نبذة عن شركة نيسان

نسلط الضوء في هذا الموضوع على شركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات. بالإضافة إلى نبذة تاريخية عنها، ابتكاراتها، تحالفاتها، وشركاتها الفرعية.

نبذة تاريخية

يقع المقر الرئيسي لشركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات في مدينة يوكوهاما، اليابان. وتبيع الشركة سياراتها تحت علامتي نيسان وإنفينيتي للسيارات الفارهة، والعلامة التجارية داتسون سابقًا، إضافةً إلى القسم “نيسمو” الخاص بتعديل السيارات.

ويعود تاريخ الشركة إلى عام 1910. وذلك حين قام رائد الأعمال الياباني “يوشيسوكي آيكاوا” بتأسيس شركة “توباتا” لصب المعادن. وفي العام الذي يليه (1911)، قام “ماسوجيرو هاشيموتو” بتأسيس شركة “Kwaishinsha” (كوايشينشا) لتصنيع السيارات للسوق المحلي والتي أصبحت رائدةً في هذا المجال. وذلك خصوصاً في عام 1914 حينما تم إطلاق أول سيارة واسمها DAT اختصاراً للأحرف الأولى من ألقاب المستثمرين الثلاثة الذين استثمروا في هذه الشركة (كينجيرو دين، روكورو أوياما، أكيتارو تاكيوتشي). 

حققت الشركة نمواً ليصل رأسمالها إلى 600 ألف ين، وكان يعمل بها 60 موظفاً. وقد أنتجت الشركة سيارتها DAT-41 التي تعمل بأول محرك رباعي الاسطوانات مصبوب بجسم واحد في اليابان. 

ميلاد شركة داتسون 

وفي عام 1925، بدأت شركة DAT بالعمل مع شركة “جيدوشا” (Jidosha) التي تأسست في أوساكا، من أجل زيادة المبيعات. وبعد 6 سنوات قررت الشركة تحقيق المزيد من التقدم في مجال صناعة السيارات من خلال الانضمام والعمل مع شركة “توباتا” لصب المعادن، وهذه الشركة عملت على توفير قطع غيار السيارات ولها خبرة سابقة في التعامل مع هذا المجال. وهذا ما يفسر اهتمام DAT و Jidosha بالعمل مع “توباتا”. حتى أصبحت (DAT Jidosha) شركةً فرعيةً تابعةً لشركة “توباتا”. وقد تم تغيير اسم الشركة في عام 1932 ليصبح Datsun.

وبذلك أثمرت الشراكة بين كل من (دات) DAT و (جيدوشا) Jidosha و Tobata (توباتا) إلى تكوين شركة كبرى تغير اسمها لاحقاً في عام 1933 ليصبح نيسان NISSAN حينما أصبحت شركة “نيهون سانغيو” القابضة، المستثمر الرئيسي -بنسبة 100%- في شركة نيسان.

التوسع المحلي والدولي

توسعت شركة نيسان بشكل كبير مع مرور السنوات. حيث استحوذت على شركة “برِنس موتور” اليابانية في عام 1966. والتي كانت تصنّع طائرات متنوعة للجيش الياباني أثناء الحرب العالمية الثانية تحت اسم “شركة تاتشيكاوا لصناعة الطائرات”. ليتغير نشاطها (برِنس موتور) لاحقاً إلى مجال صناعة السيارات. واشتهرت بسيارات سكايلاين (السيدان متوسطة الحجم والرياضية). 

لكن التوسع والنشاط الدولي لنيسان لم يبدأ بعد استحواذها على شركة برنس. بل بدأ قبل ذلك بكثير! ففي خمسينيات القرن الماضي، توسعت نيسان دولياً بشكل كبير عبر سياراتها التي حملت اسم “داتسون” سابقاً. وانتشرت سياراتها في الأسواق العالمية بما في ذلك أستراليا والولايات المتحدة.

ثم توسعت نيسان ببناء المصانع في عدة دول حول العالم ومنها المكسيك، البرازيل، الهند، نيوزيلندا، جنوب إفريقيا، وفي أوروبا. وقد افتتحت نيسان مصنعاً في مدينة سندرلاند شمال إنجلترا في عام 1986. وبحلول عام 2007، وصل معدل إنتاجه لنحو 400 ألف سيارة سنوياً. ليصبح بذلك أنشط المصانع إنتاجاً في القارة الأوروبية. 

