تعد علب البنتو 弁当 طريقة رائعة للاستمتاع بوجبة صحية ولذيذة أثناء التنقل، كما تتيح لك توفير المال كل يوم. وهي أنها بديل رائع صديق للبيئة للحاويات التي تستخدم مرة واحدة. ومع وجود العديد من الخيارات المختلفة للاختيار من بينها، فمن المؤكد أن هناك علبة بنتو تناسب الجميع. علب الغداء ليست جديدة، لكن علب البنتو من اليابان مميزة بشكل خاص، فما الذي يميز البنتو؟ وكيف تكون أشكالها المختلفة؟
ما المقصود بـ “بنتو”؟
عبوات البِنْتو هي طريقة لتعبئة وجبة في حاوية مناسبة للغرض. بحيث يمكنك تناولها في وقت لاحق. وهي تعني “ملائم”. لذا فهي في الواقع تسمح بطريقة ملائمة لتناول وجبة خارج المنزل.
تتمتع وجبات البنتو بأهمية ثقافية كبيرة في اليابان. فهي تجسد مبادئ الراحة والتوازن والجماليات المتأصلة بعمق في الثقافة اليابانية. ويتجلى التركيز على الراحة في التحضير الدقيق لوجبات البنتو، مما يسمح للأفراد بالاستمتاع بغداء صحي ومغذي حتى أثناء التنقل، ويرجع تميز علب البنتو في اليابان عن غيرها من الثقافات إلى مقدار الوقت الذي يقضيه الناس بعيدًا عن المنزل في العمل أو المدرسة.
إن فكرة “بنتو” ( “أوبنتو” أكثر رسمية) وجبات الغداء المعبأة موجودة في كل مكان تقريبًا. والفرق الرئيسي في اليابان هو مدى انتشارها ومدى ترسخها في الثقافة.
مكونات علبة البنتو
تتم تعبئة علب البنتو بعناية بتوازن بين الكربوهيدرات والبروتينات والخضروات، مما يعكس النهج الياباني في اتباع نظام غذائي صحي. تتكون وجبة البنتو النموذجية من علبة مقسمة تحتوي على كل شيء منفصلًا، ويحتوي على بعض الأطباق الجانبية، بينما يشغل الأرز نصف العبوة على الأقل، وقد يُغطى بأشياء مثل ورقة من الأعشاب البحرية أو بذور السمسم الأسود أو مخلل البرقوق.

ومن بين الأطعمة الشعبية داخل علبة البنـتو اليابانية:
تاماغوياكي – عجة يابانية حلوة ملفوفة.
أوميبوشي – خوخ ياباني مخلل
السلطات الخضراء – الخضروات والفواكه الموسمية.
سلطة البطاطس أو المعكرونة.
الخضروات المخللة أو المطبوخة (الزنجبيل المخلل، البروكلي، الجزر، براعم الفاصوليا، فول الصويا، إلخ.)
أجيمونو أو الأطعمة المقلية – تيمبورا، دجاج كاراجي، كروكيت، وكعك السمك المقلي هي الأكثر شعبية.
الأسماك المشوية – عادة الماكريل أو السلمون أو أوناجي (ثعبان البحر الياباني).
ياكيتوري – دجاج ياباني مشوي على أسياخ، يقدم مع صلصة ياكيتوري.
نيمونو – سمك أو لحم أو خضروات مطهية ببطء.
جيودون – لحم بقري وبصل مقطعان رفيعان مطهوان على نار هادئة في مرق داشي حلو ولذيذ ويقدمان فوق أرز مطهو على البخار.
السوشي – عادة مأكولات بحرية نيئة تقدم فوق كرات أرز مضغوطة.
سوشي ماكي – لفافة سوشي تتكون من السمك والخضراوات والأرز وملفوفة في الأعشاب البحرية.
أنواع علب البنتو
يمكن العثور على علب البنـتو في أي مكان في اليابان. وهي جزء من الروتين اليومي والثقافة. عادة ما يتم إعداد البنـتو في المنزل لتناوله في الغداء في العمل أو المدرسة لتوفير المال. ويمكن تجهيزها عن طريق بقايا الطعام، كما تُباع عبوات “إيكيبن” في محطات القطارات. وغالبًا ما تُصنع هذه العلب من مكونات ووصفات محلية. لذا فهي طريقة رائعة لتجربة المأكولات الإقليمية أثناء السفر. كما يمكن العثور على وجبات بنـتو كونبيني في أي متجر بقالة، حيث تتوافر مجموعة متنوعة، ولكنها تتكون عادة من أنواع بنـتو قياسية وأنواع موسمية وإقليمية، وهي بأسعار معقولة جدًا.
