الناتو هو طعام ياباني تقليدي مصنوع من فول الصويا المُخمَّر باستعمال بكتيريا ” Bacillus subtilis var”، غالبًا ما يُقدَّم وجبة إفطار مع خردل كاراشي أو الصويا أو صلصة تار، وأحيانًا مع البصل الياباني.
يصنع الناتو بتخمير فول الصويا الكامل، المطبوخ باستخدام بادئ بكتيري (Bacillus natto) عند درجة 40 مئوية (104 * فهرنهايت) لمدة 14-18 ساعة، حتى يصبح فول الصويا ذا لون بني داكن مغطً بمادة لزجة (بوليمرات حمض الجلوتاميك)، والتي تُشكِّل خيوطًا طويلة ويمكن التعرّف عليه بسهولة من خلال رائحته المميزة القوية.
صنع الناتو قديمًا بوساطة لفّ فول الصويا المسلوق في قشّ الأرز، والذي يحوي سطحُه بكتيريا Bacillus subtilis ،وقد أتاح ذلك للبكتيريا تخمير السكريات الموجودة في الفول، ممّا أدّى في النهاية إلى إنتاج الناتو وفي بداية القرن العشرين استحدث العلماء طريقة لتخميره وذلك باستبدال قش الأرز بصناديق الستايروفوم حيث يمكن إضافة البكتريا الرقيقة مباشرة إلى فول الصويا المسلوق لبدء عملية التخمير
يعتبر الناتو طعامًا مغذٍّ، يحتوي على مستويات جيّدة من عديد من العناصر الغذائية المهمة للصحة. حيث يحوي (100 جرام) منه على سعرات حرارية ودهون، كربوهيدرات، ألياف البروتين، المنغنيز، الحديد، النحاس، فيتامين K1 ، مغنيسيوم ، كالسيوم ، فيتامين c ، بوتاسيوم ، الزنك وسيلينيوم، كما تبيّن أنه يحتوي على أنزيم ناتّو كاينيز الذي يذيب الدم المتخثِّر ممّا يجعله يساعد على تقليل خطر الإصابة بالجلطات أو السكتات الدماغية، وبتحسين الدورة الدموية في الجسم.
تاريخ الناتو
الأصول الدقيقة للناتو غير مؤكدة، حاله حال معظم الأطعمة المخمّرة، التي تَذكر قصص الطعام اكتشافها صدفةً، كالنبيذ والجُبن والجعة وغيرها.. ومن أشهر القصص المتداولة عن بداية الناتو وأصله، هي قصة الساموراي “Minamoto no Yoshīe”والتي تقول إنّه عندما كان اللورد الساموراي “ميناموتو نو يوشوي” وجيشه يسافرون نحو الفتوحات في شمال اليابان عام ١٠٨٠ بعد الميلاد، زمن حرب غوسانين. وذات ليلةٍ، لجأ المحاربون إلى مزرعة ريفية واستقرّوا لتناول وجبةٍ مسائيةٍ بسيطة من الأرز وفول الصويا المسلوق، ولكن عندما سمعوا عن اقتراب العدو فقرّروا التراجع، ولفّوا طعامهم بسرعة في قش الأرز- الذي يُعتبر مصدرًا طبيعيًا للبكتيريا Bacillus subtilis التي تعيش في التربة لبدء التخمير- ووضعوها في سُرُج الأحصنة، وأثناء الجري على الأحصنة طوال الليل سَخُنت حزم فول الصويا المغلّفة بالقش من حرارة الخيول. وعند الوصول إلى مكان آمن بعد يوم أو يومين، فتحوا الحِزم لاكتشاف فول الصويا المخمر والذي تذوقوه وأعجبوا بمذاقه اللذيذ والمغذي.
أمّا كتب التاريخ فتقول إنّ هذا النوع من المواد الغذائية جُلِبَ للمرة الأولى من الصين إلى اليابان خلال ما يعرف بـ “فترة نارا” (710 – 784 ميلادية)، وهناك سجلات تشير إلى أن الناتّو جُلِبَ إلى اليابان نحو عام 700 ميلادية، حيث أصبح شائعًا بين كل من الأرستقراطيين والمحاربين، خلال “فترة كاماكورا”، وقد كان هامًا في المطبخ النباتي الياباني المستوحى من تعاليم البوذيّة، وبحلول فترة الإيدو صار “الناتّو” مكونًا أساسيًا من مكونات النظام الغذائي في اليابان، حيث ورد ذكره في كتب الطهي، وبدأ إعداده في المنازل.
