نجحت شركة سكك حديد وسط اليابان باختبار قطار رصاصة يقود نفسه دون تدخل بشري يدوي، وهي خطوة كبيرة نحو أتمتة جميع قطارات الرصاصة في اليابان قبل مطلع العقد القادم.
قطار رصاصة ذاتي القيادة
أعلنت شركة سكك حديد وسط اليابان يوم الجمعة، عن نجاح اختبار أجرته باستخدام قطار رصاصة حديث من طراز N700S. حيث تمكنت من جعل القطار يقود نفسه دون تدخل بشري يدوي.
وسار القطار من محطة «هاماماتسو» في محافظة «شيزوؤكا» وسط البلاد حتى وصل بعد 26 دقيقة إلى محطة «شيزوؤكا» الرئيسية.
وقالت الشركة، بأن سائق القطار ضغط زراً واحداً بعد منتصف الليل ولم يتدخل بعدها. وتمكن القطار من قيادة نفسه حتى المحطة وتعامل مع ظروف عشوائية مختلفة، باستخدام نظام جديد طور من قبلها ويدعى «ATO» كاختصار.
وتوقف القطار على بعد 9 ملليمترات من الموقع المقرر، وتأخر لمدة ثانيتين فقط وفق شركة سكك حديد وسط اليابان. وتعرف الشركة باسم «JR Tokai» كذلك لأنها تشغل خط «توكايدو» الرصاصة الذي يربط بين طوكيو وأوساكا مروراً بعدة مدن.
وتجدر الإشارة إلى أن مهمة سائق القطار تتمحور عادةً حول رفع السرعة وخفضها والتوقف في المكان الصحيح عند الوصول إلى المحطة.
وتأمل شركات القطارات اليابانية ـــ التي تختبر مثل هذه الأنظمة منذ أعوام ـــ الاعتماد على الأتمتة بصورة أكبر لتعويض شحة الأيدي العاملة القادمة بسبب تراجع تعداد السكان والمواليد الجدد.
مستقبل النقل في اليابان
تعاني اليابان من تقلص سريع في تعداد سكانها بسبب تراجع عدد المواليد الجدد. وهو الأمر الذي قد يخلق أزمةً كبيرة في المستقبل القريب تعصف بالبلد الصناعي الضخم.
ولعل أبرز القطاعات التي ستشهد تراجعاً في عدد العمال فيها هي قطاعات مثل: الصناعة، الخدمات، الرعاية الطبية والنقل. ولهذا السبب تسعى شركات النقل اليابانية لابتكار حلول تكافح شحة الأيدي العاملة.
حيث أصبحت الشركات المحلية تتجه للأتمتة والروبوتات لامتصاص الصدمة مبكراً. وتسعى شركة سكك حديد شرق اليابان (على سبيل المثال) استثمار مبلغ يساوي 200 مليون ين. في مجال ابتكار تكنولوجيا جديدة تمكن قطارات رصاصة من قيادة نفسها ذاتياً دون الاعتماد على البشر.
كما تلعب شبكات الجيل الخامس “5G” دوراً هاماً في تطوير قطاع النقل الياباني. كون هذه الشبكات توفر نقلاً سريعاً للبيانات من مقرات القيادة إلى القطارات دون تأخير يذكر.