طب الكامبو漢方医学 هو نظام طبي تم تنظيمه بشكل منهجي على أساس ردود أفعال جسم الإنسان للتدخلات العلاجية. بجذوره في الطب الصيني القديم، تم تقديم هذا الشكل السابق من الطب التجريبي إلى اليابان في القرن الخامس تقريبًا. وقد تطور لاحقًا إلى شكل فريد من أشكال الطب من خلال التكيف مع مناخ وثقافة اليابان. فما هو الكامبو؟ وكيف بدأ؟ وما إسهاماته في الطب؟
العلاج بمكونات طبيعية
يعتبر كامبو النسخة اليابانية من الطب الصيني التقليدي بالأعشاب. ومثل أي شكل من أشكال الطب – عشبي أو غير ذلك – تعتمد سلامته على عدة عوامل. وهناك مخاطر محتملة يجب مراعاتها. وقد تم ممارسته لقرون وتم دمجه في نظام الرعاية الصحية في اليابان، مع العديد من التركيبات المنظمة والموحدة من قبل الحكومة اليابانية.
تصنع علاجات الكامـبو من مكونات طبيعية، في المقام الأول أعشاب نباتية. ولكنها تشمل أحيانًا معادن أو منتجات حيوانية. عند تحضيرها وجرعاتها بشكل صحيح، عادة ما تكون جيدة التحمل ومصممة لظروف فردية، مثل مشاكل الجهاز الهضمي، ونزلات البرد، أو الألم المزمن. تشير الدراسات إلى أن الكـامبو يمكن أن يكون فعالًا وآمنًا للعديد من الأمراض عند استخدامه على النحو المقصود. وقد افقت وزارة الصحة والعمل والرفاهية اليابانية على أكثر من 100 تركيبة من الكامبـو، والتي يتم إنتاجها تحت ضوابط جودة صارمة مماثلة للأدوية.
علاج طبي لعدة أمراض
يعالج طب الكامبو مجموعة واسعة من الحالات، على عكس الطب الغربي، الذي يستهدف غالبًا أعراضًا أو أمراضًا محددة، يتبنى الكامـبو نهجًا شاملاً، يهدف إلى تحقيق التوازن بين طاقة الجسم (المعروفة باسم “تشي”) والدم والسوائل بناءً على بنية الفرد وأعراضه. لا يتعلق الأمر بـ “علاج المرض” بل يتعلق باستعادة الانسجام، على الرغم من أنه يُطبق على العديد من الأمراض الملموسة.
تشمل الحالات التي يتم علاجها بشكل شائع ما يلي:
مشاكل الجهاز الهضمي: فقدان الشهية أو الغثيان أو عسر الهضم، وغالبًا في حالات التهاب المعدة المزمن أو التعافي بعد الجراحة حي أنها تحفز حركة المعدة.
نزلات البرد ومشاكل الجهاز التنفسي والحمى والصداع، ويهدف إلى طرد “مسببات الأمراض الخارجية” (مثل القشعريرة أو آلام الجسم).
الألم المزمن والتعب: علاج تقلصات العضلات أو آلام المفاصل، والتي غالبًا ما ترتبط بضعف الدورة الدموية أو التوتر.
صحة المرأة: اضطرابات الدورة الشهرية وأعراض انقطاع الطمث (الهبات الساخنة والأرق) أو مشاكل الخصوبة من خلال “تغذية الدم” وتنظيم الهرمونات.
الصحة العقلية: يمكن للكامبو معالجة القلق والأرق أو الحالات المرتبطة بالتوتر، كما يستعمل لتهدئة الانفعالات لدى مرضى الخرف
الحساسية وأمراض الجلد: حساسية الأنف أو الربو، حيث يستخدم الأعشاب لتقليل الالتهاب والمخاط.
يعتمد العلاج المحدد على التركيبة – هناك أكثر من 148 وصفة طبية معترف بها رسميًا في اليابان، ولكل منها غرض مخصص. على سبيل المثال، يستخدم دايكنشوتو على نطاق واسع بعد الجراحة لمنع انسداد الأمعاء، بدعم من التجارب السريرية التي تظهر أوقات تعافي أسرع. يقوم الممارسون بالتشخيص بناءً على “شو” (تشخيص النمط)، مع مراعاة الأعراض، لذلك قد يحصل شخصان مصابان “بنزلة برد” على علاجات مختلفة.
أضرار الكامبو
قد تنشأ أضرار محتملة في مواقف محددة:
الاستخدام غير السليم أو الجرعة المفرطة: قد يؤدي وصف الكامبو ذاتيًا أو تناوله دون استشارة الطبيب المختص إلى آثار جانبية أو تفاعلات مع أدوية أخرى. على سبيل المثال، يمكن أن تسبب الأعشاب مثل جذر عرق السوس (الشائع في الكامبو) ارتفاع ضغط الدم أو انخفاض مستويات البوتاسيوم في حالة الإفراط في استخدامها.
كما يمكن أن تتفاعل أعشاب الكامبـو مع الأدوية الغربية. على سبيل المثال، قد تعمل بعض التركيبات على تضخيم أو تقليل تأثيرات الأدوية مثل مميعات الدم أو علاجات مرض السكري.
وقد يتفاعل بعض الأفراد مع مكونات عشبية معينة، مما يؤدي إلى ردود فعل خفيفة (طفح جلدي) أو، نادرًا ما تتفاقم إلى مشاكل أكثر حدة.
