نظرة على برج طوكيو

نظرة على برج طوكيو
نظرة على برج طوكيو


بارتفاع يصل إلى 333 مترًا (1029 قدما)، يعتبر برج طوكيو أطول برج فولاذي قائم بذاته في العالم، وأطول من برج إيفل. يعد بـرج طـوكيـو رمزًا لنهضة اليابان بعد الحرب كقوة اقتصادية كبرى، بالإضافة إلى كونه مقصدًا سياحيًا شهيرًا، يعمل برج طوكيو كهوائي للبث، إليك نظرة شاملة عنه.


نبذة عامة


برج طوكيو  المعروف أيضًا باسم “نيبون دينباتو” أو “برج راديو اليابان”، ليس مجرد تحفة معمارية فحسب، بل إنه رمز يجسد مرونة اليابان وازدهارها بعد الحرب. تم الانتهاء من بناء هذا الهيكل الأيقوني في عام 1958، في وقت كانت فيه اليابان تتعافى من الآثار المدمرة للحرب العالمية الثانية. كان بمثابة منارة أمل، وسلط الضوء على التقدم التكنولوجي للبلاد وعزمها على استعادة الفخر الوطني. فهو يجسد النمو الاقتصادي السريع والتصنيع الذي شهدته البلاد في النصف الأخير من القرن العشرين، والذي يشار إليه غالبًا باسم “المعجزة اليابانية”.


جمال برج طوكيو مقابل جبل فوجي
جمال برج طوكيو مقابل جبل فوجي


تاريخ برج طوكيو


اليابان قبل الحرب وتأثير الحرب العالمية الثانية


قبل الحرب العالمية الثانية، كانت اليابان دولة صاعدة، حيث كانت قوتها الصناعية والاقتصادية تنمو بشكل مطرد. وقد تعرضت المدن الكبرى -بما في ذلك طوكيو- لقصف مكثف ودمرت معظم بنيتها الأساسية. واجهت البلاد مهمة هائلة لإعادة الإعمار والإنعاش.

ميلاد فكرة برج طوكيو

في هذه الفترة الصعبة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، ظهرت فكرة برج طوكيو. كانت اليابان بحاجة إلى رمز قوي يمثل قدرتها على الصمود وتصميمها على إعادة البناء. ومع بدء تشغيل NHK، (هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية في اليابان) في عام 1953، تم تشييده كبرج بث، للتحكم في إشارات البث التلفزيوني، وإرسال واستقبال الراديو FM،  ليحل محل البرج الذي فقد أثناء الحرب، بل سيكون أيضًا رمزًا للبراعة التكنولوجية والطموح الياباني.


برج طوكيو بين الماضي والحاضر
برج طوكيو بين الماضي والحاضر


كان لونه الأحمر والأبيض النابض بالحياة هو ميزة فريدة أخرى، تم اختياره ليس فقط من أجل الجمالية ولكن أيضًا لسلامة الطيران ومعلومات المرور.


الإلهام وراء تصميم برج طوكيو


استوحى المصممون تصميم برج طوكيو من التقنيات الجمالية والمعمارية التي تستخدم في المباني الشاهقة التقليدية. وكان المصممون على دراية بأهمية البرج في أفق المدينة في المستقبل، لذا فقد استلهموا تصميمهم من هياكل شهيرة أخرى، وخاصة برج إيفل في باريس. ومع ذلك، فقد أضفوا على تصميمهم لمسة يابانية فريدة، فكان تشييد هذا المبنى يعكس القدرات الصناعية لليابان، ويبرز قدرة البلاد على تنفيذ مشاريع هندسية واسعة النطاق. ويرمز إلى ظهور اليابان كقوة تكنولوجية في حقبة ما بعد الحرب.


عملية البناء والتحديات الصعبة


بدأ تشييد برج طوكيو في عام 1957، وكان مشروعًا ضخمًا محفوفًا بالتحديات. فقد تطلب المشروع كميات هائلة من الفولاذ، وهو مورد نادر في اليابان بعد الحرب. وببراعة، تم إعادة استخدام الدبابات والسفن الحربية التي تم التخلص منها من الحرب لتوفير بعض المواد اللازمة.
كما أن بناء مثل هذا الهيكل الشاهق في مدينة معرضة للزلازل والأعاصير كان يشكل تحديات هندسية كبيرة. وعلى الرغم من هذه العقبات، تم الانتهاء من بناء البرج في غضون عام واحد فقط، وهو ما يشكل شهادة على قدرة اليابان المذهلة على التغلب على الشدائد.


