تدعى تحـية الانحناء التقليدية في اليابان بــ”أوجيغي – お辞儀”، وهي طريقة لتقديم الاحترام لها نفس رمزية التحية بالمصافحة في ثقافات أخرى. وعند زيارة اليابان، سيكون من المفيد التعرف على هذه الثقافة حتى يتم فهمها أكثر عند رؤية الناس وهم يقومون بإلقاء التحية بهذه الطريقة. إليكم أهم أنواع تحية الانحناء عبر التفاصيل في الصور.
للتحية بالانحناء ثلاثة أنواع رئيسية بحسب الموقف:
تـحية “إيشاكو – 会釈”
انحناءة “إيشاكو – 会釈” هي الانحناءة الأكثر تطبيقاً عند إلقاء التحية بشكل عابر على الناس. وتكون عبر حني الرأس قليلاً أو بحني الجذع بزاوية 15 درجة. مع الحرص على استقامة الظهر وإبقاء النظر ثابتاً والأيدي على الجانبين.
تـحية “كِيريّ – 敬礼”
يعتبر “كِيريّ – 敬礼” النوع الأكثر استخداماً في الأوساط الوظيفية. حيث يتم تطبيق الانحناءة عند تحية المدراء ذوي الرتب الأعلى، أو عند تحية الزبائن أيضاً، وتكون نفس التحية الأولى. ولكن بحني الجذع بزاوية 30 درجة بدل 15 فقط.
تـحية “ساي كِيريّ – 最敬礼”
إن انحناءة “ساي كِيريّ – 最敬礼” هي أكثر الانحناءات تهذيباً وخضوعاً. حيث يتم تطبيقها للتعبير عن شديد الامتنان والتقدير، أو لإظهار الأسف الشديد عند الاعتذار. وتكون بحني الجذع بزاوية 45 درجة. يعتبر تقليد الانحناء بالغ الأهمية، حيث يتمّ تعليمه للأطفال منذ الحضانة، لضمان انخراطه بحياتهم تلقائياً.
تعد ثقافة الانحناء عند إلقاء التحية ركناً أساسياً في الثقافة اليابانية. لدرجة تعلم بعض الغزلان في محافظة نارا اليابانية الانحناء من الناس عندما تحاول الحصول على الطعام من السُياح أو السكان المحليين.
الانحناء في ميزان الصحة
لابد من التوضيح أنّ المصافحة عند إلقاء التحية ليست شائعةً في اليابان. لأن ملامسة الغرباء ليست شائعة بالثقافة اليابانية. وقد يظن البعض أن تجنب المصافحة من قبل اليابانيين عبارة عن تقليل احترام أو عنصرية. لكن في الحقيقة ليست كذلك! بل إنّ الطريقة المتبعة في التحية هي الانحناء وإلقاء عبارات التحية والترحيب هي الطريقة الشائعة والمنتشرة في الثقافة اليابانية.
اقرأ أيضاً: كل ما يهمك معرفته حول العقلية اليابانية وطريقة التفكير لدى اليابانيين
قد يتحفظ البعض على تجنب المصافحة عند الالتقاء والاجتماع بالآخرين. لكن من ناحية صحية قد تقلل طريقة التحية بالانحناء انتقال الأمراض التي تنتقل عبر اللمس. مثل أمراض الجهاز التنفسي نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية. وخصوصاً حين يقوم المريض المصاب بالإنفلونزا مثلاً بالعطس في يده ثم يقوم بعد ذلك بالمصافحة. ومن الأمراض التي يمكن أن تنتقل عبر المصافحة أيضاً، الأمراض الجلدية مثل الهربس، الحزام الناري، الجرب، وجدري الماء. لذلك ينصح الأطباء عادةً تجنب مخالطة المصابين بهذه الأمراض لتقليل احتمالية انتشار العدوى خصوصاً عند الالتقاء بهم ومصافحتهم. أما عند الاكتفاء بالانحناء ستكون احتمالية الإصابة بالعدوى أقل بالمقارنة مع المصافحة.
هل ذلك يعني أن كل ياباني سيتجنب المصافحة عند الالتقاء به؟!
ليس بالضرورة! قد يتفهم البعض من اليابانيين ثقافات الغير ويبادل المصافحة عند مد اليد للترحيب. ولكن حين رؤية الاكتفاء بالانحناء فقط من قبل البعض الآخر. حينها من الأجدر إدراك مفهوم تحية الانحناء بالثقافة اليابانية وتفهّم المنطلق الذي أدى لتجنب المصافحة.
