قراءة في ناروتو: ملحمة النينجا الأكثر شهرة في عالم الأنمي

أصبح أنمي «ناروتو» بجزئيه الأول والثاني أحد أهم الأعمال المرئية في اليابان خلال القرن الحالي. في هذا المقال سنسلط الضوء على الظاهرة التي خلقها أنمي «ناروتو» حول العالم بالإضافة إلى تأثيره وتاريخه وكيف أصبح واحد من أكبر 3 أعمال في تاريخ الرسوم المتحركة اليابانية (ون بيس – بليتش – ناروتو).

لمحة عن ناروتو

على الرغم من الانتقادات الكثيرة التي واجهها أنمي «ناروتو» بسبب حلقات “الفلر” العديدة قبل نهايته الضخمة، إلا أن تأثيره حول العالم لا يمكن نكرانه حتى من قبل منتقديه. حيث يصنفه خبراء الأنمي في اليابان على أنه أحد الأركان الأساسية لصناعة الأنمي الحديثة.

وبفضل الشهرة الواسعة التي حصل عليها في عشرات الدول، دفعت سلسلة «ناروتو» بصناعة الأنمي اليابانية إلى الأمام وأكسبتها مكانة جديدة، وربما جعلت مشاهدة الأنمي أمراً مقبولاً في بعض الأوساط، بعدما كان يُنظر إليه من قبل شريحة واسعة بأنه رسوم متحركة للأطفال لا أكثر.

انطلق الأنمي بجزئه الأول عام 2002 وهو من إنتاج استوديو «بيّرو- Pierrot» الشهير. واستمر الجزء الأول حتى عام 2007. وثم أطلق الجزء الثاني منه تحت عنوان «ناروتو شيبودن – Naruto: Shippuden» عام 2007 كذلك، حتى نهايته عام 2017.

ويجدر بالذكر أن الأنمي نفسه بني على مانغا (مجلة مصورة يابانية) تحمل نفس الاسم صدرت عام 1999 ضمن مجلة «شونين جمب – Shōnen Jump» الأسبوعية الشهيرة التابعة لدار «شوئيشا» للنشر. والمجلة المصورة الأصلية من تأليف ورسم الفنان والمؤلف البارز «ماساشي كيشيموتو».

قصة ناروتو

يتتبع أنمي «ناروتو» بجزئيه الأول والثاني قصة الفتى وثم الشاب “أوزوماكي ناروتو” بصورة رئيسية. والذي يحلم بأن يصبح أقوى نينجا في عالمه وزعيماً لقرية النينجا المخفية التي ولد فيها (كونوها). ولكنه يصطدم بواقع مرير جداً بسبب كونه يتيماً، ويحمل بداخله كائناً ملعوناً يُعرف باسم الثعلب ذي الذيول التسعة.

يواجه “ناروتو” خلال صِباه سلسلة من التحديات، أبرزها التمييز الذي يتعرض له من قبل الآخرين. ولكن التحديات التي يواجهها تساهم في صقل شخصيته وعزيمته على مدار السنوات.

يخوض “ناروتو” مغامرات خطيرة ومهام نينجا توكل إليه وتساعده على تكوين روابط وصداقات جديدة مع فريقه (هارونو ساكورا ويوتشيها ساسكيه) ومعلمه (هاتاكي كاكاشي). إلا أن علاقته بصديقه المحتمل “ساسكيه” تنهار بسبب رغبة الأخير في الانتقام وسعيه لاكتساب السلطة والقوة التي تساعده في تحقيق هدفه.

للوهلة الأولى قد تبدو قصة أنمي «ناروتو» سطحيةً جداً كبعض أعمال الأنمي من نفس الفئة، إلا أنها تحتوي على تفاصيل عميقة غير متوقعة عند الخوض فيها أكثر. إذ تمتلك شخصياتها أبعاداً متعددة وشخصيات معقدة قريبة جداً من الواقع.

ويناقش الأنمي نفسه أفكاراً جدلية كثيرة، أبرزها فكرة السلام العالمي وما إذا كان تحقيقه أمراً ممكناً وما هي الوسيلة الأمثل لتحقيقه. أهي عبر استخدام القوة والعنف وخلق نظام شمولي؟ أم عبر مراعاة حياة الآخرين والحفاظ عليها؟

كما يطرح الأنمي مفاهيم نبيلة عديدة في قالب درامي أو كوميدي، ساهمت في جعله أحد أهم الأعمال المرئية على الإطلاق. كمثل مفاهيم الصداقة، والتضحية، والشرف، والعدل، والإيثار وغيرها الكثير.

ومن الجدير أيضاً، منح الثناء لمؤلفه الموهوب «ماساشي كيشيموتو»، والذي صنعَ عالم مليء بالشخصيات المفعمة بالمشاعر والطاقة التي يستطيع المشاهد التماسها والتعاطف معها من خلال الشاشة.

