آراتا إيسوزاكي.. فيلسوف العمارة اليابانية الحديثة

استحق آراتا إيسوزاكي الراحل لقب فيلسوف العمارة اليابانية الحديثة بجدارة، فهو معروف بإنجازاته في الهندسة المعمارية في عز شبابه، إليكم نبذة عنه:

على ضفاف بحيرة عين الصيرة بمنطقة الفسطاط بالقاهرة يقع المتحف القومي للحضارة المصرية على مساحة 33 فدانا، ومن المقرر افتتاح ثلاث قاعات جديدة بالمتحف الجاري تطويره إيذانًا بالافتتاح الجزئي للمتحف قريبًا. والثلاث قاعات المذكورة آنفًا من تصميم المهندس المعماري الياباني آراتا إيسوزاكي والذي تعاقدت معه الحكومة المصرية لتصميم كافة أعمال العرض المتحفي.

والقاعات هي: قاعة المومياوات الملكية بمساحة 930 مترًا، وقاعة العرض المركزي على مساحة 2500 متر مربع. بينما القاعة الثالثة والتي انتهت إنشائيًا وهي قاعة العاصمة التي سيتم افتتاحها بعد الانتهاء من تجهيزها وتحديد موعد جديد عقب ذلك. ويتبقى خمس قاعات عرض أخرى بالمتحف، ليصل إجمالي عدد قاعات العرض بالمتحف إلى تسع قاعات عرض رئيسية بمساحة 23 ألف متر مربع.

وفى الحقيقة لم يكن هذا العمل هو الأول لآراتا إيسوزاكي فى مصر! فقد سبق وفازت شركته بتصميم مباني الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا في مسابقة عالمية شاركت فيها 75 شركة من كبرى الشركات المعمارية في مصر واليابان فى 22 ديسمبر 2009م.

من هو هذا المعماري الياباني الفريد؟

هو أحد المهندسين المعماريين الذين قادوا هندسة ما بعد الحداثة في تنظيم الوضع المعماري للعالم. والذي تم تقسيمه وتفكيكه إلى ظواهر مختلفة، وإعادة وضعه في الوضع الثقافي الشامل، وتجميع النظرة العامة ولغة النقد خاصة في اليابان. بالنسبة للجيل بعد كينزو تانج (معهد الهندسة المعمارية والتصميم الحضري)، يعتبر أن إيسوزاكي نظم التطور العام للخطاب المعماري بعد عام 1970.

كان جده توكوسابورو إيسوزاكي، تاجر جملة للأرز. وشغل أيضًا منصب رئيس مجلس مدينة أويتا، واستخدم مستودع الأرز كملعب من قبل يوشيكازو ميورا وفوساو هاياشي عندما كان طفلاً، وتم تعيينه كمصمم لمكتبة محافظة أويتا السابقة، التي بنيت بتبرع من يوشيكازو ميورا.

فقد والده- ماساتسوغو إيسوزاكي (1901-1951)، والذي كان يعمل رجل أعمالٍ يدير شركة أويتا لوري – ،وهو في السنة الثانية من جامعة طوكيو. الذي تخرج من قسم الهندسة المعمارية في عام 1954 وكان عمره23 عاماً. وفي عام 1960 شارك في مشروع طوكيو مع كيشو لوروكا وآخرين في مختبر كينزو تانج. وفي عام 1961 حصل على درجة الدكتوراة في الهندسة المعمارية من جامعة طوكيو وكان عمره آنذاك 30 عامًا. وفي عام 1963 تقاعد من مختبر لينزو تانج ليؤسس معهده الخاص باسمه.

وفي عام 1967 قام بتصميم مكتبة أويتا وعمره 36عاما. وبعدها بعام تولى منصب المدير التنفيذي لمؤسسة التخطيط البيئي. وفي عام 1975 وهو عام غزير الإنتاج أصدر كتابه “هدم العمارة”، وصمم متحف محافظة غونما للفن الحديث، ومتحف مدينة كيتاكيوشو للفنون.

ومن أعوام 1980 إلى 1992 يتعاون مع المصور كيشين ساساياما لنشر سلسلة “الحملة المعمارية”. وفي عام 1983 ينتهي من تصميم مبنى مركز تسوكوبا. وكان يعتبر وقتئذ الحامل القياسي للهندسة المعمارية في مرحلة ما بعد الحداثة وكان عمره 52 عامًا. وفي عام 1986 شارك في مسابقة طوكيو للمباني الحكومية الحضارية. ومن عام 1991 إلى عام 2002 شغل منصب رئيس تحرير مجلة متخصصة في العمارة لمدة ثلاث دورات متتالية. وفي أعوام :2004،2000،1996 عمل مفوض معرض بينالي البندقية للهندسة المعمارية-جناح اليابان.

وقد تم انتخابه عضوًا في أكاديمية الفنون اليابانية عام 2017. وحصل على العديد من الجوائز العالمية نذكر منها على سبيل المثال الميدالية الذهبية من المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين 1986، جائزة آساهي 1988، جائزة الأسد الذهبي في معرض بينالي البندقية للهندسة المعمارية 1996، جائزة بريتزكر 2019 (تعتبر الجائزة الأكبر والأهم فى مجال الهندسة في العالم وغالبا ما يشار إليها باسم جائزة نوبل للهندسة المعمارية) .

توفي المهندس المعماري عن عمر 91 عاماً واقتصرت جنازته على أفراد أسرته المقربين في أوكيناوا، تاركاً إرثه وبصمته المميزة في عالم الهندسة المعمارية.

صورة المقال: Manel Armengol / Archivo

الكاتب: الدكتور رضا محمد عبد الرحيم

باحث بوزارة الآثار المصرية وحاصل على الماجستير في الآثار، مؤلف كتاب (أيام في طوكيو)، وعضوًا عاملاً في اتحاد كتاب مصر، والجمعية المصرية للدراسات التاريخية.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)