ولهذا، استشارة طبيب ممارس مرخص أمر ضروري. وغالبًا ما يتم تدريب الأطباء في اليابان على كل من كامبـو والطب الغربي. رغم أنه ليس ضارًا بطبيعته، لكن قد تختلف حالة عن الأخرى، بناء على الحالة الصحية، والصيغة المحددة، وكيفية الحصول عليها.
تاريخ الكامبو
بدأ الطب الصيني التقليدي منذ حوالي 3000 عام. وقد تم دمج الطب الصيني التقليدي وتقليده بشكل نشط في اليابان خلال الفترة ما بين 250 م إلى 538 م، حيث تم استيراد الطب الصيني التقليدي إلى اليابان عبر شبه الجزيرة الكورية، جنبًا إلى جنب مع البوذية والثقافات الأخرى.
وفي عام 701 م تم إنشاء أول نظام للشؤون الطبية في اليابان، حيث كان الطب الياباني في القرن العاشر (فترة هيئان) مجرد تقليد للطب الصيني التقليدي.
وبحلول أواخر القرن الثاني عشر حفزت العلاقات التجارية بين اليابان والصين، وأدت إلى تدفق النصوص الطبية. وبدأ الأطباء اليابانيون في تبني نظرياتهم الطبية الخاصة، حيث حدثت عملية إضفاء الطابع الياباني على الطب الصيني التقليدي.
ومع التقدم الذي أحرزته الصين في الطب، تم تجميع الموسوعات الطبية الصينية، ومع غزوات اليابان لكوريا تم استيراد تقنيات الطباعة، مما سهّل انتشار الطب الصيني وإضفاء الطابع الياباني عليه.
وخلال القرن السابع عشر، خضع طب الكامبو لفترة من التطور الكبير الذي أنتج الأسلوب الذي يُمارس اليوم. وتم إنشاء كلمة “كـامبو” في الأصل لتمييزه عن “رامبو”، وهو مصطلح يستخدم لوصف الطب الغربي الذي قدمه الهولنديون إلى اليابان.
وفي عام 1804، نجح الطبيب سيشو هاناوكا في الجمع بين الطب الهولندي (رانجاكو) والكامبو وأصبح أول جراح يعالج سرطان الثدي بالجراحة وتسوسينسان، وهي تركيبة كـامبو، وقدؤعُيِّن طبيبًا رسميًا لشوغونية إيدو (الإمبراطور حينها) بعد نجاحه في علاج الكوليرا والحصبة.
ولكن أدى مد التحديث الطبي الغربي الذي اجتاح اليابان خلال أواخر القرن التاسع عشر إلى الانحدار السريع لكامبو.
وفي عام 1976، تمت إضافة 33 تركيبة من مستخلص الكامبو للوصفات الطبية إلى قائمة أسعار الأدوية التابعة للتأمين الصحي الوطني، واستمرت إضافة تركيبات جديدة منذ ذلك الحين. حاليًا، يوجد 148 تركيبة من مستخلص الكامبو على قائمة أسعار الأدوية.

الكامبو في الوقت الحاضر
في مارس 2010، أعلنت شركة نيكاي ميديكال كاستوم للنشر عن أحدث نتائج استطلاع رأي الأطباء عبر الإنترنت حول “استخدام أدوية الكامبو والموقف منها في عام 2010”. ووفقًا للاستطلاع، يصف 86.3% من الأطباء حاليًا أدوية الكامبو، مما يدل على استخدامها الواسع النطاق في الممارسات الطبية. وشملت الأسباب الرئيسية التي ذكرها الأطباء لوصف أدوية الكامبو:
- “الطب الغربي له حدود متأصلة” (51.1%)
- “التأثر بموجة من الأدلة العلمية حول أدوية الكامبو المقدمة في الجمعيات الأكاديمية” (34.6%)
- “الطلب القوي من المرضى” (24.6%).
وكان دواء الكامبو الأكثر وصفًا على نطاق واسع هو:
- الكاكونتو (70.2%)
- الدايكينتشوتو (50.2%)
- الشاكوياكوكانزوتو (49.2%).
وعلى وجه الخصوص، زاد استخدام الدايكينتشوتو والريكونشيتو واليوكوكانسان بشكل كبير مع تراكم الأدلة العلمية الداعمة

طب الكامبو في قطاع التعليم
في عام 2001، تمت إضافة قسم جديد للتعليم في الطب الشرقي لتعزيز “الفهم الأساسي لأدوية الكامبو” إلى المناهج الأساسية النموذجية لكليات الطب. كما تضمنت المناهج الأساسية النموذجية لكليات الصيدلة أيضًا قسمًا عن التعليم في “المواد الخام للأدوية الخام ومستحضرات الكامبو في الرعاية الصحية الحديثة”. واليوم، تم نشر العديد من الكتب المدرسية وأدرجت جميع الكليات والجامعات الطبية والصيدلانية طب الكامبو في مناهجها.
في عام 2006، عينت هيئة التخصصات الطبية اليابانية أطباء الجمعية اليابانية للطب الشرقي (JSOM) كمتخصصين في الكامبو. وأنشأت العديد من الجامعات ومراكز البحوث العامة لاحقًا أقسامًا بحثية وعيادات خارجية متخصصة في طب الكامبو. كما زاد عدد العروض العلمية حول الأبحاث الأساسية والسريرية لطب الكامبو في الجمعيات الأكاديمية بسرعة. تبشر هذه التغييرات بعصر جديد لتبني وتطوير طب الكامبو.
إعداد و تقديم جنة الجندي لمزيد من المحتوى المقدم من الكاتبة، بالإمكان متابعة صفحتها الخاصة عبر فيسبوك.
صورة المقال الرئيسية: موقع ساكوراكو