كيفية إعداد الناتو:
يمكن العثور على الناتّو في معظم الأسواق والبقاليات، ولكن ماذا عن إعداده منزليًّا؟
إليك المكونات التي ستحتاجها:
- 1.5 رطل (0.7 كجم) من فول الصويا
- ماء
- مخمِّر الناتو، الذي تحصل عليه من المتجر، أو قليل من حبات الناتو
- قِدر طبخ كبيرة
- طبق معقم آمن للفرن بغطاء (يمكنك تعقيم الطبق بغلي الماء فيه لمدة 10 دقائق على الأقل قبل الاستعمال)
- قِدر ضغط (اختياري)
فيما يلي الخطوات التي يجب اتباعها:
- نغسل فول الصويا جيدًا بالماء ونضعه في القِدر.
- نصبّ الماء على فول الصويا حتى غمرِه بالكامل ونتركه يُنقع لمدة 9-12 ساعة أو طوال الليل.
- نصفّيه ونعيد غمره بالماء ونتركه يغلي لمدة 9 ساعات تقريبًا. أو نستعمل قِدر الضغط لتقليل مدّة الطهي إلى حوالي 45 دقيقة.
- نصفيه ونضعه في الطبق المعقّم.
- نضيف مُخمِّرات الناتو إلى الفول باتباع تعليمات العُبوة. أو يمكننا استعمال الناتو الذي اشتريناه من المتجر ونخلطه ببساطة مع فول الصويا المسلوق.
- نقلّب المكوّنات معًا باستعمال ملعقة معقمة، ونتأكّد من تلامس الحبوب كاملةً مع حبات الناتو أو (المُخمِّر).
- نضع غطاءً مناسبًا للطبق ونضعه في الفرن ليتخمّر لمدة 22-24 ساعة على 100 درجة فهرنهايت (37.8 درجة مئوية).
- نبرّد الناتو لبضع ساعات، وبعدها نضعه في الثلاجة ونتركه لمدة 24 ساعة تقريبًا قبل تناول الطعام .. من الأفضل تركه ساعات أطول ولكن إن كنّا نتوق إلى تذوّقه فلنفعل ذلك بعد 24 ساعة.
ملاحظات
لابد من التأكد أن جميع الأواني والأطباق نظيفة ومعقمة وكذلك اليدين عند التحضير. هذا يضمن عدم تداخل البكتيريا الأخرى مع عملية التخمير. ولابد من سكب فول الصويا في وعاء معقم. ويُعدّ المُخمِّر بخلط ملعقة واحدة (0.1 جرام من مسحوق بكتيريا Bacillus natto مع ملعقتين كبيرتين من الماء المغلي حتى يذوب) ثمّ يُصُبّ المزيج فوق فول الصويا ويُحرّك حتى يمتزج جيدًا.
نضع الحبوب على شكل طبقة رقيقة لا يزيد ارتفاعها عن 1 بوصة. كما نضع قطعة قماش أو شاش كتان معقم فوق الأطباق، ونقوم بتثبيت الأغطية على القماش والصحن. ثم نضبط الفرن على درجة حرارة 100 فهرنهايت. إذا كان الفرن بلا مقياس لدرجة الحرارة، فما علينا سوى تشغيل ضوء الفرن. حيث يوفر هذا حرارة كافية للتخمير.
وأخيرًا يعتبر الناتو طعامًا حلالًا، ولذا يمكن للمسلمين تناوله بلا حرج.
الكاتبة: نُور السَّيد
حاصلة على بكالوريوس في الأدب الياباني من جامعة دمشق، مترجمة ومُعدّة نصوص في قناة سبيستون، ومُدرّسة لغة يابانية في معاهد خاصّة، مُهتمّة بالثقافة اليابانية عُمومًا، والأنمي خصوصًا.
-حساب نور السيد على إنستغرام: (اضغط هنا)
علي الرغم من فؤائده الكثيره لكنه صعب الرائحه
كنت أراه سابقا في البرامج اليابانية يبدو أنه يحتوي على العديد من الفوائد الصحية
يقلل من خطر الإصابة بالجلطات الدموية هذا مدهش يبدو أن البكتيريا لها تأثير كبير
أعتقد أن القصة الاولى هي الحقيقية اي ان أصوله ليست من الصين بالنسبة لي
أعتقد أن القصة الحقيقية للناتو هي قصة اللورد الساموراي
هل رائحته جدا قوية ؟ بالرغم من مذاقه اللذيذ
مقالة مفيدة ولكن هل طعمه جيد
اهم شيء ان طبق الصويا حلال ويمكن للمسلمين تناوله بلا حرج او مشكل
عملية التحضير تتطلب الخبرة
اراهم في الدراما يأكلونه عند الافطار لكن الكثيرون لايحبون طعمه
كيف يمكن الحصول عليه معلباً كما يباع باليابان ؟