انتشرت العديد من المقاطع لما قيل أنه محارب ساموراي يقوم بجمع النفايات. وما إن انتشرت أخباره حتى بدأ البعض بتأليف الخرافات والإشاعات حوله. فما هي قصته الحقيقية؟!
بعيداً عن الخرافات المنتشرة حول قتل الأبرياء. في الواقع لا يوجد أي أحد تم قتله! والحقيقة هي أن محارب الساموراي هو بالأصل عضو في مجموعة مكونة من محترفين يحملون معهم أدواتهم التي يستخدموها مثل استخدامهم لسيوف الساموراي من أجل البحث عن الأعداء ودفاعاً عن غايتهم الأسمى.. أما الأعداء في قصتهم هم النفايات في الواقع! وهذه المجموعة هدفها الدفاع عن البيئة وحمايتها! يطلق على هذه المجموعة اسم “محاربو غوميهيروي”. وهم “محاربو ساموراي” لديهم اهتمام خاص بالبيئة.
تشتهر الشوارع اليابانية عمومًا بأنها نظيفة. لكن ذلك لم يكن مرضياً بشكل كافٍ بالنسبة إلى مجموعة محاربي غوميهيروي. في الواقع، توجد بعض النفايات بالشوارع في المناطق الداخلية للمدينة، وهي تحتاج حقاً للمراقبة المنتظمة من أجل الحفاظ على مظهرها بأفضل حال. وهنا تأتي مهمة مجموعة غوميهيروي التي تساعد في القيام بذلك بطريقة فريدة للغاية.
المعنى الرمزي والحرفي لـ”غوميهيروي”
مع ترجمة “غومي” إلى “قمامة” أو “نفايات” و “هيروي” هو مصطلح لشخص يلتقط الأشياء. حيث يقوم أعضاء هذه المجموعة من “محاربي الساموراي العصريين” بدوريات في الشوارع مرتدين ثياب “يوكاتا” البالية التي تعود إلى لباس المحاربين القدامى في وقت فراغهم. ولكن بدلاً من أن يكونوا مسلحين بالسيوف، يحملون المكانس والملاقط الطويلة.
يفضل أعضاء المجموعة أن يطلقوا على أنفسهم مسمى “فرقة عروض”. وذلك لأنه كلما يتم رصد قطعة قمامة بالشارع، تتحول عملية إزالتها إلى عرض ملفت للانتباه! وما إن يتم رصد أي قمامة في قارعة الطريق، حتى ينطلق الأعضاء فورًا إلى العمل. رافعين ملاقطهم الطويلة، ملوّحين بها بكل جدية كما يلوح محارب الساموراي سيفه عند مواجهة أعدائه! ولا يكتفون بذلك وحسب، بل يلاحقون حتى أصغر النفايات، بما في ذلك أعقاب السجائر!
“كيسوكي” أحد أعضاء المجموعة الشهيرة أصبح عضواً فيها بعد تأسيسها. حيث أبدى اهتمامه بالمجموعة بعد رؤيته لمحاربي “غوميهيروي” ساموراي وهم يقومون بجمع القمامة في شيبويا. حيث يظن أنه أمر رائع بأن يستلهم تعلم حركات السيف مع الاهتمام بجمع القمامة من أجل الحفاظ على نظافة البيئة.
كلما يظهر المحاربون المميزون هؤلاء في الشوارع، يتوقف المارة لتصويرهم، وتنتشر مقاطعهم عبر مواقع وسائل التواصل الاجتماعي كالبرق. مع تحفز الناس في جميع أنحاء البلاد لمعرفة المزيد عن جامعي القمامة الساموراي. حيث شوهدوا عدة مرات وهم يلهمون المارة في حي إيكيبكورو في طوكيو بمعركتهم المسرحية ضد القمامة.
مصدر الإلهام من متطوع واحد!
مشكلة القمامة قديمة في عدة مناطق باليابان ظلت تراود مؤسس المجموعة واسمه “غوتو”. وفي يوم من الأيام ذهب إلى سابورو وشاهد متطوعًا يجمع القمامة خلال عاصفة ثلجية، لاحظ أن الملقط الذي يستخدمه ذلك المتطوع لالتقاط القمامة يشبه السيف! وهذه هي الفكرة التي ألهمته لإنشاء مجموعة محاربي غوميهيروي ساموراي، وبدأت منذ ذلك الوقت فرقة العروض!
ولهذا السبب بدأ عمل المجموعة لأول مرة في هوكايدو عام 2007. مع العلم أن المجموعة نشطة في العاصمة طوكيو منذ أكثر من 8 سنوات.
اقرأ أيضاً: فيلم “هيداري”.. مبارزة بالسيف مع التصوير المتتابع!
المجموعة ليست مقتصرة على الرجال
اعتادت المجموعة القيام بهذه العروض بشكل شبه يومي. وبالإضافة إلى محاربي غوميهيرو ساموراي، يضم الفريق وحدةً تسمى ‘فتيات جمع القمامة’. يتم التناوب بين هذه الوحدة ومحاربي الساموراي للقيام بمهامهم في مطاردة النفايات وحماية البيئة بعدة أماكن على مدار الأسبوع. وهذا الشغف الذي يجمعهم لا يهدف إلى حماية البيئة وحسب، بل إنما يرفع من مستوى الوعي تجاه أهمية النظافة وحماية البيئة وزيادة الإحساس بالمسؤولية بين السكان والسياح الأجانب الزائرين على حد سواء.
وبالفعل! أصبحت هذه الفكرة محل اهتمام وإلهام للعديد من الناس حول العالم. لدرجة أنها وصلت حتى لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية.
صورة المقال الرئيسية عبر حساب المجموعة على منصة إكس