مع حلول الليل، تسللَ 47 شخصاً إلى القصر متسلقين الجدران المرتفعة ومنتظرين فرصتهم التي خططوا من أجلها طويلاً. حل هدوء غريب، وثم بدأت الطبول تقرع معلنين عن هجومهم لاسترداد كرامتهم وكرامة سيدهم الراحل! في هذا المقال نتناول قصة حقيقية من تاريخ اليابان تتحدث عن 47 رونين، ووفائهم وشجاعتهم اللامتناهية في وجه الظلم والسلطة الجائرة.
ماذا تعني كلمة «رونين»؟
قبل الخوض في تفاصيل القصة الحقيقية التي خُلدت عبر كتب وأفلام عديدة في اليابان وحول العالم، علينا أولاً أن نوضح المعنى وراء كلمة سترد كثيراً في هذا المقال. «رونين – 浪士» هو مصطلح قديم في اللغة اليابانية يعني الساموراي الذي فقد سيده.
ولكن لحظة ماذا تعني كلمة الساموراي تلك الأخرى؟.. «ساموراي – 侍» هو مصطلح ياباني كان يُطلق على الفرسان الذين يخدمون الحكام الإقطاعيين في اليابان القديمة، ويتبع الفرسان من الطبقة النبيلة عادةً أسيادهم ويخلصون في خدمتهم حتى الموت.
عندما يفقد الساموراي سيده أو قائده لأي سببٍ كان، من المتوقع منه أن يلحقه في مصيره ويموت من بعده من شدة ولائه. ويكون ذلك عبر ارتكاب الانتحار الطقوسي (بقر البطن) أو بطرق مختلفة أخرى كمثل الموت في المعركة على سبيل المثال لا الحصر.
في بعض الأحيان يفضل رجال الساموراي عدم لحاق أسيادهم إلى العالم الآخر والبقاء على قيد الحياة إما للانتقام أو البحث عن حكام إقطاعيين لخدمتهم. وهنا يمكن وصف ذلك الشخص الذي ليس لديه سيد أو قائد بمصطلح «رونين».
خلفية عن قصة الرونين
تبدأ قصتنا في القرن الـ18 الميلادي. آنذاك كانت اليابان ذات مجتمع ونظام حكم إقطاعي. أي أنها تمتلك حاكماً عسكرياً إقطاعياً أعلى يدعى بـ«شوغن – 将軍» ويحكم باسم الإمبراطور الذي ليس لديه سلطة سياسية حقيقية.
ويقود ذلك الحاكم الإقطاعي الأعلى حكاماً إقطاعيين أدنى منه يطلق عليهم اسم «دايميو – 大名» ويمتلكون شريحة واسعة من الأراضي في اليابان ولهم جيوشهم الخاصة المكونة من رجال الساموراي المخلصين لهم وبالتالي للشوغن نفسه.
أرسل الإمبراطور في العام 1701 ميلادية وفداً رفيعاً من كيوتو إلى قلعة إيدو (طوكيو حالياً) ليزور مقر الشوغن الأعلى كجزء من مراسم تقليدية.
وجهت أوامر إلى كلٍ من الحاكم الإقطاعي الشاب «أسانو ناغانوري» سيد آكو (آكو تدعى الآن هيوغو وهي في غرب اليابان)، والحاكم الإقطاعي «كاميئي كوريتشيكا» سيد تسووانو (منطقة هي الأخرى في غرب اليابان)، تُعنى بالانطلاق من أراضيهم إلى إيدو والتحضير من أجل وصول الوفد من كيوتو والاعتناء بضيوف الإمبراطور وحاجاتهم.
ومن بين أعضاء الوفد أرسل الإمبراطور مسؤولاً رفيع المستوى في بلاط الشوغن يدعى «كيرا يوشيناكا» كان واجبه أن يُعلّم «ناغانوري» و «كوريتشيكا» ضوابط البلاط الأعلى وكيفية التصرف بحضور الشوغن.
