قد لا يهتم الكثيرين حول العالم لما يقولونه كل يوم بشكلٍ عابر من جملٍ أو كلمات، ولكن في حياة اليابان السياسية، الكلمات والجمل أمرٌ مهم، وقد تحدد مستقبل السياسيين بشكلٍ كبير! فإن استخدم أحد الساسة كلماته بشكلٍ صحيح قد ترفعه لأعلى المراتب، ولكن إن أساء استخدامها قد تجعل منه إضحوكة وتدمر مستقبله السياسي بالكامل! وبسبب عدة سوابق جدلية قام حزب اليابان الحاكم بنشر كتيب لمكافحة زلات اللسان خلال شهر مايو/آيار الجاري، وكما قال أحد حكماء العرب قديماً “مقتل الرجل بين فكيه”.
حيث قام الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان والذي يتزعمه رئيس الوزراء الياباني “شينزو آبيه” بنشر كتيب لإرشاد أعضاء الحزب حول كيفية تفادي زلات اللسان يحمل عنوان “كيفية تفادي زلات اللسان وسوء الفهم”، نظراً لاقتراب انتخابات برلمانية مهمة وبسبب عدة حوادث جدلية (منذ مدة ليست ببعيدة) اضطر على إثرها بعض الوزراء في كابينة “آبيه” الوزارية، ومسؤولون رفيعو المستوى، لتقديم استقالتهم نتيجة الضغط الكبير من الرأي العام وأحزاب المعارضة.
ولعل أشهر زلات اللسان (التي بسببها تم استحداث الكتيب) تعود لوزير ياباني سابق يدعى “يوشيتاكا ساكورادا” كان مسؤولاً عن ملف أولمبياد طوكيو 2020 ووزارة الأمن المعلوماتي اليابانية، واشتهر بوجهات نظره الجدلية، حيث قال في إحدى المرات خلال جلسة في مجلس النواب بأنه بالرغم من كونه وزيراً للأمن المعلوماتي لكنه لا يعرف كيفية استخدام الحواسيب مطلقاً ويعتمد على موظفيه في مثل هذه الأمور، وبأنه استخدم الحاسوب عندما كان في الـ 25 من عمره. وفي حادثة أخرى وصف أحد أعضاء مجلس النواب بأنه أهم بكثير من جهود إعادة البناء والإعمار في المناطق المنكوبة نتيجة زلزال عام 2011 في شمال شرق اليابان الذي أودى بحياة حوالي 18 ألف شخص، ونتيجة هذا التعليق المهين لضحايا الزلزال المؤلم، اضطر لتقديم استقاله والاعتذار لاحقاً!
ولا تنحصر مثل هذه الأمور بالوزير الياباني السابق “ساكورادا” وحسب، بل امتدت لتشمل أحد المسؤولين رفيعي المستوى في 5 أبريل/نيسان الماضي، حيث ارتكب نائب وزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل والسياحية اليابانية “إيتشيرو تسوكادا” هفوة عند حديثه عن رئيس الوزراء الياباني ونائبه ووزير المالية “تارو آسو” عندما قال بأنهم يرغبون بربط دوائرهم الانتخابية مع بعضها البعض عن طريق مشروع جسر في محافظة ياماغوتشي. مُلمحاً بأن هذا الجسر جميل من الحكومة لرئيس الوزراء ونائبه! وبسبب هذا التعليق غير العقلاني والذي لا يمت للواقع بصلة (كما قال “تسوكادا” لاحقاً)، اضطر للاعتذار وتقديم استقالته مباشرة بعد الضغط الإعلامي الكبير.
ويهدف هذا الكتيب لزيادة درجات الانضباط لدى أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، ويحذر الكتيب أعضاء الحزب الحاكم من التحدث أمام الإعلام، ويقول بأنه من الممكن أن يقتبس الكلام خارج نصه من قبل الإعلام بسهولة لذلك ينصح الكتيب بأن يستخدم المسؤولون جملاً قصيرة خلال حديثهم. كما ينصح الكتيب الأعضاء بتفادي استخدامهم “لكلمات قوية” والتي قد تستخدم في الإعلام كعناوين صفراء لتشويه صورهم لاحقاً! كما عليهم توخي الحذر الشديد عن التحدث عن الأمور التاريخية ذات الأهمية الكبيرة أو أيديلوجياتهم السياسية، المرض وكبار السن، الكوارث الطبيعية والحوادث المؤلمة، استخدام المزح لجذب الانتباه.. وغيرها.
هل تعتقد بأن هذا الكتيب مهم للانضباط وتفادي زلات اللسان؟ أو مجرد تقييد للحريات؟ شاركنا برأيك.
المصادر: هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية – صحيفة “Japan Times” اليابانية
صورة المقال الأصلية: وكالة كيودو اليابانية
اللسان وتجنب التعبير الصريح القوي باستبدالها بكلمات ديبلوماسية مقتضبة
الكتيب جيد ويضبط ويوجه سلوكيات المسؤولين حتى يتوخوا حذرهم ولا يقعوا في زلات اللسان مستقبلا.
زلات اللسان غير مقبولة في الاوساط السياسية عند كبار المسؤولين لذلك تكون عواقبها شديدة
ان هذا الكتيب فكرة جميلة يمكن ان يستفيد منه بعض الاشخاص
يجب على الإعلام أن يلتزم بالمصداقية والموضوعية وأن يتجنب اصطياد كلمات الناس وتحويرها في غير محلها
فكرة غريبة وجيدةفي نفس الوقت حتى يقوم السياسيون بحساب كل كلمة قبل ان ينطقوها