وافقت كابينة اليابان الوزارية على خطة جديدة تهدف للقضاء على انبعاثات الغازات الضارة وإيصالها لـصفر خلال النصف الثاني من القرن الـ21 وبعيد عام 2050 بقليل، وذلك كجزء من استراتيجية جديدة تهدف لمكافحة الاحتباس الحراري ومواجهة مخاطره الكبيرة التي تهدد مستقبل الكوكب والأجيال القادمة. وتتمحور هذا الاستراتيجية في قلب خطة شاملة ضمن جهود اليابان البيئية للحد من التلوث البيئي.
وتنوي الحكومة اليابانية الاعتماد بشكلٍ رئيسي على مصادر الطاقة المتجددة كالرياح والطاقة الشمسية للقضاء على انبغاثات الغازات الضارة وتوفير الطاقة الكهربائية للبلاد، مع الابقاء على بعض المحطات التي تعمل بطاقة الفحم، وهي خطوة تم انتقادها بشدة من قبل خبراء يابانيين في شؤون الطاقة واصفين أن هذه الخطوات غير كافية للحد من انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون بشكلٍ كاف.
وتخطط اليابان لتقديم هذه الخطة الشاملة إلى الأمم المتحدة بحلول نهاية شهر يونيو/حزيران عند استضافتها لمجموعة الـ20 في مدينة أوساكا اليابانية خلال الشهر الجاري وذلك وفق ما تم الإتفاق عليه في بنود اتفاق باريس البيئي. ويهدف هذا الاتفاق للحفاظ على معدل ارتفاع درجة حرارة الكوكب عند 1.5 درجة مئوية وهو معدل مساوي للمعدل ما قبل الثورة الصناعية للبشر. يذكر أن اليابان وإيطاليا ما زالا لم يقدما استراتيجية للوصول لهذا الهدف من بين دول مجموعة الـ7.
وتعتمد اليابان حالياً بشكلٍ كبير على توليد الطاقة عبر المفاعلات النووية، وتسعى للحفاظ على هذا الأمر خلال تطبيق الاستراتيجية والتحول إلى الطاقة النظيفة بالكامل، بالرغم من المخاوف حول تشغيل المفاعلات النووية بالنظر لكارثة مفاعل فوكوشيما عام 2011 والتي وقعت نتيجة زلزال وتسونامي ضرب شمال شرق اليابان.
وإحدى النقاط المثيرة للاهتمام في هذه الاستراتيجية هي خطة لاستخدام الهيدروجين لتقليل اعتماد البلاد على الطاقة النووية “بأقل قدر ممكن” وتطوير تكنولوجيا جديدة لتحسين كفاءة إنتاج الطاقة الكهربائية بالكامل، نظراً لأن اليابان تقود الجهود العالمية في مجال استخلاص الطاقة الكهربائية من الهيدروجين وصناعة سيارات هيدروجينية غير ملوثة للبيئة. وإحدى البنود الأخرى التي تم شطبها من اللجنة المعنية لنص هذه الاستراتيجية كانت السعي لإغلاق جميع المحطات التي تعمل بالفحم، ولكن هذه الخطوة لاقت ممانعة كبيرة من قبل بعض رجال الأعمال في البلاد، كونها ستضر الاقتصاد حسب مزاعمهم.
حيث تحت هذه الخطة الجديدة تهدف الحكومة لتنويع مصادر الطاقة في البلاد لتصبح بالشكل التالي بحلول عام 2030: 22 %إلى 24% طاقة نظيفة ومتجددة (من الرياح والطاقة الشمسية وغيرها)، 56% مؤلفة من الوقود الأحفوري و 20% إلى 22% مؤلفة من الاعتماد على الطاقة النووية والمفاعلات. وبالرغم من أن هذه الأرقام غير كافية كما يقول بعض الخبراء، إلا أنها هدف أولي يضع اليابان في الطريق للاعتماد على الطاقة النظيفة والقيام بدورٍ فعال للمشاركة في الحد من الاحتباس الحراري وإنقاذ الكوكب من مخاطره.
المصادر: وزارة البيئة اليابانية – صحيفة “ماينيتشي” اليابانية
صورة المقال الأصلية: ثوران بركان سارتشيف شمال اليابان عام 2009 | وكالة ناسا
مبادرة جيدة رغم ان اليابان لا زالت تعتمد الوقود الاحفوري كمصدر رئيسي للطاقة، فهل ستستطيع مستقبلا استبداله بطاقة نظيفة 100 بالمئة ؟
الاعتماد على الهيدروجين والطاقة النظيفة لتوفير طاقة اليابان خطوة ذكية لبيئة نظيفة
يجب على جميع الدول تبني سياسة الحياد الكربوني في المستقبل اليابان رائدة في قيادة العالم
الاعتماد على الطاقة النظيفة امر رائع ولكن صعب ان نحافظ على نفس الدرجة التي كان عليها العالم قبل الثورة الصناعية!