلوكيات المجتمعية ركناً مهماً من الحياة اليومية والتي تتمثل بأمورٍ مثل الانحناء بدل المصافحة، عدم رمي النفايات في الشارع، عدم التحدث على الهاتف في القطارات، عدم تناول الطعام أثناء المشي، عدم التدخين أثناء المشي، وتصل لحد المحافظة على النظام العام بدون ازعاج الآخرين حتى في مواقع البناء. وكما يحدد “الإتيكيت” الياباني الحياة اليومية ويحث على احترام الآخرين فهو يلقي بسمعة سلبية على أولئك الذين يخالفونه بشتى الطرق. وإحدى هذه المخالفات هي تناول الطعام أثناء المشي والتي جذبت أهتماماً خاصاً مؤخراً في وسائل الإعلام اليابانية والعالمية.
حيث نقلت وسائل الإعلام اليابانية مؤخراً بأن الكثير من المناطق السياحية في اليابان تصارع لأجل منع السُياح – نظراً لتزايدهم مع اقتراب أولمبياد طوكيو 2020 – من تناول الطعام أثناء المشي نظراً لما يمثله هذا الأمر من مخالفات تتمثل إحداها برمي النفايات على الأرض بشكلٍ غير حضاري وأخرى بخطر إصابة الناس بالأعواد التي يحملها “أولئك الذين يتناولون الطعام أثناء المشي”. وبدأت الكثير من المناطق السياحية تشهد حالات متزايدة من تناول الطعام أثناء المشي وإلقاء النفايات على الأرض بعدها، في مناطق مثل سوق “نيشيكي” في كيوتو وهو سوق عريق يعود تاريخه لـ 400 سنة ويطلق عليه لقب “مطبخ كيوتو”، وفي “كوماتشي دوري” في منطقة كاماكورا العريقة، وخلال السنوات الأخيرة بدأت الكثير من المتاجر تفتح في هذه المناطق السياحية لتلبية طلب السُياح، وتبيع هذه المتاجر وجبات يابانية تقليدية خفيفة وشهية تكون محمولة غالباً على أسياخ (عيدان) وساخنة..
وتقول منظمات محلية أن هذه العيدان قد تكون خطيرة عند تناول الطعام أثناء المشي وقد تصيب أحدهم بجرح خطير. وبعد الانتهاء من هذه الوجبات الخفيفة يقوم بعض السُياح برمي النفايات على الأرض في الأزقة الضيقة مما يترك كومة من النفايات في مشهد غير سار للناظرين. وترغب هذه المنظمات المحلية التعاون مع السُياح عوضاً عن منعهم، نظراً لاعتماد اقتصاد اليابان جزئياً على السياحة المزدهرة، مع العلم أن بعض هذه الأسواق تستقبل بين 50 إلى 60 ألف سائح يومياً وهو عدد يفوق قدرة أي شخص أو منظمة على السيطرة عليه.
وبدأت رابطة هذه الأسواق التاريخية بتعليق لافتات بكلٍ من اليابانية، الإنجليزية، الكورية والصينية كإجراء أولي تقول “لا تتناول الطعام أثناء المشي” ولكن لم تحرز النتيجة المرغوبة، لذلك نصت مدينة كاماكورا العريقة في أبريل مرسوم مجتمعي جديد يصف فعل تناول الطعام أثناء المشي بأنه إزعاج قد يؤدي لاتساخ ملابس الآخرين. وقال رئيس رابطة الأسواق التاريخية “نوريكازو تاكاهاشي” البالغ من العمر 76 عاماً “لا نستطيع حظر تناول الطعام أثناء المشي” كونها إحدى الطرق للاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية، وعلق بعدها “ولكننا نرغب أن نجعل الشوارع مكاناً أكثر ترحيباً لكلا السُياح والسكان المحليين”.
ويُنظر لفعل تناول الطعام (أو الشراب) أثناء المشي نظرةً سلبيةً وفق السلوكيات الحياتية اليابانية مع أنه ليس محظوراً لا قانونياً ولا مجتمعياً، ولكن الكثيرين قد يعتبرونه فعل غير حضاريّ. ويتوقع السُياح بأنه من الطبيعي أن يأكل الناس أثناء المشي نظراً لكثرة ماكنات البيع الآلية في اليابان، ولكن الأمر عكس ذلك تماماً.. حيث اعتاد السكان المحليين عند شراء الأكل أو المشروبات من ماكنات البيع الآلية أن يأكلوا أو يشربوا عندها ويقضوا الأمر بسرعة وبعدها يكملون طريقهم لكي لا يزعجون الآخرين بهذا السلوك. ومع أن اليابانيين أصبحوا غير صارمين في نظرتهم (مثل السابق) لمثل هذه الأمور نتيجة انفتاح البلاد على العالم بشكلٍ كبير ولكن يبقى هذا الأمر – تناول الطعام أثناء المشي ـ ذو سمعة سيئة في الأوساط المجتمعية المحلية لحدٍ ما.
المصادر: صحيفة Japan Times اليابانية – هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية
خطوات رائعة لحماية الناس من مخلفات المطاعم والاكل خارجها . اليابان تهتم بكل شي .
مقال رائع جدا
ليس من الادب تناول الطعام اثناء المشي
من الضروري احترام اعراف وتقاليد البلدان الاخرى عند زيارتها
احد سلبيات السياحه انك لا تستطيع ان تسيطر على سلوكيات الاجانب هذا امر مستحيل
المشكلة أنه فعلا لايمكن حظر الطعام اثناء السير وبنفس الوقت لايجب ان يرموا النفايات في الشارع