بالرغم من التطور الطبي الكبير الذي شهده ويشهده العالم، تقف العلوم الطبية عاجزةً أمام العديد من الأمراض المستعصية المزمنة وحتى الحادة القاتلة. وحتى مع استطالة العمر الافتراضي لمعظم البشر، يلقى العديدون حتفهم نتيجة لفشل بعض الأعضاء وتوقف وظائفها دون إمكانية للمعالجة الفعالة لذلك، ولكن وفق بروفيسور ياباني يمكن الحيلولة دون ذلك!
وفي حال تحققت بعض النبوءات الواردة في عددٍ من الأفلام العالمية للخيال العلمي، حينها فقط قد يتمكن البشر من ترميم أعضائهم التالفة وتبديلها من مسوخ معدلة جينياً لإنتاج هذه الأعضاء لهؤلاء الأشخاص المرضى، أو حتى تعدي ذلك إلى استنساخ الأشخاص ذاتهم لأخذ أعضاء النسخ لاحقاً لمعالجة الآدميين الأصليين.
ربما تخيل ذلك الوضع كله دون أساسات علمية قد يصيبك بالدوار، لكن لا تقلق فلن يتحقق كل ذلك بهذه الطريقة الهوليوودية. وذلك لأن للعلم والعلماء أمثال البروفيسور الياباني “هيروميتسو ناكائوتشي” (المختص ببيولوجيا الخلايا الجذعية والمسؤول عن فرق من الباحثين والأبحاث التي تتعلق بها في جامعتي طوكيو اليابانية وستانفورد الأمريكية) منهجية أفضل وأكثر إنسانية وتطبيقية من إنشاء مسوخ أو مستنسخين لإنقاذ حياة البشر.
تتلخص فكرة الـ بروفيسور ناكائوتشي باختصار في استخدام الخلايا الجذعية البشرية متعددة القدرة المفعلة (IPS) و زرعها في أجنة حيوانية معدلة وراثياً لتشكيل عضو معين (مثل البنكرياس) حتى تتطور هذه الخلايا الجذعية البشرية إلى عضو بشري بداخل الجنين الحيواني، ثم بعد ذلك يُنقل العضو ويُزرع لدى البشر المرضى المحتاجين له.
إلا أن الأبحاث والعلوم دائماً ما تواجه العديد من العقبات والمعوقات. عديد منها تقنية لكن في طريق فريق ناكائوتشي البحثي كانت هذه العقبات أخلاقية وقانونية أيضاً!
حيث شكلت القوانين اليابانية المعنية عثرةً كبيرةً من خلال منعها لأي تجارب علمية (بشكلٍ قاطع لأسباب أخلاقية) تُفضي إلى إنماء أجنة حيوانية حاوية على أي خلايا بشرية أو حتى نقل هذه الأجنة إلى أرحام بديلة. لكن ذلك لم يستمر طويلاً حيث صرحت وزارة التعليم،الثقافة، الرياضية والعلوم والتكنولوجيا اليابانية في شهر مارس/آذار من هذا العام عن إرشادات جديدة تسمح بالتجارب العلمية التي تتضمن نقل وتطوير الأجنة البشرية الحيوانية وصولاً إلى ولادتها. مع العلم أن تجارب مشابهة قد أجريت في عدة دول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن أياً من هذه التجارب لم يصل إلى تطوير الأجنة إلى مرحلة الولادة.
مقال ذو صلة: سيارة طائرة مستقبلية من NEC اليابانية
ومن الجدير بالذكر أن تجارب الـ بروفيسور ناكائوتشي ستكون الأولى من نوعها تحت القوانين والتشريعات اليابانية الجديدة. ومع ذلك أكد ناكائوتشي أنه لن يتعجل في تجاربه لتخليق وتطوير أجنة هجينة بسرعة بل سيتمهل ويجري العديد من التجارب لسبر فكرته أولاً. حيث ستكون أولى تجاربه على تخليق أجنة فئران هجينة إلى المرحلة التي يكتمل عندها تشكل أعضاء الفأر الداخلية، ثم سيجرب ذات الأمر في الجرذان، ونهايةً يخطط إلى أخذ الموافقات اللازمة لتطبيق نفس المبدأ لكن على أجنة الخنازير الأكثر تعقيداً.
