قراءة في ون بيس، قصة الفتى القرصان الذي غير حياة الملايين

قراءة في ون بيس، قصة الفتى القرصان الذي غير حياة الملايين
قراءة في ون بيس، قصة الفتى القرصان الذي غير حياة الملايين

يعد أنمي «ون بيس» من أهم الأعمال اليابانية المرئية خلال القرن الحالي. في هذا المقال سنأخذ نظرة على السلسلة التي يعود تاريخها للتسعينيات، وقصتها وتأثيرها الكبير الذي وصل إلى عشرات الدول حول العالم.

لمحة عن ون بيس

سواءً كنت تحب السلسلة أو تبغضها، لا يمكن إنكار تأثير «ون بيس – One Piece» حول العالم. حيث يصنف بعض الخبراء، الأنمي على أنه أحد الأركان الأساسية لصناعة الأنمي اليابانية الحديثة.

وبفضل شهرته الواسعة التي وصلت إلى عشرات الدول، دفعت سلسلة «ون بيس» عجلة الصناعة بشكل غير مسبوق. وتربعت لأكثر من ربع قرن على عرش التصنيفات في مختلف دول العالم.

انطلق الأنمي عام 1999 وهو من إنتاج استوديو «تويه أنيميشين – Toei Animation» العريق. وقبل أن يعمل استوديو «تويه» عليه ويستمر لعقود بإنتاجه. أنتج استوديو «بروداكشن آي جي – Production I.G» الشهير، حلقةً ثانوية منه عام 1998 ولكنه توقف بعدها.

ويجدر بالذكر أن الأنمي نفسه بني على مانغا (مجلة مصورة يابانية) تحمل نفس الاسم صدرت عام 1997 ضمن مجلة «شونين جمب – Shōnen Jump» الأسبوعية الشهيرة التابعة لدار «شوئيشا» للنشر. والمجلة المصورة الأصلية من تأليف ورسم الفنان البارز «إييتشيرو أودا».

فيديو للاحتفال بمرور 20 عاماً على السلسلة

لمحة عن قصة ون بيس

تدور أحداث القصة حول مغامرات الفتى «مونكي دي لوفي» بعد أن اكتسب جسده النحيف خصائص مطاطية، إثر تناوله لفاكهة غامضة عن غير قصد تلقب بفاكهة الشيطان.

حيث يحلم «لوفي» منذ الصغر في أن يصبح ملكاً للقراصنة برغم عدم قدرته على السباحة. وبعد خوضه العديد من المغامرات المحفوفة بالمخاطر، يتمكن من جمع طاقم يطلق عليه «قراصنة قبعة القش»، ويتجه ناحية مطاردة كنز غامض يلقب بالــ”ون بيس”.

وعلى الرغم من أن القصة تبدو سطحيةً بعض الشيء للوهلة الأولى، إلا أنها ليست كذلك عند التعمق فيها. وتمتلك شخصياتها أبعاداً إنسانية كثيرة. كما تتحدث عن مفاهيم نبيلة مثل التضحية والصداقة والشرف والعدل وغيرها في إطار درامي، أو كوميدي في بعض الأحيان.

وبفضل موهبة المؤلف «إييتشيرو أودا». يمتاز «ون بيس»، بقدرته الكبيرة على تجسيد شريحة واسعة من المشاعر والقصص المؤثرة. التي يمكن أن يفهمها ويلتمسها القراء أو المشاهدون بغض النظر عن ثقافاتهم أو لغاتهم.

مونكي دي لوفي
مونكي دي لوفي

كيف يختلف الأنمي عن المانغا؟

عادةً ما تبنى قصص الأنمي الياباني على مجلات مصورة باللغة اليابانية تدعى «مانغا». وبالنسبة لأنمي «ون بيس»، فقد بني على قصة مصورة من تأليف «إييتشيرو أودا» كما ذكر أعلاه.

يصدر المؤلف ـــ عبر مجلة «شونين جمب» ـــ فصلاً واحداً أو أكثر كل أسبوع. وثم يأخذ الاستوديو المنتج للأنمي مجموعة من الفصول المرسومة والمعدة مسبقاً، ويعمل على تحويلها إلى رسوم متحركة على شكل حلقات يطلق عليها اسم أنمي.

وتجدر الإشارة إلى أن الاستوديو المنتج للعمل المتحرك ينتج حلقةً واحدة كل أسبوع كذلك ويبثها على التلفاز في اليابان. ولكي لا يتوقف العمل وعملية تحويل المانغا إلى حلقات، تسبق قصة المانغا عادةً قصة الأنمي بعدة أشهر أو سنة كاملة، لكي يمتلك الاستوديو ما يكفيه من فصول.

كم عدد حلقات الأنمي وكم عدد فصول المانغا؟

انطلق الأنمي عام 1999، وما زال مستمراً لأكثر من 25 عاماً. أنتج استوديو «تويه» الشهير أكثر من 1,000 حلقة من الأنمي حتى عام 2023.

أما بالنسبة للمجلة المصورة الأصلية، فقد أصدر المؤلف «إييتشيرو أودا» أكثر من 1,000 فصل منذ عام 1997. وفي حال جمعت الفصول معاً فستكون أكثر من 100 مجلد. حيث تعد سلسلة «ون بيس» واحدة من أطول الأعمال على الإطلاق.

تأثير السلسلة حول العالم

من الصعب جداً تحديد تأثير السلسلة بأرقام دقيقة، ولكنها أثرت في الملايين حول العالم لدرجة كبيرة وأصبحت لها ثقافتها الخاصة. وبفضل نجاحها الكبير، أصبحت للسلسلة صناعة ضخمة جداً في اليابان وحول العالم تبلغ قيمتها أكثر من 10 مليارات دولار.

إذ افتتحت متاحف ومعارض لشخصياتها وبنيت لها تماثيل في البلاد، وأنتجت العديد من الأعمال الثانوية عنها، وأصبحت إلهاماً للعشرات من الأعمال من بعدها.

ووفق إحصاءات يابانية لعام 2022، باعت مانغا «ون بيس» أكثر من 500 مليون نسخة في 61 دولة. وتتربع على عرش مبيعات المجلات المصورة في اليابان منذ سنوات طويلة.

ما الفئة العمرية الملائمة للقراءة أو المشاهدة؟

تصنف مانغا «ون بيس» تحت فئة «شونين – 少年» في اليابان، وهي فئة تستهدف بصورة رئيسية الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عاماً. ولكن المانغا لها جمهورها الواسع حول العالم والذين تتراوح أعمارهم من 10 وحتى 35 عاماً.

بينما الأنمي يصنف تحت فئة “صالح للمشاهدة لمن هم في سن 14 عاماً فما فوق”. ولكن في بعض الدول يصنف على أنه صالح للمشاهدة من قبل الجميع.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الثقافة العربية تختلف كثيراً عن الثقافة اليابانية أو الغربية. وذلك يعني أن ما يناسب المجتمع الياباني أو المجتمع الغربي قد لا يناسب المجتمع العربي.


انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)


المصادر:
(1) دار النشر شوئيشا
(2) مجلة شونين جمب

اكتب تعليقًا