تعد حقبة إيدو التاريخية عصراً ذهبياً في التاريخ الياباني. حي حلّ بهذه الحقبة السلام في ربوع اليابان. كما شهدت نمواً اقتصادياً ونهضةً في شتى المجالات الفكرية والثقافية في البلاد. لذلك، نسلط الضوء على هذه الحقبة التاريخية المهمة من تاريخ اليابان.
حكم بقبضة من حديد
بدأت حقبة إيدو التاريخية منذ عام 1603. أي منذ نهاية حقبة أزوتشي موموياما التاريخية التي تحدثنا عنها سابقاً، واستمرت حقبة إيدو حتى عام 1868. برز نجم “توكوغاوا إياسو” في بداية حقبة إيدو، حيث كان الطرف الأقوى في اليابان خصوصاً بعد وفاة “هيديوشي” الذي عمل على توحيد اليابان قبل وفاته في عام 1598. وفي معركة “سيكيغاهارا” التي جرت في عام 1600، تمكن “إياسو” من هزيمة “هيديوري”، وهو أحد أشد خصومه قوةً في اليابان آنذاك. كما تمكن -إياسو- من هزيمة عدد من منافسيه الغربيين. وبهذا الانتصار، تمكن من الحصول على ثروة وقوة كبيرة في تلك الفترة. ثم قام الإمبراطور بتعيينه في منصب الـ”شوغون” (أعلى رتبة عسكرية) وتم تأسيس حكومته في إيدو (التي تعرف اليوم بطوكيو). واستمرت فترة حكم شوغونية “توكوغاوا” لمدة طويلة تمتد لنحو 250 عاماً!
حكم “إياسو” البلاد بأكملها بقبضة مشددة. وقام بإعادة توزيع الأراضي المكتسبة بذكاء بين الدايميو (اللوردات الإقطاعيين). حيث منح الأراضي ذات الأهمية الاستراتيجية للأتباع الذين دعموه قبل معركة “سيكيغاهارا”. كما طلب من اللوردات الإقطاعيين، قضاء وقتهم في إيدو (حيث يوجد مقر الحكومة). وكان ذلك يضيف المزيد من الأعباء المالية على (الدايميو). كما قيّد من نفوذهم وسلطاتهم في بلداتهم خصوصاً إبّان فترة انتقالهم إلى إيدو. كما واصل “إياسو” العمل على تعزيز التجارة الخارجية. حيث أقام علاقات مع العديد من التجار الإنجليز والهولنديين. ومن جهة أخرى، قام بقمع المبشرين وكافة أشكال التبشير المسيحية بدءاً من عام 1614.
مرحلة النهضة الاقتصادية والازدهار الثقافي
وفي عام 1633، منع الشوغون “إيمتيسو” السفر للخارج. وقام بعزل اليابان عن العالم الخارجي في عام 1639، وذلك من خلال تقليص طرق التواصل مع العالم الخارجي، وحصرها ضمن نطاق ضيق وصارم من العلاقات التجارية المراقبة والمنظمة مع الصين وهولندا في ميناء ناغاساكي. إضافةً إلى ذلك، تم حظر جميع الكتب الأجنبية، وسمح لعدد محدود من اللوردات الإقطاعيين بالتجارة مع كوريا ومملكة “ريوكيو” والأينو في هوكايدو. وعلى الرغم من فرض سياسة العزلة في اليابان عن العالم الخارجي، ازدهرت التجارة الداخلية وحقق الإنتاج الزراعي نمواً كبيراً في البلاد. كما ازدهرت الثقافة الشعبية خلال حقبة إيدو. وخاصةً خلال فترة “جينروكو” الممتدة من عام 1688 وحتى عام 1703. وظهرت فنوناً جديدةً آنذاك مثل فن الكابوكي والأوكيو-إي.
ويعرف فن الأوكيو-إي الياباني بأنه تجسيد للحركة الفنية التصويرية التي تعتمد على الرسم بشكل بارز، ليتم نحت هذه الرسومات على ألواح خشبية، ثم تتم طباعتها على الورق.
كانت الكونفوشيوسية الجديدة (مجموعة من المبادئ والمعتقدات بالفلسفة الصينية) من أبرز فلسفة “توكوغاوا” في اليابان آنذاك. وهي التي تؤكد على أهمية الأخلاق والتعليم والنظام الهرمي بالحكومة والمجتمع. وقد كان المجتمع الياباني في تلك الفترة منظم بشكل صارم ضمن أربع طبقات. ففي أعلى التسلسل الهرمي (أعلى طبقة اجتماعية) يوجد الساموراي. وفي الطبقة التي تليها يوجد الفلاحون، ثم الحرفيون، ثم التجار. ولم يسمح لأعضاء الطبقات الأربعة بتغيير حالتهم الاجتماعية أو مستوى طبقتهم. أما بالنسبة إلى المنبوذين (أو المنفيين)، وهم أصحاب المهن التي تعتبر “دونية” شكلوا الطبقة الخامسة بالمجتمع الياباني، وهي أدنى طبقة. وتشمل الطبقة الدنيا -آنذاك- المتسولين، وكل من كان في دباغة جلود المواشي، ودفن الموتى، وحراسة السجون. حيث كانت تعتبر هذه المهن “غير نظيفة” وفقاً للمعتقدات البوذية.