الإهانة التي أشعلت فتيل الانتقام
اشتهر «كيرا يوشيناكا» بغطرسته وتعاليه الشديد، وكان يعامل الحكام الإقطاعيون الأدنى منه باحتقار ليس له مثيل ويوجه لهم الإهانات دوماً. ووصل الأمر لدرجة أنه رفض الهدايا التي قدمت إليه من طرف «ناغانوري» و «كوريتشيكا» لكونها لا تناسب مقامه!
بعد مرور فترة، لم يعد «كوريتشيكا» سيد تسووانو يحتمل الإهانات وكان يخطط لقتل المسؤول الرفيع «كيرا يوشيناكا» انتقاماً للإهانات التي تعرض لها. ولكن صديقه وزميله «أسانو ناغانوري» نصحه بشدة بالصبر حتى تنتهي المراسم.
استطاع الحكام الإقطاعيين المقربين من «كوريتشيكا» سيد تسووانو التحدث إلى المسؤول «كيرا يوشيناكا» من أجل أن يكف عن إهانة سيد تسووانو بصورة مستمرة، وقدموا له أموالاً طائلة حتى يرضى. وبعد أن قبل بتلك الأموال، أصبح يعامل «كوريتشيكا» سيد تسووانو بصورة أحسن ولكنه ركز إهاناته الشديدة على الحاكم اليافع «أسانو ناغانوري».
وفي أحد الأيام تمادى المسؤول الرفيع «كيرا يوشيناكا» في إهانة «أسانو ناغانوري» سيد آكو لدرجة أن «ناغانوري» سحب سيفه أمام الجميع وأراد قطع رأس «يوشيناكا» ولكنه أخطأ الضربة من شدة غضبه وتمكن من جرحه في رأسه فقط.
تسبب غضب «أسانو ناغانوري» بموته! حيث تحظر قوانين البلاط استخدام السيوف داخل البلاط وقلعة إيدو بصورة قاطعة. أجبر «ناغانوري» بأمر من الشوغن على ارتكاب الانتحار الطقوسي، وثم صادرَ الشوغن جميع ممتلكاته وترك عائلته جائعة وأمر جميع رجاله البالغ عددهم نحو 300 بارتكاب الانتحار كذلك ليلحقوا مصير سيدهم.
التخطيط من أجل الانتقام
رفض 47 رجلاً من رجال «أسانو ناغانوري» تأدية الانتحار ولذلك أطلق عليهم اسم «رونين». حيث فضلوا آنذاك العيش على الرغم من مصادرة جميع إمكانياتهم العسكرية. ولكن ما لم يعلم به الجميع، أنهم أرادوا العيش من أجل الانتقام لقائدهم المظلوم.
بعيداً عن أعين الشوغن وجواسيس «كيرا يوشيناكا» هرب كل شخص من الـ47 رونين إلى مناطق مختلفة من اليابان بعد تفكيك قوتهم بالكامل، ولكي لا يثيروا الشكوك حصل كل واحدٍ منهم على عمل يومي ليعتقد الجميع بأنهم نسوا ما حدث وقرروا استكمال حياتهم ببساطة.
مر أكثر من عام منذ الحادثة، يأس جواسيس «كيرا يوشيناكا» من المراقبة وانشغل «يوشيناكا» نفسه بأمور أخرى. وهو ما كان ينتظره الرونين بصبر. إذ بدأت المجموعة المتبقية بالتجمع بسرية في إيدو (طوكيو حالياً) تحت قيادة الرونين المخضرم «أوّيشي يوشيو».
انتقام الرونين
مع حلول نهاية يناير 1703 جمع الرجال قوتهم خلال الشتاء البارد وحملوا دروعهم وسيوفهم وجددوا عهود الإخلاص لقائدهم، وأقسموا على سلب حياة «يوشيناكا» في عقر داره الأمن انتقاماً لشرف سيدهم «ناغانوري».
هبط الليل واتجه الرونين الـ47 بخفة نحو قصر «يوشيناكا» الذي كان غير مدركٍ للمصير الذي سيلقاه. تسلق الرجال جدران القصر المرتفعة من الأمام والخلف، وعم الهدوء مع ثبات حركاتهم البطيئة وسكون أنفاسهم. وفي لحظة واحدة، قُرعت الطبول وأعلنوا الهجوم.
