اليابان تفتح أبواب اللجوء

اليابان تفتح أبواب اللجوء
اليابان تفتح أبواب اللجوء

أمل جديد من أجل اللجوء في اليابان! حيث ستقدم الحكومة اليابانية في ديسمبر برنامجًا يمنح الإقامة طويلة الأجل لطالبي اللجوء، بمن فيهم النازحين من أوكرانيا، مما سيسمح لهم بالعمل في البلاد.

واعتبارًا من مطلع شهر ديسمبر القادم، سيُمنح وضع الإقامة الجديد، الذي تم إنشاؤه ضمن إطار مشروع قانون اللـجوء المعدل الذي أقرّه البرلمان الياباني في شهر مايو الماضي، لطالبي اللجـوء القادمين من مناطق تشهد نزاعًا مستمرًا والذين يُعتبرون بحاجة إلى “حماية ثانوية”. يهدف النظام إلى منحهم وضع إقامة مستقر في اليابان على قدم المساواة مع أولئك المعترف بهم قانونًا كلاجئين.

وقال وزير العدل “ريوجي كويزومي” في مؤتمر صحفي له مؤخراً: “أردنا تنفيذ هذا النظام الجديد بسرعة لأولئك الذين يحق لهم الحصول على الحماية الثانوية، لا سيما لتقديم بعض الراحة لمعاناة العديد من الأشخاص”.

وزير العدل الياباني "ريوجي كويزومي"
وزير العدل الياباني “ريوجي كويزومي”

أمل جديد للاجئين الجدد باليابان

ويعد المواطنين الأوكرانيين الفارين من الحرب الجارية بين روسيا وأوكرانيا هم المستفيدين الرئيسيين من هذا النظام. إلا أنه من المتوقع أيضًا أن يستفيد طالبو اللجـوء من سوريا وأفغانستان وغيرها من البلدان التي مزقتها الحرب في جميع أنحاء العالم من النظام الجديد بعد عملية الفحص والتدقيق.

كما يهدف نظام “الحماية الثانوية” إلى سد الفجوة في تشريعات اللجـوء بالنظام الياباني، لضمان حياة أكثر استقرارًا وأمنًا لأولئك الفارين من الصراعات العسكرية والنزاع المسلح، الذين لا يقعون ضمن التعريف الضيق لليابان لما يشكل لاجئًا.

تعرف طوكيو اللاجئين على أساس اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين لعام 1951 على أنهم أولئك الذين”لا يمتلكون القدرة أو الرغبة في العودة إلى بلدهم الأصلي بسبب خوف مبرر من التعرض للاضطهاد لأسباب تتعلق بالعرق أو الدين أو الجنسية أو العضوية في مجموعة اجتماعية معينة أو الرأي السياسي”.

عدد محدود للغاية من اللاجئين

وحتى الآن، منحَت اليابان صفة اللجوء لأولئك الذين تنطبق عليهم هذه المعايير بشكل صارم – عادة ما يكون جزءًا بسيطًا من إجمالي عدد طالبي اللجـوء. وقد أثار هذا انتقادات واسعة بأن البلاد – التي تشكل ثالث أكبر قوة اقتصادية في العالم – تغلق أبوابها أمام الأشخاص الذين يفرون من الأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم.

ففي عام 2022، تقدم ما مجموعه 3772 شخصًا بطلب للحصول على صفة لاجئ في اليابان، ولكن تم الاعتراف بـ 202 فقط كلاجئين وفقاً للقانون اليابان، وذلك وفقًا لما ورد من بيانات وزارة العدل اليابانية. كما تم منح 1760 متقدمًا إضافيًا، أي ما يعادل 46% من إجمالي عدد المتقدمين، وضع الإقامة لأسباب إنسانية.

والجدير بالذكر أن هذه الإحصاءات لا تشمل طالبي اللجـوء الأوكرانيين، حيث تم تصنيفهم على أنهم نازحين وليس كلاجئين. واعتبارًا من يوم الجمعة الماضي، قد دخل 2506 أوكرانيين إلى اليابان منذ مارس 2022 وما زال 2091 منهم يقيمون داخل البلاد.

