كان لوقع خبر منح أسطورة الجودو المصري محمد رشوان وسام الشمس المشرقة -وهو وسام وطني ياباني من أعلى الأوسمة في الإمبراطورية- تكريمًا جديدًا من اليابان؛ اعتزازًا بالأخلاق الرياضية واللفتة الرائعة التي قام بها قبل 35 عاما في دورة الألعاب الأولمبية “لوس أنجلوس”1984م، صدى طيبًا في المجتمع المصري.
ولأن الشيء بالشيء يُذكر فقد جاء الحديث عن الوسام الياباني، كما جاء الخبر عن الألعاب الأولمبية عام 1984 ليفتح باب الذكريات عن وسام ياباني آخر أقدم من الأول من حيث النشأة. وأحدث من حيث العثور عليه. فهو يعود إلى عام 2011م. فعند قراءة خبر تكريم رشوان تذكرت عملي مفتشًا مرافقًا للبعثة الروسية العاملة بالجبانة الشرقية بمنطقة الأهرامات بمحافظة الجيزة خلال موسم حفائر 2011.
وبدأتُ بالتواصل مع بعض أعضاء البعثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسهم: سيرجي فيتوخوف وماكسيم لييديف والباحثة سفيتلانا ماليخ لأستعيد معهم نتائج العمل فى هذا الموسم. حيث كانت النتائج بسيطة، ولم نستكمل العمل بسبب ما مر على مصر من أحداث سياسية.. وكانت من ضمن نتائج أعمال الحفائر بجانب المقبرة الصخرية للمدعو” سنتو الأول” والذى شغل منصب “مدير شؤون عمال الدفن”. والتي تؤرخ في وقت ما فى منتصف الأسرة الخامسة. أي قبل 4350 سنة تقريبًا. وتحديدا في غرفة الدفن للحجرة (27) المنهوبة بالكامل. والمليئة بالطبقات المختلطة من مختلف الأزمنة، وعثرنا على عملة من عهد الملك فؤاد، وبعض الأواني الفخارية، وبايب تدخين (غليون) من الفخار.. وصادفنا اكتشاف غير متوقع!
وهو العثور على قطعة معدنية خضراء، بحالة سيئة جدا، يبلغ طولها 4 سم تشبه عن بُعد نجمًا متعدد الأشعة. ويدل الثقب بأعلاها أنه شيء ما يعلق كوسام أو ميدالية.
وبعد أعمال الترميم من تنظيف القطعة المعدنية (من الفضة) أضحت شيئا فشيئا تشبه الشارات التقديرية أو النياشين؛ حيث بدا عليها فى المنتصف نقشًا على هيئة سيف ودرع متداخلين. ومن الأعلى طائرًا ناشرًا جناحيه، وفوق كل هذا مازالت بعض أشعة النجم محتفظة بطلاء المينا ذو اللون الأحمر، وآخر أبيض مائل للاصفرار.
نظرة عن كثب على الوسام الإمبراطوري الرفيع
وأظهرت نتائج البحث في الكتب وفي المواقع الإلكترونية الخاصة بموسوعة الأوسمة، أنه وسام”الطائرة الورقية الذهبية” الذي أنشئ باليابان في 12 فبراير عام 1890م من قبل الإمبراطور”ميجي” في ذكرى جيمو تينو رومولوس(كينشى كونشو) ،وتم إلغاؤه عام1947م.
ويُعد وسام” كينشي كونشو”، هو أرفع الجوائز التقديرية الشرفية فى اليابان، حيث كان يمنح تقديرا للضباط، والجنود ممن أظهروا شجاعة فريدة، ورباطة جأش منقطعة النظير في المعارك. وعلى مدار تاريخ ظهوره لم يحصل أي شخص أجنبي على هذا الوسام سوى واحد فقط. وهو الجنرال الأمريكي دوغلاس ماك آرثر، والذي وافق على استسلام اليابان في 22 سبتمبر1945م على متن البارجة الأمريكية “ميسوري” في خليج طوكيو. واعتقدت أنه ربما كانت هذه الذكرى الحزينة السبب في إلغاء هذا الوسام! ولكن بالبحث عرفت انه تم إلغاؤه من قبل دوغلاس ماك آرثر نفسه (قائد قوات الحلفاء وقتئذ)!
يشتمل الوسام اليابانى على سبع درجات، الخمس الأولى منها لا تشمل الرصيعة فقط، وإنما تشمل علامة خاصة به عادة ما تعلق على شريط الرقبة أيضا. ويستخدم طلاء المينا على الخمس درجات الأولى من النياشين فقط، سواءً كان الوسام و العلامة المصنوعة من الفضة المطلية بالذهب.
وعلى وجه النجم متعدد الأشعة يوجد درعي ساموراي متداخلين، يعلوهما نقش لسيف محفوظ في غمده. كما يوجد على الدرعين عدة خيل، أما عن البيارق فعليها رموز الشعارات اليابانية “ميتسوتومويا”. (توجد في اليابان شارات رمزية تتوارث من جيل إلى جيل، تشبه شعارات الفرسان في الدول الأوروبية).