تحالفات نيسان وقضية كارلوس غصن

وجدت شركة نيسان في التحالف مع كل من رينو وميتسوبيشي فرصاً قويةً في استمرار أعمالها محلياً ودولياً. وذلك بعد تعثر نيسان في سداد ديونها والتقليل من خسائرها بسبب الأزمات المالية التي مرت بها. ونشأ التحالف بين نيسان ورينو عام 1999، قامت رينو بموجبه بدفع 33 مليار فرنك فرنسي لنيسان مقابل الاستحواذ على 43.4% من حصة شركة نيسان. مقابل امتلاك نيسان لـ15% من أسهم شركة رينو الفرنسية. كما انضمت ميتسوبيشي فيما بعد إلى هذا التحالف. حيث استحوذت نيسان بموجب التحالف على 34% من حصة ميتسوبيشي عام 2016، مقابل مبلغ 2 مليار و 600 مليون دولار. (يمكن الاطلاع على المزيد من تفاصيل هذا التحالف بالضغط هنا). 

تولى “كارلوس غصن” مسؤولية إنقاذ شركة نيسان ورينو من شبح الإفلاس. وحقق نجاحات وإنجازات كبيرة في هذا الصدد. كما تم وصفه بالبطل الخارق في مانغا Big Comic Superior عام 2002. لأنه حقق نجاحاً باهراً في تحويل شركة نيسان التي كانت تعاني من الخسائر ومخاطر الإفلاس، إلى شركة تحقق الأرباح خلال وقت قصير جداً! وهذا النجاح الكبير للغاية، راهن الكثير على فشله، ليصابوا بالدهشة والحيرة حين شهدوا هذه المعجزة التي أنجزها “كارلوس غصن” الذي كان رئيساً لقطاع عمليات نيسان وتم تعيينه كرئيس تنفيذي أيضاً للشركة في عام 2001. 

نهاية شهر العسل بين غصن ونيسان

في أواخر عام 2018، فوجئ عشاق نيسان والمعجبين بكارلوس غصن بخبر احتجازه من السلطات اليابانية. وذلك بسبب اتهامات مزعومة بالتهرب الضريبي وإساءة استخدام أموال نيسان لسداد نفقاته الشخصية وتكاليف رحلاته العائلية. دفع كارلوس غصن 9 ملايين دولار مقابل الخروج بكفالة بعد فترة 3 أشهر قضاها رهن الاعتقال. وقال إنه بريء وملتزم تماما بالدفاع عن نفسه بقوة من خلال محاكمة عادلة ضد ما وصفها بالاتهامات غير المستحقة والعارية عن الصحة. وبعد الإفراج عن “غصن” وإعلانه عن عزمه لتنظيم مؤتمر صحفي يدافع فيه عن براءته في يوم 11 أبريل.

عاودت النيابة العامة في اليابان اعتقاله مجدداً (للمرة الرابعة) على خلفية اتهامات جديدة تتعلق بتهمة تحويل جزء من أموال نيسان إلى وكالة بيع في عُمان يديرها أحد معارفه. تطورات قضية غصن وأخبار اعتقالاته المتتالية، انتهت بخبر غريب وغامض للغاية من خلال هروبه “المستحيل” من اليابان! حيث نجح كارلوس غصن بالهرب من خلال رحلة خاطفة من اليابان إلى لبنان مروراً بتركيا. وقد شرح السبب الذي أدى إلى هذا الهروب وهو النظام القضائي الياباني “غير العادل” على حد تعبيره. جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالعاصمة اللبنانية بيروت. ويمكن الاطلاع على آخر تطورات كارلوس غصن بالضغط هنا.

بعد انتهاء عهد “كارلوس غصن” مع نيسان ورينو، تمت إعادة تشكيل التحالف من جديد. حيث خفضت حصة رينو في نيسان من 43.4% إلى 15% لتكون مماثلة لحصة نيسان في رينو. ويركز تحالف الشركات الثلاثة على تطوير وإنتاج السيارات الكهربائية.

نيسان في الوقت الحاضر

أصبحت نيسان في عام 2017 سادس أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم. وقد أصبحت أيضاً أكبر شركة لصناعة السيارات في أمريكا الشمالية عام 2014. وقد تجاوزت أرباحها أكثر من 75 مليار دولار في عام 2022. فضلاً عن كونها العلامة التجارية اليابانية الرائدة في كل من روسيا والصين والمكسيك. وأصبحت نيسان من أكبر الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية في العالم. حيث تم بيع أكثر من 320 ألف سيارة لها (تعمل بشكل كلي بالكهرباء) حتى ذلك العام. وأكثر السيارات الكهربائية مبيعاً في نيسان هي سيارة ليف والتي حصلت على لقب أحد أكثر السيارات الكهربائية في العالم.