تلاشي سياسة العزلة عن العالم الخارجي
بدأت آثار سياسة العزلة تتلاشى شيئاً فشيئاً مع مرور الزمن. حيث تم إلغاء حظر الأدب الغربي في عام 1720. كما دخلت العديد من التعاليم الجديدة من الصين وأوروبا (غالباً من هولندا) إلى اليابان. وشهد المناهج التعليمية في المدارس اليابانية تطوراً عبر جمعها بين الأفكار والمعتقدات الشنتوية والكونفوشيوسية.
على الرغم من استقرارها لقرون عديدة، تراجع وضع ونفوذ حكومة “توكوغاوا” بشكل مطرد لعدة أسباب. لعل من أبرزها الوضع المالي المتدهور للحكومة. والذي أدى بدوره إلى ارتفاع الضرائب واندلاع أعمال الشغب بين طبقة الفلاحين.
إضافةً إلى ذلك، عانت اليابان بشكل منتظم من العديد من الكوارث الطبيعية، وما زاد الطين بلة أكثر هو المجاعة التي تسببت أيضاً بالمزيد من أعمال الشغب والاحتجاجات والمشاكل المالية لدى الحكومة المركزية واللوردات الإقطاعيين. على إثر ذلك، بدأ التسلسل الهرمي الاجتماعي في الانهيار مع تزايد قوة طبقة التجار، بينما أصبحت طبقة الساموراي -التي كانت في أعلى الهرم- معتمدة مالياً بشكل رئيسي على طبقة التجار! وفي النصف الثاني من هذه الحقبة، تسبب الفساد وعدم الكفاءة وتدهور القيم الأخلاقية داخل الحكومة المركزية في حدوث المزيد من المشاكل.
وفي نهاية القرن الثامن عشر، بدأ الضغوطات الخارجية تتزايد من أجل فتح الحدود أمام الحركة التجارية. لاسيما حين حاول الروس لأول مرة إقامة اتصالات تجارية مع اليابان ولكن دون نجاح يذكر. ثم حاولت دول أوروبية أخرى من بعد الروس، تبعهم بعد ذلك الأمريكيون في القرن التاسع عشر. ثم تجددت المطالبات الأمريكية بفتح الحدود على يد العميد الأمريكي “ماثيو بيري” في عامي 1853 و 1854. لكن على الرغم من كل هذه الضغوط والمطالبات، لم يتم فتح سوى عدد محدود من الموانئ للتجارة الدولية. وقد ظلت التجارة محدودة للغاية حتى حقبة ميجي في عام 1868.
سقوط حكومة توكوغاوا
زادت المشاعر المناهضة لحكومة “توكوغاوا” وتسببت بإحداث تيارات سياسية مناوئة ومطالبة باستعادة القوة الإمبراطورية. كما زادت المشاعر المعادية للقوى الأجنبية الغربية لاسيما لدى طبقة الساموراي المحافظة. لكن سرعان ما أدرك الكثير من الناس مدى التقدم الذي أحرزته الدول الغربية في التسليح والعلوم. لذلك اقتنع الكثير منهم بأهمية الانفتاح الكامل على العالم. حتى أدرك المحافظون بأنفسهم هذه الحقيقة بعد رؤية السفن الحربية الغربية الضخمة وقدراتها وهي تبحر بالقرب من السواحل اليابانية آنذاك. جميع هذه العوامل التي ذكرناها، أدت في النهاية إلى سقوط حكومة “توكوغاوا” بين عامي 1867، و 1868 بسبب الضغوطات السياسية بشكل رئيسي، وبذلك عادة السلطة مباشرةً إلى الإمبراطور ميجي.
صورة المقال الرئيسية:
لوحة فنية لـ”توكوغاوا إياسو” أحد القادة الحاكمين العسكريين (شوغون) خلال حقبة إيدو
الحقبة الذهبية باليابان
أعرف فن الكابوكي لكن الآن عرفت فن الأوكيو اي
إيدو الحقبه الأهم التي مر بها اليابان عبر التاريخ
وفيها ازدهرت الزراعه والتجاره والثقافه وغيرها
لقد استمر حكم شوغونية لمدة 250 عاما هذا رائع جداً
عندما قام الحاكم بعزل بلاده زاد ذلك من تطور الزراعة كثيرا وظهور فن الاوكيو اي
ولكن عم التغى قانون العزلة أدى ذلك إلى العديد من أعمال الشغب والأمور الأخرى أدى ذلك إلى إلغاء الحكم
لقد.كانت هذه الحقبة مليئة بالاخفاقات والانجازات في نفس الوقت
كانت حقبة ذهبية فعلا بحكم النهضة العلمية والعسكرية والفلسفية التي شهدتها في وقتها
ازدهر الاقتصاد الياباني خلال فترة إيدو مثل الإنتاج الزراعي و التجارة والصناعة
طورت الشوغونية الثقافة اليابانية خلال فترة إيدو
شجعت حقبة ايدو الطبقية في المجتمع الياباني كان الساموراي يليهم الفلاحون والتجار ثم العبيد
يعتبر توكوغاوا من موحدي اليابان العديدين
مجهود كبير من قبلكم في نظم وترتيب الحقبة بطريقة جيدة تسهل على القارئ العربي قراءتها فشكرا لكم
حقبة مليئة بالانجازات مثل الوضع حاليا
لقد كانت حقبة ازدهار وتطور بالرغم من غلق الحدود الخارجية ومنع الكتب الغربية من الدخول للبلاد الاانها كانت حقبة ازدهار وتطور وتعد الحقبة الذهبية
ليست حقبة إيدو ذهبية فقط بل التاريخ الياباني كله ذهبي