لا شك بأن الحوادث تقع في كل دول العالم بما في ذلك الدول المتقدمة، والأخطاء واردة في كل الأوقات مهما بلغت جودة الخدمات المقدمة في أفضل الشركات وأكبرها حتى في اليابان. فالمهم هو ليس وقوع الخطأ أو عدمه، إنما ما يترتب عليه من تبعات بعد وقوعه. هل سيتعلم مرتكب الخطأ مما حدث؟ وكيف ذلك؟ وكم سيستغرق من الوقت حتى يتعلم؟ وما هي الإجراءات التي اتخذها لتجنب الوقوع في الخطأ بالمستقبل؟ وما هو حجم التكاليف المترتبة على هذه الإجراءات؟ كل هذه التفاصيل الدقيقة والتي قد تبدو مملة أحياناً للبعض؛ إلا أنها هامة جداً للغاية من أجل استمرارية الشركات في كافة المجالات لاسيما حينما يتعلق الأمر بتحسين معايير الجودة والسلامة التي تجريها الشركات بشكل دوري كل شهر أو كل فترة على مدار السنة.
وشركة سكك حديد شرق اليابان ليست مستثناة في هذا الصدد، وهي تعد أحد أكبر شركات السكك الحديدية في العالم، حيث قامت الشركة بافتتاح متحف خاص لحوادث قطاراتها في محافظة فوكوشيما عام 2002. وقامت بتوسعته مؤخراً سعياً منها لزيادة تركيز جهودها في التعلم من الحوادث التي وقعت لتفاديها بالمستقبل. فهو أمر ضروري لشركة كبيرة بهذا الحجم خاصةً أنها تخدم الملايين من الركاب والمسافرين يومياً في اليابان.
ويجد الكثير بأنها خطوة غريبة بأن تستعرض الشركة ماضيها مع الحوادث، لكن من يعرف المفهوم الياباني “هانسيكاي” 反省会 ، سيتفهم تماماً طريقة تعامل المجتمع الياباني والشركات في اليابان مع الحوادث والمشاكل والأخطاء. ويتمحور هذا المفهوم حول تأمل الأحداث التي أدت إلى وقوع هذا الخطأ ومناقشتها. ثم تطرح الأفكار والمقترحات التي تساعد في تجنب هذه الأخطاء والحوادث في المستقبل. لذلك فإن ظاهرة التأمل هذه أو مفهوم تأمل الأخطاء والحوادث معروفة لدى الشركات اليابانية إجمالاً لأنها تهدف بالأساس إلى التعلم من الأخطاء. بدلاً من الاختباء وراءها وعدم الاعتراف بها وإلقاء اللوم على أشخاص آخرين وذلك سيضعف بشكل حتمي أداء الشركة في المستقبل. ومع التعلم من الأخطاء يتم اكتساب الخبرة وهي جوهر التطور اللازم لمعايير الأمن والسلامة في اليابان.
وعلى هذا الأساس تم افتتاح المتحف الذي يجسد مفهوم (هانسيكاي)، حيث صرّحت الشركة بأنها تريد من موظفيها أن يتذكروا دوماً هذه الحوادث التي وقعت في الماضي من أجل التعلم منها، وقامت الشركة بتزويد المتحف بمشاهد مسجلة للحوادث التي أصابت قطاراتها طيلة السنوات الماضية، مع تقارير إعلامية وصحفية، بالإضافة إلى لافتات رقمية ومستندات و وثائق وتقارير تسجل فيها كافة التفاصيل المتعلقة بكل حادث من هذه الحوادث، ولم تكتفِ الشركة بهذا وحسب، بل إنها قامت مؤخراً – خلال التوسعة الجديدة – بوضع نماذج مطابقة للقطارات التي تعرضت للحوادث. وقد أتيحت الفرصة للصحفيين في شهر أكتوبر عام 2018 للدخول إلى المعرض الجديد. وللأسف فإن المعرض لا يفتح أبوابه إلا لموظفي الشركة فهو موجه لهم للتعلم من الأخطاء والحوادث الخاصة بالشركة.
مصادر:
-شركة سكك حديد شرق اليابان (المصدر باللغة اليابانية) (ملف PDF)
-الصور: The Sankei Shimbun
فلسفة وتقليد رائع يتمحور حوله مفهوم هانسيكاي فيتعلم الحميع من الاخطاء لتفادي وقوعها انها اليابان وهذا مايميزها .
مقالة رائعة
طبعا واني مع هذا الطرح الذي خلص ايه مسيرو الشركة التأمل في اصلاح الاخطاءوالمشاكل واقع مر نعيشه في وطننا الجزائر قارة باتم المعنى اعطاها الله من كل الخيرات في باطن الارض وفوق الارض ومركز وسط بين الشمال والجنوب اتمنى ان يمن الله علينا بعباد يقدسون العمل والانضباط والاخلاص في كل شئ مثل اليابانيين هذا الكلام اردده مرار وتكرارولكن من الشيطان ما بيبدنا حيلة الله يفرجها
في بعض الدول عن حدوث اي حادثه يسارعوا لاخفاء الاسباب الحقيقيهانما في اليابان يعملوا متحف
دروس مستفادة وتعد ثقافة تنظيمية
[…] متحف لحوادث القطارات في اليابان • مجلة اليابان • The Nippo… […]
بعد كل شيء يبقى تفكير اليابانيين مختلفا حقا!
فكرة ان تهتم بأخطائك وتتقبلها لدرجة ان تضعها في متحف رهيبة جدا!
أذكر أن احدا ما فعل شيئا مشابها لهذا لكن مع الطائرات وليس القطارات
هانسيكاي مصطلح جديد مثير للاهتمام
كنت اظن من قبل ان اليابان لا تحوي حوادث قطارات حتى قرأت هذا الموضوع ومع ذلك لم يزودنا بالتفاصيل الكافية حول هذه الحوادث.
المتحف مقصور على العمال حتى يتعلموا من أخطاء الشركة ويتجنبوها في المستقبل
المتحف سيقلل من حوادث القطارات في المستقبل لانه يزيد من وعي العمال ويحذرهم من الاهمال
فكرة رائعة تجعلني أقدر اخطائي وافكر في كتابتها تفصيلا حتى اعود اليها واتعلم منها