وبعد مرور 10 سنوات على إطلاق سيارة “ليف” الكهربائية، احتفلت نيسان ببيع أكثر من 500 ألف سيارة “ليف” حول العالم. وعبر الرئيس والمدير التنفيذي لنيسان “ماكوتو أوتشيدا”، عن امتنانه وتقديره للعملاء في التحوّل من السيارات العاملة بالوقود، إلى السيارات الكهربائية من أجل عالم أكثر استدامة ومرونة.

ابتكارات نيسان

فيما يلي نشرح أبرز الابتكارات التي قدمتها شركة نيسان في عالم صناعة السيارات:

إنذار الباب الخلفي 

يتيح هذا الابتكار تذكر السائق في حال وجود أغراض منسية في المقعد الخلفي بالسيارة. 

نظام فرملة المقطورات

يمكن من خلال هذا الابتكار تشغيل الفرامل الخاصة بالمقطورة التي يتم سحبها عبر سيارة بيك أب “تايتن” من إنتاج نيسان. ويمكن تشغيل فرامل المقطورة من خلال عجلة القيادة بالسيارة.

الإنذار المبكر عند الحركة

يعد هذا الإنذار من أهم وسائل المحافظة على الأمن والسلامة في الطرقات. حيث يمكن من خلال هذا الابتكار المعروف باسم “كانتو”، إطلاق صفارة إنذار حتى يتمكن المشاة من معرفة وجود سيارة بالقرب منهم. وهذا يساعد في التقليل من حوادث الدهس خصوصاً لدى المارّة الذين يركزون بنظرهم على شاشات هواتفهم المحمولة عند قطع الطرقات.

نظام فتح شنطة السيارة بالموجات الصوتية

أهم ميزة يبحث عنها المتسوقون لاسيما عند حمل أكياس كثيرة بعد قضاء وقت طويل في التسوق. كيف يمكن فتح شنطة السيارة بدون وضع الأكياس على الأرض واتساخها وإعادة حملها مرة أخرى بشكل سريع وعملي؟ أجابت نيسان بهذا الاختراع الذكي والعملي.

تعزيز تحديد المسارات عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)

يعد هذا الابتكار هام للغاية من أجل المحافظة على أمن وسلامة الطرقات. لاسيما في الحد من الحوادث المرورية الناجمة عن تغيير المسارات في الطرق.

نظام تبريد المقود

هذا الابتكار يوفر مستوى راحة استثنائي للسائقين خصوصاً خلال الأيام التي تشهد ارتفاعاً حاداً بدرجات الحرارة خلال موسم الصيف. يمكن من خلاله المحافظة على برودة اليدين عبر تمديد قنوات تبريد متصلة بمروحة إلى المقود.

تحديد أقرب الأماكن المتاحة لوقوف السيارة

يختصر هذا الابتكار الكثير من الوقت في البحث عن أقرب مكان لمواقف السيارات عند الوصول لاسيما في الأماكن المزدحمة. حيث يعتمد الابتكار على جمع المعلومات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من السائقين الذين قاموا بزيارة هذه الأماكن سابقاً.

النظام المحيطي لتحديد المسافات بين الأجسام

يتيح هذا النظام المساعدة في صف (ركن) السيارة. وذلك من خلال الحساسات المتوزعة في بدن السيارة من أجل حساب المسافات بدقة أكبر في مواقف السيارات.

نظام رصد الأجسام منخفضة الارتفاع

يصعب على السائق في بعض الأحيان رؤية الأجسام منخفضة الارتفاع لاسيما عند محاولة ركن السيارة. هذا الابتكار يحل الكثير من مشاكل ارتطام السيارة ويقيها من الصدمات والخدوش التي قد تحدث عند محاولة ركن السيارة خصوصاً في الأماكن الضيقة. 

