صناعة اللؤلؤ في اليابان

صناعة اللؤلؤ في اليابان
صناعة اللؤلؤ في اليابان

اكتسبت اللآلئ اليابانية شهرة عالمية منذ أن تم إنشاء تقنيات الزراعة الاصطناعية في القرن العشرين. وتطورت ثقافة اللؤلؤ في شبه جزيرة شيما بالجزء الجنوبي من محافظة ميه، فقد توفرت المياه الهادئة في الخلجان المحمية. حيث تنتشر التيارات البحرية الهادئة بلطف، لتصبح بيئة مثالية لزراعة اللؤلـؤ.


اللؤلؤ الياباني
اللؤلؤ الياباني


منافسة اقتصادية مع الخليج العربي


كان من المعروف قديمًا في أوائل القرن العشرين، أن صناعة اللؤلـؤ تشكل قوة اقتصادية أساسية لدى دول الخليج، على رأسها الكويت والبحرين، قبل اكتشاف النفط في أراضيهم. حيث عملوا في الغطس والغوص في أعماق الخليج لاستخراج اللـؤلؤ، باستخدام المراكب والتجديف والأدوات البسيطة، ما كان مرهق ومهلك للغاية. ولكن منذ أن طور عالم الأحياء الياباني “ميكيموتو كوكيتشي” تقنية استنبات اللؤلـؤ من المحار في مزارع خاصة، نجحت اليابان في اكتساب قوة اقتصادية كبيرة وإحداث نكبة اقتصادية لدول الخليج، لم يتغلبوا عليها إلا بعد اكتشاف النفط.


العالم ميكيموتو كوكيتشي
العالم ميكيموتو كوكيتشي


اللؤلؤ عبر التاريخ الياباني


يعود أصل اللؤلـؤ المستزرع إلى بحر إيسي شيما، وهو جزء من  متنزه إيسي شيما الوطني في اليابان ، وهو المكان الذي بدأت فيه أول عملية ناجحة لتربية اللؤلؤ في العالم. ففي عام 1888، بدأت تربية محار أكويا، في خليج آغو عند الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة؛ حيث أنتج نصف لؤلؤة. وبحلول عام 1906، تم تطوير طريقة لإنتاج اللؤلـؤ المستدير. وانتشرت هذه التقنية وساهمت بشكل كبير في نمو صناعة اللـؤلؤ في جميع أنحاء العالم. وفي عام 1910، أصبح خليج “آغو” المنطقة معروفة للعالم كمركز مهم لزراعة اللـؤلؤ. حيث كان موطنًا لمحار اللؤلـؤ منذ العصور القديمة.


يقع مختبر أبحاث اللـؤلؤ الوطني على جزيرة كاشيكوجيما، ويُعرف بأنه مركز أبحاث وتطوير تكنولوجيا زراعة اللؤلؤ. وفقًا لذلك، اعتبارًا من عام 1995، كان هناك 1100 مزرعة لزراعة اللؤلـؤ تقع في محافظة ميه. واليوم، تحتل ميه المرتبة الثالثة على القائمة فيما يتعلق بالإنتاج الإجمالي للؤلؤ، حيث أصبح المركز الرئيسي لإنتاج اللؤلـؤ الآن نحو محافظة إهيمي. كما يتميز ساحل “أووا” في محافظة إهيمي بخط ساحلي معقد ويتمتع بمناخ معتدل مثالي لزراعة اللـؤلؤ. وتتمتع المنطقة بحصاد أكبر من اللؤلـؤ مقارنة بأي مكان آخر في اليابان.


أحد مزارع اللؤلؤ في خليج آغو
أحد مزارع اللؤلؤ في خليج آغو


خطوات زراعة اللؤلؤ


وتتكون زراعة اللؤلؤ من خطوتين؛ الأولى هي زراعة محار اللـؤلؤ “أكوياجاي“. والخطوة الثانية هي إنتاج اللؤلؤ المستزرع، من خلال إدخال حبة صغيرة يتشكل حولها عرق اللؤلؤ اللامع. بدأت محافظة إهيمي بالتركيز على إنتاج محار اللؤلؤ. وبعد انتشار تربية محار اللؤلؤ لزراعة اللؤلؤ على نطاق واسع، انتقل الناس بنشاط إلى الخطوة التالية المتمثلة في زراعة اللؤلـؤ فعليًا.  

ولزراعة اللؤلـؤ، عندما يبلغ عمر المحار البذري من سنتين إلى 3 سنوات، يتم زرع حبة من عرق اللـؤلؤ في أنسجة المبيض الناضجة باستخدام تقنية خاصة. وعادة ما يُترك المحار معلق في البحر لمدة عام. ثم في الشتاء، عندما تكون درجة حرارة مياه البحر منخفضة، تُفتح الأصداف وتزال اللآلئ. ولأن اليابان تقع عند الحدود الشمالية، تنخفض مستويات الحرارة للماء للغاية في الشتاء، فيجب نقل المحار إلى مناطق أكثر دفئًا لمنع موته المبكر. ويتم اتخاذ هذا النوع من الرعاية الدقيقة أثناء زراعة اللؤلـؤ. كما يتم الاعتناء بالمحار مرتين في الشهر، حيث يتم إجراء فحوصات لنمو الأعشاب البحرية وأنواع أخرى من الرخويات. وحوالي 80٪ من اللآلئ المنتجة لها قيمة تجارية. 


مزار سياحي رائع

يمكن للزوار في مدينة إيسي التعرف على كل ما يتعلق بأنواع اللآلئ والألوان والأشكال والأحجام المختلفة التي تأتي بها. حيث لا يوجد نوعان متشابهان تمامًا. يمكن استكشاف كيفية  تقييم اللآلئ من خلال لمعانها وعرق اللؤلؤ وعوامل أخرى. كما يمكن أيضًا شراء مجوهرات اللآلئ هنا، أو حتى صنعها بنفسك في ورشة عمل عملية. حيث تختار كل شيء حتى لون وحجم اللؤلؤة.

إحدى الفعاليات السياحية لزراعة اللؤلؤ
إحدى الفعاليات السياحية لزراعة اللؤلؤ


إعداد و تقديم جنة الجندي لمزيد من المحتوى المقدم من الكاتبة، بالإمكان متابعة صفحتها الخاصة عبر فيسبوك.

انضم الآن مجاناً لتصبح عضواً متميزاً في مجلة اليابان للحصول على آخر المستجدات والأخبار من الموقع. مع العديد من العروض والمفاجآت! (اضغط هنا)

صورة المقال الرئيسية:
Image by Pexels from Pixabay

0 0 votes
Article Rating

اكتب تعليقًا

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x