نستعرض في هذا الموضوع حقبة كاماكورا التاريخية الممتدة بين عام 1192 وحتى عام 1333 في اليابان. والتي بدأت حين تم تعيين “يوريتومو” ابن عشيرة ميناموتو الحكم كحاكم عسكري “شوغون” بعد انتصاره على عشيرة “تايرا”.
تولت عشيرة ميناموتو الحكم في اليابان بعد أن تمكنت من هزيمة عشيرة تايرا في حرب “غيمبيه” عام 1185 إبّان حقبة هيئان التاريخية. وتمكن بذلك “يوريتومو” من تأسيس حكومة عسكريةٍ جديدةٍ مدينة كاماكورا الواقعة في جنوب طوكيو. وأصبح حينها “شوغون”، أي حاكماً عسكرياً للبلاد في عام 1192.
معارك واضطرابات جوكيو
لكنّ فترة حكم “يوريتومو” لم تدم طويلاً، حيث توفي بعدها بثمانية سنوات. ومنذ وفاته بدأت الخلافات والطمع بالسلطة بالظهور على السطح والساحة السياسية باليابان. حيث رأى رجال السلطة في حكومة كاماكورا باكوفو الأحقية في تولي الحكم خلفاً لـ”يوريتومو” الذي شكّل حكومتهم. بينما رأى أبناء البلاط الإمبراطوري في كيوتو الأحقية في تولي الحكم وتداول السلطة بعد وفاة “يوريتومو”. بلغت الخلافات ذروتها بين حكومة كاماكورا باكوفو والبلاط الإمبراطوري في كيوتو، خلال معارك “جوكيو”. الجدير بالذكر أنّ آخر هذه المعارك قد وقعت على تخوم كيوتو في عام 1221. حيث تمكنت قوات حكومة كاماكورا من التغلب على الجيش الإمبراطوري. وبذلك تمكنت حكومة كاماكورا من بسط سيطرتها على اليابان.
اكتسبت حكومة كاماكورا ولاء أصحاب النفوذ والسلطة في أنحاء البلاد حينما قامت بتوزيع الأراضي التي غنمتها خلال معارك جوكيو. وفي المقابل، فقد الإمبراطور في كيوتو والمكاتب الحكومية التابعة له كل قوته تقريباً في السيادة والنفوذ.
ظلّ النفوذ الصيني في اليابان قوياً نسبياً خلال حقبة كاماكورا. وظهرت طوائف بوذية جديدة باليابان في تلك الفترة. ومنها طائفة الزن التي ظهرت لأول مرة عام 1191 والتي لها -في تلك الفترة- أعداد كبيرة من الأتباع بين محاربي الساموراي. علماً أن محاربي الساموراي في تلك الفترة كانوا يتمتعون بنفوذ قوي في المجتمع الياباني. لكن طائفة الزن البوذية لم تكن الوحيدة الظاهرة بقوة في المجتمع الياباني. بل وجدت أيضاً طائفة بوذية أخرى على يد الكاهن الياباني البوذي “نيتشيرين” في عام 1253، وهي طائفة لوتس سوترا المتشددة وغير المتسامحة.
عهد تنظيم وتوحيد الصفوف
وفي عام 1232، تم إصدار تشريع قانوني يشدد على القيم الكونفوشيوسية مثل أهمية الولاء للسيد، ومن خلال هذا التشريع القانوني، تم قمع تدهور الأخلاق والحفاظ على الانضباط في المجتمع. مع إحكام السيطرة المشددة من قبل عشيرة هوجو. كما تم القضاء على كافة أشكال التمرد على السلطة.