كيف يختلف الأنمي عن المانغا؟

تُبنى قصص الأنمي الياباني عادةً على مجلات مصورة باللغة اليابانية تدعى «مانغا». وبالنسبة لأنمي «ناروتو»، فقد بني على قصة مصورة من تأليف «ماساشي كيشيموتو» كما ذكر سلفاً.

يصدر المؤلف ـــ عبر مجلة «شونين جمب» ـــ فصلاً واحداً أو أكثر كل أسبوع. وثم يأخذ الاستوديو المنتج للأنمي مجموعة من الفصول المرسومة والمعدة مسبقاً، ويعمل على تحويلها إلى رسوم متحركة على شكل حلقات يطلق عليها اسم أنمي.

وتجدر الإشارة إلى أن الاستوديو المنتج للعمل المتحرك ينتج حلقةً واحدة كل أسبوع كذلك ويثبها على التلفاز في اليابان. ولكي لا يتوقف العمل وعملية تحويل المانغا إلى حلقات، تسبق قصة المانغا عادةً قصة الأنمي بعدة أشهر أو سنة كاملة، لكي يمتلك الاستوديو ما يكفيه من فصول.

كم عدد حلقات الأنمي وكم عدد فصول المانغا؟

انطلق الجزء الأول من الأنمي عام 2002 وانتهى عام 2007. وثم انطلق الجزء الثاني عام 2007 كذلك، وانتهى عام 2017. يحتوي الجزء الأول الذي يحمل اسم «ناروتو» على 220 حلقة، ويحتوي الجزء الثاني والذي يحمل اسم «ناروتو: شيبودن» على 500 حلقة.

ومن الجدير الإشارة إلى أن العديد من الحلقات مصفنة تحت تصنيف “فلر” أي أنها غير مرتبطة بشكل مباشر بالقصة الرئيسية، وتتحدث بصورة عامة عن أحداث أو شخصيات ثانوية. وهو الأمر الذي جعل من الأنمي يفقد الكثير من متابعيه في أعوامه الأخيرة.

أما بالنسبة للمجلة المصورة الأصلية، فقد أصدر المؤلف «ماساشي كيشيموتو» 700 فصل منذ عام 1999 وحتى عام 2014. وفي حال جمعت الفصول معاً فستكون أكثر من 70 مجلداً. حيث تعد سلسلة «ناروتو» واحدة من أطول الأعمال على الإطلاق.

ويجب ألا ننسى بأن القصة ما زالت لم تنته، حيث صدرت مانغا عام 2016 في اليابان تحت عنوان «بوروتو: الجيل التالي»، وهي قصة مصورة تستكمل الأحداث بعد نهاية قصة «ناروتو شيبودن»، وتتبع حياة ابن “ناروتو” الأكبر والذي يدعى “بوروتو”. وعلى الرغم من صدور نحو 300 حلقة من أنمي «بوروتو»، إلا أنه لا توجد تأكيدات حتى الآن حول ما إذا كانت القصة قد انتهت بالفعل.

تأثير السلسلة حول العالم

من الصعب جداً تحديد تأثير السلسلة حول العالم بأرقام دقيقة، ولكن تأثير «ناروتو» وصل إلى عشرات الدول ودام لعقود، ويتراوح من ارتداء البعض لرداء “الهوكاغي الرابع” عند التخرج في بعض الجامعات. وإلى قيام الملايين بتقليد الطريقة التي يركض فيها النينجا في السلسلة.

جذبت السلسلة كذلك اهتمام الملايين حول العالم للمعرفة أكثر عن ثقافة النينجا الحقيقية في اليابان وجذورها التاريخية. إذ زار ملايين السُياح على مدار العقود الماضية قرى النينجا الشهيرة في اليابان وتمكنوا من التعلّم أكثر عن فنون النينجا الحقيقية وأساليبهم القتالية بعيداً عن الصورة النمطية الخاطئة التي رسمها الأنمي.

كما ألهم أنمي «ناروتو» العشرات من الكُتاب في اليابان الذي قدموا للجماهير أعمال مؤثرة ومختلفة، وباعت المانغا أكثر من 250 مليون نسخة حول العالم وحطمت العديد من الأرقام القياسية خلال سنوات وجودها.

ما الفئة العمرية الملائمة للقراءة أو المشاهدة؟

تصنف مانغا «ناروتو» تحت فئة «شونين – 少年» في اليابان، وهي فئة تستهدف بصورة رئيسية الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عاماً. ولكن المانغا لها جمهوراً واسعاً حول العالم تتراوح أعمارهم من 10 وحتى 35 عاماً.

بينما الأنمي يصنف تحت فئة “صالح للمشاهدة لمن هم في سن 14 عاماً فما فوق”. ولكن في بعض الدول يصنف على أنه صالح للمشاهدة من قبل الجميع.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الثقافة العربية تختلف كثيراً عن الثقافة اليابانية أو الغربية. وذلك يعني أن ما يناسب المجتمع الياباني أو المجتمع الغربي قد لا يناسب المجتمع العربي والعكس صحيحاً.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

المصادر:
(1) دار النشر شوئيشا
(2) مجلة شونين جمب
(3) الموقع الرسمي للسلسلة