أسرار كانساي | واكاياما و هيوغو موطن الأصالة و الجودة

محافظة واكاياما.. مقصد لعشاق المغامرات

محافظة “واكاياما – Wakayama”، المطلة على المحيط الهادئ من البر الرئيسي في إقليم كانساي، محاطةٌ بتكوينات صخرية ساحلية وعرة ومناظر بحرية مثيرة. غروب الشمس ذو الألوان المائية على شاطئ “شيراهاما – Shirahama”، والحفرة على شكل القمر في جزيرة “إنجيتسو – Engetsu” والصخور التنينية “هاشيغوي إيوا – Hashigui-iwa” كافيةً لجذب آلاف المغامرين والزوار.

وتحتوي واكاياما كذلك، على مناطق نائية لم تستكشف من قبل الكثير بعد. واكاياما تُعد موطناً لــ”كومانو كودو – Kumano Kodo”، وهو مسار ذو أهمية دينية يستخدم لزيارة الأماكن المقدسة (في ديانة الشينتو) باليابان، بالإضافة لكونه واحداً من اثنين فقط، ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو، جنباً إلى جنب مع “كامينو دي سانتياغو” في إسبانيا.

أثناء حقبة “هييئان – Heian” (الممتدة من 794 وحتى 1185 ميلادية)، بدأ الأرستقراطيون الإمبراطوريون بالتجول في جبال شبه جزيرة “كي” راغبين بتحقيق طموحهم بالعثور على الجنة على الأرض. أدى ذلك في نهاية المطاف إلى إنشاء مسار “كومانو كودو”. وبعد أكثر من ألف عام، شرع الزوار من جميع أنحاء العالم في اتباع خطى من سبقهم لينال المسار أهميته الدينية العريقة.

والجبال التي يمر بها المسار، تتضمن ممراتٍ أدت إلى نشوء أسطورة تتحدث عن أصل اليابان وتكوينها. ويعتقد البعض أن تلك الجبال هي الموطن الحقيقي للكامي (الآلهة في ديانة الشينتو)، والتي تم تخليدها في كلٍ من المناظر الطبيعية الساحرة نفسها، ومن خلال الأضرحة الرئيسية الثلاثة على طول “كومانو كودو”، وهي: “كومانو هونغو تايشا – Kumano Hongu Taisha”، و “كومانو ناتشي تايشا – Kumano Nachi Taisha”، و “كومانو هاياتاما تايشا – Kumano Hayatama Taisha”.

محافظة هيوغو.. تنوّع جغرافي مميز

تشتهر محافظة “هيوغو – Hyogo” بماضيها الاستعماري المضطرب وحاضرها العالمي المزدهر، بالإضافة إلى مصانع الجعة اليابانية “نيهونشو – Nihonshu” عالية الجودة، ولحم بقر كوبيه (Kobe Beef).

توجد خمس مناطق متنوعة المزايا في محافظة هيوغو البالغة مساحتها 8,400 كيلومتر مربع، وهي: “تاجيما – Tajima” و “هاريما – Harima” و “تامبا – Tamba” و “كوبيه هانشين – Kobe-Hanshin”، و “أواجي – Awaji”.

وبالنسبة لتاجيما، فهي منطقةٌ تزخر بالجبال وتقع ناحية شمال هيوغو، وتُعد موطناً لــ”هيونوسين – Hyounosen” (أعلى جبل في المحافظة) والذي يجذب متسلقي الجبال في الصيف والمتزلجين في الشتاء.

بالإضافة لذلك، تحتوي مدينة أساجو في هيوغو، على أطلال قلعة “تاكيدا – Takeda” (المعروفة بالعامية باسم ماتشو بيتشو اليابان)، على ارتفاع يبلغ 353 متراً فوق مستوى سطح البحر.

في ثاني منطقة (هاريما)، ستجد قلعة “هيميجي – Hime-ji” متعددة المستويات، وهي أول موقع ياباني مدرج في قائمة التراث العالمي لليونسكو. وتحتوي هاريما كذلك، على معبد “شوشازان إنغيو جي – Shoshazan Engyo- ji”، وهو ملجأ لرهبان طائفة “تنداي – Tendai” البوذية.

يغلب على المنطقة الثالثة، تامبا طابعٌ ريفي، وتُعرف أحياناً باسم “أرض الحصاد”. حيث تضم إلى شرقها، أراضٍ زراعية وقرى متخصصة في الفخاريات، تصنع بعضاً من الخزفيات الأكثر قيمةً في اليابان، المعروفة باسم “تامباياكي – Tambayaki”.

تقع قلعة “ساساياما – Tamba Sasayama” في تامبا أيضاً، وهي مبنية على طراز القلاع والخنادق التقليدي المشاهد في جميع أنحاء البلاد. وخلال الربيع، تعتبر منطقة القلعة واحدةً من أفضل 100 مكان لمشاهدة أزهار الكرز في اليابان.

مدينة كوبيه.. الشهيرة بلحومها البقرية

على بعد 20 دقيقة فقط من أوساكا بالقطار، تقع مدينة “كوبيه – Kobe”، وهي مدينة ساحلية على الساحل الشرقي لليابان، يعني اسمها حرفياً “باب الآلهة”.

وعلى الرغم من أن الاسم تعود أصوله القديمة للحماة السابقين لضريح إيكوتا (الواقع في وسط المدينة الحالية)، إلا أن كوبيه لم تبدأ في الازدهار حقاً حتى فتحت أبوابها أمام العالم الغربي في عام 1868 (إبان حقبة الإمبراطور ميجي).

