حينما قمنا مؤخراً بنشر موضوعنا عن أقوى جواز سفر في العالم، لاحظنا كثرة الرسائل والاستفسارات عن جواز سفر الإمارات. أليس هو الأقوى في العالم؟! وزادت التساؤلات أيضاً حول سبب استمرار جواز السفر الياباني في الحفاظ على لقبه كأقوى جواز بالعالم. لذلك سنبين التفاصيل.
زادت التساؤلات حول سبب استمرار جواز السفر الياباني في الحفاظ على مركزه الأول كأقوى جواز سفر على مستوى العالم للسنة الخامسة على التوالي. وذلك وفقاً لتقرير أصدره مؤشر “هينلي” لجوازات السفر. فكيف حافظ جواز السفر الياباني على هذا المستوى؟ وماذا عن جواز سفر الإمارات؟! أليس هو الأقوى على مستوى العالم؟ هذه الأسئلة وردتنا كثيراً عبر الرسائل في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. وقد وردت في بعض التعليقات أيضاً.
لكن في البداية لابد من التوضيح! عند القول أنّ جواز السفر الياباني هو الأقوى في العالم لهذا العام، فذلك صحيح. وعند القول أن جواز سفر الإمارات هو الأقوى في العالم، فذلك صحيح أيضاً! قد تثير هذه العبارة الريبة والحيرة في نفوس الكثير من القراء، لكن هذا هو الواقع! فكيف ذلك؟! الأمر ببساطة يعتمد على المؤشر المعتمد في تقييم الجوازات.
فجواز السفر الياباني هو الأقوى عالمياً (بالمرتبة رقم واحد). وجواز سفر الإمارات بالمرتبة السادسة عشر وفقاً لمؤشر “هينلي”. بينما يتصدر جواز السفر الإماراتي قائمة أقوى الجوازات في العالم، وجواز سفر اليابان في المرتبة الرابعة عالمياً وفقاً لمؤشر “باسبورت إنديكس”! أي أنّ جواز السفر الياباني هو الأقوى في مؤشر “هينلي”. في حين أن جواز السفر الإماراتي هو الأقوى، في مؤشر مختلف واسمه “باسبورت إنديكس”.
ما سبب الاختلاف بتصنيف جوازات السفر بين مؤشري هينلي و باسبورت إنديكس؟!
إنّ السبب وراء اختلاف تصنيف وترتيب جوازات السفر بين هذين المؤشرين يعود إلى اختلاف المعايير في تصنيف جوازات السفر لكلا المؤشرين! لكن قبل التطرق إلى المعايير، لابد من التعرف أكثر على مؤشر “هينلي”.
يعتبر مؤشر “هينلي” المؤشر (الأكثر موثوقية) بحسب ما ورد في موقعه الإلكتروني. حيث يعتمد على بياناتٍ تاريخية تمتد على مدار 18 عاماً. ويعتمد في تصنيفه للجوازات على البيانات المقدمة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA). ويشمل المؤشر بتصنيفه 199 جواز سفر و 227 وجهة سفر مختلفة. ويتم تحديث التصنيف بشكل ربع سنوي (كل 3 أشهر).
مؤشر هينلي معتمد أكثر لدى المؤسسات الكبرى
ويعتمد مؤشر “هينلي” في تصنيفه على عدد الدول التي تسمح لحامل جواز السفر بالدخول بدون تأشيرة. أو تلك الدول التي تسمح لحامل الجواز بالدخول عند منحه تأشيرة عند الوصول سواءً كانت إلكترونية أو مطبوعة في حال الحصول على تأشيرة سياحية. ويُمنح الجواز نقطة واحدة لكل دولة على هذا الأساس. ويعود سبب اعتماد تقييم وتصنيف مؤشر “هينلي” لدى أكبر المواقع الإخبارية والإعلامية مثل سي إن إن، بلومبيرغ، و فورتشن، و سي إن بي سي، العربية، الجزيرة، إلى أن بياناته المقدمة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي هي الأكثر دقة واعتمادية وموثوقية.
أما بالنسبة إلى مؤشر “باسبورت إنديكس”، فهو يقدم نفسه من خلال موقعه الإلكتروني على أنه أداة تفاعلية لتصنيف جوازات السفر، أي أنه يتم تحديثه بشكل لحظي ومتكرر وليس كل 3 أشهر مثل مؤشر “هينلي”. فقد تتغير البيانات لدى “باسبورت إنديكس” في أي لحظة.