حماية اللاجئين ضرورية، وكذلك أيضاً احترام القانون

على مر السنين، قبلت طوكيو نازحين وطالبي لجوء من دول محددة، مثل أفغانستان وميانمار – حيث أدى الانقلاب العسكري في الأخيرة إلى تدفق مئات الآلاف من اللاجئين. ومع ذلك، عندما سُئل عن احتمال قيام مراجعة شاملة لنظام اللجـوء، بدا الوزير “كوزومي” حذراً، مؤكدا على أهمية تحقيق التوازن بين حماية الناس وضمان احترام المقيمين للقانون في اليابان.

وقال “كوزومي”: “يجب علينا أولاً وضع قواعد صارمة وتطبيقها، مع حماية أولئك الذين يجب حمايتهم”.

اقرأ أيضاً: هل ينقرض الشعب الياباني في ظل تراجع عدد المواليد الجُدد؟

لماذا يتم قبول عدداً محدوداً من اللاجئين في اليابان؟

هناك عدد من الأسباب التي تجعل اليابان تقبل عددًا قليلاً جدًا من اللاجئين:

  • سياسة اللجـوء الصارمة: لدى اليابان واحدة من أكثر سياسات اللجـوء صرامة من بين الدول المتقدمة. فلدى الحكومة اليابانية تعريف ضيق لمن ينطبق عليهم وصف اللاجئ، وعملية التقديم طويلة ومعقدة.
  • الموقع الجغرافي: اليابان بعيدة جغرافيًا عن معظم الدول التي يأتي منها اللاجئون. هذا يجعل من الصعب على اللاجئين الوصول إلى اليابان، كما يعني أن اليابان لا تُعتبر دولة مرغوبة للجوء بالنسبة إلى العديد من اللاجئين.
  • العوامل الثقافية: اليابان مجتمع متجانس للغاية، وهناك تفضيل عام للحفاظ على هذا النسيج الاجتماعي والخوف من تغيير هذا التجانس. هذا يمكن أن يجعل من الصعب على اللاجئين الاندماج في المجتمع الياباني.
  • قلة الوعي العام: هناك قلة وعي عام بقضية اللاجئين في اليابان. هذا يرجع جزئيًا إلى حقيقة أن اليابان لم تشهد تدفقًا كبيرًا للاجئين في الماضي.

بالإضافة إلى هذه العوامل، هناك أيضًا بعض الأسباب المحددة التي تجعل اليابان تقبل عددًا أقل من اللاجئين في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، كانت الحكومة اليابانية قلقة بشأن المخاطر الأمنية التي يمثلها اللاجئون، كما كانت مترددة في قبول عدد كبير من اللاجئين بسبب شيخوخة السكان وتقلص القوى العاملة في البلاد.

صورة لبعض الأوكرانيين الذين تم قبول لجوئهم في اليابان
صورة لبعض الأوكرانيين الذين تم قبول لجوئهم في اليابان

ومع ذلك، هناك أيضًا بعض العلامات على أن اليابان أصبحت أكثر انفتاحًا على قبول اللاجئين. ففي عام 2022، قبلت اليابان أكثر من 2300 لاجئ أوكراني، وهو أعلى عدد من اللاجئين تقبله اليابان في عام واحد منذ عام 1992. يشير هذا إلى أن الحكومة اليابانية على استعداد لقبول المزيد من اللاجئين في المستقبل، خاصة إذا كان هناك إجماع عام واضح لصالح القيام بذلك.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

صورة المقال الرئيسية:

