كشفت لجنة فرعية تابعة لوزارة العمل اليابانية بأنها تسعى لحظر المضايقات عبر استغلال السلطة في الشركات بجميع أشكالها عبر قانون جديد سيدخل حيز التنفيذ في 2020.
حظر المضايقات والتسلط:
أعطت لجنة فرعية تابعة لوزارة الصحة، العمل والرفاه اليابانية الضوء الأخضر يوم الأربعاء لبدء العمل على مسودة قانون جديد يحتوي على إرشادات صارمة تمنع المضايقات عبر استغلال السلطة أو التسلط على الموظفين في الشركات اليابانية وبيئات العمل المختلفة. مع إجبار الشركات على حظر المضايقات بشكلٍ واضح مع أي فعل مرتبط بها أو من جنسها.
وتحتوي المسودة التي وافقت عليها اللجنة الفرعية تفاصيل حول التصرفات التي تتسبب بمشاكل داخل أماكن العمل وأمثلةً عنها، مع حظر لـ6 أشكال مختلفة للمضايقات عبر استغلال السلطة وكان من بينها: توبيخ الموظفين بشكلٍ متكرر بطريقة تخويفية أمام الآخرين.
مكاتب استشارية للمحتاجين:
تقول اللجنة الفرعية المسؤولة عن مسودة هذا القانون أنه تم نصه بناءً على قانون العمل المعدل والذي دخل حيز التنفيذ في شهر مايو/أيار الماضي. وبعد الاستماع لردود أفعال الشعب حول قضية المضايقة في أماكن العمل والتسلط، تأمل وزارة العمل اليابانية أن يدخل هذا القانون حيز التنفيذ في يونيو 2020.
وتفرض مسودة هذا القانون على الشركات اليابانية أن تمتلك مكاتب استشارية من أجل أولئك الذين يعانون من التسلط أو المضايقات في أعمالهم، مع السعي بوضوح لفصل الضحية عن المتسلط. وسيمنع هذا القانون أيضاً من إساءة معاملة أولئك الذين يستخدمون الخدمات الاستشارية بأي شكلٍ من الأشكال عبر السياسات الداخلية لأي شركة.
ما حاجة اليابان لمثل هذا القانون؟
تمتلك اليابان آلاف الشركات من بينها شركات ضخمة جداً مسؤولة عن توظيف أعداد كبيرة من الناس، وفي بعض الأحيان تحدث مضايقات أو تسلط من قبل مدراء ناحية موظفيهم من (الذكور أو الإناث) وذلك عبر استغلال سلطتهم في العمل للإضرار بمن هم أقل منهم رتبةً.
وحدثت عدة قضايا جدلية سابقة في البلاد كان أبرزها انتحار موظف يبلغ الـ28 عاماً في مكتب لتفتيش معايير السيارات في محافظة آيتشي وسط اليابان يتبع لشركة تويوتا العملاقة. وكان سبب انتحاره – وفق ما كشف المكتب الذي يعمل فيه – اضطراب نفسي يدعى بـ”اضطراب التكيف” والذي نتج عن مضايقات وإساءات لفظية تعرض لها من قبل مديره على مدار سنوات أدت به إلى الانتحار.
مقال ذو صلة: مايكروسوفت اليابان ترفع الإنتاجية عبر خفض أيام العمل
وتقول إحصاءات محلية يابانية لعام 2018 أن نحو 39% من الموظفين المنتظمين في اليابان قد تعرضوا لنوع من أنواع المضايقة أو التسلط خلال عملهم، وتتمثل هذه المضايقات بأمور مثل التوبيخ المتكرر أو الضرب وغيرها من أشكال العنف النفسي أو البدني. وتقود المضايقات في بعض الأحيان إلى “الكاروشي”، وهو مصطلح ياباني يعني الموت نتيجة الإرهاق من العمل؛ والذي يُرى في الكثير من الأحيان كنوع من أنواع التسلط بسبب إجبار الموظفين على العمل لساعات طويلة في بعض الشركات.