ثم بعد انتهاء كل هذه التجارب التحضيرية وبعد حوالي عشر سنوات من البحوث، يخطط ناكائوتشي لإقامة أول عملية تتضمن تكوين بنكرياس بشري ضمن جنين خنزير معدل وراثياً ومن ثم إعادة زرعه في المريض المحتاج إليه لعلاج أمراض مثل داء السكري وغيرها.
من الجدير بالذكر أن فريق الـ بروفيسور ناكائوتشي التابع لجامعة طوكيو قد أجرى في 2017 تجارب مشابهة قام بها بزراعة خلايا جذعية متعددة القدرة من فأر بداخل جنين لجرذ معدل جينياً لكي يشكل بنكرياساً، تطورت هذه الخلايا الجذعية في جنين الجرذ إلى بنكرياس مكون من خلايا الفأر فقط. ثم تم فيما بعد زرع هذا البنكرياس في الفأر المحدث فيه داء السكري، ولاحظت الدراسات استعادة قدرته على استقلاب السكر من جديد مما يعني شفاؤه من مرض السكري بعد زرع البنكرياس بهذه الطريقة.
وبالرغم من جدلية مثل هذه الأبحاث من نواحٍ أخلاقية للعديد من الدول والعلماء، تختلف هذه الدراسات والأبحاث داخل الحيوانات وزجاج المخابر عن تطبيقاتها الحقيقية في جسم الإنسان، إلا أن نجاح هذه التجارب يضمن صحة المبدأ والذي بشيء من التعديلات يصبح قابلاً للتطبيق البشري لشفاء العديد من الأمراض المستعصية في المستقبل القريب.
المصادر: وزارة التعليم،الثقافة، الرياضية والعلوم والتكنولوجيا اليابانية – صحيفة “Japan Times” اليابانية – البروفيسور هيروميتسو ناكائوتشي وجامعة طوكيو – مقال لمجلة نيتشر في 26 يوليو/تموز 2019.
صورة المقال الأصلية: تصميم تخيلي ثلاثي الأبعاد لجنين البشر | عبر موقع 123rf.com
كم هو جميل العلم
كم هو جميل العلم
سبحان الله
جميل جدا هذا الذي نراه من العلم
شكرا على الخبر الجميل الذي قد يساعد المجتمع العلمي في اكتشافات جديدة
ابحاث مستمرة لاتوقف للعقل البشري وخاصة الياباني
اري انها فكرة جيدة و تنقذ الانسانية و لكنها ربما تسبب في انقراض الحيوانات
ثوره علمية جديده في مجال الطب. حيث تفتح المجال لمعالجة كثير من الأمراضالمزمنه غير السكري
هذا النوع من البحوث و العمليات تفيد البشرية بصورة كبيرة جداً و على الحكومات تشجيع وتسهيل جميع العقبات في طريق هذة الفرق
التكامل الطبي بين الكاىنات الحية لسعادة البشرية
حين نقول تجارب علمية ..هذا ما نقصده ..ستكون قفزة نوعيو حقا في مجال العلوم
تطور علمي ملحوظ على مستوى زراعة الاعضاء البشرية انطلاقا من دراسة الأجنة، يجب فقط دراسة الجانب الاخلاقي للموضوع قبل تطبيقه عمليا في الحياة.
هذه الفكرة سوف تساعد كثيرا على استنساخ الاعضاء التي يوجد بها نقص
لقد كانت هذه فكرة عبقرية من قبل البروفيسور للمساعدة على استمرار البشرية
أن الخيال العلمي أصبح يتحقق تدريجيا على أرض الواقع
إنه لمن رؤية العلم وتقدمه وتطوره إلى هذه الدرجة
اخبار غريبه وعجيبه من اليابان تكاد لا تصدق!
فكرة غريبة وذكية استنساخ الأعضاء، لكن لازلت اشعر ان الأمر ليس اخلاقيا تماما