بعض البنـتو تشبه الأعمال الفنية، مع شخصيات كرتونية أو موضوعات متقنة، وغالبًا ما يطلق عليها ديكوبين، وهي تستغرق وقتا في صناعتها، وتحتوي على العديد من الأطباق الجانبية، وهي وسيلة للآباء لجعل وقت تناول الطعام أكثر متعة لأطفالهم مع إظهار إبداعهم أيضًا.

مواد عبوة البنتو
تصنع عبوات البنـتو من مجموعة متنوعة من المواد، وبناءً على المناسبة والموقف، قد يفضل البعض نوعًا ما على الآخر، وهنا نستعرض بعض الأنواع:
1. عبوات بنتو خشبية
أحد الخيارات الشائعة هو عبوات البـنتو الخشبي. وهي توفر مظهرًا طبيعيًا مثاليًا للمشترين المهتمين بالبيئة، تتميز بأنها خفيفة الوزن ومتينة، مما يجعلها خيارًا رائعًا للاستخدام اليومي. ومع ذلك،يمكن للخشب امتصاص الرطوبة والتسبب في فساد الطعام. كما أنها قد تكون باهظة الثمن ولا يمكن تسخينها في الميكروويف، ويجب غسلها يدويًا.
2. عبوات البنتو المطلية
عبوات البنتـو المطلية بالورنيش هي عبوات غذاء يابانية تقليدية مصنوعة من نوع من الورنيش يسمى Urushi. مما يجعلها متينة للغاية ومقاومة للبقع، تكمن جمالية هذه العبوات في بساطتها؛ فهي غالبًا ما تكون مزينة بتصميمات ذات مغزى. بالإضافة إلى كونها مذهلة فهي عملية أيضًا؛ حيث يساعد الورنيش في الحفاظ على الطعام طازجًا. ومع ذلك، يمكن أن تكون أكثر تكلفة و تحتاج إلى صيانة دقيقة.
3. عبوات بنتو البلاستيكية
عبوات البنتـو البلاستيكية هي خيار متعدد الاستخدامات. فهي مقاومة للكسر، وسهلة التنظيف، ومتينة للغاية. والعديد منها آمنة للاستخدام في الميكروويف وغسالة الأطباق. كما تأتي في مجموعة متنوعة من التصميمات والأحجام والألوان.
4. عبوات بنتو المعدنية
إذا كنت تريد علبة ذات مظهر رائع، ويدوم لفترة طويلة، وصديق للبيئة ويحافظ على الطعام جيدًا، فإن عبوات البنـتو المعدنية هي خيار رائع. فهي مقاومة للصدأ وتتميز بتصميم قوي ومتين، كما أنها مقاومة للتسرب وسهلة التنظيف، مما يجعلها خيارًا رائعًا للعائلات المزدحمة والأنشطة الخارجية. ولكن عادة ما تكون أكثر تكلفة من الخيارات الأخرى، ولا يمكن تسخينها في الميكروويف.
5. عبوات البنتو الزجاجية
تُعد عبوات البنتـو الزجاجية الشفافة طريقة رائعة لإظهار إبداعاتك الرائعة في تناول البنـتو. وتتيح لك معرفة ما بداخلها على الفور. كما أنها متينة ومقاومة للكسر، ويمكن تسخينها في الميكروويف. يمكن أن تكون أثقل من نظيراتها، وعلى الرغم من كونها متينة، إلا أنها تحتاج إلى عناية إضافية لمنع التلف أو الكسر.
6. عبوات بنتو معزولة
عبوات البنتـو المعزولة هي نوع آخر من علب البنتـو التي تستخدم للحفاظ على الطعام ساخنًا أو باردًا. ومع ذلك، تكون هي أكثر تكلفة بكثير من الخيارات الأخرى، ولا يمكن وضعها في الميكروويف أو غسالة الأطباق.
:max_bytes(150000):strip_icc()/Square_Crop-20220215-bento-box-vicky-wasik-group-spruce-eats-1-61044901240449dab6e4f55e15c12d58.jpg)
أشكال وتكوينات عبوات البنتو
تتوفر عبوات البنتـو بأشكال وتكوينات متنوعة هذه الأيام كالمربعة والمستطيلة والدائرية وتصميم الوابا الياباني التقليدي (شكل بيضاوي)، بالإاضافة إلى تصميمات قابلة للتكديس بطبقة واحدة أو طبقتين أو ثلاث طبقات (أو أكثر)، بجانب أشكال الأقسام المختلفة للحفاظ على الطعام منفصلاً.