ويقول خبراء أن مثل هذا القانون سيحمي العديد من الموظفين من التعرض لمثل هذه الأمور والتي تقود بهم إلى الزاوية وغالباً الانتحار! وتتفشى ظاهرة التسلط أو المضايقات عبر استغلال السلطة في دولٍ كثيرة في الغرب أيضاً، وتؤدي في الكثير من الأحيان لمشاكل نفسية خطيرة.
ما هي أنواع المضايقات والتسلط؟
تنص مسودة القانون الجديد على حظر 6 أنواع من التسلط على الموظفين، من بينها مهاجمة الموظفين نفسياً (أي أذيتهم نفسياً)، إجبار الموظفين على قطع علاقاتهم بأشخاص معينين عبر تجاهلهم أو التنمر عليهم، فعل أي شيء يؤثر على كرامة الموظف، الضرب أو الركل، كشف معلومات حساسة وشخصية عن حياة الموظف دون موافقته، وتوبيخ الموظفين بشكلٍ متكرر بطريقة تخويفية أمام الآخرين.
ويتماشى هذا الحظر بنصه مع قانون العمل المعدل والذي وافق عليه البرلمان الياباني ودخل حيز التنفيذ في مايو/أيار الماضي. كما تسعى اللجنة الفرعية عبر هذه المسودة لحظر استخدام السلطة لمضايقة من يريد التقديم على وظيفة أيضاً ولا يعتبر موظفاً داخل شركة.
مقال ذو صلة: تراجع معدلات الانتحار لأدنى مستوى منذ 40 عاماً
ما مدى فعالية هذا القانون حقاً؟
تحدد مسودة القانون أن البديل عن التوبيخ والتسلط هو إرسال الموظفين الذين تسببوا في مشاكل داخل بيئة العمل – وتمت معاقبتهم بدرجة معينة من الشدة – إلى غرف أو أماكن عمل أخرى حيث سيمرون بالتدريب الضروري الذي لا يتخلله التسلط أو المضايقة.
ويقول المحامي المختص في مثل هذا النوع من القضايا “تسويوشي فوكاي” بأن هذه الإرشادات غامضة بعض الشيء وتترك مساحة واسعة لإعادة تفسيرها بشكلٍ مختلف من قبل الشركات. وفي العادة تستطيع الشركات أن تستغل المناطق الرمادية غير المحددة بوضوح للتملص من العقوبات المترتبة عليها!
ومع ذلك تستمع اللجنة الفرعية لوزارة العمل اليابانية أثناء العمل على مسودة القانون إلى آراء ممثلين عن الشركات وآراء ممثلين عن الموظفين، وتعتزم التوصل إلى تسوية بين الطرفين مع حماية نزاهة بيئة العمل اليابانية وصحة الموظفين العقلية والبدنية.
المصادر: وزارة الصحة، العمل والرفاه اليابانية – وكالة كيودو اليابانية – صحيفة “Japan Times” اليابانية
صورة المقال الأصلية: صورة تعبيرية للتسلط والمضايقات في العمل
التسلط هو ضاهر شائعة في بلداننا العربية . لكن كميل حينما نرى بلد مثل اليابان يناقش الظاهرة و يسن قوانين . هي النظرة العميقة للحكومة اليابانية التي تسعى ان تكون مؤسساتها في صورة جيدة
عندنا بالعالم العربي الأمر أفضع بكثير من اليابان وهذا يحتاج منا سنين للتخلص من مشكل التسلط بالعمل.
نفس عندنا بالدول العربية بالظبط هههههه
نتمنى ان تتمكن اليابان من محاربة هذه الظاهرة والقضاء عليها
اعتقد ان مثل هذه الاشياء والمضايقات تنتشر في اليابان ووضع قوانين رادعة امر ضروري