أدى اندماج الغرب مع اليابان في أواخر القرن التاسع عشر إلى إعادة إدخال اللحوم في النظام الغذائي الياباني، وبالتالي زٌرعت بذور أشهر صادرات كوبيه الدولية، وهي: لحم كوبيه البقري.

وتُربى لحوم كوبيه عادةً في محافظة هيوغو، ويجب تقييمها بناءً على نسبة الشحوم فيها وملمسها قبل أن تحمل اسم العلامة التجارية المشهور حول العالم. وبالإضافة لذلك، يتم تقديم العديد من أصناف لحم كوبيه البقري في في عشرات مطاعم المدينة، وتتراوح تلك الأصناف بين “ياكينيكو” وإلى سوشي اللحم البقري وحتى أسياخ اللحم الشهي على جوانب الشوارع.

محافظة توتوري.. مع أخطر الكنوز الطبيعية باليابان

“توتوري – Tottori”، الواقعة بين جبال تشوغوكو المقدسة وبحر اليابان، هي المحافظة الأقل اكتظاظاً بالسكان في البلاد، حيث يقل عدد سكانها عن 600,000 نسمة، ولكن قلة عدد السكان يُعد ميزةً لتوتوري، إذ يكون جمال الطبيعة وفيراً. ولا يؤثر التطور والتصنيع المنتشر على نطاق واسع في المحافظة، على جمالية ريفها، ولا يفسد جماله الخلاب.

وعلى طول ساحل “سان إن – San’in” بالمحافظة، ستجد “توتوري ساكيو – Tottori Sakyu”، أكبر منطقة كثبان رملية طبيعية في اليابان. وبعيداً عن الساحل، تتيح لك مسارات جبل “ميتوكو – Mitoku” ـــ التي أطلق عليها ذات مرة اسم “أخطر الكنوز الطبيعية في اليابان” ـــ التسلق من خلال الغابات الكثيفة، مما يقدم لمحة عن أرقى الأعمال اليدوية في الطبيعة في توتوري.

تتمتع المحافظة أيضاً بتركيب بيئي متنوع، مما يعني أنها تتغير بشكل جذري وفقاً للمواسم، وعلى سبيل المثال، تُعد حديقة “أوتسوبوكي – Utsubuki” في مدينة “كورايوشي – Kurayoshi”، من أجمل الوجهات وأكثرها زيارةً بسبب أشجار الساكورا البالغ عددها 4 آلاف. وفي الصيف، تعج غابة “فوكوماكي – Fukumaki” بأكثر من 20 ألفاً من حشرات اليراعات المضيئة التي تختال بجمالها الساحر وتعكس تلألؤاً بيولوجياً وسط أشجار الأرز.

وصلت توتوري أيضاً، إلى مستويات من الشهرة الوطنية بفضل منتجاتها المحلية الفريدة. وعلى وجه الخصوص، ذكر السرطان الجليدي البالغ “ماتسوبا غاني – Matsuba-gani”، الذي يجذب بنكهته الغنية وقوامه العصاري الزائرين من جميع أنحاء اليابان خلال موسم سرطان البحر من نوفمبر إلى مارس.

ولعل أشهر ملكية فكرية خرجت من توتوري، هي سلسلة المانغا والأنمي ذائعة الصيت “المحقق كونان”، والتي أنشأها رسام المانغا المحلي “غوشو أوياما”. وخُلدت سلسلة المحقق كونان عبر مشاريع سياحية عديدة أقيمت في بلدة “هوكي – Hokuei” (مسقط رأس المؤلف المبدع).

وتضم البلدة، جسراً شهيراً يخص سلسلة كونان، يعبر نهر “يورا – Yura”، بالإضافة للعديد من التماثيل للشخصيات الرئيسية.

محافظة توكوشيما مرتع للثقافة التقليدية

عبر بحر “سيتو – Seto” الداخلي، ترتبط محافظة “توكوشيما – Tokushima” بالبر الياباني بواسطة جسر وشبكة طرق تمر من خلال جزيرة “أواجي – Awaji”.

توكوشيما تُعد جزءاً من جزيرة “شيكوكو – Shikoku”، وهي أصغر جُزر اليابان الأربع الرئيسية ولعلها أكثرها شهرةً، كونها تعد كنقطة بداية رسمية لرحلة زيارة الأماكن المقدسة البوذية (هنرو).

مسار زيارة المقدسات الذي يبلغ طوله 1,200 كيلومتر يلتف حول جزيرة شيكوكو، ويضم 88 معبداً متناثرة وسط الغابات والبلدات التابعة للجزيرة. يقع 24 معبداً منها داخل محافظة توكوشيما، بما في ذلك أول معبد على المسار، “ريوزين-جي – Ryozen-ji” في مدينة “ناروتو – Naruto”.

محافظة توكوشيما هي مرتعٌ للثقافة التقليدية، وتزخر بالمهرجانات والحِرف اليدوية والفنون المسرحية والمأكولات الإقليمية. يعد مهرجان “أوا أودوري – Awa Odori” الصيفي ـــ الذي يقام في الفترة ما بين 12 و 15 أغسطس من كل عام ـــ أحد أكثر مهرجانات الرقص جاذبيةً في جميع أنحاء اليابان. وتعتبر عروض المهرجان من التجارب المثالية للمهرجانات اليابانية، حيث تدمج أزياء العالم القديم والرقصات المصممة بعناية مع طبول التايكو و أوتار آلة الشاميسين اليابانية.

أسرار كانساي في انتظاركم على القناة الرسمية للإقليم في يوتيوب

الجزء الأول من أسرار كانساي | شيغا و كيوتو