أبقار الواغيو وأهميتها في اليابان

ضجت وسائل الإعلام في اليابان – منذ بضعة أعوام – بأنباء محاولة تهريب بويضات مخصبة من أبقار الواغيو إلى الصين، حيث ركزت وكالات الأنباء والصحف وكذلك المواقع الإخبارية الإلكترونية المحلية في اليابان على هذا الحدث لأهميته الخاصة في اليابان، سنتحدث عن سر ومدى أهمية أبقار الواغيو والمخاطر المرتبطة بها.

إن المصطلح (واغيو) يطلق على فئة خاصة من لحوم الأبقار الفاخرة التي يتم إنتاجها من أجود السلالات الأربعة للأبقار اليابانية التي تتميز باستنسالها وتهجينها من خلال الهندسة الوراثية. فهذه الأبقار تتميز بلحومها الطرية والتي يطلق عليها أسماء مناطق إنتاجها مثل (كوبيه بيف) على سبيل المثال لا الحصر. ولقد اكتسب هذا النوع من اللحوم الفاخرة شعبية كبيرة خارج اليابان، حيث تضاعف إنتاج صادرات اليابان من هذه اللحوم بواقع 6 أضعاف على مدى 10 سنوات. وهذا ما يفسر اهتمام الحكومة اليابانية المنصب على مبيعات أبقار الواغيو وتركيز الحكومة على زيادة صادراتها.

وبلغت قيمة هذه الصادرات نحو 225 مليون دولار أمريكي وفقًا لإحصاءات رسمية في عام 2019.  وقد وضح البروفيسور “كينجي أوياما” بكلية الدراسات العليا للعلوم الزراعية في جامعة كوبيه، وضّح لهيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، بأن منتجي لحوم أبقار الواغيو قد بذلوا جهوداً كبيرةً لأكثر من 100 سنة من أجل إنتاج النوع الفاخر من هذه اللحوم، لذلك تعدّ البيانات الوراثية الخاصة بهذه اللحوم كنزٌ وطني لابد من المحافظة عليه. لأنه في حال تم نقل هذه البيانات والمعلومات الوراثية إلى خارج اليابان، سيكون ذلك خطراً كبيراً على مستقبل هذه الصناعة في اليابان وكذلك مربي المواشي، لذلك شدّد “أوياما” على ضرورة اتخاذ إجراءات أشد صرامة لإدارة التوزيع في اليابان وبإجراءات الحجر والاحتجاز بالمطارات والموانئ. وذلك لعدم وجود قوانين باليابان -في عام 2019- تحظر بصورة مباشرة نقل مثل هذه المنتجات إلى خارج البلاد لحماية حقوق الملكية الوراثية أو الفكرية مثل البويضات المخصبة لأبقار لحوم الواغيو وهنا مكمن الخطر.

المخاوف غير مبالغ فيها فالمخاطر قد وقعت بالفعل!

أما فيما يتعلق بالأخبار التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة بوسائل الإعلام والصحف في اليابان، فقد وردت الأنباء عن اشتباه في أنّ مسؤول عن شركة لإدارة مزرعة مواشي في الصين، قام بطلب بويضات مخصبة لأبقار لحوم الواغيو اليابانية، وقد اعتقلت الشرطة اليابانية المشتبه به وهو صاحب مطعم بأوساكا بالإضافة إلى أحد معارفه خلال شهر مارس من عام 2019. حيث اشتبهت الشرطة في أن الرجلين حاولا تصدير بويضات مخصبة وسائلاً منوياً لأبقار لحوم الواغيو إلى الصين عام 2019، مع تهربهما من تنفيذ إجراءات الحجر الصحي التي يفرضها القانون في اليابان.  حيث حاول صاحب المطعم تهريب نحو 360 أنبوبة تحتوي على بويضات مخصبة وفقاً لما ورد لدى السلطات اليابانية.

سلسلة الاعتقالات لم تكن محدودة

لم تتوقف سلسلة الملاحقة القانونية لقائمة المشتبه بهم في ذلك الوقت، فقد تم إلقاء القبض أيضاً على مربي أبقار في محافظة توكوشيما بتهمة محاولة تهريب بويضات مخصبة لأبقار الواغيو اليابانية الفاخرة إلى الصين على الرغم من علمه المسبق بذلك. إلا أنّ مصادر في الشرطة قد أفادت بأن المشتبه به قد نفى هذه التهم آنذاك. وأنه لم يكن يفكر ببيعها لو علم أنها كانت سترسل إلى الصين على حد تعبيره. وتشير التقارير بأن الشرطة تشتبه بأن المواد التي تمّ بيعها من قبل مربي الأبقار قد تم إرسالها فعلياً ولعدة مرات إلى الصين وذلك بناءً على طلب من مالك إحدى المزارع في جزيرة هاينان.

حل متأخر.. أفضل من لاشيء

وبناءً على هذه التحقيقات وما تبعها من أحداث، من المتوقع تطبيق قواعد جديدة لتوزيع الأغذية المعدلة وراثياً باستخدام تقنية التعديل الوراثي. ويتوقع أن تشمل القواعد الجديدة المنتجات البحرية وكذلك الزراعية التي تمت هندسة جيناتها الوراثية لإحداث طفرة جينية دون الحاجة لإدخال جينات أخرى. ويستخدم العلماء هذه الطريقة لتطوير منتجات مثل أنواع الأرز الأكثر إنتاجية وأسماك أبراميس حمراء أكبر حجماً. وستفرض القواعد الجديدة على الشركات بإبلاغ الحكومة اليابانية مسبقاً بشأن نوع الأغذية المعدلة وراثياً والتي يخططون لتوزيعها وشحنها. كما ستطالب الموزعين بنشر التعليمات المتعلقة بالإبلاغات المسبقة للعموم. إلا أن هذه القواعد ستسمح لهم بتجاوز فحوصات السلامة من السمية والمواد المسرطنة.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)