تمكن الساموراي من التغلب على حراس الأبراج وربطهم لكي يتجنبوا قتلهم. وخرج حراس «يوشيناكا» المتبقين البالغ عددهم نحو 40 شخصاً، دون دروعهم الكاملة للدفاع عن سيدهم. ولكنهم لم يتمكنوا من مواجهة الرونين الذين قاتلوا بشراسة لدرجة أنهم أنهوا المعركة دون أي خسارة في صفوفهم سوى 4 إصابات.
عم الهدوء ولم يُعثر على «يوشيناكا»، استمر الرونين بالبحث لنحو ساعة حتى عثروا عليه داخل مخزن للفحم خائفاً ومرتعشاً. إذ ميزوه من الندبة التي تركها سيدهم على رأسه قبل أكثر من عام.
أخرج الرونين «يوشيناكا» إلى ساحة القصر وأوقفوه أمامهم. جلس قائدهم «أوّيشي يوشيو» على ركبتيه وقدم له خِنجر وطلب منه أن ينهي حياته بنفسه على طريقة الساموراي احتراماً لمقامه. ولكن «يوشيناكا» كان خائفاً لدرجة لا توصف ولم يسمع أي كلمة قالها «يوشيو».
اضطر «يوشيو» لإعدامه بنفسه عبر قطع رأسه. وبعد استكمال مهمتهم أطفئوا جميع النيران في القصر لكي لا تشتعل النار وتحرق القصر وربما تؤذي من يعيشون بجواره.
تحمل المسؤولية
خرج الرونين من القصر تحت غطاء الليل متجهين نحو قبر سيدهم بسرعة. آخذين إليه رأس «يوشيناكا» والخنجر الذي قطع رأسه، ليعلنوا بذلك عن انتهاء مهمتهم واستيفاء عهودهم.
انتشرت أخبار الانتقام في ساعات وأدرك الجميع ما جرى. وأصبح الناس يتحدثون عن بطولات الرونين ومدى إخلاصهم لسيدهم حتى أمسوا أبطالاً شعبيين في أرجاء اليابان. وأصبحت الحادثة تعرف باسم “انتقام آكو” أو “حادثة آكو”.
بعد استيفاء عهودهم بصورة كاملة، منحوا آخر أموالهم لأحد كهنة معبد «سينغاكوجي» في إيدو (طوكيو حالياً) ليقوم بدفنهم بجانب سيدهم بصورة مناسبة في حال قتلوا. وثم سلموا أنفسهم للسلطات لينهوا دائرة الانتقام والدم، متوقعين بصورة كاملة بأنهم سيتلقون عقوبة الإعدام.
فُرِقَ الرونين إلى 4 مجموعات، حجزت كل مجموعة تحت سلطة أحد الحكام الإقطاعيين حتى حلول موعد المحاكمة. أراد الشوغن إعدامهم على الفور لجريمتهم. ولكن مستشاريه نصحوه بتجنب ذلك ومنحهم شرف الانتحار على طريقة الساموراي بسبب شعبيتهم الكبيرة آنذاك.
في فبراير من عام 1703، سُمح لهم بارتكاب الانتحار الطقوسي على طريقة الساموراي إعجاباً بإخلاصهم الشديد وولائهم المتناهي لقائدهم الراحل. حيث دفنوا بعد ذلك بجوار قائدهم «أسانو ناغانوري».
ويجدر الذكر هنا بأن الروايات تختلف كثيراً عن بعضها البعض. حيث يقول بعض المؤرخين بأنهم جلسوا في القصر منتظرين إلقاء القبض عليهم. ولكن الرواية التي تقبلتها الأغلبية من خبراء التاريخ هي التي ذُكرت أعلاه.
تأثير الحادثة وشعبيتها في الحاضر
خُلدت قصة الرونين الـ47 في العديد من الكتب والأوساط المرئية. لعل أبرزها فيلم “47 رونين” الأمريكي من إنتاج عام 2013 وبطولة الممثل الشهير “كيانو ريفز”. ولكن فيلم “47 رونين” غير دقيق تاريخياً وهو لغرض الترفيه لا أكثر.
