عام 2019 في اليابان هو عام الأحداث التاريخية التي تمر مرةً واحدةً علينا في العمر.. ففي الـ 30 من أبريل/نيسان 2019 تنحى الإمبراطور “أكيهيتو” – البالغ 85 عاماً – عن عرش اليابان طوعياً بسبب خشيته من عدم أداء واجباته الشرفية في تمثيل البلاد في الداخل والخارج نتيجة تراجع صحته، حيث خاطب الشعب الياباني في عام 2016 في فيديو مسجل نقلته الوكالات الإخبارية، لينهي بذلك حقبة “هيسيي” التي استمرت 30 عاماً تقريباً منذ أن اعتلى العرش في عام 1989
وتنازل الإمبراطور الأب المتنحي عن عرشه لابنه الأكبر “ناروهيتو” والذي اعتلى عرش الأقحوان الياباني في الأول من مايو 2019 وسُميت حقبته الجديدة بـ “ريوا” والتي تعني التناغم الجميل. وهذا الحدث هو الأول من نوعه منذ عام 1817 ميلادية، ولأول مرة أيضاً في عصرنا الحديث تمتلك اليابان إمبراطوراً جديداً بينما الإمبراطور السابق قد تقاعد ولازال على قيد الحياة، كون دستور اليابان الذي كُتب في عام 1946 بعد الحرب العالمية الثانية يوجب على الإمبراطور البقاء على العرش حتى مماته. وفي مناسبة تاريخية أخرى تحدث لأول مرة منذ 30 عاماً تقريباً، ألقى إمبراطور اليابان الجديد “ناروهيتو” في الرابع من مايو 2019 – بعد اعتلائه العرش الأقحواني للبلاد في الأول من مايو 2019 – خطاباً للشعب الياباني من خلال شرفة القصر الإمبراطوري في العاصمة طوكيو.
حيث احتشد أكثر من 140 ألف شخص خارج القصر الإمبراطوري (وهو أكثر من عدد الحضور لتحية الإمبراطور الأب في عام 1990 وفقاً لوكالة البلاط الإمبراطوري) صباح يوم السبت من أجل الاستماع لخطابه الأول للشعب. وخرج الإمبراطور الياباني الجديد إلى شرفة قصره برفقة زوجته والإمبراطورة الجديدة “ماساكو” والتي كانت ترتدي ثوباً أصفر اللون مع أعضاء من العائلة الإمبراطورية اليابانية من بينهم الأمير وولي العهد المستقبلي “أكيشينو”. ورحب أعضاء العائلة الإمبراطورية بالحضور عبر التلويح لهم من الشرفة وشكرهم على تهانيهم الحارة. حيث خرج الإمبراطور لتحية الشعب 6 مرات، منذ الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت اليابان، ودام خروجه لـ 5 دقائق تقريباً في كل مرة، تقديراً منه للحاضرين وتعبيره عن امتنانه.
إمبراطور اليابان الجديد “ناروهيتو” يرحب بالشعب في القصر الإمبراطوري
وقال الإمبراطور الجديد في خطابه: “أقف اليوم هنا بعد مراسم اعتلائي للعرش. وأشعر بسعادة وامتنانٍ عميقين لمجيئكم للاحتفال. أتمنى لكم الصحة والسعادة. وآمل بشكلٍ صادق في المزيد من التطور لبلادنا، في نفس الوقت الذي نتعاون فيه مع الدول الأخرى من أجل السلام العالمي”. يُذكر أن إمبراطور اليابان الجديد ولد في عام 1960 بعد الحرب العالمية الثانية وهو أول إمبراطور يحكم البلاد وولد بعد الحرب، ودرس في جامعة أوكسفورد خارج البلاد وهو أول إمبراطور ياباني ايضاً يتحدث الإنجليزية بطلاقة برفقة زوجته الإمبراطورة “ماساكو” والتي كانت دبلوماسية سابقة وتخرجت من جامعتي هارفرد وأوكسفورد معاً. حيث يعتقد الكثيرون من الشعب الياباني بأن ذلك علامة على انفتاح اليابان على العالم بشكلٍ أكبر من السابق، وسيساهم الإمبراطور الجديد مع الإمبراطورة الجديدة ببناء جسورٍ جديدة لتقوية العلاقات اليابانية مع العالم
المصادر: وكالة البلاط الإمبراطوري اليابانية ــ هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية ــ رويترز
صورة العنوان: وكالة رويترز عبر إيسيه كاتو – 4 مايو 2019
يبدو رجلا طيبا ومتفتحا خصوصا انه درس خارج اليابان وخالط ثقافات اناس اخرين.
مهمة الامبراطور الجديد ستكون تحدي له في مسيرته العملية
حقبة ريوا حقبة خير و بركة و ازدهار على اليابان
يبدو ان عام ٢٠١٩ كان عاما ذهبيا مليئا بأحداث مهمة في اليابان لم يمكن ان نعيشها مرة أخرى