يطلق على عام 2023 في اليابان لقب “عام الأرنب”، وفق المعتقدات المحلية ودورة الأبراج التي تحتوي على اثني عشر حيواناً مختلفاً، وهو معتقد شائع في اليابان وصل إليها عبر الصين قبل آلاف الأعوام. في هذا المقال نستعرض ما يحمله هذا العام من تحديات، والذي تتباين الآراء حوله بين كونه عاماً جيداً وكونه عاماً مليئاً بالمصاعب.
الاقتصاد في ميزان عام الأرنب
مع انتهاء عام النمر (2022)، انطلق خلال الـ22 من يناير/كانون الثاني عام الأرنب في اليابان بالتزامن مع بداية السنة الصينية القمرية الجديدة، ليحمل في جعبته شريحة واسعة من التحديات الاقتصادية للبلاد.
حيث ستنتهي ولاية محافظ بنك اليابان «هاروهيكو كورودا» بحلول الربيع، وهو مهندس سياسة التيسير النقدي منذ 2013، التي هدف البنك المركزي من خلالها إنعاش الاقتصاد الياباني الذي شهد ركوداً طويلاً، عبر خفض نسب الفائدة ومحاولة رفع نسبة التضخم العام إلى 2%.
ويعتزم البرلمان الياباني اختيار محافظ جديد لبنك اليابان، مما يُشير إلى إمكانية تغير سياسة التيسير النقدي الجدلية وتبني سياسة جديدة تناسب الأوضاع الحالية.
وبالإضافة لذلك، أثرت الحرب الروسية الأوكرانية مع عوامل عديدة أخرى على نسبة التضخم الاقتصادي في عشرات الدول. وشهدت اليابان ارتفاعاً في نسبة التضخم بمقدار 3.7%، لترتفع على إثره أسعار السلع والبضائع لأول مرة منذ عقود، وهو ما قد يضع عبء إضافي على المستهلكين خلال عام الأرنب في ظل تذبذب قيمة الين الياباني أمام الدولار.
ويجدر بالذكر هنا، أن حكومة رئيس الوزراء «فوميئو كيشيدا» تدرس إمكانية رفع الضرائب لتمويل زيادة الإنفاق الدفاعي الياباني ورفعه إلى حاجز 2% من الناتج المحلي الإجمالي، من أجل مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة في شرق آسيا. ولكن المقترح واجه غضباً شعبياً كبيراً، وقد يخلق أزمةً جديدة لحكومة «كيشيدا» هذا العام.
قرارات أمنية مصيرية
منح اغتيال رئيس الوزراء الأسبق «شينزو آبيه» خلال عام 2022، دافعاً جديداً للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، والذي طالما طمحت قيادته المحافظة، تعديل دستور اليابان مع الإبقاء على صيغته السلمية.
وقد تشهد اليابان تحولات كبيرة من الناحية الأمنية خلال عام الأرنب، بالأخص بعد أن قررت حكومة رئيس الوزراء «فوميئو كيشيدا» تغيير الاستراتيجية الدفاعية لقوات الدفاع الذاتي اليابانية، وتبني سياسة تتمحور حول امتلاك البلاد لقدرات عسكرية أكثر قوة، ستتمكن من خلالها الرد عسكرياً في حال تعرضت الأراضي اليابانية لعدوان.
وبالإضافة لذلك، تسعى حكومة «كيشيدا» بدعم من الحزب الحاكم، زيادة الإنفاق الدفاعي العسكري إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي على مدار السنوات الخمس القادمة لمنح قوات الدفاع قدرةً أكبر على حماية الجُزر اليابانية.
كما تعتزم الحكومة اليابانية استكمال مسيرة الراحل «آبيه» وطرح مسألة تعديل دستور اليابان على الساحة مجدداً، وهو ما قد يُخرج اليابان تدريجياً ــ في حال حدوثه هذا العام ــ من قوقعة الاعتماد الدفاعي على الحلفاء وبالأخص الولايات المتحدة.
تحالفات جديدة
قد يجلب عام الأرنب تغييرات عديدة في شأن نفوذ اليابان السياسي حول العالم، حيث ستستضيف اليابان قمة الدول السبع الصناعية الكبرى (G7) في مدينة هيروشيما (أول مدينة في التاريخ تعرضت للقصف الذري من قبل الولايات المتحدة إبان الحرب العالمية الثانية) في رسالة واضحة للعالم.
وبالإضافة للقمة، بدأت الحكومة اليابانية في عقد تحالفات جديدة مع عدة دول حول العالم بعيداً عن الولايات المتحدة، في محاولة لتوسيع نفوذ اليابان على المسرح العالمي، وتحويل القوة الاقتصادية الكبيرة إلى قوة عسكرية وسياسية، تستطيع البلاد استخدامها لحماية مصالحها عبر البحار وبسط نفوذها خارج حدودها الإقليمية وقت الحاجة.
تغييرات مجتمعية مع عام الأرنب
تدرس الحكومة اليابانية إمكانية تخفيض تصنيف فيروس كورونا بصورة تدريجية إلى مستوى أدنى خلال ربيع 2023. وفي حال حدوث ذلك، سيتساوى كوفيد – 19 في تصنيفه مع الإنفلونزا الموسمية ولن يُعتبر كمرض خطير. وذلك سيترجم إلى إزالة الحكومة الياباني لأغلب القيود الصحية حتى تعود الحياة في اليابان إلى طبيعتها قبل الجائحة.
وبجانب الجائحة، بدأت الحكومة سلسلة من المباحثات ستنتهي مع بداية الربيع، تهدف عبرها إيجاد حلول جريئة وغير مسبوقة لمعضلة انخفاض معدل المواليد في البلاد. إذ تراجع تعداد السكان في اليابان بأكثر من نصف مليون شخص خلال عام 2022، جراء تراجع عدد المواليد الجُدد وزيادة كبار السن.
نتمنى ان يكون عام الارنب عام خير على اليابان اقتصادا ودولة وشعبا
عام الارنب عام جميل مثل الارنب
ماذا سيسمى العام القادم
عام الارنب يبدو لطيف لا تقلقوا
نتمي ان يكون عام الارانب ان يكون عام خير وانتعاش الاقتصاد ورفاه على شعب اليابان