توفي رئيس الوزراء الياباني الأسبق «شينزو آبي» يوم الـ8 من يوليو داخل مستشفى في غرب اليابان جراء نزيف حاد، حيث كان قد أصيب بعيارين ناريين أطلقهما باتجاهه ياباني في الأربعينيات من عمره. إليك كل ما نعرفه حتى الآن حول ما حدث على هيئة سؤال وجواب.
( كُتب هذا المقال فجر الـ11 من يوليو 2022 بتوقيت اليابان أو مساء الـ10 من يوليو 2022 بتوقيت الدول العربية. في ظل الأحداث المتسارعة، تتغير المعلومات من ساعة لأخرى حول القضية مع تكشُّف تفاصيل جديدة، وقد تُصبح بعض معلومات المقال قديمة بمرور الزمن مع حدوث تطورات أكثر).
من هو «شينزو آبي»؟
يُعد «شينزو آبي» [يدعى باسم «آبي شينزو» داخل اليابان بسبب نظام التسمية المحلي الذي يقدم اسم العائلة]، من أبرز الساسة والقادة في تاريخ البلاد الحديث. وهو من عائلة سياسية عريقة، إذ خدم جده «نوبوسوكيه كيشي» في منصب رئيس الوزراء لمدة 3 أعوام حتى عام 1960.
وشغل «آبي» مقعداً في مجلس النواب (المجلس الأدنى من البرلمان الياباني) منذ 1996 عبر تمثيله الدائرة الرابعة في محافظة ياماغوتشي. وانتخب عام 2006 لمنصب رئيس الوزراء ولكنه استقال لأسباب صحية عام 2007، وثم انتخب مرةً أخرى عام 2012 لمنصب رئيس الوزراء حتى استقالته الصادمة عام 2020 جراء تفاقم مرضه “التهاب القولون التقرحي”.
ترك بصمةً كبيرةً في تاريخ البلاد السياسي، وأصبح صاحب أطول فترة خدمة في منصب رئيس الوزراء في تاريخ البلاد، بفترة بلغت 3,188 يوماً (نحو 9 سنوات). وبالإضافة لخدمته الطويلة في منصب رئيس الوزراء، قاد الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم لفترة مطولة وساهم بتشكيل العديد من سياسات اليابان الداخلية والخارجية في مجالات الاقتصاد، والسياسة والأمن وغيرها.
كيف اغتيل «آبي»؟
مع أن الإعلام الياباني ما زال في صدمة كبيرة ولم يطلق مصطلح “اغتيال” بعد على العملية التي نُفذت، إلا أنه اغتيل أثناء إدلائه بخطاب انتخابي بالقرب من محطة «ياماتو سايدايجي» في مدينة نارا بمحافظة نارا غرب اليابان، صباح الـ8 من يوليو.
حيث ذهب «آبيه» لنارا من أجل دعم مُرشح محلي تابع للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، في انتخابات مجلس المستشارين (المجلس الأعلى من البرلمان الياباني)، والتي عُقدت يوم الـ10 من يوليو/تموز 2022.
تسلّلَ المشتبه به ــ الذي ألقي القبض عليه بعدها بثوان ــ من خلف رئيس الوزراء الأسبق وأطلق عليه عيارين ناريين من سلاح بدائي (أخفاه داخل حقيبة) قام بصنعه بنفسه داخل المنزل عبر قراءة تعليمات على الإنترنت وفق الشرطة. وصنع السلاح من مجموعة من الأنابيب التي ثبتت على جزء خشبي وألصقت به باستخدام شريط أسود اللون.
ووفق السلطات، كان «آبي» في محافظة أوكاياما للإدلاء بخطاب يوم الـ7 من يوليو، وعلم الفاعل بجدوله من خلال الإنترنت وتتبعه إلى نارا حيث أصابه في صدره ورقبته.
هل توفي «شينزو آبي» على الفور؟
لم يتوف رئيس الوزراء الأسبق على الفور، بل انهار أرضاً ونُقل بمروحية طبية إلى مستشفى محلية في نارا، بعد أن عانى من توقف في القلب ووظائف التنفس. حيث حاول الأطباء إنعاشه لنحو 5 ساعات ولكنه فارق الحياة في تمام الـ5:03 مساءً جراء نزيف حاد.
هل كان المنفذ مسلماً؟؟!!!
انتشرت العديد من الإشاعات في المحتوى العربي على خلفية اغتيال رئيس الوزراء الياباني الأسبق، حيث زعم بعض ضعاف النفوس بأن منفذ الاغتيال كان “مسلماً” في محاولة لتشويه الحقائق. يجدر بالذكر أن المنفذ ياباني الجنسية وليس له علاقة بالإسلام أو أي منظمات إسلامية بحسب المعلومات المتوفرة حالياً.