وبالإضافة لذلك، حافظت اليابان على قصتهم وتراثهم على مدار القرون الماضية. إذ يمكن مشاهدة قبورهم وزيارتها في محافظة هيوغو غرب البلاد. مع وجود عدة أضرحة حول اليابان تستذكرهم كل عام وتصلي لأرواحهم.
قصة جميلة جدا وقمة الاخلاص والوفاء من الساموراي
قصة الفلم تختلف عن القصة الحقيقية
قصة انتقام عظيمة في تاريخ اليابان 47 رونين
رونين هو مصطلح قديم في اللغة اليابانية يعني الساموراي الذي فقد سيده
عندما يفقد الساموراي سيده او قائده لأي سبباً كان فأنه سيموت من بعده من شدة ولائه
رفض 47 رجلاً من رجال أسانو ناغانوري تأدية الانتحار وذلك اطلق عليهم اسم رونين لانهم ارادو العيش من اجل الانتقام لقائدهم المظلوم
حافظت اليابان على قصة وتراث الرونين ال47 على مدار القرون الماضية
يمكن مشاهدة وزيارة قبورهم في محافظة هيوغو
لست معجب أبدا بفكره الانتحار حتى لو كانت دليل علي الولاء . وهذه قناعاتي وإيماني
إنها قصة مميزة وكمية الوفاء بها مبهرة
لم يكن يجب عليهم التضحية بأنفسهم حتى على الرغم من أنهم أخذوا بثارهم لقائدهم
اذا كان يجب عليهم حماية قائدهم من القتل حتى عندما أهانه كيرا كان يجب عليهم حماية قائدهم كونهم من الجنود الساموراي
أن قصة ال٤٧رونين قصة قمة في الوفاء والتضحية والوفاء بالوعد
لماذا كان الامبراطور كيرا يكره كثيراً أسانو لهذه الدرجة ؟
لقد قطعوا رأسه هل كان يستحق كل ذلك كان ينبغي عليهم قتله فقط
لقد كان اجمل انتقام شهدته وكمية الاحترام التي يحملها الرونين لقائدهم
شاهدت الفيلم الامريكي من قبل و اعجبت بقصته
اعتقد ان مفهوم الانتحار في الثقافة اليابانية ليس كباقي الثقافات في العالم اغلب الثقافات ترفض الانتحار بشكل قاطع
للحظة تعتقد أنها قصة خيالية… بالفعل تغلبت على الخيال ..والله أعلم بما حدث في ذاك القرن ال18
كم أود زيارة ضريحهم!
كيانو ريفز ابدع في الفيلم انصح بمشاهدته
شجاعتهم كانت كفيلة لان تجعل قصتهم تروى لاجيال عديدة وتصبح اسطورة بحد ذاتها
جميل ولائهم لسيدهم ذكروني بولاء الاكازايا لاودن
انا معجبة فعلا بالساموراي بالانظباط والوفاء وقمة الولاء الذي يمتلكونه يعني يتلزمو بقيمهم لدرجة الموت وهذا الذي اثار اعجابي … وكان الفيلم من افضل الافلام الذي شهدتها وحقيقة لم اصدق انها قصة حقيقة وتاريخة الا اليوم
الحقيقة قصه ملهمه فى الوفاء والاخلاص
رونين في اللغة اليابانية يعني الساموراي الذي فقد سيده وهو مصطلح قديم
عندما يفقد الساموراي سيده او قائده فأنه سيموت من بعده مهما كانت سبب وفاته وذلك من شدة ولائه
يمكن زيارة ومشاهدة قبورهم في محافظة هيوغو
حافظ اليابانيين على تراث الرونين ال 47 على مدار القرون الماضية
الفيلم رهيب
بصراحه انصدمت من شدة الوفاء لهدول الساموراي ٤٧ و هالشي نادر للغاية وسمعت عن هاد الفلم وانعرض من فترة علي قناة mbc action بس ما الاحقت الا الجزء الأخير منه