لذلك أصبحت سلطة الشوغون في كاماكورا محدودة. بينما كان الحرس وأصحاب النفوذ بالحكم مسيطرين على المشهد السياسي بإحكام في مختلف المقاطعات. وكان حكام هوجو -من خلال التشريع القانوني- قادرين على تحقيق المزيد من الأمن والرخاء والتوسع الاقتصادي في البلاد. حتى بدأت التهديدات الخارجية تلوح في أفق اليابان. ففي عام 1259، قام المغول بغزو الصين وأصبحوا يخططون لغزو اليابان! وقام حكام المغول بإرسال رسائل لحاكم كاماكورا يطلبون منه الخضوع والاستسلام. لكن حاكم كاماكورا تجاهل كل هذه الرسائل بما فيها رسائل التهديدات. فقام المغول بأول محاولة غزو لجزيرة كيوشو اليابانية عام 1274. لكن بعد ساعات قليلة من القتال، قام الجيش المغولي بسحب أسطوله البحري الكبير -المكوّن من مئات السفن- بسبب سوء الأحوال الجوية والرياح العاتية التي لعبت دورها في مصلحة القوات اليابانية المدافعة آنذاك. لأنها لم تكن مستعدة بما فيه الكفاية في ذلك الوقت لتصدي الغزو الكبير للمغول الذي توسع في تلك الفترة في مشارق الأرض ومغاربها.
تقهقر المغول
أدركت القوات اليابانية مدى أهمية التحضير والاستعداد لأي غزو مستقبلي محتمل. وعملت أيضاً على بناء جدران ساحلية يصل ارتفاعها إلى نحو مترين. لصد أي محاولة إنزال للقوات الغازية البحرية. وبالفعل! قام المغول بمحاولة غزو اليابان مجدداً. حيث قام الإمبراطور المغولي “قوبلاي خان” بإرسال أسطول بحري أكبر وقوامه نحو 4400 سفينة تحمل نحو 140 ألف مقاتل من الغزاة المغول في عام 1281. ولم تجد السفن طريقاً لها من أجل الإنزال بسبب التجهيزات والتحصينات اليابانية. فالجدران الساحلية حققت هدفها بنجاح، وظل المغول يتخبطون من اليأس على مدى أسابيع مقابل الجدران الساحلية دون أي تقدم مهم يذكر لإتمام هذا الغزو.
فهبّت الرياح العاتية مجدداً في وجه المغول المعتدين. ومزقت سفنهم وأزهقت أرواحهم ولم ينفعهم بطشهم بمثقال ذرة مقابل الأمواج والرياح التي عرفت باسم “رياح الكاميكازي” وتعني (الرياح الإلهية). التي لم تبقِ ولم تذر سوى بضع مئات من السفن والقوات الشاردة التي قامت القوات اليابانية باصطيادها كاصطياد الأسماك. وبذلك تمكن محاربو الساموراي من قتل معظم من بقي من فلول الهاربين والناجين من القوات المغول الشاردة.
أجبرت رياح الكاميكازي المغول على الانسحاب بعد محاولتهم الثانية الفاشلة في الغزو. والتي وصفها المؤرخون بأنها من أكثر محاولات الغزو كارثيةً وأشدها خطورةً على مرّ التاريخ. وعلى الرغم من كل ما حصل، بقيت كيوشو على أهبة الاستعداد لأي موجة غزو مستقبلية ثالثة. لكن سرعان ما واجه المغول الكثير التحديات والمشاكل في البر الرئيسي، التي بددت كل أحلامهم في التجرؤ والتفكير مرة أخرى بغزو اليابان.
سقوط حكومة كاماكورا
كانت تجهيزات القوات اليابانية أمر بالغ الأهمية في التصدي للغزو المغولي. لكن هذه التجهيزات كانت مكلفةً أيضاً! فكان الكثير من المقاتلين الذين يقاتلون لصالح حكومة كاماكورا ينتظرون المكافآت التي وعدتهم بها. لكن الحكومة عجزت عن تحقيق وعودها بسبب كثرة الأعباء المالية عليها. فانخفض مستوى الولاء للقادة العسكريين تجاه حكومة كاماكورا وكان ذلك من أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى سقوطها. وبحلول عام 1333، تراجعت قوة حكام هوجو لدرجة أن الإمبراطور “غو دايجو” كان قادرًا على استعادة السلطة الإمبراطورية والإطاحة بحكومة كاماكورا باكوفو. وبإطاحة هذه الحكومة انتهت حقبة كاماكورا، وبدأت حقبة أزوتشي-موموياما.
لم أكن أعرف أن المغول قاموا بمحاولة غزو اليابان!