Photo by Ricardo Gomez Angel on Unsplash

4.5 2 votes
Article Rating

اكتب تعليقًا

29 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Emad Ali
Emad Ali
1 سنة

يبقى اليابان بلد المحبه والتسامح وبلد السلام 

Khitam
Khitam
1 سنة

هذا عظيم اذا كيف اتقدم لهذا الطلب ؟؟

Khitam
Khitam
1 سنة

أرغب حقا بالذهاب ومتابعة دراستي هناك

صقر قريش
صقر قريش
1 سنة

فعلا كانت سياسة اليابان بالنسبة للجوء صارمة جدا الان اصبحت اقل صرامة

Emad Ali
Emad Ali
1 سنة

اليابان دولة عظمى وقابله لاحتضان الاجئين

Emad Ali
Emad Ali
1 سنة

دوله مثل اليابان تستطيع ان تلعب دورا كبيرا في موضوع اللجوء

Oualid
Oualid
1 سنة

جميل

مصطفى الجبوري
مصطفى الجبوري
1 سنة

كم اتمنا العيش في دوله متطوره وجميله مثل اليابان

Youssef Ben abbou
Youssef Ben abbou
1 سنة

اليابان ستبقى دائما وابدا رمز للإنسانية

Montajb
Montajb
1 سنة

هناك مشاكل تاتي مع اللاجئين بعيدة المدى هي الثقافة القادمة مع اللاجئين وعاداتهم وتقاليدهم.. عندما يكون اعداد الاشخاص صغير لا يمثل هذا الامر مشكلة لكن عندما يكون هناك اعداد كبيرة ستكون مشكلة وسيشكل اللاجئين تكتلات عرقية او دينية محملة محملين بثقافات بلادهم المختلفة عن الثقافة اليابانية .. هل يا ترى سيتم تقبل الثقافة الجديدة القادمة ام ستصهر الثقافة الجديدة بالثقافة اليابانية….؟

ヤコブ 先輩
1 سنة

من الصعب الحفاظ على هوية المجتمع في حال تم الانفتاح التام للجوء

صقر قريش
صقر قريش
1 سنة

ولكن يبقى اللجوء اليها امرا صعبا

Mohamed Hummad
Mohamed Hummad
1 سنة

شئ جيد أن تقبل اليابان اللاجئين فيما أن بعض الدول لا تقبل بذلك

أمل حلمى
أمل حلمى
1 سنة

اعتقد إن هذا الاجراء من جانب الحكومة اليابانية هو خطوة إيجابية نحو الاندماج فى الشأن العالمي وايجاد دور فعال من الجانب اليابانى
ولكن اعتقد من وجهة نظرى إنه يجب الاستعداد بشكل تفصيلى لاستقبال هذة المجموعات من اللاجئين لان اللغة اليابانية ليست منتشرة عالميا وسيكون هناك صعوبة فى التواصل بالنسبة للنازحين او اللاجئين مما يستوجب وجود متطوعين لمساعدتهم فى التواصل واتعلم اللغة اليابانية و عمل إجراءات الالتحاق بالمدارس والانضمام إلى اسواق العمل
الأمر يحتاج إلى خطة متكامله لاستيعاب هذة المجموعات داخل المجتمع اليابانى المنغلق

Shefaa Al-hmiri
Shefaa Al-hmiri
1 سنة

أتمنى من اللاجئين أتباع القوانين حتى لاتقوم اليابان بتغيير رأيها في هذا الموضوع

‪Waleed Kamal‬‏
‪Waleed Kamal‬‏
1 سنة

مفيش هجرة؟

نصرالدين الليبي

اليابان بعيدة جدا عن المنطقة الاوروبية فلا اعتقد ان اعداد اللاجئين ستكون كبيرة

alhelom55
alhelom55
1 سنة

لماذا لا تقبل اليابان عدد كبير من اللاجئين لتعوض عن الشيخوخة كما تفعل دول اوروبا؟

ヤコブ 先輩
11 شهور

الحفاظ على المجتمع هو سبب قبول عدد قليل من اللاجئين في كل مرة

Mustafa Al-Khalidy
Mustafa Al-Khalidy
11 شهور

اتمنى اكمال دراستي في اليابان والتعرف على ثقافتها

Enji
Enji
11 شهور

لابد وأنها فرصة للكثير لتطوير أنفسهم في بلد كهذا!

Enji
Enji
11 شهور

ولكن مامقابل هذا اللجوء؟
لأنه كما نعلم لكن شيء منفعة وتكلفة!

Khalid Nashaat
Khalid Nashaat
11 شهور

أتمنى العيش في اليابان

Redha
Redha
11 شهور

أمر جيد يحتاج الاجتهاد

مروى
مروى
11 شهور

شيء جيد من الحكومة اليابانية

Abdulrahman ar
11 شهور

حقا اتمنى الذهاب الى اليابان و اكمال الدراسة هناك.. لكن لا اعتغد ان اللجوء الكامل شيء جيد لها

ヤコブ 先輩
11 شهور

نتمنى ان تستطيع اليابان استقبال اكبر عدد ممكن من اللاجئين مستقبلا

ADEL ELFAHAM
ADEL ELFAHAM
11 شهور

peace

Asmaa
Asmaa
11 شهور

شئ جميل قبول اليابان للاجئين ❤️

29
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x