أصل علبة البنتو في اليابان
عمرها 800 عام يعود إلى عهد أسرة سونغ الجنوبية والذي انتقل إلى اليابان مع بعض التغييرات في الأحرف المستخدمة له. يعود أصل البنـتو إلى فترة كاماكورا (1185-1333) في اليابان. حيث كان الأرز المطبوخ والمجفف المسمى هوشي-إي يستخدم بشكل شائع كغذاء أساسي. حيث يتم حفظه في اعواد الخيزران أو أوراق اللوتس للحفاظ على نضارته وسهولة حمله. ويُعتقد أن المزارعين والتجار هم من اخترعوها لأنهم كانوا بحاجة إلى وسيلة لنقل طعامهم معهم أثناء العمل، بجانب أنها تستخدم بشكل أساسي من قبل المسافرين، بما في ذلك الساموراي والتجار، الذين كانوا بحاجة إلى وجبة مريحة وسهلة الحمل لرحلاتهم، ثم تطورت هذه الممارسة تدريجيًا إلى ما نعرفه الآن باسم عبوة البنـتو.
وخلال حقبة إيدو (1603-1868)، لعب البـنتو دورًا حاسمًا في نزهات هانامي (مشاهدة الزهور). كان الناس يجتمعون تحت أشجار أزهار الكرز ويستمتعون بوجبات البنتـو أثناء الانبهار بالأزهار، بالإضافة إلى استعمالها في وجبات العمل والمدارس.
تطور علبة البنتو في اليابان
في فترة ميجي (1868-1912)، بدأت التأثيرات الغربية في الظهور في اليابان. وعلى رأسها هذه التغييرات هي إدخال علب البـنتو المصنوعة من الصفيح أو الألومنيوم، والتي كانت أخف وزنًا وأسهل في الحمل من الخشب، كانت شبكة السكك الحديدية اليابانية تتوسع بسرعة. فبدأ الباعة في محطات القطارات في بيع عبوات البنـتو للركاب.
في حقبة تايشو (1912-1926)، أصبحت عبوات البنتـو أكثر شعبية، حيث تم استخدامها لتعبئة الطعام للعديد من الأنشطة الخارجية الأخرى مثل النزهات والمناسبات الاجتماعية. بدأت علب البنتـو تُصنع من البلاستيك، الذي كان أخف وزنًا وأكثر ملاءمة.

البنتو والاهتمام المحلي والعالمي
يمكن أن تُعزى الشعبية المتزايدة للبنـتو في الدول الغربية إلى عدة عوامل. أولاً، أدت العولمة إلى زيادة التبادل الثقافي، مما سمح للناس باستكشاف وتقدير المأكولات المختلفة. لقد أسر المطبخ الياباني، بما في ذلك البنتـو، براعم التذوق لدى الغربيين الذين يبحثون عن تجارب طهي جديدة. علاوة على ذلك، لعبت التعددية الثقافية دورًا مهمًا في تبني البنـتو. مع تزايد تنوع المجتمعات، هناك طلب أكبر على خيارات طعام متنوعة تلبي التفضيلات الغذائية والخلفيات الثقافية المختلفة. أصبحت علب البـنتو، بتنوعها وقدرتها على تلبية الاحتياجات الغذائية المختلفة، خيارًا مناسبًا للأفراد الذين يبحثون عن وجبة متوازنة وقابلة للتخصيص.
لقد أدى التاريخ الغني والأهمية الثقافية لعلب البنـتو إلى انتقالها من بدايات متواضعة إلى شعبية عالمية. إن مفهوم إيكي بنتـو، والارتباط بالراحة والجاذبية الجمالية والتركيز على الوجبات المتوازنة، جعل البنـتو جزءًا لا يتجزأ من الثقافة اليابانية، وأدى إلى زيادة اعتماد البنـتو في الدول الغربية بفضل العولمة والتعددية الثقافية وتطور التفضيلات الغذائية.
إعداد و تقديم جنة الجندي لمزيد من المحتوى المقدم من الكاتبة، بالإمكان متابعة صفحتها الخاصة عبر فيسبوك.
صورة المقال الرئيسية:
Bento served at a restaurant in Japan – Blue Lotus – Flickr