ربما يكون اكتمال بناء برج طوكيو سكاي تري في عام 2012 قد سرق بعضًا من مجد برج طوكيو، ولكن البناء الذي تم في عام 1958 يظل رمزًا رائعًا لهيمنة اليابان بعد الحرب، فضلاً عن كونه مركزًا ترفيهيًا مثيرًا للزوار والمقيمين في هذه المدينة التي لا تنضب.


رحلة داخل البرج

برج طوكيو من الداخل
برج طوكيو من الداخل


ينقسم برج طوكيو إلى ثلاثة أقسام مميزة. تقع بلدة فوت تاون عند قاعدة البرج وهي منطقة نابضة بالحياة تضم المقاهي والمطاعم ومتاجر الهدايا التذكارية. بالإضافة إلى مجمع Red Tokyo Tower الترفيهي للرياضات الإلكترونية. يمتد هذا المجمع على عدة طوابق، ويوفر مجموعة متنوعة من الألعاب التفاعلية وأنشطة الرياضات الإلكترونية.

ثم يليه السطح الرئيسي على ارتفاع 150 مترًا، يمكن الصعود إليه عن طريق المصعد أو سلم مكون من 600 درجة.
وبفضل موقع البرج المركزي، يوفر المرصد إطلالة لا تُنسى على المدينة على الرغم من كونه على ارتفاع معتدل نسبيًا. وهناك أيضًا بعض “النوافذ التي تطل على الأسفل” في الأرضية للوقوف عليها، ومتجر للهدايا التذكارية ومقهى. 


سلالم مؤدية لبـرج طـوكيو
سلالم مؤدية لبـرج طـوكيو


ولكن للحصول على مناظر خلابة حقًا، ننتقل إلى السطح العلوي. حيث يقع على ارتفاع 250 مترًا في السماء، ويوفر إطلالات بانورامية على المدينة أدناه، وإذا سمح الطقس، يمكنك رؤية برج سكاي تري وحتى جبل فوجي في الأفق.

الأثر الاقتصادي لبناء برج طوكيو وتشغيله

لقد ساهم بناء برج طوكيو في تحفيز النشاط الاقتصادي، وخلق فرص العمل، ودفع الطلب على المواد والخدمات. وبمجرد تشغيله، أصبح البرج معلمًا سياحيًا مهمًا، يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم ويساهم في نمو صناعة السياحة في اليابان.
كان للإيرادات المتولدة من رسوم الدخول وخدمات البث والأنشطة التجارية المرتبطة بها تأثير كبير على اقتصاد طوكيو. وعلاوة على ذلك، أدى المكانة الرمزية للبرج إلى زيادة الرؤية العالمية لطوكيو واليابان، مما ساهم في تعزيز سمعة البلاد وجاذبيتها الدولية.

برج طوكيو كرمز ثقافي

برج طوكيو، بتصميمه المميز باللونين الأحمر والأبيض، ليس مجرد تحفة معمارية فحسب، بل إنه أيضًا رمز ثقافي بارز. وقد خُلِّد في عدد لا يحصى من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والأنمي والمانغا والموسيقى وغالبًا ما يمثل روح مدينة طوكيو وقدرتها على الصمود.
كما يعتبر مكان تجمع يستضيف مجموعة متنوعة من الأحداث والاحتفالات على مدار العام، مثل حفلات العد التنازلي لرأس السنة الجديدة.


إطلالة مسائية لبرج طوكيـو
إطلالة مسائية لبرج طوكيـو


مقارنات شائعة


برج طوكيو أطول من برج باريس ذو 300 متر، ولكنه ليس أطول من برج خليفة. ففي حين يبلغ ارتفاع برج طوكيو 333 مترًا، فإن برج خليفة في دبي هو أطول مبنى في العالم، بارتفاع يزيد عن 828 مترًا.

إعداد و تقديم جنة الجندي لمزيد من المحتوى المقدم من الكاتبة، بالإمكان متابعة صفحتها الخاصة عبر فيسبوك.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع. مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

صورة المقال الرئيسية:
Photo by Marek Okon on Unsplash

0 0 votes
Article Rating

اكتب تعليقًا

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x