من هو المنفذ؟
كشفت الشرطة عن هوية المنفذ، إذ يدعى «تيتسويا ياماغامي» ويبلغ من العمر 41 عاماً. خدم في قوت الدفاع الذاتي البحرية اليابانية بين 2002 و 2005، ويبدو أن لديه خبرة عسكرية سابقة.
ووفق التحقيقات، قالت الشرطة بأنه عاطلٌ عن العمل، ولكنه عمل في السابق داخل مصنع غرب البلاد لنحو سنة ونصف وترك عمله في مايو 2022 دون التسبب بمشاكل بحسب ما جاء في وسائل إعلام محلية.
تحدث المنفذ إلى الشرطة على خلفية اعتقاله، وأفصح عن دوافعه وتفاصيل حياته. وتبين لاحقاً من خلال مداهمة شقته، بأنه صنع عدة أسلحة يدوية بتعليمات وجدها عبر الإنترنت، بالإضافة لرغبته بصنع متفجرات ولكن لم يتمكن من ذلك على ما يبدو.
نشرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية مقابلات تلفزيونية مع أصدقاء من طفولته، والذين أكدوا بأنه كان من النوع الهادئ ولكنه لم يكن وحيداً وكان جيداً في الرياضة والمواد الأكاديمية.
ما هو دافع «ياماغامي»؟
لم تتكشف الحقيقة بالكامل حتى وقت كتابة هذا المقال، وما زالت العديد من التفاصيل ضبابية، كما لم يتم الإفصاح لوسائل الإعلام المحلية أو العالمية عن الكثير مما جرى أثناء استجواب «ياماغامي» بعد إلقاء القبض عليه بسبب عدم اكتمال التحقيقات.
ولكن الدافع الرسمي الذي أفصحت عنه السلطات من خلال التحقيقات الجارية، يتمحور حول والدة «ياماغامي» وعائلته. إذ اعترف للشرطة بأنه امتلك ضغينةً ضد جماعة دينية في اليابان تسببت بإفلاس والدته وتدمير عائلته عبر أخذ تبرعات مالية كبيرة منها.
وبحسب وسائل إعلام يابانية، أراد الفاعل اغتيال زعيم المنظمة الدينية ـــ التي لم يُفصح عن اسمها للصحافة بعد ـــ ولكنه بدل هدفه واغتال «آبي» بدلاً من زعيم المنظمة ظناً بأن رئيس الوزراء الأسبق كان مرتبطاً بتلك الجماعة.
ويجدر بالذكر أن «ياماغامي» قال أيضاً بأنه لم يقم باغتيال «آبي» بسبب سياساته. ولكن ما قاله تناقض مع أقواله الأولى يوم الـ8 من يوليو، حيث قال آنذاك بأنه لم يكن راضياً عن «آبي»، وهو ما دفع الملايين حول العالم للتشكيك بالقصة الرسمية.
وتجدر الإشارة هنا، بأن القصة الكاملة الحقيقية لدافع الفاعل لن تتكشف إلا بعد مرور الوقت واستقرار الأوضاع واستكمال التحقيقات، حيث إن أغلب التفاصيل التي كُشفت للعامة جاءت من مصادر إعلامية يابانية موثوقة، ولكنها اقتبست “مصادر استقصائية مجهولة الهوية”، وهو ما قد يفسر تناقض التفاصيل في بعض الأحيان.
ماذا عن الخرق في حمايات «شينزو آبي»؟
تحقق السلطات اليابانية في إمكانية حدوث تقصير من قبل طاقم الحماية والشرطة المحلية، قاد إلى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق. إذ عينت الحكومة لجنة ضخمة من المحققين ستراجع تفاصيل حماية «شينزو آبي» لمعرفة إن كان فريق الحماية قد قصر بعمله أو حدث أي خرق أمني داخله.
ويجدر بالذكر أن الاغتيالات السياسية شديدة النُّدرة في اليابان التي تشتهر بامتلاكها قوانين صارمة لامتلاك الأسلحة ومعدل منخفض للجرائم. ويرجح الخبراء بأن عدم شيوع جرائم السلاح في اليابان اتجاه الطبقة السياسية، بالإضافة لكون «آبي» رئيس وزراء أسبق، ساهم كثيراً في خفض مستوى جهوزية الأجهزة الأمنية التي كانت متواجدة أثناء الاغتيال.
ياترى ما الدافع الحقيقي وراء اغتياله
حتى ان الاغتيالات السياسية باليابان نادرة الحدوث فما السبب
أتمنى ان يكتشفون نية الفاعل الحقيقية وان لا تتكرر مثل هذه الحادثة فاليابان بلاد السلام
اتمنى ان يلقى عقابه جزاء فعلته الشنيعة التي اقترفتها يداه
يبدو ان الاسباب دينية
2886 يوم هي مدة عمل شينزو ابيه المتواصلة في منصبه كرئيس وزراء