هل رياح كاميكازي هي نفسها الموجة الشهيرة التي نراها كثيرًا؟
لم يكن هناك داعي لافتعال النزاع بين حكومة كاماكورا والبلاط الامبراطوري من أجل الحكم بل كان يجب عليهم التعاون
بمجرد سماعي المغول اخاف منهم
وإنه لمن الجيد أن رياح كاميكازي قضت عليهم
اليابان لها تاريخ حافل بالمعارك
حقبة مليئة بالصراعات
لم اكن اعلم ان النفوذ الصيني كان متغلغل في تلك الحقبة
لقد تفاجأت بان المغول حاول غزو اليابان لم اكن اعلم ذالك
استمتع جدا بالغوص فى التاريخ اليابانى القديم لديهم روح مخلصة للدفاع عن وطنهم وحياتهم مستمرة عبر العصور
يبدو ان المغول حاولوا غزو الجميع ومع ذلك فشلوا في اليابان وتمزقت سفنهم بسبب رياح الكاميكازي القوية وشردتهم لغير رجعة
يبدو أن المغول فشلوا بشكل ذريع في احتلال اليابان
اول مرة اعرف ان المغول بقيادة جينكيزخان حاولو السيطرة على اليابان!
يبدو أن اليابان محظوظة بمناخها وبرياح كاميكازي!
تمكنت قوات كاماكورا من التغلب على الجيش الإمبراطوري وبسط سيطرتها على اليابان خلال معارك قرب كيتو عام 1221
محاربي الساموراي كانو يتمتعون بنفوذ قوي في المجتمع في تلك الفترة
في هذه الفترة تم التصدي للغزو المغولي الكبير وتوقف توسعه في المنطقة ودخول اليابان
كان سبب سقوط حكومة كاماكورا هو كثرة الأعباء المالية عليها وعجزها عن دفع مكافآت للمقاتلين فأنخفض مستوى الولاء للقادة العسكريين تجاه الحكومة وقامو بالإطاحة بها وانتهت حقبة كاماكورا
اعجبتني لوحة رياح كاميكازي
أحيانا الدفاع عن الوطن رغم النجاح باهض الثمن قد يكلف السلطة سقوطها
حقبة كاماكورا تركت تأثيرا عميقا على الفترات التالية في التاريخ الياباني مثل حقبة موروماتشي وحقبة أزوتسو وغيرها
شهدت حقبة كاماكورا نهضة ثقافية كبيرة في المجالات الأدبية والشعرية والفلسفية وتطورت الأفكار الدينية والفنون التقليدية
النظام السياسي في حقبة كاماكورا كان نظام الشوغونات والتي كانت عبارة عن حكم عسكري يتولى السلطة بصفة فعلية في البلاد
تعتبر حقبة كاماكورا ذروة الثقافة السامورائية في اليابان حيث وجهت هذه الاسرة كل الانتباه إلى الفنون العسكرية والفنون القتالية مثل فن السيف ورمي السهام وفنون الدفاع الشخصي لمواجهة الاخطار القادمة اليهم عبر البحار (المغول)
افضل ما في هذه الحقبة انهم تمكنو من صد المغول
لقد اعجبتني لوحة رياح الكاميكازي
لقد كانت مقالة ممتعة حقا
والبعض يتمنى لو عاش فى تلك الأزمان ! كيف ذلك، وكلها حروب وصراعات أكثر من زماننا
كانت الشوغونية في حقبة كاماكورا استبدادية حيث بدأت في ممارسة سلطة غير محدودة على الإمبراطور وشعب اليابان
تركيز السلطة في يد الشوغونات اذى الى فساد سياسي كبير
تأثرت اليابان خلال حقبة كاماكورا بالحضارة الصينية
قرأت الكثير عن محاولة غزو المغول لليابان وكيف انهم فشلوا بذلك تبدو القصة كالاسطورة تماما
عشيرة ميناموتو تطيح بخصومها وتعتلي العرش الامبراطوري الياباني وتؤسس لحقبة كاماكورا الجديدة
هزمت اليابان المغول في هذه الفترة وتمكنت من الحد من خطورتهم عبر السواحل
مقالة مفيدة عن حقبة كاماكورا
فضلا اي الكتب اللي انكتبت منها المعلومات