منتجات نيسان

تنتج نيسان العديد من طرازات السيارات ضمن مختلف الفئات (السيارات الرياضية، الكوبيه، السيدان، الـSUV، بيك أب، كروس أوفر، سيارات الدفع الرباعي العائلية الكبيرة)

الوحش جي تي آر (غودزيلا)

سيارة جي تي آر (GT-R) المعروفة عالمياً بالغودزيلا نظراً لشكلها الجريء وتاريخها الطويل في تحطيم الأرقام القياسية في عالم السباقات والسرعة.  يدرك الكثير من عشاق GT-R أن تاريخ هذه السيارة حافل بالإنجازات منذ أيام الطرازات القديمة (سكايلاين Skyline). ومنذ ظهور الطراز الجديد (جي تي آر) حطمت الأرقام القياسية حتى في موطن السيارة الألمانية الرياضية بورشه عام 2007.

حيث حطمت الرقم القياسي في حلبة نوربوغرينغ Nürburgring بإنهاء لفة كاملة خلال 7 دقائق و 29 ثانية. خلال وقت أسرع من بورشه 911 تيربو و أسرع أيضاً من بورشه GT2. بل تفوقت أيضاً في حلبة برنامج السيارات الشهير “توب جير” على بوغاتي فيرون، فيراري إنزو، لكزس LFA، أودي R8 V10، جاغوار XKR S، لامبورغيني LP640، مازيراتي MC12. باختصار يمكن مشاهدة مقطع السائق “ستيغ” وهو يقود جي تي آر مستمتعاً بألحان أغنية جزائرية:

كل هذه الإنجازات تحققت بمحرك مؤلف من 6 اسطوانات وبقوة تزيد عن 500 حصان.

ماكسيما 2023

تعد ماكسيما أفخم سيارات نيسان من فئة السيدان التي تنتجها حالياً. ويتألف محركها من 6 اسطوانات بسعة 3.5 لتر قادر على توفير قوة 300 حصان.

آرمادا 2023

تعد سيارة آرمادا من أكبر ما تنتجه الشركة ضمن فئة سيارات الدفع الرباعي الكبيرة. وهي من نفس فئة باترول و إكس تريل. لكن ما يميز هذه السيارة أنها مزودة بمحرك مكوّن من 8 اسطوانات. وهو ذو سعة 5.6 لتر يعمل بسحب هواء طبيعي وبقوة 400 حصان وعزم دوران 413 رطل قدم – 560 نيوتن متر. كما أن حجمها الكبير يتيح إمكانية نقل 8 ركاب (مع السائق).

نـيـسـان ليست مجرد شركة لصناعة السيارات

على الرغم من تركيز الشركة على صناعة السيارات، إلا أنّ مساهماتها تعدت هذا المجال. كان لها خدمة للهاتف المحمول تعرف باسم (Tu – Ka) وقامت ببيعها عام 1994 لشركة الاتصالات اليابانية التي تعرف اليوم باسم “KDDI”. وكان لها قسم خاص بالسفن يعرف باسم Nissan Marine. لكن منذ عام 2014، أصبحت تحمل اسم شركة “توهاتسو” المختصة بتصنيع وإنتاج محركات السفن والقوارب. وكذلك اليخوت والقوارب الفاخرة.

كما أنتجت نيسـان محركات للصواريخ الفضائية من أجل إطلاق الأقمار الاصطناعية. مثل صاروخ Lambda 4S الذي تم إطلاقه بنجاح عام 1966. 

لكن هذا القسم لم يستمر طويلاً. حيث تم بيعه لشركة IHI اليابانية للصناعات الثقيلة في عام 2000. 

أما أنشطة نـيسان الحالية خارج قطاع صناعة السيارات، فهي تتمثل في صناعة الروبوتات والذكاء الاصطناعي. حيث تعتمد في أبحاثها في هذا المجال على تطوير المجال الأهم بالنسبة لديها وهو صناعة السيارات. 

وتعتمد في تسويق ما حققته من تقدم في هذه الساحة التقنية، ضمن قطاع السيارات وتوظف أبرز ما توصلت إليه من مزايا ضمن هذا المجال. مثل ميزة التنقل الذكي ضمن سيارات نيـسان. 

ولعلّ روبوتات “إيبورو” التي تقدمها نـيسـان، أفضل مثال على الترويج لمستقبل القيادة الذاتية والذكية ضمن سياراتها. والتي تهدف من خلالها إلى تقليل الحوادث المرورية والحفاظ على الأرواح والممتلكات.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع. مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

صورة المقال الرئيسية: نيـسـان كاشكاي 

Photo by Matthijs Waanders on Unsplash