وعلى الرغم من أن طلاء المينا والذهب على شارة الوسام المُكتشف داخل حجرة الدفن بالمقبرة الفرعونية لم يبقَ منه أي شيء تقريبًا، فإننا ومن خلال البحث نُرجح أنه ينتمي إلى الدرجة الرابعة أو الخامسة، والتي كانت تمنح لكبار وصغار ضباط الجيش الياباني. وبشكل عام فقد مُنح هذا الوسام لــــ (ـ106742) شخصا على مدار خمسين عام منذ ظهوره عام 1890م. لكن كانت أغلبها أوسمة من الدرجة السادسة والسابعة.
لغز بدون حل
وللأسف لم تظهر على الجهة الخلفية للوسام أية إشارة لصاحبه، لذلك لم يتسن لنا تحديد هوية الشخص الذي حصل عليه. كما أننا لا نفهم من تاريخ العثور على الوسام في 2011م حتى الآن أيضا ما الذي أتى بوسام من “بلاد الشمس المشرقة” إلى “بلاد الأهرامات”. وسواءً كان الشخص الذي فقده هو المالك نفسه أم أنه من هواة جمعها. يظل العثور على هذا الوسام الياباني داخل حجرة دفن في مقبرة فرعونية لغزًا صعب الحل أو التفسير!
نرحب بمتابعتكم لقناتنا عبر إنستغرام (بالضغط هنا).
نبذة عن الكاتب
باحث بوزارة الآثار المصرية وحاصل على الماجستير في الآثار، مؤلف كتاب (أيام في طوكيو)، وعضوًا عاملاً في اتحاد كتاب مصر، والجمعية المصرية للدراسات التاريخية.
Photo by Jeremy Zero on Unsplash
الحضارة المصرية واليابانية تتعانقان ويم تكريمهما. ذاتيا
في الحقيقة هذا لغز محير فعلاً. و لكن أعتقد أن الحل يكمن في اليابان عبر تقص جميع الأشخاص الذين استلموا هذا النوع من الأوسمة و متابعة مصيرها
يبقى للتاريخ سحره وغموصه فكل اكتشاف جديد يكشف النقاب عن أسرار جديدة لتثير فضولنا كيف سافرت تلك الأسرار القديمة كل هذه المسافات لترسو أخيرا في مكان يعج هو الآخر بأسراره ونفائسه
معظم المقال كلام عن الاوسمه و من اكتشفها اين العلاقه التي تربطها باليابان
بعيدا عن الموضوع عندما ذكرت اسماء الفرقه الروسيا ذكرتني اسمائهم بانمي شاهدته الاسبوع الماضي و هو عن الحرب الروسيا اليابانيه
ان المتمعن والمدقق لالفاظ هذه المقالة يجد انها تعبر بصدق شديد ووضوح جلى عن عمق الفهم والثقافة العلمية التى قلما تجدها الا فى كاتب مخضرم واستاذ وباحث فاهم لاصول البحث العلمى والذى يعرض الموضوع بسهولة ويسر منقطعى النظير
تحياتى لك عزيزى الدكتور رضا مع تمنياتى لك بالتوفيق الدائم
قد يكون هذا الوسام مرتبط برحلة أعضاء بعثة الساموراى الذين زاروا مصر فى عشرينيات القرن الماضى والذى ارخ للعلاقة بين مصر واليابان فى العصر الحديث
لربما كانت هناك علاقة يابانية مصرية فمصر إمبراطورية الفراعنة واليابان كذالك امبراطور ية والله اعلم
[…] لغز العثور على وسام ياباني داخل مقبرة فرعونية! … كما يوجد على الدرعين عدة خيل، أما عن البيارق فعليها رموز الشعارات اليابانية “ميتسوتومويا”. (توجد في اليابان شارات رمزية تتوارث من جيل إلى … شاهد المزيد… […]
ربما كان هناك علاقة بين البلدين
ان كان شارة كهذه حديثة العهد، فربما سقطت في المنطقة في زمن ما بعد الحرب العالمية الثانية، ام من صاحبها أو ربما من احد آخر كان قد حصل عليها. والمعروف ان الكثير منهم قد يسافرون ومصر مشهورة بالآثار فلما لا؟
إنه وسام ذهبي ثمين كيف استطاع اضاعته .
في انتظار المحقق كونان كي يكشف عن خبايا هذا الوسام
فعلا لغز كيف وصل اليابانيين إلى مصر في تلك الفترة
اعتقد هذا الوسام مرتبط بفريق عمل البعثة اليابانية في مصر انذاك
او ربما تكون رموز مشتركة بين اللغة اليابانية واللغة المصرية القديمة
يبدو أنه سوف يبقى لغزا ليس له حل
فعلا لغزا محير لبعد المسافه بين البلدين وقلة التفاعل بينهم
العثور على الوسام الياباني داخل حجرة دفن في مقبرة فرعونية،،فعلاً لغزا صعب التفسير
من اغرب الاشياء التي قرأتها هل يعقل انه كان اتصال بين الحضارتين
مازال سر هذا الوسام غامضا حتى الان، هل يعقل انه كان فيه تواصل بين الحضارتين آنذاك؟ ننتظر الايام لتكشف لنا ذلك
السفر عبر الزمن هههه هذا هو التفسير الوحيد
يبقى لغز محير