علماً بأن البيانات مقدمة من الحكومات بشكل رسمي ويتم تدعيمها بأبحاث خاصة من “مصادر موثوقة للغاية”، لكن لم يتم ذكر هذه المصادر في الموقع الإلكتروني لـ”باسبورت إنديكس”. والجدير بالذكر أنّ “باسبورت إنديكس” تم ابتكاره ودعمه من قبل شركة آرتون كابيتال”. وهي شركة خدمات استشارية مالية مقرها في مونتريال ، كندا.
اقرأ أيضاً: اليابان تحل في المرتبة الـ10 من بين البلدان الأكثر أماناً في العالم
ويعتمد “باسبورت إنديكس” في تصنيفه – الذي يشمل 193 دولة بالإضافة إلى 6 أقاليم (مثل الفاتيكان والمناطق التابعة للسلطة الفلسطينية و ماكاو التابعة للصين)- على عوامل عدة أبرزها: نقاط التنقل لحامل جواز السفر، الدول التي تسمح لحامل الجواز بالدخول بدون تأشيرة، أو تلك التي تسمح بالدخول عبر تأشيرة عند الوصول، أو عند الحصول على تأشيرة إلكترونية خلال 3 أيام، بالإضافة لمؤشر التنمية البشرية المقدم من الأمم المتحدة. وبناءً على هذا النظام، كلما زادت عدد النقاط بالأخذ بعين الاعتبار لهذه العوامل، زادت رتبة جواز السفر ضمن قائمة هذا المؤشر.
وهذا ما يفسر سبب الاختلاف بين المؤشرين. طالما أن طرق ومعايير التصنيف مختلفة، من الطبيعي أن نجد اختلافات في التقارير. لكن سنسعد بكل تأكيد حين نرى جواز سفر الإمارات في المرتبة الأولى في مؤشر “هينلي” أيضاً! ونرجو كذلك لباقي جوازات السفر في الدول العربية.
ما سبب قوة جواز السفر الياباني؟
سواءً اعتمدنا على مؤشر “هينلي” أو مؤشر “باسبورت إنديكس”، فالحقيقة واحدة. وهي أنّ جواز سفر اليابان قوي للغاية. لكن ما السبب تحديداً؟ السبب يكمن بكل بساطة في عدد الدول التي يستطيع حامل هذا الجواز السفر إليها بدون تأشيرة. أو يمكن السفر لهذه الدول بالحصول على تأشيرة عند الوصول للمطار. وهذه الدول عددها أكثر من 170 دولة لدى كلا المؤشرين. أي بمعنى آخر: عدد الوجهات كبير لحامل هذا الجواز.
(يمكن الاطلاع على تقرير “هينلي” مع قائمة أقوى جوازات السفر بالعالم بالضغط هنا)
فحامل جواز السفر الياباني يستطيع الوصول للكثير من الوجهات السياحية الجذّابة المتوزعة تقريباً في كل قارة حول العالم. وذلك يشمل دول الاتحاد الأوروبي، أمريكا الشمالية، أمريكا الوسطى، أمريكا الجنوبية، إفريقيا، دول الخليج والشرق الأوسط بالإضافة لغيرها من الدول!
Photo by Sebastian Herrmann on Unsplash
مقال يوضح الاختلاف في التصنيفات بطريقة جيدة حتى لا تختلط علينا الامور مستقبلا عندما نسمع تصنيفا ما
الصراحة ان الامارات دولة تهتم بشعبها كثيرا و فكرة ان الامارات تنافس دولة اليابان في حد ذاتها انجاز مهم
شكرا على هذه المعلومات القيمة
اتمنى ان يصل جواز بلدي لهذه المراتب
انه يستحق لقب الاقوى
مؤشر هينلي معتمد اكثر من المؤشرات الاخرى لقوة جوازات السفر
يمكن لحامل جواز السفر الياباني السفر لاكثر من 170 دولة في العالم
وفقا لمعلوماتي كافة الهيئات والحكومات وكذلك الصحافة تعتمد مؤشر هنلي عند تصنيفها لقوة جوازات السفر، ولم اسمع أو اقرأ عن إحدى الحكومات أو الصحف أو قنوات التلفزة تعتمد على المؤشر المدعو باسبورت إنديكس، على الاقل وفقا لمتابعتي لهم في أوروبا حيث أقيم، ووفقا لمعرفتي بحكومة الامارات استطيع ان اقول وبكل قناعة بأن هذه المرتبة قد تم شراؤها بالمال وعلى الأغلب أن هذا الموقع هو موقع تجاري غايته تحصيل الأموال ممن يدفع اكثر، بل أني لا أستبعد أبدا أن تكون حكومة الإمارات هي من قامت بانشائه وتمويله من الباطن لهذه الغاية.